رأي الوطن : دبلوماسية نشطة مقدرة هدفها إنساني أولا
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
مرَّة تلو الأخرى تؤكِّد سلطنة عُمان على قدرة دبلوماسيَّتها المتفرِّدة والمُقدَّرة في التصدِّي لأصعب الأزمات العالقة بَيْنَ الدوَل، لِتكُونَ مسقط بوَّابة الحلحلة للعديد من القضايا الإقليميَّة والعالَميَّة، منطلِقةً من ثوابت راسخة قائمة على ضرورة التعايش السِّلمي واحترام السِّيادة الوطنيَّة للدوَل، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخليَّة، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، والبُعد عن اتِّخاذ أيِّ قرارات انفعاليَّة متشنِّجة، والبدء بخطوات قَدْ تكُونُ صغيرة في البداية، لكنَّها تسعى إلى إزالة التوتُّرات وبناء جسور من الثِّقة.
وحرص حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ تَولِّيه مقاليد الحُكم على التمسُّك بتلك الثوابت الدبلوماسيَّة، واستطاعت توجيهات عاهل البلاد المُفدَّى السَّديدة إحداث اختراقات كبيرة في العديد من الملفَّات المستعصية في فترة وجيزة، خصوصًا في ملف العلاقات الإيرانيَّة الخليجيَّة، التي كانت انطلاقةً لعودة الهدوء في ملفَّات وأزمات عدَّة على رأسها الأزمة اليمنيَّة والسوريَّة، والاتِّفاق النَّوويُّ بَيْنَ إيران والغرب، حيث تتَّبع الدبلوماسيَّة العُمانيَّة ـ في سبيل تحقيق ذلك ـ سياسة ذات نَفَسٍ طويل تحرص على قراءة التفصيلات الصغيرة التي تُمهِّد لحلول تُحقِّق مصلحة الشعوب وتحقن الدماء، وتسعى إلى إيقاف الخسائر، تمهيدًا لحلٍّ نهائيٍّ يُحقِّق الأمن والسَّلام بشكلٍ يفتح آفاق التعاون البنَّاء.
ويأتي الدَّوْر الذي أدَّته سلطنة عُمان للوصول إلى اتِّفاق صفقة تبادل المتحفَّظ عَلَيْهم بَيْنَ الولايات المُتَّحدة وإيران تأكيدًا على قدرة الدبلوماسيَّة العُمانيَّة على فتح الأبواب المغلقة وعلى ما تحظى به من تقدير دوليٍّ، لِتكُونَ مسقط هي بوَّابة العبور التي يثق فيها الفرقاء في المنطقة والعالَم، حيث أثمرت الجهود العُمانيَّة الدبلوماسيَّة عن الإفراج عن خمسة مواطنين أميركيِّين كانوا محتجزين من قِبل السُّلطات الإيرانيَّة، ووصولهم إلى دَولة قطر مقابل الإفراج عن أموال إيرانية تُقَدَّر بـ(6) ستَّة مليارات دولار أميركي وتحويلها لبنوك في قطر، لِتكُونَ تلك الخطوة الصغيرة انفراجة مُهمَّة تُحقِّق الأجواء الإيجابيَّة المنشودة، فهي خطوة تُعيد الثقة المتبادلة وتؤكِّد قدرة الأطراف على الالتزام بالتعهُّدات، لِتفتحَ الطريق نَحْوَ إحياء الاتِّفاق النوويِّ الإيرانيِّ.
ولعلَّ حرص الرئيس الأميركي جو بايدن على توجيه شكره الخاصِّ لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ على الجهود المشتركة في تسهيل التوصُّل إلى اتِّفاق، يؤكِّد الثِّقة الكبيرة التي تكنُّها القيادة الأميركيَّة للقيادة العُمانيَّة ودبلوماسيَّتها الفاعلة، في تحقيق الأمن والسَّلام والاستقرار الذي ينشده العالَم، وسط هذا الكمِّ الكبير من التحدِّيات والأزمات المتتالية، التي تحتاج من الجميع تضافر الجهود والنَّأيَ عن الصراعات التي لا طائل من ورائها، والتي باتت تؤثِّر سلبًا على كافَّة دوَل العالَم.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة الع مانی
إقرأ أيضاً:
الهيئة 302: "أونروا" ترتكب مجزرة إنسانيّة بحق عدد من موظفيها بالقدس
بيروت - صفا
قالت الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين "إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- أونروا، ترتكب مجزرة إنسانية بحق عدد من موظفيها بالقدس المحتلة، بحجة "اعادة التموضع".
وأضافت الهيئة في بيان صادر عنها، أنه "وبدون مقدمات أو استشارات مع المؤتمر العام في الوكالة وبشكل مفاجئ تسلم موظفو الأونروا العاملون في مقر رئاسة الأونروا في حي الشيخ جراح في القدس إخطارات اليوم تنهي عملهم في الوكالة والطلب اليهم البحث عن وظائف جديدة خلال 12 شهراً".
وبينت أن المفاجأة الأخرى في القرار بأن الأخير يستهدف الموظفين الفلسطينيين فقط، أما الموظفين الدوليين فسيجري استيعابهم خارج الضفة الغربية وغزة والتقديرات تشير إلى اعتمادهم في الأردن.
يا ويعود سبب انهاء عقود الموظفين وشطب وظائفهم إلى "إعادة تموضع مكاتبها الرئاسية خارج مدينة القدس" حسب ما جاء في القرار.
واعتبرت الهيئة 302 أن القرار يشكل مجزرة إنسانية بحق الموظفين واللاجئين والوكالة نفسها يجب التراجع عنه فوراً وبأنه يأتي كأحد الجرعات السامة لانهاء عمل الوكالة انسجاماً مع قرار الكنيست الإسرائيلي الذي يدعو إلى حظر عمل الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد 90 يوما من صدور القرار.
وكان الكنيست الاسرائيلي صدق موخرا، على قرار حظر "أونروا" في الأراضي التي يسيطر عليها.