مرَّة تلو الأخرى تؤكِّد سلطنة عُمان على قدرة دبلوماسيَّتها المتفرِّدة والمُقدَّرة في التصدِّي لأصعب الأزمات العالقة بَيْنَ الدوَل، لِتكُونَ مسقط بوَّابة الحلحلة للعديد من القضايا الإقليميَّة والعالَميَّة، منطلِقةً من ثوابت راسخة قائمة على ضرورة التعايش السِّلمي واحترام السِّيادة الوطنيَّة للدوَل، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخليَّة، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، والبُعد عن اتِّخاذ أيِّ قرارات انفعاليَّة متشنِّجة، والبدء بخطوات قَدْ تكُونُ صغيرة في البداية، لكنَّها تسعى إلى إزالة التوتُّرات وبناء جسور من الثِّقة.

فالدبلوماسيَّة العُمانيَّة كانت وما زالت صوت العقل، صوت الإنسان، صوت التنمية، صوت الحكمة، صوت التسامح والسَّلام، صوت التعايش، الذي يؤمن بأنَّ الهدوء والاستقرار والتعايش السِّلميَّ هو بوَّابة السَّلام التي يتحقَّق عَبْرَها التقَدُّم التنمويُّ المنشود، الذي يُلبِّي تطلُّعات وطموحات الدوَل والشعوب.
وحرص حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ تَولِّيه مقاليد الحُكم على التمسُّك بتلك الثوابت الدبلوماسيَّة، واستطاعت توجيهات عاهل البلاد المُفدَّى السَّديدة إحداث اختراقات كبيرة في العديد من الملفَّات المستعصية في فترة وجيزة، خصوصًا في ملف العلاقات الإيرانيَّة الخليجيَّة، التي كانت انطلاقةً لعودة الهدوء في ملفَّات وأزمات عدَّة على رأسها الأزمة اليمنيَّة والسوريَّة، والاتِّفاق النَّوويُّ بَيْنَ إيران والغرب، حيث تتَّبع الدبلوماسيَّة العُمانيَّة ـ في سبيل تحقيق ذلك ـ سياسة ذات نَفَسٍ طويل تحرص على قراءة التفصيلات الصغيرة التي تُمهِّد لحلول تُحقِّق مصلحة الشعوب وتحقن الدماء، وتسعى إلى إيقاف الخسائر، تمهيدًا لحلٍّ نهائيٍّ يُحقِّق الأمن والسَّلام بشكلٍ يفتح آفاق التعاون البنَّاء.
ويأتي الدَّوْر الذي أدَّته سلطنة عُمان للوصول إلى اتِّفاق صفقة تبادل المتحفَّظ عَلَيْهم بَيْنَ الولايات المُتَّحدة وإيران تأكيدًا على قدرة الدبلوماسيَّة العُمانيَّة على فتح الأبواب المغلقة وعلى ما تحظى به من تقدير دوليٍّ، لِتكُونَ مسقط هي بوَّابة العبور التي يثق فيها الفرقاء في المنطقة والعالَم، حيث أثمرت الجهود العُمانيَّة الدبلوماسيَّة عن الإفراج عن خمسة مواطنين أميركيِّين كانوا محتجزين من قِبل السُّلطات الإيرانيَّة، ووصولهم إلى دَولة قطر مقابل الإفراج عن أموال إيرانية تُقَدَّر بـ(6) ستَّة مليارات دولار أميركي وتحويلها لبنوك في قطر، لِتكُونَ تلك الخطوة الصغيرة انفراجة مُهمَّة تُحقِّق الأجواء الإيجابيَّة المنشودة، فهي خطوة تُعيد الثقة المتبادلة وتؤكِّد قدرة الأطراف على الالتزام بالتعهُّدات، لِتفتحَ الطريق نَحْوَ إحياء الاتِّفاق النوويِّ الإيرانيِّ.
ولعلَّ حرص الرئيس الأميركي جو بايدن على توجيه شكره الخاصِّ لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ على الجهود المشتركة في تسهيل التوصُّل إلى اتِّفاق، يؤكِّد الثِّقة الكبيرة التي تكنُّها القيادة الأميركيَّة للقيادة العُمانيَّة ودبلوماسيَّتها الفاعلة، في تحقيق الأمن والسَّلام والاستقرار الذي ينشده العالَم، وسط هذا الكمِّ الكبير من التحدِّيات والأزمات المتتالية، التي تحتاج من الجميع تضافر الجهود والنَّأيَ عن الصراعات التي لا طائل من ورائها، والتي باتت تؤثِّر سلبًا على كافَّة دوَل العالَم.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الع مانی

إقرأ أيضاً:

المستهلك الكويتي يتعرف على جودة المنتج العُماني في معرض خاص

الكويت- العُمانية

تسعى اللجنة المنظمة لمعرض المنتجات العُمانية "أوبكس" من خلال تنظيمها معرض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المصاحب للمنتدى الاقتصادي العُماني الكويتي، إلى التعريف والترويج للمنتجات العُمانية وما تتمتع به من جودة عالية في السوق الكويتي، وفتح منافذ تسويقية جديدة وإيجاد شراكات تجارية مع الشركات الكويتية الأخرى.

ويحظى معرض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي يقام بدولة الكويت بمشاركة 70 شركة منها 50 شركة عُمانية تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاعات المواد الغذائية والعطور والبخور والكماليات والتقنية وغيرها.

وقال الدكتور سيف بن خميس المعمري مستشار رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، ورئيس الفريق التشغيلي لترويج المنتجات العُمانية "أوبكس" إن الفريق الإشرافي يعمل بشكل مستمر على تسهيل دخول المنتجات العُمانية إلى الأسواق الإقليمية وتعزيز حضورها بما يسهم في زيادة الصادرات غير النفطية، مؤكدًا أن المنتدى والمعرض يشكلان فرصة لرواد الأعمال العُمانيين للتواصل مع نظرائهم الكويتيين وبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد، خاصة وأن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموًّا مستمرًّا، ما يؤكد أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين.

وأوضح أن هذه الفعالية تعدّ منصة مهمة لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العُمانية من استكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة في السوق الكويتي والترويج لجودة وتنافسية المنتجات العُمانية في القطاعات المختلفة المشاركة في المعرض.

من جانبها، قالت ريم بنت مبارك العلوية رئيسة قسم التواصل الرقمي في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إن مشاركة عدد من المؤسسات العُمانية في المعرض المصاحب للمنتدى الاقتصادي العُماني الكويتي تأتي ضمن جهود الهيئة الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع دولة الكويت وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من استكشاف الفرص الواعدة في السوق الكويتي وزيادة حضورها في الأسواق الإقليمية.

وأضافت العلوية أن الهيئة تولي أهمية كبيرة لتعزيز تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعمها من خلال الترويج لجودة منتجاتها وقدراتها الابتكارية وتسهيل الوصول إلى شركاء استراتيجيين في الأسواق المستهدفة، مؤكدةً أن المعرض يمثل فرصة مهمة لعرض إمكانات الشركات العُمانية في قطاعات متنوعة مثل الأغذية، والصناعات الحرفية، والتقنيات الحديثة.

مقالات مشابهة

  • نبيلة مكرم من مستشفى حلوان للصحة النفسية: دعم المرضى واجب إنساني ومسئولية مجتمعية
  • سالم عوض الربيزي: “اليمن أولاً: خلافاتنا تتوقف عند حدود الوطن”
  • أعاصير دبلوماسية
  • وزير الأوقاف: الكتاتيب صروح تعليمية وتربوية هدفها تعزيز وعي النشء
  • «وزير الأوقاف»: الكتاتيب صروح تعليمية وتربوية ومنارات للوسطية هدفها تعزيز وعي النشء
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • روى النضال الفلسطيني في أزواد.. أحمد أبو سليم: أدب المقاومة إنساني والنظام السياسي يتطور بالثقافة
  • ختام التمرين العسكري العُماني السعودي المشترك "تضامن 1"
  • المستهلك الكويتي يتعرف على جودة المنتج العُماني في معرض خاص
  • «سلامة الطفل» تبدأ حملة «سلامتهم أولاً» بـ 20 فعالية