جريدة الوطن:
2024-07-08@00:29:08 GMT

مفارقات تاريخية

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

مفارقات تاريخية

أن يتمَّ انتخاب «ريشي سوناك» Rishi Sunak الشَّاب الهندوسي، المولود في بريطانيا (1980)، رئيسًا لوزراء بريطانيا عن حزب المحافظين، فإنَّ في ذلك لشجونًا بالنسبة لأبناء شِبْه القارَّة الهنديَّة، تلك الأرض الشَّاسعة التي ضمَّتها بريطانيا الكولونياليَّة جزءًا من «الامبراطوريَّة التي لا تغرب الشمس عَنْها»!
هذه مفارقة تستحقُّ التوقُّف والتأمُّل بأناة، خصوصًا إذا ما حَظِيَ المرء بمعرفة جيِّدة مناسبة بطرائق التاج البريطاني إلى الهنود الذين عدَّهم البريطانيون مع بلادهم «لؤلؤة التاج» Kohinoor، علمًا أنَّ الحكَّام البريطانيِّين عَبْرَ الهند حقبة ذاك قَدْ ساموا سكَّانها الهندوس العذاب الممزوج بالاحتقار؛ نظرًا لأنَّ الصولجان البريطاني قَدْ عدَّ الهندوس (وهم الأغلبيَّة السكَّانيَّة في الهند) وثنيِّين ومشركين، إذ إنَّ الهندوسيَّة ديانة مُتعدِّدة الآلهة، غير آبهين كبريطانيِّين بأبعاد الهندوسيَّة الأعمق الأخرى: باعتبارها ديانة هي أقرب إلى الهندوسيَّة Hinduism أسلوب حياة وفلسفة روحيَّة تقوم على عبادة الــ»براهمن» Brahman، إلهًا رئيسًا، من بَيْنَ عددٍ كبير من الآلهة والآلهات.

والحقُّ، فإنَّ في هذا الأمْرِ شجونًا، فعِنْدما فصل ملك بريطانيا هنري الثامن شَعبه عن الكنيسة الكاثوليكيَّة التي كانت تُمثِّل كينونة مسيحيَّة أوروبيَّة موَحّدة في حقبة سابقة، وذلك إثر قرار بالاقتران بزوجة ثانية، فإنَّه لَمْ يتوانَ عن فصل بلاده وعزْلها عن الكنيسة البابويَّة الموَحّدة في روما، لِيحيلَ بريطانيا إلى كيان مسيحي «انجليكاني» (بروتستانتي) مستقلٍّ عن كنيسة روما الكاثوليكيَّة. لذا، فإنَّ الذاكرة البريطانيَّة تحتفظ بهذا الحادث التاريخي الديني في قعر عقلها الجمعي منذ عصور: ودليل ذلك ما يحدث اليوم في أيرلندا الشماليَّة، حيث تتمرَّد الأغلبيَّة الكاثوليكيَّة على سُلطة بريطانيا البروتستنتيَّة! وهذا يعني أنَّ للحاكم دَوْرًا مُهمًّا للغاية في تقرير شؤون البلاد والعباد بقدر تعلُّق الأمْرِ بالعبادات وبالحياة الروحيَّة. أمَّا أن يرشِّحَ الحزب الجمهوري في الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة شابًّا هندوسيًّا للانتخابات الرئاسيَّة القادمة، فإنَّ في ذلك شجونًا إضافيَّة، خصوصًا بعدما يستذكر المرء اعتراض غالبيَّة الجمهور الأميركي (البروتستنتي) على فوز ”جون كنيدي» Kennedy بالرئاسة في بداية ستينيَّات القرن الماضي؛ بسبب كونه ينحدر من أُسرة كاثوليكيَّة (والكاثوليك هم أقليَّة في أميركا)، فإنَّ في ذلك استذكارًا لجرح عميق في النَّفْس الأميركيَّة: لذا للمرء أن يلاحظَ بأنَّ «راما سوامي» Rama Swami هو اليوم أحد أبرز المرشَّحين السَّاعين للوصول إلى البيت الأبيض: وإذا ما تحقَّق حلم «سوامي» هذا بالرئاسة يكُونُ «النِّصاب» قَدِ اكتمل بقدر تعلُّق الأمْرِ بأهمِّ «دَولتَيْنِ أنجلو سكسونيَتَيْنِ» (بريطانيا والولايات المُتَّحدة) لِيحكمَهما شابَّانِ وثنيَّانِ يؤمنانِ بديانة مُتعدِّدة الآلهة والآلهات.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

تقرير بريطاني: تكتيكات الحوثيين البحرية تتطور وتتخذ منعطفات جديدة وخطيرة

الجديد برس:

أكد موقع “سيتريد ماريتايم نيوز” البريطاني، المختص في شؤون الملاحة البحرية والشحن، أن تكتيكات قوات صنعاء البحرية تتطور وتتخذ منعطفات جديدة وخطيرة، مع استخدام الزوارق المسيرة التي يتم إطلاقها من “سفن الأم” التي يصعب تحديد هويتها.

ويشير الموقع البريطاني في تقرير حديث إلى أن هذا التطور في التكتيكات لقوات صنعاء يمثل تحدياً خطيراً لعمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ونقل الموقع عن سكارليت سواريز، المحللة الاستخباراتية البارزة في شركة “دراياد جلوبال”، قولها إن “على الرغم من الأسلحة المتطورة التي يمتلكها التحالف، فإن ضرباتهم الانتقامية كانت غير فعالة إلى حد كبير”.

وأضافت أن قوات صنعاء يفوزون في حرب الدعاية، وقد طوروا بنية تحتية قوية لتصنيع الأسلحة داخل اليمن.

ويركز التقرير على الهجوم الأخير باستخدام الزوارق المسيرة، والذي يمثل تطوراً خطيراً في حرب الاستنزاف التي تخوضها قوات صنعاء. ووفقاً للتقرير، فإن استخدام “سفن الأم” لإطلاق الزوارق المسيرة يجعل من الصعب تحديد هويتها، مما يسمح لقوات صنعاء بشن هجمات من مسافة بعيدة واستهداف الأقسام الضعيفة من السفن.

كما نقل التقرير عن شركة “دراياد جلوبال” قولها إن “السفن الأم” يمكن أن تُستخدم أيضاً لجمع المعلومات الاستخباراتية وإجراء المراقبة على سفن العدو، مما يمنح قوات صنعاء ميزة تكتيكية.

ويؤكد التقرير على خطورة هذه التكتيكات الجديدة، خاصة مع صعوبة اعتراض “السفن الأم” التي غالباً ما تكون سفن صيد ولا تظهر سلوكيات مشبوهة.

وأشار التقرير إلى أن هذا التطور في تكتيكات قوات صنعاء البحرية، بما في ذلك استخدام الزوارق السطحية غير المأهولة، يمثل تهديداً متزايداً لسلامة السفن التجارية والعسكرية في المنطقة.

ونقل عن سواريز قولها إن “استخدام السفن الأم للتحكم في السفن غير المأهولة ليس بالأمر الجديد، ولكن الحادث الذي وقع مع السفينة (سمر ليدي) له أهمية كبيرة بسبب عدد القوارب المستخدمة، ويبدو أن هذا يشير إلى أن الحوثيين يوسعون ويحسنون استخدامهم للسفن غير المأهولة بعد إغراق السفينة (توتور) بنجاح”.

وبحسب التقرير فإن “الهجوم على السفينة (توتور) والذي أدى إلى غرقها في 19 يونيو الماضي كان أول عملية نشر ناجحة مؤكدة لمركبة سطحية غير مأهولة”.

وقال التقرير إن “هذا الهجوم انطلق من سفينة أم، والتي تقول شركة (دراياد) إنه من الصعب تحديد هويتها كسفينة قتالية لأنها عادة ما تكون سفن صيد، وما لم تظهر سلوكيات مشبوهة، فمن غير المرجح أن يتم تفتيشها، ومع الضغوط السياسية التي تمارس الآن على القوات الغربية، فإن هذه القوات أصبحت في موقف دفاعي أكثر من كونها هجومية، كما تقول سواريز”.

وقال التقرير إن “الحوثيون يستخدمون السفن الأم لسحب الزوارق ذاتية القيادة واصطحاب البحارة، وتوفير القيادة والسيطرة أثناء الهجمات”.

وقالت سواريز المحللة في شركة (دراياد جلوبال) قولها إن “التصميم الأساسي للسفن ذاتية القيادة يمثل ميزة تتمثل في أن السفن لا تعتمد على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ويمكن استخدامها لشن هجمات دون تعريض حياة مقاتلي الحوثيين للخطر”.

وأضافت: “بمعزل عن عدم عبور المنطقة، فإن طواقم السفن ليس لديهم أية وسيلة للدفاع ضد مثل هذه الهجمات”.

مقالات مشابهة

  • العراق سيشتري غازا لن يدخل محطاته أبدًا.. فائدتان و3 مفارقات مريبة لاتفاقية ايران وتركمانستان
  • تقرير بريطاني: تكتيكات الحوثيين البحرية تتطور وتتخذ منعطفات جديدة وخطيرة
  • حزب العمال يعود لترأس السلطة التنفيذية في بريطانيا
  • ستارمر يؤكد استمرار دعم بريطانيا لأوكرانيا
  • القاهرة الإخبارية: ترحيب كبير في الشارع البريطاني برحيل سوناك
  • العموم البريطاني: حكومتنا الجديدة ستدعم القضية الفلسطينية
  • رسميًا.. كير ستارمر رئيسًا لوزراء بريطانيا
  • بنسعيد يطلق برنامج “نوستاليجا تاريخية” لإحياء أسطورة “هرقل” بعروض رقمية بطنجة
  • من هي فيكتوريا ستارمر “اليهودية” زوجة زعيم حزب العمال البريطاني ؟
  • رويترز.. فوز ساحق لحزب العمال البريطاني في الانتخابات البرلمانية