أن يتمَّ انتخاب «ريشي سوناك» Rishi Sunak الشَّاب الهندوسي، المولود في بريطانيا (1980)، رئيسًا لوزراء بريطانيا عن حزب المحافظين، فإنَّ في ذلك لشجونًا بالنسبة لأبناء شِبْه القارَّة الهنديَّة، تلك الأرض الشَّاسعة التي ضمَّتها بريطانيا الكولونياليَّة جزءًا من «الامبراطوريَّة التي لا تغرب الشمس عَنْها»!
هذه مفارقة تستحقُّ التوقُّف والتأمُّل بأناة، خصوصًا إذا ما حَظِيَ المرء بمعرفة جيِّدة مناسبة بطرائق التاج البريطاني إلى الهنود الذين عدَّهم البريطانيون مع بلادهم «لؤلؤة التاج» Kohinoor، علمًا أنَّ الحكَّام البريطانيِّين عَبْرَ الهند حقبة ذاك قَدْ ساموا سكَّانها الهندوس العذاب الممزوج بالاحتقار؛ نظرًا لأنَّ الصولجان البريطاني قَدْ عدَّ الهندوس (وهم الأغلبيَّة السكَّانيَّة في الهند) وثنيِّين ومشركين، إذ إنَّ الهندوسيَّة ديانة مُتعدِّدة الآلهة، غير آبهين كبريطانيِّين بأبعاد الهندوسيَّة الأعمق الأخرى: باعتبارها ديانة هي أقرب إلى الهندوسيَّة Hinduism أسلوب حياة وفلسفة روحيَّة تقوم على عبادة الــ»براهمن» Brahman، إلهًا رئيسًا، من بَيْنَ عددٍ كبير من الآلهة والآلهات.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لأول في تاريخه.. قصر وندسور البريطاني يقيم إفطاراً جماعياً للمسلمين
في مشهد استثنائي، شهد "قصر وندسور" الملكي معقل العائلة البريطانية المالكة إفطاراً جماعياً، جمع مئات المسلمين من مختلف أنحاء بريطانيا في حدث غير مسبوق لأول مرة منذ تاريخ القصر الممتد لألف عام.
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية البريطانية على موقع "إكس"، مجموعة من الصور التي تظهر تناول الإفطار في أجواء مميزة داخل القلعة العريقة.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية، فعكس هذا الحدث روح التعايش والتنوع الثقافي في بريطانيا، حيث تردد صوت الأذان في أرجاء القصر معلناً وقت الإفطار، ليبدأ الصائمون تناول الطعام.
نظم الحدث "مشروع خيمة رمضان" وهي مؤسسة خيرية مقرها لندن، بدعم من العائلة المالكة التي أكدت التزامها بتعزيز التنوع الديني والتفاهم بين الأديان.
لأول مرة في تاريخها الذي يعود لما قبل 1000 عام، استضافت قلعة وندسور مأدبة إفطار مفتوح حضره أكثر من 350 شخصا. حيث اجتمعوا في قاعة سانت جورج في القلعة لتناول وجبة #الإفطار يوم الأحد. #رمضان_مبارك pic.twitter.com/i7Zn1a3gkT
— ????????وزارة الخارجية والتنمية البريطانية (@FCDOArabic) March 3, 2025وأعرب الحاضرون عن سعادتهم بهذه المبادرة، واعتبروها خطوة مهمة نحو تعزيز الاندماج المجتمع.
وقال سيمون مابلز، مدير العمليات في قلعة وندسور، إن الملك تشارلز الثالث يدعم باستمرار التقارب بين المجتمعات وتعزيز قيم التعايش.
وشهدت القاعة التي تُستخدم عادة لاستقبال رؤساء الدول وإقامة المآدب الرسمية، مشهداً غير مسبوق حين اجتمع المسلمون من مختلف الخلفيات لتناول الإفطار في الموقع التاريخي البريطاني.