تحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن فرص نجاح الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، مشيرة إلى أن الرياض لديها نقطتين معقدتين لإتمام المسألة.

وقالت الصحيفة في تقرير تحت عنوان "السعودية وإسرائيل.. مسارات متعرّجة": "لا تتسرب سوى تفاصيل قليلة حول مطالب السعودية المحددة من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل، لكنّها ستشمل ضمانات أمنية ثنائية قوية، وتسليم أسلحة متطورة، بالإضافة إلى الضوء الأخضر لبرنامج نووي مدني.

ونقلت الصحيفة عن فتيحة دازي-هيني، المتخصصة بشؤون الخليج في معهد Irsem (إيرسم)، قولها إن "على السعودية التأكد من أنه إذا تعرضت لهجوم، فإن الأمريكيين سيدافعون عنها، خلافاً لما حدث في عام 2019 أو عام 2021 أثناء الهجمات الإيرانية التي لم يتم الرد عليها". 

والنقطة المعقدة الثانية - حسب التقرير - هي القضية الفلسطينية، مشيرة إلى تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال مقابلة خص بها هذا الأسبوع الماضي مع برنامج "Pod Save the World" من أن هذا التطبيع (بين السعودية وإسرائيل) "لا يمكن أن يحلّ محلّ حلّ الخلافات بين إسرائيل والفلسطينيين".

وأوضح بلينكن أن تنشيط مشروع حل الدولتين كان "أمرا مهما بشكل واضح للسعوديين".

اقرأ أيضاً

"الاتصالات مستمرة".. واشنطن تنفي وقف محادثات التطبيع بين إسرائيل والسعودية

تودد أمريكي

وذكرت "لوموند" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كان قد وعد خلال حملته الرئاسية لعام 2020 بمعاملة السعودية باعتبارها دولة منبوذة، ها هي اليوم تتودّد إلى الرياض بغية إقناعها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل،

وأضافت: "على الرغم من انتقاداته للتعديلات القضائية التي يروج لها اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل، إلا أن بايدن سيلتقي أخيرا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم غد الأربعاء لكن اللقاء سيعقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس خلال زيارة رسمية للبيت الأبيض.

وأكدت الصحيفة أن المناقشات تتكثف خلف الكواليس على الرغم من عدم الثقة الشخصية.

وأردفت: "يتعين على بايدن أن يأخذ في الاعتبار الضغوط التي يمارسها المسؤولون المنتخبون في الكونجرس، الذين ليسوا متحمسين لفكرة تقديم تنازلات قوية للرياض".

وتابع التقرير: "اللاعبون الرئيسيون الثلاثة في هذه المفاوضات لديهم مصلحة في التوصل إلى نهاية سعيدة، ولكنهم جميعاً لديهم أسباب وجيهة لعدم النجاح".

وبين أن "نتنياهو أصبح اليوم رهينة لتحالفاته السامة مع اليمين المتطرف؛ وهو ما لا ترغب السعودية في الظهور كضامن له؛ بينما تعرف إدارة بايدن مدى تقلب محاوريها".

وكتب توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" يوم 5 سبتمبر/أيلول، الجاري، موجهاً كلامه إلى ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي: "لا تدعا نتنياهو يحولكما إلى أغبياء مفيدين".

اقرأ أيضاً

موقع سعودي: الرياض أوقفت مباحثات التطبيع مع تل أبيب بسبب تطرّف حكومة نتنياهو

أولوية إسرائيلية

ومنذ عودته إلى الحكم أواخر عام 2022 جعل نتنياهو تطبيع العلاقات مع الرياض أولوية خلال ولايته.

ونقلت لوموند عن دبلوماسي أوروبي قوله: "نتنياهو يرى أنها إرثه للتاريخ ووسيلة لمحو الفشل الأخلاقي الذي يمثله إصلاحه للعدالة".

وأضاف: "منذ أكثر من عقد، يؤكد نتنياهو بأن إسرائيل قادرة على صنع السلام مع العالم العربي أولا، ثم في نهاية المطاف مع الفلسطينيين. وقد أكدت اتفاقات إبراهيم صحة هذه الرؤية، لكن حلفاء نتنياهو لا يشاركونه طموحه".

وأشارت الصحيفة إلى أن التقارب مع الرياض قد يقوّض الضم المستمر للأراضي الفلسطينية وعمليات طرد الفلسطينيين من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ويعزز السلطة الفلسطينية المنهكة التي يسعى حلفاء نتنياهو إلى تدميرها.

واستطردت: "من أجل التقرب من الرياض، قد لا يكون أمام نتنياهو خيار آخر سوى البحث عن شركاء حكوميين جدد. ويمكن للإدارة الأمريكية حتى أن تشجع إقامة ائتلاف جديد أكثر اعتدالا في إسرائيل، أو إجراء انتخابات جديدة للبرلمان، والتي ستشكل في الواقع استفتاء على مستقبل الضفة الغربية"، وذلك حسب تقديرات العديد من المحللين من معهد دراسات الأمن الوطني الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

نتنياهو يكافح لتعزيز السلطة الفلسطينية من أجل التطبيع مع السعودية.. فهل ينجح؟

المصدر | الخليج الجديد + مواقع

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية أمريكا التطبيع إسرائيل القضية الفلسطينية التطبیع مع

إقرأ أيضاً:

خبير: إسرائيل تحاول بائسة إعادة هيبتها بالحرب في غزة والضفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال إيهاب جبارين خبير الشئون الإسرائيلية أن الضفة الغربية تعيش حالة لا تقل أهمية عما يحدث في قطاع غزة، بسبب سياسية الاستيطان التي دعا لها بن جفير، وموافقة بنيامين نتنياهو عليها.

ونوه، خلال مداخلة هاتفة لفقرة "الحرب على غزة"، والمُذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن بنيامين نتنياهو بحاجة إلي الضاغط الذي يجبره ليمتثل لقرارات المجتمع الدولي، ووقف إطلاق النار، مضيفًا أن نتنياهو يبحث عن خروج آمن من الحرب على غزة.

وأضاف أن إسرائيل بحربها الممتدة على القطاع تحاول إعادة هيبتها من جديد التي بعثرتها المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى أن بنيامين نتنياهو يسعى للحفاظ على نفسه، خاصة مع كثرة التظاهرات عليه.

مقالات مشابهة

  • هل يعود العرب الى لبنان بعد الحل؟
  • ماذا قال وزير خارجية السعودية عن الدولة الفلسطينية واليمن؟
  • طقس السعودية.. تنبيه من أتربة على الرياض
  • خبير: إسرائيل تحاول بائسة إعادة هيبتها بالحرب في غزة والضفة
  • محلل إسرائيلي: السعودية تريد التحالف معنا.. ضمن حل مسألة غزة
  • صفقة خلال اسبوعين..نتنياهو يوافق على ارسال الوفد المفاوض للقاهرة
  • إعلام إسرائيلي: توقعات بالتوصل إلى صفقة لتبادل المحتجزين خلال أسابيع
  • طالما استمرت حرب غزة.. هكذا قلّل مستشرق إسرائيلي من فرص التطبيع مع السعودية
  • خلافات السعودية والإمارات المتصاعدة خلقت تعقيدات في طريق حل الأزمة اليمنية (ترجمة خاصة)
  • بعد اللقاء الصيني الأمريكي في الرياض.. هل يتوسّع دور بكين في حرب اليمن؟