لوموند: مطلبان سعوديان معقدان قبل التطبيع مع إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
تحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن فرص نجاح الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، مشيرة إلى أن الرياض لديها نقطتين معقدتين لإتمام المسألة.
وقالت الصحيفة في تقرير تحت عنوان "السعودية وإسرائيل.. مسارات متعرّجة": "لا تتسرب سوى تفاصيل قليلة حول مطالب السعودية المحددة من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل، لكنّها ستشمل ضمانات أمنية ثنائية قوية، وتسليم أسلحة متطورة، بالإضافة إلى الضوء الأخضر لبرنامج نووي مدني.
ونقلت الصحيفة عن فتيحة دازي-هيني، المتخصصة بشؤون الخليج في معهد Irsem (إيرسم)، قولها إن "على السعودية التأكد من أنه إذا تعرضت لهجوم، فإن الأمريكيين سيدافعون عنها، خلافاً لما حدث في عام 2019 أو عام 2021 أثناء الهجمات الإيرانية التي لم يتم الرد عليها".
والنقطة المعقدة الثانية - حسب التقرير - هي القضية الفلسطينية، مشيرة إلى تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال مقابلة خص بها هذا الأسبوع الماضي مع برنامج "Pod Save the World" من أن هذا التطبيع (بين السعودية وإسرائيل) "لا يمكن أن يحلّ محلّ حلّ الخلافات بين إسرائيل والفلسطينيين".
وأوضح بلينكن أن تنشيط مشروع حل الدولتين كان "أمرا مهما بشكل واضح للسعوديين".
اقرأ أيضاً
"الاتصالات مستمرة".. واشنطن تنفي وقف محادثات التطبيع بين إسرائيل والسعودية
تودد أمريكي
وذكرت "لوموند" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كان قد وعد خلال حملته الرئاسية لعام 2020 بمعاملة السعودية باعتبارها دولة منبوذة، ها هي اليوم تتودّد إلى الرياض بغية إقناعها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل،
وأضافت: "على الرغم من انتقاداته للتعديلات القضائية التي يروج لها اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل، إلا أن بايدن سيلتقي أخيرا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم غد الأربعاء لكن اللقاء سيعقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس خلال زيارة رسمية للبيت الأبيض.
وأكدت الصحيفة أن المناقشات تتكثف خلف الكواليس على الرغم من عدم الثقة الشخصية.
وأردفت: "يتعين على بايدن أن يأخذ في الاعتبار الضغوط التي يمارسها المسؤولون المنتخبون في الكونجرس، الذين ليسوا متحمسين لفكرة تقديم تنازلات قوية للرياض".
وتابع التقرير: "اللاعبون الرئيسيون الثلاثة في هذه المفاوضات لديهم مصلحة في التوصل إلى نهاية سعيدة، ولكنهم جميعاً لديهم أسباب وجيهة لعدم النجاح".
وبين أن "نتنياهو أصبح اليوم رهينة لتحالفاته السامة مع اليمين المتطرف؛ وهو ما لا ترغب السعودية في الظهور كضامن له؛ بينما تعرف إدارة بايدن مدى تقلب محاوريها".
وكتب توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" يوم 5 سبتمبر/أيلول، الجاري، موجهاً كلامه إلى ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي: "لا تدعا نتنياهو يحولكما إلى أغبياء مفيدين".
اقرأ أيضاً
موقع سعودي: الرياض أوقفت مباحثات التطبيع مع تل أبيب بسبب تطرّف حكومة نتنياهو
أولوية إسرائيلية
ومنذ عودته إلى الحكم أواخر عام 2022 جعل نتنياهو تطبيع العلاقات مع الرياض أولوية خلال ولايته.
ونقلت لوموند عن دبلوماسي أوروبي قوله: "نتنياهو يرى أنها إرثه للتاريخ ووسيلة لمحو الفشل الأخلاقي الذي يمثله إصلاحه للعدالة".
وأضاف: "منذ أكثر من عقد، يؤكد نتنياهو بأن إسرائيل قادرة على صنع السلام مع العالم العربي أولا، ثم في نهاية المطاف مع الفلسطينيين. وقد أكدت اتفاقات إبراهيم صحة هذه الرؤية، لكن حلفاء نتنياهو لا يشاركونه طموحه".
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارب مع الرياض قد يقوّض الضم المستمر للأراضي الفلسطينية وعمليات طرد الفلسطينيين من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ويعزز السلطة الفلسطينية المنهكة التي يسعى حلفاء نتنياهو إلى تدميرها.
واستطردت: "من أجل التقرب من الرياض، قد لا يكون أمام نتنياهو خيار آخر سوى البحث عن شركاء حكوميين جدد. ويمكن للإدارة الأمريكية حتى أن تشجع إقامة ائتلاف جديد أكثر اعتدالا في إسرائيل، أو إجراء انتخابات جديدة للبرلمان، والتي ستشكل في الواقع استفتاء على مستقبل الضفة الغربية"، وذلك حسب تقديرات العديد من المحللين من معهد دراسات الأمن الوطني الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
نتنياهو يكافح لتعزيز السلطة الفلسطينية من أجل التطبيع مع السعودية.. فهل ينجح؟
المصدر | الخليج الجديد + مواقعالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية أمريكا التطبيع إسرائيل القضية الفلسطينية التطبیع مع
إقرأ أيضاً:
مبادرة "من الرياض نحو العالم" تصل إلى سان فرانسيسكو لمشاركة التجارب الرقابية السعودية الناجحة
شهدت مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية انعقاد فعاليات مبادرة "من الرياض نحو العالم"، أمس الثلاثاء، بتنظيم من الجمعية السعودية للمراجعين الداخلية، في إطار تعزيز مكانة المملكة دوليًا، وتبادل الخبرات المهنية والرقابية، وتسليط الضوء على التجارب المبتكرة التي حققتها في هذا المجال.
وتضمنت المبادرة اجتماع وفد الجمعية برئاسة الرئيس التنفيذي عبدالله بن صالح الشبيلي مع الإدارة التنفيذية لمعهد سان فرانسيسكو للمراجعين الداخليين، بالإضافة إلى عدد من الرؤساء التنفيذيين من الأجهزة الحكومية السعودية والشركات الأمريكية الكبرى في وادي السيليكون.
كما تضمنت الفعالية استعراض تجارب المملكة في المراجعة الداخلية، من أبرزها التجربة المتميزة لهيئة تطوير بوابة الدرعية التي شملت تنفيذ تمارين تقييم المخاطر الشاملة لتطوير خطط مراجعة إستراتيجية، واعتماد أساليب مراجعة متقدمة مثل المراجعة المدمجة وتقنيات تقييم المخاطر والضوابط ورُكز على تعزيز بيئة العمل من خلال برامج التوعية المستمرة والتدريب على المستوى المحلي والدولي لموظفي المراجعة الداخلية.
كما سلط اللقاء الضوء على دور المراجعة الداخلية في دعم التطوير الإستراتيجي لشركة البلد (BDC)، حيث اُسْتُعْرِض تقديم خدمات استشارية استباقية تساعد الشركات على حل المشكلات قبل أن تتحول إلى تحديات كبيرة، واستخدام نموذج تقييم المخاطر لتحديد الأولويات وضمان دورة مراجعة شاملة، وتحسين الكفاءة التشغيلية من خلال توظيف برمجيات متطورة وأدوات مراقبة لحظية للعمليات.
وشهدت المبادرة أيضًا مناقشة النجاحات التي حققتها الجمعية السعودية للمراجعين الداخليين في تصدير القادة المهنيين السعوديين إلى العالم، مما يعكس الريادة السعودية في هذا المجال.
كما تناول النقاش أهمية استثمار التقنية الحديثة في أعمال المراجعة الداخلية لتحسين جودة الأداء وضمان الالتزام، إضافة إلى تمكين فرق الحوكمة وإدارة المخاطر من مواءمة الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتُعد الجمعية السعودية للمراجعين الداخليين من بين أفضل 10 جمعيات مهنية في العالم في مجال المراجعة الداخلية، وفقًا لتصنيفات المعهد الدولي للمراجعين الداخليين 2024م