ربما تمهد صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران الطريق لمحادثات حول قضايا أكبر، ولاسيما البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا الاختراق قد لا يتعدى كونه "تهدئة مؤقتة" في انتظار حسم انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

ذلك ما خلص إليه تقرير لسوزانا جورج، في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post) ترجمه "الخليج الجديد"، بعد أن تبادلت واشنطن وطهران أمس الإثنين، بوساطة قطر، 5 سجناء من كل طرف، مع الإفراج عن 6 مليارات دولار لصالح إيران كانت مجمدة في كوريا الجنوبية تنفيذا لعقوبات أمريكية.

سوزانا تابعت أنه "يوجد أمل في أن تؤدي هذه الخطوات الصغيرة إلى مناقشة قضايا أكثر موضوعية، مثل العودة إلى الاتفاق النووي، على الرغم من أن ذلك قد يعوقه عدم اليقين بشأن نوع القيادة التي ستدير الولايات المتحدة بعد الانتخابات".

ويأمل الرئيس الحالي جو بايدن (ديمقراطي) في إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لكن ربما يفوز رئيس جمهوري.

وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "يبدو أن الإيرانيين مترددون في التخلي عن معظم نفوذهم لاستعادة الاتفاق النووي دون معرفة مَن سيكون الرئيس الأمريكي المقبل".

وفي 2018، انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي آنذك دونالد ترامب من اتفاق نووي وقَّعته إيران مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا إلى جانب ألمانيا، وكان يفرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وأضافت سوزانا أن "إدارة بايدن تعهدت بإحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكن إذا فاز جمهوري في انتخابات 2024، فمن المرجح أن تشهد السياسة تجاه إيران تحولا جذريا، كما حدث عندما تولى ترامب منصبه وانسحب من الاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً

بايدن يشكر أمير قطر وسلطان عمان على تسهيل اتفاق تبادل السجناء مع إيران

أدنى ثمرة

وبحسب محللين سياسيين فإن تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران يظهر أن واشنطن وطهران قررتا أن التوترات المتصاعدة بينهما لن تخدم أيا من الجانبين، وفقا لسوزانا التي رأت أن "هذا الفهم هش يمكن أن ينهار بسهولة".

وقال فايز إن الصفقة كانت "أدنى ثمرة معلقة" للقضايا التي يمكن أن يتفق عليها الجانبان، مضيفا أن الولايات المتحدة وإيران "لم تحلا أي شيء، لقد اتفقتا للتو على إبقاء خلافاتهما تحت السيطرة".

واعتبر أن تنفيذ عملية تبادل الأسرى بنجاح "يضمن استدامة" العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، ويمنع التوترات من الخروج عن نطاق السيطرة، بدلا من إنشاء ديناميكية جديدة.

و"صورت وسائل الإعلام الإيرانية عملية تبادل السجناء على أنها محاولة من الرئيس بايدن الضعيف، الذي يحاول صرف الانتباه عن أرقام استطلاعات الرأي المنخفضة قبل الانتخابات، وليس نوعا من الاختراق المأمول في العلاقات"، كما أضافت سوزانا.

اقرأ أيضاً

كيف يمكن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني من جديد؟

تهدئة مؤقتة

وقال إريك بروير، من مؤسسة أبحاث مبادرة التهديد النووي ومسؤول سابق في الاستخبارات الأمريكية عمل في مجال منع الانتشار النووي، إنه يعتقد أن تبادل السجناء يشير إلى تهدئة "مؤقتة"، لكنه يحذر من أن هناك "دائما خطر انهيارها".

وزاد بأن "العديد من العوامل التي تسببت في توقف المحادثات حول القضايا النووية في السنوات الأخيرة لا تزال قائمة".

وتابع: "حتى لو عدنا إلى تلك النقطة، فلا يزال يتعين علينا حل كل هذه المشاكل"، مثل الدعم العسكري الإيراني لروسيا والقمع الوحشي لحركات الاحتجاج، ومن المحتمل أيضا أن لدينا بعض المشكلات الجديدة التي ظهرت منذ ذلك الحين."

و"مع تخفيف العقوبات ونجاح إيران في إصلاح علاقاتها مع المنطقة وإقامة شراكة أقوى مع روسيا والصين، قد تعتقد طهران أنها تستطيع الحفاظ على برنامجها النووي المتقدم بتكلفة مقبولة"، كما ختم بروير.

وكثيرا ما اتهمت الولايات المتحدة ودول إقليمية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

اقرأ أيضاً

كيف يمكن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني من جديد؟

المصدر | سوزانا جورج / واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران أمريكا صفقة تبادل سجناء الملف النووي الولایات المتحدة وإیران النووی الإیرانی الاتفاق النووی تبادل السجناء

إقرأ أيضاً:

تامر المسحال يكشف كواليس مفاوضات الولايات المتحدة وحماس

كشف الصحفي بقناة الجزيرة تامر المسحال كواليس المفاوضات المباشرة التي جرت بين الولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي قال إنها جرت على 4 جولات بالعاصمة القطرية.

وقال المسحال إن إدارة (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب هي التي طلبت هذه المفاوضات، وإنها طلبت الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية وهو ما رفضته حماس بشكل قاطع.

ووفقا للصحفي بقناة الجزيرة، فقد أكدت المقاومة الفلسطينية للجانب الأميركي أن هؤلاء الأسرى جنود إسرائيليون في النهاية، ومن ثم لا يمكن تحريرهم دون ثمن، وهو ما أدى لتوقف المفاوضات.

وجرى اثنان من الاجتماعات الأربعة -حسب المسحال- مع وفد رفيع من حماس بقيادة رئيسها وكبير مفاوضيها الدكتور خليل الحية، وحاول الاجتماعان التوصل لصفقة جزئية يتم بموجبها الإفراج عن 5 جنود (جندي حي و4 جثث) يحملون الجنسية الإسرائيلية.

وطلبت حماس الإفراج عن 250 أسيرا فلسطينيا (100 من ذوي المؤبدات و150 من ذوي المحكوميات العالية) وقد تم التوصل لاتفاق تقريبا، كما يقول المسحال.

تراجع أميركي عن الاتفاق

ونقل المسحال عن مصادر مطلعة تأكيدها أن المبعوث الأميركي الذي قاد المفاوضات أبلغ حماس الموافقة على هذا الطلب، لكن إسرائيل تحفظت على خمسين اسما من ذوي المؤبدات المشمولين بالاتفاق.

إعلان

وأضاف أن حماس رفضت هذا الموقف الإسرائيلي، وقالت إنها تقبل بالتدخل في 10 أسماء فقط، وكان المبعوث الأميركي يسابق الزمن لإنهاء الصفقة قبل الثلاثاء الماضي حيث كان مقررا أن يخرج ترامب لإعلان الاتفاق.

لكن تسريبات خرجت قبل هذا الموعد، وبعد ذلك عاد المبعوث الأميركي لإبلاغ حماس بتراجع الرئيس عن الاتفاق وتمسكه بتسليم الأسرى الأميركيين دون مقابل، وهو ما رفضته حماس، بحسب المسحال.

وليس معروفا إن كانت هذه المفاوضات ستستأنف من عدمه، لكن المسحال يقول إن ثمة مؤشرات بأن الولايات المتحدة لا تحبذ العودة للحرب وأنها تريد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع الإفراج عن بعض الأسرى، وهو أمر لا تقبل به المقاومة الفلسطينية.

وقد يسمح ترامب لإسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال خلال الفترة المقبلة، لكنه لن يقبل بالعودة للحرب بالصورة التي كانت عليها، وفق المسحال الذي قال إن وفدا رفيعا من حماس أجرى مفاوضات مهمة -اليوم السبت- بالعاصمة المصرية.

المقاومة ترفض شروط إسرائيل

وقال المسحال إن حماس مارست حربا إعلامية ناجحة خلال هذه الحرب وأعطت أكبر عدد من الإشارات على وجود أسرى أحياء، وفي هذا السياق يأتي إظهار حماس لأسيرين يتابعان الإفراج عن زميلهما وآخر يودع شقيقه في وجود اثنين آخرين إضافة إلى أسير آخر تم تأكيد حياته أمس.

وتحاول حماس من خلال هذه الإشارات الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو ودفع الإسرائيليين لمواصلة التصعيد من أجل المضي قدما في الاتفاق، كما يقول المسحال مشيرا إلى أن تهديد الحوثيين بالعودة لاستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر مجددا يعني أن العودة للحرب لن يكون حكرا على غزة.

وخلص المسحال إلى أن المقاومة الفلسطينية ترفض تمديد المرحلة الأولى، وتتمسك بالاتفاق السابق بما يتضمنه من انسحاب قوات الاحتلال من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر وإدخال المساعدات للقطاع.

إعلان

ولفت إلى إن أحدا لا يعرف ما الذي ستسفر عنه زيارة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف المرتقبة، مشيرا إلى أن المقاومة متمسكة بمبدأ أن إسرائيل لن تحقق بالمفاوضات ما لم تحققه بالقوة.

وتترقب مختلف الأطراف السياسية زيارة ويتكوف المتوقعة هذا الأسبوع، لما قيل إن لها تداعيات مباشرة على مصير اتفاق وقف إطلاق النار وبقية الأسرى، وصولا لخطط إعادة إعمار غزة.

وقد أكد يتكوف في آخر تصريحاته رغبة الولايات المتحدة في "حل الأمور مع حماس من خلال الحوار" لكنه توعد بـ"خيار بديل لن يكون جيدا" في حال فشلت المفاوضات.

وكان مقررا أن تنخرط الأطراف في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق قبل أسبوع، لكن إسرائيل تنصلت من الاتفاق ورفضت الانسحاب من محور فيلادلفيا.

وطالبت إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى ومواصلة تبادل الأسرى، وهو ما يخالف ما تم الاتفاق عليه، وهددت قبل يومين بالعودة للحرب بعد 10 أيام إذا لم تقبل حماس بشروطها.

مقالات مشابهة

  • إيران توافق على "جانب واحد" للتفاوض النووي مع واشنطن
  • إيران تدرس محادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
  • أمريكا وإيران.. تصاعد حدّة التوترات والتهديدات!
  • ترامب يوجه رسالة تهديد إلى إيران بشأن البرنامج النووي
  • رئيس البرلمان الإيراني: لن ننتظر وصول أي رسالة من الولايات المتحدة
  • حلفاء أمريكا يعربون عن قلقهم من موقف ترامب تجاه روسيا
  • تامر المسحال يكشف كواليس مفاوضات الولايات المتحدة وحماس
  • الولايات المتحدة تجري محادثات بشأن "صفقة معادن" مع الكونغو
  • ترامب يكشف عن طريقتين للتعامل مع إيران بشأن الملف النووي
  • ترامب يزور الرياض لمناقشة صفقة الـترليون دولار