البوابة نيوز:
2024-12-25@05:24:26 GMT

القس سهيل سعود: السلام يتطلب الشجاعة والتربية

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

قال القس سهيل سعود  قس بالسنودس اللبناني، يعلّمنا التاريخ الإنساني، أنّ العنف المنتشر في أرجاء كثيرة من العالم، هو ثمرة تربية غير سلمية وغير سلامية، أثّرّت عبر السنين على طريقة تفكير الفرد والمجتمع، وعلى أسلوب معالجته للأمور. إعتقدت الكثير من الشعوب، أنّ العنف ضرورة حتمية ووسيلة اجتماعية مقبولة لمعالجة النزاعات .

فإنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي أدّت إلى موت الكثير من الناس، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، بأن هدفها للقرن الحادي والعشرين، هو التربية على السلام. فرعب الحروب وهول المآسي ومرارة الآلام التي خلّفتها، أبرزت الحاجة الشديدة إلى نشر تربية جديدة، تشجب الحرب وتنبذ العنف، تربية تحترم الحياة وتنظر إلى الانسان كقيمة روحية لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله. تربية شافية تسعى  لتضميد جروحات المجتمع لا لتعميقها. تربية جامعة تسعى لجمع الناس لا لتفريقهم، تربية تصالحية تسعى لاعادة وصل العلاقات بين الناس لا لقطعها. تربية تعتمد فقط الوسائل السلمية للوصول إلى السلام، تربية ترفض التبريرات السياسية للدول الكبرى، التي بإسم السلام،  تبرّر الحروب، وباسم السلام تشرّعها كوسيلة للوصول إلى السلام. فالحرب لا تولّد الا الحرب، والعنف لا يولّد الا العنف لكن السلام، لا بد أن يولّد السلام.

وأضاف “سعود” في تصريحات خاصة لـ “البوابة نيوز ” بمناسبة اليوم الدولي للسلام ، بان يظن البعض أن صنع السلام هو القرار الأسهل. يعتقدون أنه قرار الضعفاء الذين لا مقوّمات ولا إمكانيات لديهم لصنع الحروب، لكن هذا الأمر هو غير صحيح في كثير من الأحيان. فقرار صنع السلام هو قرار أصعب من قرار صنع الحرب. فكم من القادة والناس، هم عاجزون عن صنع السلام. عاجزون عن التواصل وإيجاد الحلول وتقريب وجهات النظر، عاجزون عن التواضع والتنازل من أجل المصلحة العامة. قالت المربيّة بيتي ريردون، "صنع السلام هو نهج الشجعان"، وهذه حقيقة صحيحة. لأنّ قرار صنع السلام يتطلّب: الجرأة والتواضع والغفران، والاستعداد لدفع الثمن.

  وتابع “سعود ” : قال أحد الحكماء، "لا يوجد طريق للسلام، لأن السلام هو الطريق". فالاسلوب الذي نتبع فيه السلام، هو في الحقيقة السلام نفسه. فالسلام يتطلّب أمرين أساسيين، هما: "الشجاعة والتربية" . قالت المربية بيتي ريردون "التربية على السلام، هو نهج الشجعان". وهذا صحيح لان قرار صنع السلام يتطلّب شجاعة، أكبر من قرار صنع الحرب.

وأشار "سعود إلي ان الانجيل يقدّم، قيما خالدة تصنع الإستقرار في كل البلدان المضطربة، هي قيم: العدل والحق والرحمة والتواضع، واحترام معتقد الآخر وحريته وكرامته، وغيرها من القيم الجوهرية الأخرى. يقول النبي ميخا "قد أخبرك أيها الستقرار في كل البلدان المضطربة، هي قيم: العدل والحق والرحمة والتواضع، واحترام معتقد الآخر وحريته وكرامته، وغيرها من القيم الجوهرية الأخرى. يقول النبي ميخا "قد أخبرك أيها الانسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب. الاّ أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك"( ميخا 6: 8 ) . أما الرسول بولس فيقول لأهل فيليبي "أخيرا أيها الاخوة: كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسرّ كل ما صيته حسن. ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا " ( فيلبي4: 8 ). قال أحد الحكماء، "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو  الطريق". فالأسلوب الذي نتّبع فيه السلام، هو في الحقيقة السلام نفسه. نحن مدعوون لنحضّر جيلا جديدا يساهم في خلق ديناميكية اجتماعية سلمية. وهذا يتطلب أمرين أساسيين "الشجاعة والتربية". 

وأشار “سعود” إلي ان هناك  تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة عام 1993 حول العنف، ورد ما يلي: "كما تبدأ الحرب في الذهن، هكذا يبدأ السلام من الذهن".  فالتغيير يبدأ من الذهن، وهدف التربية التغيير إبتداء من الذهن . لهذا  لكي أكون عمليا في طرحي، من الضروري الإدخال إلى مناهج المدارس في منطقتنا مادة التربية على السلام، لنشر ثقافة السلام إبتداء من الصف والمدرسة، لأن الصف والمدرسة، هما المكان المناسب لبدء التغيير في المجتمع. الصف والمدرسة هما المختبر العلمي والعملي الذي يتعلّم فيه تلامذتنا المهارات العلمية، والمعرفة النفسية والفكرية والاجتماعية والمواقف المناسبة، ليكونوا صانعيّ سلام. الصف والمدرسة، هما المكان المناسب الذي يتزوّد فيه تلامذتنا، بمهارات فنّ الحوار الصادق والبنّاء. مهارات حلّ النزاعات التي تنشأ بين بعضهم البعض بالطرق السلمية . مهارات التعاطي مع مشاعرهم السلبية: مشاعر العدائية، والكراهية، والغضب، بطريقة غير مؤذية،  ليتمكّنوا من المحافظة على سلامهم تحت ظروف نفسية صعبة، مهارات التواصل ، مهارات فنّ الكلام، فنّ الاصغاء، فنّ الاعتذار، بل ثقافة  وشجاعة الاعتذار إلتي تصنع العجائب، وتعيد التواصل بين الناس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاستقرار الانسان الحرب العالمية الثانية العنف صنع السلام السلام هو قرار صنع کل ما هو

إقرأ أيضاً:

أبطال آخر الحظ يحتفلون بالعرض الخاص اليوم

يستعد أبطال فيلم آخر الحظ الاحتفال بالعرض الخاص اليوم في إحدى المولات في أكتوبر .

فيلم "آخر الخط" بطولة كل من الفنانة بسمة، الفنانة بشرى، الفنان محمد القس، الفنان محمد على رزق، الفنان محمد يوسف أوزو، الفنان أحمد ثابت، الفنانة وئام مجدي، الفنان محمد جمال كلبظ، ومن تأليف وإخراج محمد السعدني

الفيلم يجمع سبع شخصيات مختلفة تمثل “الخطايا السبع” في رحلة غامضة داخل أتوبيس يقوده الشيطان، مما يعكس رؤية سينمائية فريدة تمزج بين الواقعية والرمزية. الفيلم آخر الحظ بطولة كل من الفنانة بسمة ، الفنانة بشري ، الفنان محمد القس ، الفنان محمد علي رزق ، الفنانة وئام مجدي ، الفنان محمد جمال كلبظ ، و من تأليف و إخراج محمد السعدني.

مقالات مشابهة

  • القس منذر إسحق: المسيح ما زال تحت الأنقاض في غزة
  • رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكليات التمريض والتجارة والتربية
  • رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكليات التجارة والتمريض والتربية
  • هل إفطار الحامل في رمضان يتطلب القضاء والكفارة أم أحدهما يكفي.. دار الإفتاء توضح
  • إنماء طرابلس والميناء: ميقاتي رجل العام 2024 بامتياز
  • أبطال آخر الحظ يحتفلون بالعرض الخاص اليوم
  • قطاع المرأة بـ «تقدم» يختتم ورشة عمل حول تعزيز دور النساء في إنهاء الحرب وبناء السلام
  • كيف نستقبل رسالة الخلاص في عظة الأحد للقس كيرلس مجدي
  • الاتحاد العام للمصريين بالمملكة المتحدة يشارك في احتفالات عيد الميلاد .. صور
  • المساوى يتفقد الاختبارات بكلية الحقوق والتربية والآداب بفرع جامعة تعز بالحوبان