البوابة نيوز:
2025-01-31@12:11:50 GMT

القس سهيل سعود: السلام يتطلب الشجاعة والتربية

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

قال القس سهيل سعود  قس بالسنودس اللبناني، يعلّمنا التاريخ الإنساني، أنّ العنف المنتشر في أرجاء كثيرة من العالم، هو ثمرة تربية غير سلمية وغير سلامية، أثّرّت عبر السنين على طريقة تفكير الفرد والمجتمع، وعلى أسلوب معالجته للأمور. إعتقدت الكثير من الشعوب، أنّ العنف ضرورة حتمية ووسيلة اجتماعية مقبولة لمعالجة النزاعات .

فإنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي أدّت إلى موت الكثير من الناس، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، بأن هدفها للقرن الحادي والعشرين، هو التربية على السلام. فرعب الحروب وهول المآسي ومرارة الآلام التي خلّفتها، أبرزت الحاجة الشديدة إلى نشر تربية جديدة، تشجب الحرب وتنبذ العنف، تربية تحترم الحياة وتنظر إلى الانسان كقيمة روحية لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله. تربية شافية تسعى  لتضميد جروحات المجتمع لا لتعميقها. تربية جامعة تسعى لجمع الناس لا لتفريقهم، تربية تصالحية تسعى لاعادة وصل العلاقات بين الناس لا لقطعها. تربية تعتمد فقط الوسائل السلمية للوصول إلى السلام، تربية ترفض التبريرات السياسية للدول الكبرى، التي بإسم السلام،  تبرّر الحروب، وباسم السلام تشرّعها كوسيلة للوصول إلى السلام. فالحرب لا تولّد الا الحرب، والعنف لا يولّد الا العنف لكن السلام، لا بد أن يولّد السلام.

وأضاف “سعود” في تصريحات خاصة لـ “البوابة نيوز ” بمناسبة اليوم الدولي للسلام ، بان يظن البعض أن صنع السلام هو القرار الأسهل. يعتقدون أنه قرار الضعفاء الذين لا مقوّمات ولا إمكانيات لديهم لصنع الحروب، لكن هذا الأمر هو غير صحيح في كثير من الأحيان. فقرار صنع السلام هو قرار أصعب من قرار صنع الحرب. فكم من القادة والناس، هم عاجزون عن صنع السلام. عاجزون عن التواصل وإيجاد الحلول وتقريب وجهات النظر، عاجزون عن التواضع والتنازل من أجل المصلحة العامة. قالت المربيّة بيتي ريردون، "صنع السلام هو نهج الشجعان"، وهذه حقيقة صحيحة. لأنّ قرار صنع السلام يتطلّب: الجرأة والتواضع والغفران، والاستعداد لدفع الثمن.

  وتابع “سعود ” : قال أحد الحكماء، "لا يوجد طريق للسلام، لأن السلام هو الطريق". فالاسلوب الذي نتبع فيه السلام، هو في الحقيقة السلام نفسه. فالسلام يتطلّب أمرين أساسيين، هما: "الشجاعة والتربية" . قالت المربية بيتي ريردون "التربية على السلام، هو نهج الشجعان". وهذا صحيح لان قرار صنع السلام يتطلّب شجاعة، أكبر من قرار صنع الحرب.

وأشار "سعود إلي ان الانجيل يقدّم، قيما خالدة تصنع الإستقرار في كل البلدان المضطربة، هي قيم: العدل والحق والرحمة والتواضع، واحترام معتقد الآخر وحريته وكرامته، وغيرها من القيم الجوهرية الأخرى. يقول النبي ميخا "قد أخبرك أيها الستقرار في كل البلدان المضطربة، هي قيم: العدل والحق والرحمة والتواضع، واحترام معتقد الآخر وحريته وكرامته، وغيرها من القيم الجوهرية الأخرى. يقول النبي ميخا "قد أخبرك أيها الانسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب. الاّ أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك"( ميخا 6: 8 ) . أما الرسول بولس فيقول لأهل فيليبي "أخيرا أيها الاخوة: كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسرّ كل ما صيته حسن. ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا " ( فيلبي4: 8 ). قال أحد الحكماء، "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو  الطريق". فالأسلوب الذي نتّبع فيه السلام، هو في الحقيقة السلام نفسه. نحن مدعوون لنحضّر جيلا جديدا يساهم في خلق ديناميكية اجتماعية سلمية. وهذا يتطلب أمرين أساسيين "الشجاعة والتربية". 

وأشار “سعود” إلي ان هناك  تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة عام 1993 حول العنف، ورد ما يلي: "كما تبدأ الحرب في الذهن، هكذا يبدأ السلام من الذهن".  فالتغيير يبدأ من الذهن، وهدف التربية التغيير إبتداء من الذهن . لهذا  لكي أكون عمليا في طرحي، من الضروري الإدخال إلى مناهج المدارس في منطقتنا مادة التربية على السلام، لنشر ثقافة السلام إبتداء من الصف والمدرسة، لأن الصف والمدرسة، هما المكان المناسب لبدء التغيير في المجتمع. الصف والمدرسة هما المختبر العلمي والعملي الذي يتعلّم فيه تلامذتنا المهارات العلمية، والمعرفة النفسية والفكرية والاجتماعية والمواقف المناسبة، ليكونوا صانعيّ سلام. الصف والمدرسة، هما المكان المناسب الذي يتزوّد فيه تلامذتنا، بمهارات فنّ الحوار الصادق والبنّاء. مهارات حلّ النزاعات التي تنشأ بين بعضهم البعض بالطرق السلمية . مهارات التعاطي مع مشاعرهم السلبية: مشاعر العدائية، والكراهية، والغضب، بطريقة غير مؤذية،  ليتمكّنوا من المحافظة على سلامهم تحت ظروف نفسية صعبة، مهارات التواصل ، مهارات فنّ الكلام، فنّ الاصغاء، فنّ الاعتذار، بل ثقافة  وشجاعة الاعتذار إلتي تصنع العجائب، وتعيد التواصل بين الناس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاستقرار الانسان الحرب العالمية الثانية العنف صنع السلام السلام هو قرار صنع کل ما هو

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم نفس: الحب والتفاهم بين الزوجين أساس تربية الأطفال

أكدت الدكتورة رشا عادل، أستاذة علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الحب والتفاهم بين الزوجين يشكلان حجر الزاوية لتربية الأطفال في بيئة نفسية صحية، مشيرة إلى أن الأسرة يجب أن تبني علاقاتها على مبدأ التفاهم المتبادل والتضحيات، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على تربية الأبناء.

تربية الأطفال في بيئة هادئة

وقالت أستاذة علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج «البيت»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، «إذا كان الحب قائمًا بين الزوج والزوجة، فإن هذا يسهم بشكل كبير في تربية الأطفال في بيئة هادئة ومطمئنة، العلاقة العاطفية بين الوالدين تخلق جوًا نفسيًا مستقرًا في المنزل، ما يجعل الأطفال يشعرون بالأمان والراحة النفسية، وهو ما يساعد في تعزيز تواصلهم مع الوالدين وتقبلهم للنصائح والتوجيهات».

أضافت: «النبي صلى الله عليه وسلم قدم أعظم نماذج الحب في تاريخه مع سيدتنا عائشة رضي الله عنها، حيث كان يعبّر عن حبه لها بشكل مميز، قائلاً: حبي لك كعقدة في حبل لا أحد يستطيع حله، وقد كانت تستمتع بسؤاله المستمر عن حال هذه العقدة التي يصفها دائمًا بأنها كما هي، مؤكداً له حبًا لا ينتهي، كما كان يُظهر محبته العميقة لها في قوله: إن عيناي تنام وقلبي بحبك لا ينام».

الحياة الزوجية والعائلية

وتابعت: «عندما سئل عن أحب الناس إليه، كانت إجابة النبي واضحة عائشة، وحين سئل عن الرجال، قال: أبوها، أما عن حب علي بن أبي طالب لفاطمة رضي الله عنها، فقد كان حبًا كبيرًا يُذهب الحزن عن قلبه بمجرد رؤيتها، هذا الحب الذي ظهر في تعاملات الصحابة، يُعتبر مثالا رائعا لما يجب أن يكون عليه الحب في الحياة الزوجية والعائلية».

وأوضحت أنه يجب على الزوجين أن يظهروا الاحترام المتبادل أمام الأطفال، وأن يكون هناك توازن في التعامل بين الأب والأم في تربية الأبناء، بعيدًا عن الصراعات والنزاعات التي قد تؤثر سلبًا على نفسية الأطفال، لأنهم بحاجة إلى رؤية صورة متوازنة لوالديهم، حيث يعبر كل منهما عن الحب والاحترام تجاه الآخر، ليشعر الأبناء بأن هناك استقرارًا داخل الأسرة.

التربية السليمة للأبناء

وأضافت أيضًا أن هناك دورًا كبيرًا للوالدين في التربية السليمة لأبنائهم من خلال التحكم في مشاعرهم تجاه بعضهم البعض أمام الأطفال، حيث يجب أن يتم حل الخلافات بعيدًا عنهم، مؤكدة أن هذا يساعد في الحد من المشاكل النفسية والسلوكية التي قد يواجهها الأطفال في المستقبل.

وأشارت إلى أن الأسرة التي تقوم على هذه المبادئ تكون قادرة على تربية أبناء يتسمون بالاستقرار النفسي والعاطفي، ويشعرون بالتقدير والاحترام، لافتة إلى أنه إذا أردنا تربية أطفال صالحين، يجب أن نبدأ بأنفسنا، لأن الأبوين هما قدوة الأبناء، وبالتالي يجب أن يكون تعاملهما مع بعضهما البعض مبنيًا على الحب والاحترام المتبادل.

مقالات مشابهة

  • خالد عمر يوسف يؤكد معارضة حزبه للحكومة الموازية
  • الحرب في السودان: بعض تحديات الاستقرار والتعافي الاقتصادي واعادة الاعمار
  • سردية السلام لمناهضة الحرب وخطاب الكراهية
  • رئيس وزراء فلسطين: إعمار غزة يتطلب خروج إسرائيل وتخلي حماس عن الحكم
  • القس أنطونيوس ينقذ الطفل عبد اللطيف من بتر ساقه بمستشفى الكنيسة
  • القس رفعت فكري: دعوة السيد المسيح تقوم على السلام والمحبة
  • القس خضر اليتيم: المسيحية الصهيونية تبرر العنف والاحتلال باستخدام الكتاب المقدس
  • برلماني: تعزيز إيرادات السياحة يتطلب تطوير استراتيجية اقتصادية شاملة
  • أستاذ علم نفس: الحب والتفاهم بين الزوجين أساس تربية الأطفال
  • مسيرة من أجل السلام بمشاركة عربية في شمال إيطاليا.. صور