قال تقرير صحفي أمريكي، إنّه وبعد سنوات من ظلام تنظيم داعش الإرهابي فإنّ المسيحية في العراق تعود إلى وضعها الطبيعي بين أطياف المجتمع العراقي، بعدما شعر المسيحيون في حقبة الظلام الإرهابي، داعش، أن نهايتهم في العراق باتت حتمية.

ورأى تقرير صحفي في موقع "برس ريبابليك" الأمريكي، أنّ "وضع المسيحيّة في العراق مختلف، ففي مقابل الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش والتي دفعت غالبية المسيحيين من الموصل على النزوح باتجاه أربيل في إقليم كوردستان، فإنه فيما يتعلق الكنيسة المضطهدة، يمثل العراق قصة حافلة بالأمل، برغم أن العمل على ذلك ما يزال مستمرًا".

المسيحية في العراق انتصرت على الإرهاب

ونقل التقرير عن رئيس أبرشيّة أربيل الكلدانيّة المطران بشار وردة، قوله إنّ "تنظيم داعش هزم، والمسيح انتصر، والكنيسة عادت مرة أخرى، وعادت القداسة من جديد".

وفي حين لفت التقرير إلى وجود خريجين جامعيين أمريكيين يقومون بالتدريس في العراق من خلال برنامج تبادل بين أبرشية الكلدان الكاثوليك في اربيل وجامعة الفرنسيسكان في ستوبنفيل في اوهايو الامريكية، نقل عن المطران وردة الذي أسّس برنامج التبادل مع جامعة الفرنسيسكان، قوله أن "البرنامج ساعد في تغيير نظرة الشباب العراقي إلى الأمريكيين".

وأوضح المطران وردة أن "العديد من العراقيين كانوا يعتقدون في البداية أن الامريكيين يأتون لتدريسهم لأنهم فقط بحاجة إلى وظيفة، إلا أنهم بعدما تعرف العراقيون عليهم، شاهدوا الإيمان الحقيقي والموهبة والكرم". وذكر رئيس أبرشية أربيل الكلدانيّة أنّ "هؤلاء الشبان الأمريكيين يأتون لأنهم يريدون أن يخدموا الكنيسة، وهم يظهرون جمال ولطف الكاثوليك الأمريكيين".

وخلال مرحلة الإبادة الجماعية التي قام بها داعش، تمكّن المطران وردة، بمساعدة من منظمة "فرسان كولومبوس" ومنظمة "عون الكنيسة المتألمة"، من إنشاء جامعة كاثوليكية ومستشفى، إلى جانب منجزات أخرى، وذلك بهدف مساعدة هؤلاء الذين انتهى بهم الأمر على عتبة بابه كلاجئين بسبب داعش.

توفير فرص عمل للمسيحيين

واعتبر التقرير أن المطران وردة كان قادرًا على مساعدة المسيحيين على أن يروا المستقبل في العراق من خلال التعليم للأطفال وفرص العمل للأباء. وأضاف أن المطران وردة نسب الفضل في ذلك إلى كهنة آخرين، مثل المطران (الكاهن آنذاك) ثابت حبيب يوسف المكو، من خلال قيامهم بالعمل الشاق المتمثل في "مرافقة شعبه عبر هذا الطريق الطويل والمؤلم".

وذكر التقرير بأن هذا الوضع لم يكن شيئًا سهلاً، مشيرًا إلى أن المطران وردة يتذكر أنه في العام 2014، كان مسيحيو العراق يميلون إلى الاعتقاد بأن "هذه هي النهاية… وانه لا يوجد مستقبل لهم في العراق".

كما نقل التقرير عن المطران ثابت قوله "أنا معجب بحقيقة أن المسيحيين في العراق لم يحاولوا إخفاء إيمانهم عندما دخل داعش، حيث أنه كان بإمكانهم التظاهر، لكن ذلك كان مستحيلاً، مضيفًا إن "لغتنا هي اللغة المسيحية، وعاداتنا وثقافتنا مسيحية، وليس بإمكاننا أن نفصل هويتنا عن المسيح، واذا قمنا بذلك، فسوف نموت".

تهجير المسيحيين

وقال المطران ثابت، للموقع الأمريكي: "عندما جاء داعش، استعرضوا قوتهم، واستولوا على العديد من القرى والمدن وقالوا لشعبنا: عليكم الاختيار بين الإسلام أو الضرائب أو السيف. وأوضح بأنّ المسيحيون قد اختاروا المسيح، وتركوا كل شيء خلفهم ولم يأخذوا معهم سوى المسيح".

وبحسب التقرير الأمريكي، فإن مسيحيي العراق وبرغم أنهم ليسوا أمام تهديد الإبادة الجماعية حاليًا، إلا أن ذلك لا يعني أنهم لا يواجهون تحديات.

 وفي هذا الصدد، أشار المطران ثابت إلى أن "المسيحيين يوضعون بمرتبة مواطنين من الدرجة الثانية كأقلية، ويعيشون في بلد ليس محصنًا من الفساد، بالإضافة إلى تعاملهم مع تحديات الحياة اليومية مثل الكهرباء".

ولا يعلم العديد من مسيحي الولايات المتحدة، حتى أن هناك مسيحيين في العراق منذ بداية المسيحية، كما نقل التقرير، عن المطران ثابت أمله أن "يدرك الأمريكيون أن شعبه في العراق، كان هناك وسيبقى هناك، ويريد من الامريكيين أن يتذكروا مسيحيي الشرق الأوسط ومساعدتهم".

ولدى مسيحيي العراق، أمل واضح، مفاده أن أمام الغرب فرصة للعب دور في مساعدتهم بهدف ضمان مستقبل المسيحية هناك، وفقًا لتقرير "برس ريبابليك" الأمريكي. 

وخلص التقرير الأمريكي إلى القول إن "ذلك سيكون شيئًا جيدًا بالنسبة إلى الجميع في العراق، حيث أن المسيحيين في العراق يخدمون كل من يحتاج إلى المساعدة، بغض النظر عن عقيدتهم".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط ة فی العراق

إقرأ أيضاً:

مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الداخلة يدعو إلى تجديد المقاربة الأممية بخصوص النزاع في الصحراء

دعا المشاركون في المؤتمر السياسي الثاني للتحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء، الذي انعقد أمس الثلاثاء بالداخلة، إلى تجديد لمقاربة الأمم المتحدة بخصوص النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، في ضوء التطورات الجيوسياسية الراهنة.

وشدد أعضاء التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء، في الإعلان الختامي المعنون « إعلان الداخلة »، على ضرورة قراءة متجددة لمحددات القضية، مبرزين مخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره الأساس الوحيد الجاد وذا المصداقية للتسوية، والدعم الدولي المتزايد لسيادة المغرب على صحرائه، وكذا الدور المركزي للجزائر في استدامة النزاع.

وأشادوا، في هذا الصدد، بالجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، من أجل جعل هذه المنطقة جسرا استراتيجيا حقيقيا بين المغرب وإفريقيا وباقي القارات.

كما هنأ المشاركون المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس، على مختلف المبادرات القارية والإقليمية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، ولا سيما خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، والمبادرة الملكية الأطلسية، وكذا مشروع الواجهة الأطلسية.

وسجل الإعلان أن « جميع هذه المبادرات الملكية تندرج في إطار رؤية إستراتيجية تهدف إلى جعل الصحراء المغربية منصة للأمن والاستقرار والتنمية المشتركة في الفضاءات الأطلسية والصحراوية والإفريقية والمتوسطية ».

كما أعرب أعضاء التحالف عن ارتياحهم لمناخ السلام والاستقرار والتنمية السائد بالأقاليم الجنوبية، مبرزين فتح 32 قنصلية عامة بالعيون والداخلة من قبل بلدان من جميع القارات، بما يكرس زخما لا رجعة فيه لفائدة دعم مغربية الصحراء.

وبعدما جددوا دعمهم الراسخ للوحدة الترابية للمملكة، حث أعضاء التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء، المنحدرين من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، الدول التي لم تقم بذلك بعد إلى الانضمام إلى البلدان الـ 116 التي سبق لها أن عبرت عن دعم واضح وثابت للمخطط المغربي للحكم الذاتي.

من جهة أخرى، دعا « إعلان الداخلة »، الذي تلاه السيد إسماعيل بوشنان، الجزائر إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني لإنهاء الوضع غير القانوني السائد في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية.

ودعا أعضاء التحالف، في هذا السياق، إلى عودة كريمة للسكان المحتجزين بهذه المخيمات إلى وطنهم الأم المغرب، وإلى انخراط بناء للجزائر في المسلسل الأممي بروح من الواقعية والتوافق.

وقد تميز هذا المؤتمر بحضور العديد من المنتخبين بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وأعيان قبائل المنطقة، وفاعلين في المجتمع المدني.

ويسعى التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء، الذي يعد منظمة مستقلة تضم أزيد من 3 آلاف فاعل سياسي وبرلماني ودبلوماسي وجامعي وصحافي ومحامي وممثلين عن المجتمع المدني من جميع القارات، إلى دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الحل الوحيد الجاد والواقعي من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي.

كلمات دلالية الصحراء المغربية، الداخلة، الحكم الذاتي

مقالات مشابهة

  • البابا وإسرائيل وأكذوبة الحضارة اليهودية ـ المسيحية
  • "أطباء بلا حدود" تُحذّر من توقف كامل للأنشطة الطبية في قطاع غزة
  • المطران إبراهيم يهنئ العمّال
  • لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية؟
  • السفير البابوي يستقبل البطريرك إبراهيم اسحق ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك
  • مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الداخلة يدعو إلى تجديد المقاربة الأممية بخصوص النزاع في الصحراء
  • رسالة مهمة لنقيب الصحفيين بخصوص قضية طفل دمنهور
  • مدبولي: الحكومة وضعت ثلاثة سيناريوهات بخصوص الاقتصاد المصري
  • البابا تواضروس يلتقي قيادات كنيستي الروم والأرمن الأرثوذكس في رومانيا | صور
  • جنبلاط التقى المطران كفوري ونائبه... وهذا ما تمّ بحثه