الجولان السوري المحتل-سانا

من بقعاثا وصولاً إلى سفوح جبل الشيخ، انطلق موسم قطاف التفاح في الجولان السوري المحتل، رغم الصعوبات التي يواجهها أهلنا جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية الرامية إلى تهجيرهم من أرضهم، وأخطرها مخططه لإقامة توربينات هوائية على مساحات واسعة منها، الذي أفشلوه بصمودهم ودفاعهم عن ترابها.

وإضافة لطعمه المميز وجودته العالية، يشكل تفاح الجولان رمزاً للتشبث بالأرض، له حلاوة رائحتها، وطعم كفاح المزارعين فيها الذين يواجهون باستمرار محاولات الاحتلال للاستيلاء على أرضهم، وسرقته المياه، ومنعه تسويق المحصول إلى الوطن سورية، وتضييقه على عمليات التسويق إلى فلسطين المحتلة.

وعن موسم هذا العام، أوضح رئيس لجنة استجرار التفاح يوسف شمس في تصريح لمراسل سانا أن موجة البرد التي جاءت أواخر الشتاء، وارتفاع درجات الحرارة الشديد خلال الأشهر الماضية، أتت على جزء كبير من المحصول، لكن الكميات جيدة رغم ذلك، مشيراً إلى أن إجراءات الاحتلال تحول دون تسويقه بأسعار تعوض المزارع عن خسارته، فأسواق الضفة الغربية وقطاع غزة تستجر كميات لا بأس بها، لكنها لا تعوض التكاليف، الأمر الذي يشكل حصاراً اقتصادياً جديداً على أبناء الجولان المحتل، ولا سيما في ظل مواصلة الاحتلال إغلاق معبر القنيطرة منذ عام 2014، ومنع الأهالي من تسويق محصولهم إلى الوطن.

من جهته قال المزارع جاد الكريم ناصر: إن الموسم يأخذ جهوداً كبيرة تمتد لأشهر طويلة، وننتظره كل عام كما ننتظر المولود الجديد، لأن تمسكنا بأرضنا هو سر انتمائنا ووفائنا لسوريتنا، وكلما قدمنا أكثر لأرضنا، زاد انتماؤنا تجذراً فيها.

وأضاف ناصر: إن موسم هذا العام ليس بجودة الأعوام السابقة، لكننا نبذل كل جهدنا لتقليل الخسائر، حيث نحاول من خلال مخازن التبريد التي أنشأناها، تخزين الأصناف الجيدة لتسويقها لاحقاً بأسعار مناسبة تعوض نسبياً خسائر المزارعين.

ويزرع أبناء الجولان نحو 15 ألف دونم بأشجار التفاح بمعدل 30 ألف طن سنوياً، وسط صعوبات متزايدة، وخاصة في مناطق سحيتا والحفاير التي تواجه مخاطر استيلاء الاحتلال على أكثر من 4 آلاف دونم منها، لإقامة مخطط التوربينات الهوائية الاستيطاني.

وفي الـ 20 والـ 21 من حزيران الماضي، خط أهلنا في الجولان السوري المحتل ملحمة بطولية جديدة، حيث أصيب العشرات منهم واعتقل آخرون، خلال تصديهم بصدورهم العارية لقوات الاحتلال التي اقتحمت أراضيهم الزراعية الغنية ببساتين الكرز والتفاح في منطقة الحفاير، وحاولت الاستيلاء عليها لتنفيذ مخطط التوربينات، وأجبروها على الخروج منها مفشلين مخططها الاستيطاني.

ويواصل الاحتلال منذ الـ 27 من آب 2014، إغلاق معبر القنيطرة الذي يعد المعبر الوحيد لتواصل أهالي الجولان مع وطنهم سورية، ويمنع استجرار محصول الكرز والتفاح إلى أسواق الوطن، رغم مطالبات سورية المستمرة للمجتمع الدولي بالضغط على (إسرائيل) القوة القائمة بالاحتلال، لفتح المعبر الذي يمثل الشريان الذي يربط أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم.

عطا فرحات

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الجولان السوری المحتل

إقرأ أيضاً:

مقتل فتى سوري في تركيا طعنا خلال أعمال عنف طالت لاجئين سوريين

لقي فتى سوري حتفه في ولاية أنطاليا غربي تركيا بعد تعرضه للطعن على أيدي مجموعة من المواطنين الأتراك، وذلك خلال موجة الاعتداءات التي طالت لاجئين سوريين وممتلكاتهم في عموم البلاد خلال الأيام الماضية.

وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية، أن الفتى السوري أحمد النايف (17 عاما) تعرض للطعن حتى الموت على قارعة الطريق من قِبل ثلاثة أشخاص أوقفوه أثناء عودته من العمل إلى منزله في منطقة سيريك بأنطاليا.

وأضافت الصحيفة أن "الفتى السوري، الذي كان يعمل على إعالة أسرته، راح ضحية الخطابات العنصرية والتحريض على كراهية الأجانب".

من جهتها، قالت صحيفة "جازيته جرافيتي" التركية، الأربعاء، إن السلطات الأمنية ألقت القبض على 3 أشخاص مشتبه بهم بالحادثة، وهم من أصحاب السوابق الجنائية.

17 Yaşında
Ahmet el Naif

Hiçbir olayla alakası yokken,
Antalya'da işinden evine dönerken,
3 faşist önünü kesip bıçaklayarak öldürüyor.

Katiller yakalandı... pic.twitter.com/3vNip6NSQ4 — Selâmi Haktan (@slmhktn) July 3, 2024
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجت الأربعاء بمقطع مصور يظهر الفتى السوري وهو ملقى على قارعة أحد الطرقات والدماء تغطي أجزاء من جسده.

ووقعت الحادثة في سياق أعمال العنف التي انتشرت في العديد من الولايات التركية خلال الأيام الماضية بعد إقدام عشرات الأتراك على حرق منازل وممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، مساء الأحد.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في بيان، اعتقال 474 شخصا تورطوا في أعمال تحريض ضد اللاجئين بعدد من الولايات التركية بعد أحداث قيصري، بينهم 285 من أصحاب السوابق الجنائية.


وفي أول تعليق له على الاعتداءات في قيصري، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه "من غير الممكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع"، مشيرا إلى أن "أحد أسباب الأحداث المؤسفة التي ارتكبتها مجموعة صغيرة في ولاية قيصري هو خطاب المعارضة السام".

وسرعان ما انتقلت التوترات إلى مناطق سيطرة القوات التركية في شمال غرب سوريا، حيث شهدت مناطق مختلفة تظاهرات منددة بالاعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا، وقد تخلل موجة الاحتجاج مظاهر مسلحة رافقها إنزال للعلم التركي عن المباني الرسمية.

تجدر الإشارة إلى أن الأرقام الرسمية التي كشفت عنها وزارة الداخلية التركية الشهر المنصرم، توضح وجود 3 ملايين و114 ألفا و99 سوريا يعيشون في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة (الكمليك).

مقالات مشابهة

  • الأسد يبحث هاتفيا مع السيسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة
  • حرائق في 10 مواقع بالجليل ومرتفعات الجولان وقوات الاحتلال تكافح النيران
  • مقتل فتى سوري في تركيا طعنا خلال أعمال عنف طالت لاجئين سوريين
  • بأكثر من 200 صاروخ.. حزب الله يقصف مقار الاحتلال في الجليل والجولان
  • طيران الاحتلال يشن قصفا عنيفا على مواقع إطلاق صواريخ حزب الله في لبنان
  • الاحتلال يشن قصفا عنيفا على جنوبي لبنان
  • حزب الله يشن هجوما بالمسيرات والصواريخ على الجولان وشمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة - صور
  • سقوط صواريخ ومسيرات واشتعال نيران شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة - صور
  • لماذا يجب أن يكون تفاح الورد جزءًا من نظامك الغذائي؟
  • عاجل.. حركة حماس تصدر بيانا بشأن عملية الطعن في مستوطنة كرمئيل