تفاح الجولان السوري المحتل… رمز لتشبث أهلنا بأرضهم
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
الجولان السوري المحتل-سانا
من بقعاثا وصولاً إلى سفوح جبل الشيخ، انطلق موسم قطاف التفاح في الجولان السوري المحتل، رغم الصعوبات التي يواجهها أهلنا جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية الرامية إلى تهجيرهم من أرضهم، وأخطرها مخططه لإقامة توربينات هوائية على مساحات واسعة منها، الذي أفشلوه بصمودهم ودفاعهم عن ترابها.
وإضافة لطعمه المميز وجودته العالية، يشكل تفاح الجولان رمزاً للتشبث بالأرض، له حلاوة رائحتها، وطعم كفاح المزارعين فيها الذين يواجهون باستمرار محاولات الاحتلال للاستيلاء على أرضهم، وسرقته المياه، ومنعه تسويق المحصول إلى الوطن سورية، وتضييقه على عمليات التسويق إلى فلسطين المحتلة.
وعن موسم هذا العام، أوضح رئيس لجنة استجرار التفاح يوسف شمس في تصريح لمراسل سانا أن موجة البرد التي جاءت أواخر الشتاء، وارتفاع درجات الحرارة الشديد خلال الأشهر الماضية، أتت على جزء كبير من المحصول، لكن الكميات جيدة رغم ذلك، مشيراً إلى أن إجراءات الاحتلال تحول دون تسويقه بأسعار تعوض المزارع عن خسارته، فأسواق الضفة الغربية وقطاع غزة تستجر كميات لا بأس بها، لكنها لا تعوض التكاليف، الأمر الذي يشكل حصاراً اقتصادياً جديداً على أبناء الجولان المحتل، ولا سيما في ظل مواصلة الاحتلال إغلاق معبر القنيطرة منذ عام 2014، ومنع الأهالي من تسويق محصولهم إلى الوطن.
من جهته قال المزارع جاد الكريم ناصر: إن الموسم يأخذ جهوداً كبيرة تمتد لأشهر طويلة، وننتظره كل عام كما ننتظر المولود الجديد، لأن تمسكنا بأرضنا هو سر انتمائنا ووفائنا لسوريتنا، وكلما قدمنا أكثر لأرضنا، زاد انتماؤنا تجذراً فيها.
وأضاف ناصر: إن موسم هذا العام ليس بجودة الأعوام السابقة، لكننا نبذل كل جهدنا لتقليل الخسائر، حيث نحاول من خلال مخازن التبريد التي أنشأناها، تخزين الأصناف الجيدة لتسويقها لاحقاً بأسعار مناسبة تعوض نسبياً خسائر المزارعين.
ويزرع أبناء الجولان نحو 15 ألف دونم بأشجار التفاح بمعدل 30 ألف طن سنوياً، وسط صعوبات متزايدة، وخاصة في مناطق سحيتا والحفاير التي تواجه مخاطر استيلاء الاحتلال على أكثر من 4 آلاف دونم منها، لإقامة مخطط التوربينات الهوائية الاستيطاني.
وفي الـ 20 والـ 21 من حزيران الماضي، خط أهلنا في الجولان السوري المحتل ملحمة بطولية جديدة، حيث أصيب العشرات منهم واعتقل آخرون، خلال تصديهم بصدورهم العارية لقوات الاحتلال التي اقتحمت أراضيهم الزراعية الغنية ببساتين الكرز والتفاح في منطقة الحفاير، وحاولت الاستيلاء عليها لتنفيذ مخطط التوربينات، وأجبروها على الخروج منها مفشلين مخططها الاستيطاني.
ويواصل الاحتلال منذ الـ 27 من آب 2014، إغلاق معبر القنيطرة الذي يعد المعبر الوحيد لتواصل أهالي الجولان مع وطنهم سورية، ويمنع استجرار محصول الكرز والتفاح إلى أسواق الوطن، رغم مطالبات سورية المستمرة للمجتمع الدولي بالضغط على (إسرائيل) القوة القائمة بالاحتلال، لفتح المعبر الذي يمثل الشريان الذي يربط أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم.
عطا فرحات
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الجولان السوری المحتل
إقرأ أيضاً:
ما الإستراتيجية العسكرية التي ينفذها الاحتلال بالضفة؟ الفلاحي يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن عمليات الاحتلال في الضفة الغربية ذات طابع أمني أكثر من كونها عسكرية، موضحا أن التوغلات والتدمير تستهدف فرض واقع جديد وتعزيز السيطرة، خاصة في جنين وطولكرم ونابلس.
وأظهرت صور بثتها الجزيرة اليوم الجمعة تصعيد إسرائيل عملياتها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، خاصة في جنين حيث دفع جيش الاحتلال بآليات مدرعة في ظل استمرار عمليته العسكرية بالمدينة ومخيمها لأزيد من شهر.
وأوضح الفلاحي، في تحليل للمشهد العسكري بالضفة، أن الاحتلال يدفع بآلياته المدرعة ويستخدم قوة نارية كثيفة في مناطق لا توجد فيها مقاومة مسلحة منظمة، مما يعكس هدفا سياسيا يتجاوز الأبعاد العسكرية التقليدية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على عمليات المداهمة والتدمير لإرغام السكان على مغادرة المخيمات، في خطوة تعكس توجها لإعادة رسم الخارطة الأمنية في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الإجراءات الإسرائيلية، بما في ذلك تفجير المنازل والاعتقالات الواسعة، تأتي في سياق عمليات تهدف إلى كسر إرادة المقاومة ومنع تشكل أي بنية تحتية عسكرية للفصائل الفلسطينية، لا سيما أن الأخيرة تفتقر إلى قدرات قتالية مماثلة لما هو موجود في غزة، وهو ما يجعل المواجهة غير متكافئة.
إعلانوبيّن أن الاحتلال يوسع نطاق عملياته تدريجيا، حيث بدأت العملية في جنين ثم امتدت إلى طولكرم ونابلس، والآن يجري الحديث عن تحركات في مناطق أخرى، بما فيها الخليل.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يعتمد في تحركاته على معلومات استخبارية تأتي من عدة مصادر، من بينها تعاون أمني مع السلطة الفلسطينية.
نهج تصاعديوبشأن استخدام القوة المفرطة، أكد الفلاحي أن الاحتلال يتبع نهجا تصعيديا دون اعتبار لمبدأ التناسب، مستشهدا بلجوئه إلى قصف جوي وتوغلات مدرعة في بيئات مدنية.
وأوضح أن الهدف الرئيسي لهذه العمليات هو منع الضفة الغربية من التحول إلى جبهة مقاومة شبيهة بغزة، عبر فرض واقع أمني صارم وإحكام السيطرة على المناطق التي تنشط فيها الفصائل المسلحة.
وفيما يتعلق بخريطة العمليات العسكرية، أوضح أن الاحتلال يستخدم وحدات محددة لتنفيذ المهام، حيث تتولى الفرقة 877 المسؤولية عن الضفة الغربية، وتقسم مهامها بين ألوية متخصصة، مثل لواء "منشي" المكلف بالعمليات في جنين وطولكرم.
وأضاف أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ ترتيبات أمنية جديدة تتيح له التدخل العسكري المباشر متى ما أراد، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يختبر إستراتيجيات مختلفة لإيجاد صيغة تمنحه السيطرة الدائمة على المناطق التي يستهدفها.
ويرى الفلاحي أن غياب موقف فلسطيني موحد، سواء على مستوى السلطة أو الفصائل، يسهم في تسهيل تنفيذ الخطط الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الاحتلال يواصل تعزيز وجوده العسكري في الضفة، مما يعني أن العمليات لن تتوقف قريبا.
ومنذ 39 يوما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة، مستهدفا مدينة جنين ومخيمها، كما يستهدف مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 33، في حين يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم الـ20، في إطار عملية أُطلق عليها اسم "السور الحديدي".