عملية شيروباد.. هكذا سرقت إسرائيل أرشيف البرنامج النووي الإيراني
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الثلاثاء، عن تفاصيل أكبر عملية سرقة في تاريخ عمليات التجسس التي قام بها جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، لمواد استخباراتية من إيران، تخص أرشيف برنامجها النووي.
وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الموساد جمع الجواسيس والمحللين والفنيين ورؤساء العمليات، في ليلة 31 يناير/كانون الثاني 2018، داخل غرفة العمليات الحديثة بالجهاز في ضواحي تل أبيب للإشراف على العملية التي كانوا يعلمون جميعا أنها يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة أو قد تكون كارثية إذا سارت الأمور على نحو خاطئ.
وأضافت أن يوسي كوهين، رئيس الجهاز آنذاك، أشرف على العملية، بينما كانت الغرفة بأكملها في حالة من التوتر، في انتظار أن يعطي الأمر لبدء واحدة من أكثر عمليات الموساد جرأة.
وتابعت الصحيفة: "على الجدران المحيطة، لمعت مجموعة من شاشات البلازما، كما لو كانت تنتظر ظهور بث فيديو عبر الأقمار الصناعية للعملية، ما يوفر رؤية حقيقية لما كان يحدث على الأرض على بعد مئات الأميال".
ليالي الموساد الطوال
كان كوهين وعشرات من عملاء الموساد يعملون لعدة أيام، حتى وصلت اللحظة، في تمام الساعة 10:31 مساءً، قال كوهين: "نفذ"، موضحًا بعناية كل مقطع من مقاطع الأمر، الذي أطلق فريق الموساد المستعد للعمل في إيران، وتحديدًا في حي شيروباد الصناعي في الضواحي الجنوبية للعاصمة الإيرانية، طهران.
ولم تكن شيروباد المكان الذي يمكن تخيله كمسرح لدراما تجسس ذات عواقب دولية، فقد كانت مجرد منطقة باهتة من المستودعات ذات الأسطح الحديدية المموجة، الممتدة على مد البصر، لكن في تلك الليلة، تم دفع 20 من عملاء الموساد المختارين إلى تحرك سريع تم التدرب عليه جيدًا، وهم على الأرجح مزيج من العملاء الإسرائيليين والإيرانيين المعارضين للنظام الحاكم في الجمهورية الإسلامية.
وبحسب الصحيفة، فقد راقب كوهين الساعة لأن الوقت كان جوهريًا، وكان أمام الفريق في إيران 6 ساعات ونصف الساعة بالضبط للعثور على الكمية الهائلة من المواد التي يحتاجونها، وتحميلها على الشاحنات، والهروب، أو سيتم اكتشافهم ومهمتهم، التي استغرقت أشهرا من التخطيط الدقيق والتحليل وجمع المعلومات الاستخبارية المحفوفة بالمخاطر من قبل عملاء متسللين إلى إيران.
وأكدت الصحيفة أن فريق شيروباد خرج من المستودع ومعه نصف طن من الملفات الصلبة والأقراص المدمجة، في أكبر عملية سرقة في تاريخ التجسس من العاصمة الإيرانية.
وأوضحت أن أفراد الفريق كانوا، في غضون ساعات، يتسابقون نحو الحدود الإيرانية، وكانت تحركاتهم مموهة بشاحنات فارغة، وتم قيادة الأفخاخ الخداعية على طرق وهمية في عدة اتجاهات وهمية.
وبالعودة إلى غرفة العمليات خارج تل أبيب، كان هناك شعور بالانتصار ممزوجاً بإحساس بالارتياح، إذ أن كل هذا التخطيط، والأموال التي أنفقت، وأشهر من المراقبة كانت تؤتي ثمارها.
أما في طهران، فلم يكن لدى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، ومساعده، محسن فخري زاده، الذي خدم لعقود من الزمن كرئيس للأسلحة النووية في حكومته، أدنى فكرة عما كان يحدث في شيروباد.
اقرأ أيضاً
تحليل إسرائيلي: "الحرية النووية" هدف إيران من علاقات الشرق الأوسط
المصدر | جيروزاليم بوست/ ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل إيران البرنامج النووي الموساد تل أبيب
إقرأ أيضاً:
مقتل اثنين من أفراد الحرس الثوري الإيراني جراء تحطم طائرة جنوب شرق إيران
أعلن الحرس الثوري الإيراني عن مقتل اثنين من أفراده أحدهما برتبة عميد جراء تعرض طائرتهما لحادث بالقرب من مدينة سيركان التابعة لإقليم سستان وبلوشستان المتاخم لأفغانستان وباكستان، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.
وأفادت وكالة "فارس" الإيرانية، الاثنين، نقلا عن إدارة العلاقات العامة للقوات البرية بالحرس الثوري، بتعرض طائرة من طراز "جايرو بلن" الخفيفة للغاية لحادث "أثناء عمليات قتالية في منطقة سيركان الحدودية الجنوبية الشرقية".
وأشارت إلى أن الحادثة أسفرت عن مقتل قائد لواء نينوى بمحافظة جلستان العميد حميد مازندراني، وقائد الطائرة حميد جندقي الذي كان عضوا في القوات البرية لحرس الثورة.
يشار إلى أن حادثة تحطم الطائرة وقعت في منطقة تعد ساحة لاشتباكات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية والمسلحين السنة وكذلك مهربي المخدرات.
وفي تشرين الأول /أكتوبر الماضي، قُتل عشرة من حرس الحدود الإيراني في الإقليم جراء اشتباكات مع من يشتبه في أنهم مسلحون من المسلمين السنة، حسب وكالة رويترز.
يشار إلى أن حوادث تحطم الطائرات متكررة في إيران، وهو ما يعيد إلى الأذهان حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي مع عدد من المسؤولين جراء تحطم طائرة كانت تقلهم شمال غربي إيران بعد زيارة إلى أذربيجان.
وفي أيار /مايو الماضي، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية، خلال عودتهما من مراسم افتتاح سد على الحدود بين إيران وأذربيجان.
وكان محافظ محافظة تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، من أبرز الشخصيات التي توفيت في الحادث بجانب الرئيس ووزير خارجيته.