قرر التيار الليبرالي الحر، تعليق جميع مشاركاته السياسية مؤقتًا عطفًا على الحكم الصادر ضد هشام قاسم رئيس مجلس أمناءه، مؤكدا عدم الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف التيار خلال بيان له، إن أعضاء مكتب مجلس الأمناء، توافقوا على أن الأجواء السياسية لن تسمح بحرية ونزاهة وعدالة الانتخابات والتي دونها يصبح النظام الحالي، هو المنافس والحكم وتصير النتائج محسومة مقدمًا.


وتابع التيار: "كما تعاهد الأحزاب والشخصيات العامة المشكله للتيار الحر، الشعب المصري، بالوقوف معه في مواجهة أزمته السياسية والاقتصادية العميقة، إلى أن يتكلل كفاح ونضال الشعب بالنجاح في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، القائمة على احترام الدستور والقانون وحماية الحريات والحقوق، والتي يملك الشعب فيها الكلمة العليا وتكون فيها مؤسسات الدولة مجموعة وظائف وخدمات وليست سلطات تعمل من فوق القانون، لتصبح دولة يتمتع فيها المواطن بعدالة تخلو من المظالم، وكرامة لا يشوبها إهانة، واقتصاد ليس فيه فقر أو حاجة. 
وفي ذات الإطار، قال تامر سحاب رئيس حزب مصر الحرية، وهو أحد أحزاب التيار الليبرالي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن قرارات التيار الليبرالي الحر، ليست ملزمة للأحزاب المنضمة له، إذ كل حزب، سيحدد موقفه من المشاركة أو مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو أي فعاليات سياسية، وفقًا لقرار هيئته العليا، موضحًا أن القرار، يعني أنه لن يتم الدفع بمرشحي رئاسي يمثل التيار الليبرالي. خاصة أن هشام قاسم، كان مرشحا محتملًا للرئاسة. 
وأكد سحاب، أن حزب مصر الحرية، لم يتخذ حتي الأن قرارا بالإشتباك مع الانتخابات الرئاسية، حيث أن هذا القرار مرتبط بتهيئة المناخ السياسي، كما أنه أيضا مرهون بحزمة من الضمانات تم الإعلان عنها، لجعل الانتخابات خطوة نحو تحول ديمقراطي حقيقي بالتدريج، مع فتح المجال العام بشكل يليق بالمجتمع المصري، حيث أن دلالة ذلك، خروج المحبوسين علي ذمة قضايا رأي وعودة قانون الإجراءات الجنائية، فيما يخص الحبس الاحتياطي، كإجراء احترازي بدلا من استخدامه كعقوبة  كما يحدث الآن، هذا فضلًا عن ضرورة حياد واستقلال الإعلام.
فيما أوضحت، جميلة إسماعيل، رئيس حزب الدستور، أن الحزب لن يلتفت إلى قرارات التيار الليبرالي، مبينة أنه يناقش جدوى المشاركة والمقاطعة مع دوائر واسعة ومتنوعة داخل الحزب وخارجه، إذ المستهدف أن تكون المشاركة في الانتخابات دفعة نحو تسييس المجتمع، وفي حال اضطرت إلى المقاطعة، فإن ذلك سيكون رفضا للانقضاض على التجربة الديمقراطية.
وأكدت، أن حزبها، سيعلن موقفه النهائي من المشاركة في الانتخابات، وسينظر في أمر ترشحها من عدمه الأربعاء المقبل.
وأشارت إسماعيل، إلى أن حزبها سيناقش حزمة اقتراحات، من بينها ترشحيها شخصيا لخوض الانتخابات الرئاسية، أو دعم المرشح الناصري ورئيس حزب تيار الكرامة السابق أحمد الطنطاوي، أو دعم أي من المرشحين من خارج الحركة المدنية والتيار الليبرالي.
وعن إمكانية ظهور ما سمي بـ”المرشح المفاجأة” الذي أشار إليه من قبل رئيس حزب التنمية والإصلاح أنور السادات، من عدمه، قالت رئيس حزب الدستور: أرفض الحديث عن هذا الأمر.
في سياق متصل، قالت النائبة سناء السعيد نائب رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وعضو مجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ "الفجر: أعتقد أن قرار عدم دفع التيار الليبرالي بمرشح رئاسي، أمر يخصه، إذ لا علاقة لحزب المصري الديمقراطي، بهذا القرار، مشيرة إلى أن الحزب التقى بعدد من الأحزاب، للتشاور بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ يحرص على إبلاغ الأطراف السياسية المختلفة ومشاركتهم  في اتخاذ القرار بشأن هذا الامر.
واشارت السعيد، إلى هناك أحزاب أبدت موافقتها على ترشح فريد زهران، للرئاسة، مثل حزبي التجمع والعدل، خاصة أنها أحزاب مدنية تؤمن بالديمقراطية ولها برامج متقاربة معنا، مبينة أن موقف زهران من الترشح، سيحسم الخميس القادم، وفقًا لقرار الهيئة العليا للحزب.
ولفتت نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إلى أن الضمانات التي طالب بها الحزب، ليست مرهونة بإعلان الترشح فقط، بل هناك 3 محطات: ما قبل إعلان الترشح، إعلان الترشح، ثم مرحلة العتبة الانتخابية والتقدم بالأوراق، ويمكن التوقف في أي مرحلة من المراحل إذا تم المنع من الحركة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية حزب الدستور مجلس النواب الانتخابات الرئاسية المقبلة الانتخابات الرئاسیة رئیس حزب إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف تفاعل الأتراك مع قرار عزل رئيسَي بلدية معارضين؟

أنقرة- في خطوة جديدة ضمن مساعي الحكومة "للحفاظ على الأمن وتعزيز الاستقرار في تركيا"، أعلنت وزارة الداخلية، أمس الجمعة، عزل رئيسي بلديتي تونجلي وأوفاجيك في شرق البلاد بعد إدانتهما بتهم تتعلق بـ"الإرهاب والانتماء إلى منظمة إرهابية".

هذه الخطوة رفعت عدد رؤساء البلديات الذين تم عزلهم خلال نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى 6، وسط تصاعد الانتقادات من المعارضة التي وصفت القرار بأنه "تعد على الإرادة الشعبية".

وأفاد بيان الوزارة بأن المحكمة الجنائية في تونجلي حكمت على جودت كوناك، رئيس بلديتها المنتمي إلى حزب المساواة الشعبية والديمقراطية الكردي، ومصطفى صاريغول، رئيس بلدية أوفاجيك المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر، إلى جانب فرض حظر السفر الدولي عليهما.

وأضاف أن تعيين وصيين حكوميين بدلا منهما يأتي كإجراء مؤقت يهدف لضمان سير الخدمات العامة وحماية الاستقرار المحلي.

متظاهرون يحاولون اقتحام حاجز للشرطة حول بلدية تونجلي (مواقع التواصل) احتجاجات المعارضة

ورغم أن هذه السياسات لم تكن جديدة في المشهد التركي، حيث استهدفت في الماضي -بشكل رئيسي- البلديات التي يديرها حزب المساواة الشعبية والديمقراطية، إلا أن القرارات الأخيرة تشمل شخصيات من الشعب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة. وأثارت قرارات العزل ردود فعل لافتة في الشارع التركي حيث شهدت مدينة تونجلي تجمعات احتجاجية أمام مبنى البلدية.

وأعرب المحتجون عن رفضهم للقرار عبر مسيرات سلمية، لكنها سرعان ما تطورت إلى مواجهات مع قوات الشرطة التي تدخلت باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود وإعادة النظام. وأظهرت مشاهد تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أعمال عنف محدودة في بعض الشوارع المحيطة بمقر البلدية، حيث أُضرمت النار في إطارات وألقيت الحجارة على قوات الأمن.

وشهدت المنطقة توترا أمنيا، وأصدرت السلطات المحلية قرارا بحظر التجمعات العامة والمسيرات في تونجلي لمدة 10 أيام. كما امتدت التدابير إلى ولاية إلازيغ المجاورة التي أعلنت حظرا مشابها لمدة 7 أيام للحيلولة دون امتداد الاحتجاجات إلى مناطق أخرى.

وأثارت قرارات العزل غضب أحزاب المعارضة التي اعتبرتها "انقلابا على الإرادة الشعبية"، وتوافد أعضاء في حزبي المساواة الشعبية والديمقراطية والشعب الجمهوري على مقر بلدية تونجلي للمشاركة في مسيرة احتجاجية. ووصف رئيس الشعب الجمهوري أوزغور أوزال القرار بأنه "سرقة للإرادة الوطنية بشكل فاضح".

وأعلن أوزال عن خطط لعقد اجتماع يضم 414 رئيس بلدية معارضا في مقر حزبه في أنقرة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بهدف تنسيق الردود واتخاذ موقف موحد ضد سياسة "تعيين الأوصياء". كما أصدر "المساواة الشعبية والديمقراطية" بيانا وصف فيه الإجراءات بأنها "محاولة لإسكات المعارضة وتقويض خيارات الناخبين"، مؤكدا أن "الانقلاب الذي تنفذه الحكومة عبر سياسة الوصاية لن يخيفنا".

اتهامات

وشهد البرلمان التركي، الأربعاء الماضي، شجارا بالأيدي بين نواب الشعب الجمهوري، ونواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، على خلفية قرارات عزل رؤساء البلديات. واندلعت المشادات أثناء دخول وزير الداخلية علي يرلي قايا إلى القاعة لمناقشة ميزانية الوزارة، حيث اعترض نواب المعارضة على دخوله احتجاجا على عزل رئيس بلدية أسنيورت، أحمد أوزر، المنتمي للشعب الجمهوري، قبل أسابيع.

واتهم نواب الشعب الجمهوري وزير الداخلية باستخدام سلطاته لتصفية حسابات سياسية مع البلديات التي يديرها معارضون، معتبرين أن قرارات العزل تستهدف تقويض إرادة الناخبين.

في المقابل، أوضح يرلي قايا خلال الجلسة أن وزارة الداخلية تلقت 1701 شكوى ضد البلديات من مختلف الأطياف السياسية، وتم منح الإذن بالتحقيق في 176 حالة فقط، مشيرا إلى أن قرارات العزل لا تقتصر على رؤساء البلديات التابعين للمعارضة، بل شملت أيضا بلديات يديرها الحزب الحاكم.

ويعتبر الكاتب والباحث في الشؤون التركية محمود علوش أن إجراءات العزل التي تتخذها الحكومة ضد رؤساء البلديات تعكس المعضلة العميقة التي تواجه الحالة السياسية الكردية في تركيا، والمتمثلة في عجزها عن الفصل الكامل بين نفسها وحزب العمال الكردستاني.

وبرأيه، يتطلب الانخراط في الحياة السياسية الانفصال التام عن أي صلة بتنظيم إرهابي أو تبني خطابه، إذ لا يمكن استخدام الشرعية الممنوحة عبر صناديق الاقتراع كوسيلة لتحصين النفس من المساءلة القانونية.

رسائل الحكومة

وقال الباحث علوش للجزيرة نت إن سياسة تعيين الأوصياء على البلديات، رغم كونها مثيرة للجدل، تأتي كأحد الحلول التي لجأت إليها الدولة لمواجهة المشاكل الناشئة عن العلاقة الملتبسة بين الحالة السياسية الكردية والنظام الديمقراطي في تركيا. وأضاف: "هذه السياسة ليست سبب المشكلة بل نتيجة لها، إذ إنها ترتبط بشكل مباشر بتهديدات الإرهاب التي تواجهها الدولة".

ووفقا له، تبعث الحكومة التركية من خلال هذه الإجراءات رسالة واضحة مفادها أن انفتاحها على حل الصراع مع العمال الكردستاني لن يكون على حساب إستراتيجيتها الصارمة في مكافحة الإرهاب، سواء داخل تركيا أو عبر حدودها مع سوريا والعراق. ولفت إلى أن سياسة الوصي تُعد جزءا من أدوات هذه الإستراتيجية التي تُفعل عندما تستدعي الضرورة لحماية النظام العام.

وأضاف علوش أن أي تراجع عن هذا النهج الصارم يحمل مخاطر كبيرة على تركيا خاصة في هذه المرحلة. إذ إن التردد في مكافحة الإرهاب قد يُفسر من قبل حزب العمال كنقطة ضعف. و"قد رأينا كيف استغل الحزب عملية السلام عام 2013 لترميم شبكاته اللوجستية وتعزيز نشاطه المسلح. والحكومة التركية لا تريد تكرار هذه التجربة".

وأشار إلى أن أنقرة ستواصل نهجها المتشدد في مواجهة كافة أشكال الإرهاب، لكن في الوقت نفسه، ستحاول إيجاد مساحة محدودة لإبقاء قنوات الحل السياسي مفتوحة. وخلص إلى القول إن "هذا النهج المتوازن بين الحزم الأمني والانفتاح المحدود يعكس أولويات الحكومة في حماية أمن الدولة من دون تقديم تنازلات غير محسوبة".

 

مقالات مشابهة

  • ردا على دعمه الكبير فى سباق الانتخابات الرئاسية.. مخاوف أمريكية من إهداء ترامب منصبًا كبيرًا لإيلون ماسك
  • كيف تفاعل الأتراك مع قرار عزل رئيسَي بلدية معارضين؟
  • الهند.. الحزب الحاكم يتجه لفوز كاسح في ولاية مهاراشترا
  • الرومانيون في الخارج يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • ‏ترامب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثا خاصا لأوكرانيا
  • موريتانيا.. أكبر أحزاب المعارضة يدعو لهبّة شعبية من أجل غزة ولبنان
  • ماذا بقي من المعارضة في تونس بعد إعادة انتخاب قيس سعيد؟
  • عضو بـ«النواب»: المبادرات الرئاسية نقطة فارقة ومضيئة في المجتمع المصري
  • السنغال.. الحزب الحاكم يضمن الأغلبية في البرلمان