صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال" لايزال الخير فى امتى إلى يوم الدين"، نعم فتلك الكلمات العطرة نراها راسخة بأركانها على أرض الواقع وتتحقق اكل قاص ودان بواسطة الشاب محمد حسن الاطونى وشهرته" ابو آدم " عندما قدم على توزيع شنط السوائل والمنظفات الحديثه على المواطنين من أهالى منطقته بالمشروع الأمريكى بمدينة حلوان بجنوب القاهرة، بالمجان وبصورة يومية بلا انقطاع، من خلال تعليق لافتة بمدخل محل المنظفات الخاص به" خذ ما يكفيك واترك الباقى لغيرك"،

ليبعث من خلالها رسالة للجميع على حب عمل الخير والحث على المشاركة المجتمعية على قدر المتاح من الامكانيات ولو بالشيء القليل لرفع أعباء الحياة المعيشية عن كاهل البسطاء ومحدوى الدخل، حيث كان لبوابة الاسبوع هذا اللقاء مع صاحب هذه اللافتة الإنسانية التى تتبلور فى أبهى صورها الإيجابية والتى تعد واحدة من النماذج الطيبة الفاعلة فى المجتمع المصرى.

(كل أملى رضا الله عليا)

استهل الشاب محمد حديثه قائلاً، أنا خريج كلية آداب جامعة حلوان دفعة 2010/2011 أبلغ من العمر 34 عاما متزوج ولدى أبناء، كنت اعمل فى بدايتى عامل تسويق لشركة موبينيل وفودافون، كما احترفت العمل والمهنة فى صناعة الستائر بشتى أنواعها، ولكن منذ صغرى وانا أحب العمل فى التجارة، حيث أن والدى عندما خرج على المعاش من شركة الحديد والصلب، لم أعتمد انا وشقيقى الأصغر "عادل" الحاصل على شهادة الهندسه الميكانيكيه، على شهادتنا بل سعينا أن نعمل بجد على ما يتطلبه سوق العمل وأن جاء ذلك على حساب شهادتنا ولم نجلس مكتوفى الأيدى لحين التعيين الحكومى أو انتظار قائمة الانتظار فى كعب العمل، فبدأنا فى صناعة سوائل المنظفات والمساحيق وملكت محل صغير كنت أقوم فيه بعرض منتجاتنا وبيعها، وبفضل الله وعزيمتنا تحول هذا المحل الصغير إلى محل كبير، إضافة إلى مخزن نعبئ بداخله ما اقوم بانتاجه، علاوة على تعاملى مع بعض الشركات والمصانع ورجال الجملة، وتمكنا من توفير ما يقارب من 700 منتج من المنظفات والمساحيق الحديثة.

واضاف "محمد" قوله أننا نشأنا فى أسرة مصرية بسيطة وكنا نتعايش مع بعض الظروف المعيشية المتقلبة حالنا مثل المواطنين، وكنت أشعر بمدى احتياج بعض الأشخاص وأسرهم المعروفة بالمحدودة الدخل بل والمنعدمه، فقررت أن ابادر بتلك اللافته الإنسانية ابتغاءا لمرضات الله فى المقام الأول إضافة إلى إخراج الزكاة عن تجارتى وعملى فى المنظفات، فشرعت بعرض سوائل الصابون وسلك الأوان، وصابون غسيل الوجه وايضا منظف الملابس وتوزيعها بالمجان، ووضعها أمام مدخل المحل وكتابة لافته للاعلان عنها "خذ ما يكفيك وأترك الباقي لغيرك" دون النظر أو المساس بأى فرد يأتى لأخذ ما يحتاج لأهل بيته وأسرته، موضحاً بأن هذه اللافتة جاءت عن رغبته الشخصية فى إطار مشاركته المجتمعية التى لايبغى منها شئ غير رضاء الله عزّ وجل عنه وعن أسرته، مشيراً إلى أنه يقوم بعرض تلك السوائل والمنظفات الحديثه الأساسية والتى تستهلك يومياً لكل أسرة بصورة منتظمة فى صباحوكل يوم دون انقطاع، مؤكداً بأن بفضل هذا العمل الخيرى، فتح الله عليه بكل الخير ورزقه بالربح الوافر وراحة النفس والطمأنينة.

(بالكفاح والجهد وعمل الخير يكافئك الله بالنجاح)

وبسؤال "الشاب محمد" عن رسالته التى يريد أن يرسلها من خلال مبادرته، أجاب قائلا، تأكد أن من يعمل بكل جهد وإخلاص يكافئه الله بالنجاح والخير الوافر من حيث لا يدرى ولا يحتسب، وأن عمل الخير الخالص لوجه الله تعالى وإن كان بالقليل فثوابه كبيرا وعظيما وباق عند الله يوم التلاق، علاوة على أنه يبسط الرزق فى الدنيا ويبارك فيه ولو كان قليل.

كما وجه" محمد" رسالة لكل شاب جامعى حصل على شهادته بأن لا يكتفي بحصوله عليها والمكوث فى البيت فى إنتظار للعمل بها، بل عليه بالسعى والعمل الدؤوب فى أى مهنة أو تجارة يجيدها، مشيراً إلى أنه طالب جامعى لم يكتفى طموحه بحصوله على الشهادة العليا من كلية آداب جامعة حلوان، بل بدأ يبحث عن مدخل للرزق ولأسرته رغم معاناته فى بادئ الأمر إلا أنه بالمثابرة والكفاح استطاع أن يبنى تجارته ويزيد من نشاطها إلى أن أكرمه الله وكافئه وأصبح صاحب محل كبير للمنظفات الحديثة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جنوب القاهرة الشاب محمد

إقرأ أيضاً:

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر نموذج عملي للأخذ بأسباب النصر

عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "النبي صلى الله عليه وسلم بين براعة التخطيط والثقة في نصر الله غزوة بدر نموذجًا". 

يأتي ذلك بحضور كل من د. السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا، ود. خالد عبد النبي عبد الرازق، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار الحوار الشيخ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.

في بداية الملتقى قال الدكتور السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا، إن غزوة بدر تعد نموذجًا عمليًا على براعة النبي صلى الله عليه وسلم في التخطيط، وتجلى ذلك بوضوح من خلال عدة أمور، أولها: تطبيقه صلى الله عليه وسلم لمبدأ الشورى مع صحابته الكرام، ليعطي درسًا لكل من تولى أمرًا من أمور المسلمين بضرورة البحث عن الرأي الصواب واعتماد مبدأ الشورى في إدارة شؤون المسلمين. 

وأضاف أن الأمر الثاني: جمع المعلومات الدقيقة عن العدو الذي يوجهه، وفي هذا درس هام بضرورة تقدير الأمور تقديرًا صحيحًا من خلال جمع المعلومات الموثوقة التي تقدر لنا الأمور بقدرها دون تهويل أو تهوين، الأمر الثالث: بناء "عريش لقائد الجيش" أي ظلة في وسط الجيش، لتكون حصنًا للقائد ومظلة القيادة للمعركة، ليكون القائد قادرا على توجيه المعركة بفاعلية، واستعادة زمام الأمور في حالة تعثر الجيش. الأمر الرابع: اتباع الرسول صلى الله وسلم استراتيجية جديدة في القتال وهي استراتيجية الصفوف المنظمة، كبديل لأسلوب "الكر والفر" والذي كان هو الأسلوب المتبع في الحرب عند العرب، الأمر الخامس: التزام الجيش بالأوامر التي يصدرها قائد الجيش وخطة القتال وتنفيذها حرفيًا سواء كان ذلك في بدء المعركة أو في أثناء المعركة، ليكون جيش المسلمين موحدًا في بطشه وفي دفاعه.

وأوضح الدكتور سيد بلاط، أن النصر كان حليف المسلمين في غزوة بدر بفضل قدرة وبراعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بفضل التزام جيش المسلمين بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وتنفيذها على الوجه الأكمل، والتي أظهرت عبقرية النبي صلى الله وسلم في كل شيء حتى في الجوانب العسكرية، وقدرته على تدبير أمرها ببراعة لا مثيل لها، من خلال تحديد أهداف المعركة وتحديد التوقيت المناسب لها، وحث الجنود على الاستخدام المحكم لكل أدوات المعركة في وقتها المناسب الذي يحقق الهدف بأقل الخسائر الممكنة، مبينًا أن لجوء المسلمين إلى الله وكونهم أصحاب حق، إضافة إلى براعة النبي في التخطيط، جعل النصر حليفًا للمسلمين، رغم أن قوانين الحرب لم تكن لتمنحهم النصر وبخاصة أن عددهم أقل بكثير من جيش عدوهم.

توفاه الله.. جامعة الأزهر تناقش رسالة دكتوراه وتترك كرسي المشرف فارغا.. صورإنجاز غير مسبوق.. أستاذ بعلوم الأزهر يكتشف مستخلصات فعالة لعلاج السرطان والبكتيريامدير الجامع الأزهر: تطلعات جديدة لتعزيز دور الرواق الأزهري في الأقصروكيل الأزهر يستقبل رئيس المجلس الفقهي الأسترالي لبحث سبل التعاون المشترك

من جانبه، قال الدكتور خالد عبد النبي، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة: تعطينا غزوة بدر مثلا أعلى في التوكل على الله، فمنذ التخطيط على الحرب وحتى تحقيق النصر، وتظهر ثقة النبي وتوكله الكامل على الحق جل وعلا، رغم قلة عدد جيش المسلمين مقارنة بجيش عدوهم، لكن توكل النبي صلى الله وسلم على ربه جعله متيقن أن النصر سيكون له ولأصحابه، كما أن التوكل على الله هو الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يتجاوز كل المحن والتحديات التي واجهها طوال حياته، لكنه صلى الله عليه وسلم أراد من خلال التخطيط والإعداد الدقيق للمعركة، وحساب كل خطواتها خطوة خطوة، أن يعلمنا أن نأخذ بالأسباب وأن نجتهد في الوصول إلى الهدف.

وذكر فضيلة الدكتور خالد عبد النبي، أن النصر لا بد له من أسباب، فلا يمكن أن تنتصر الأمة الإسلامية على عدوها رغم كونها صاحبة حق وعلى صواب مالم تأخذ بالأسباب، وهو ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤسس له في غزوة بدر، فإذا توكل المسلمون على ربهم حق التوكل وأخذوا بالأسباب كان النصر حليفهم على أعدائهم، فلا يمكن أن يأتي النصر دون الأخذ بالأسباب، وعلى الأمة اليوم أن تستلهم من صفوف غزوة بدر روح الوحدة والتماسك والثقة، والتي كانت دافعًا قويا لهم في تحقيق النصر على عدو الله وعدوهم، وما أحوج الأمة اليوم أن تكون على هذه الحالة التي أظهرت جلد المسلمين وصدق إيمانهم، مشيرًا إلى أن المسلمين في غزوة بدر عندما كانوا على قلب رجل واحد أرهب الله عدوهم وقذف في قلبه الرعب.

من جانبه قال الشيخ وائل رجب: كان النبي صلى الله وسلم في كل أموره يأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى نصر الأمة الإسلامية وتقوية دعائمها، ففي غزوة بدر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الأخذ بكل أسباب النصر، سواء كان ذلك في تقصى المعلومات عن العدو، بالإضافة إلى دراسة ظروف المكان الذي تدور فيه المعركة، والاعتماد على الشخص المناسب في كل مرحلة من مراحل هذه المعركة، معتمدًا أسلوب الشورى والنقاش بينه وبين صحابته الكرام ليصل إلى الرأي الصائب الذي يحقق النصر والعزة للمسلمين.

يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.

مقالات مشابهة

  • دنا حتى مشوفتوش على الحقيقة| ريم مصطفى: طلع عليا إشاعات الزواج من محمد صلاح
  • أبوظبي والشارقة تبحثان تطوير العمل القضائي عبر التقنيات الحديثة
  • محمد مهنا: الزهد الحقيقي لا يعني ترك العمل أو الانعزال أو الفقر
  • رئيس "المحطات النووية": نجاح مشروع الضبعة يعتمد على الجهود المشتركة والعمل الجماعي
  • الرئيس تبون: هذا المشروع هو “حلم” تحقق ..والعمل جاري لتمكين الجزائر من الالتحاق بركب الدول الناشئة
  • محمد وداعة نموذجًا للانحطاط السياسي ومستنقع الانتهازيه
  • تحول نوعي في العمل القضائي.. "العدل" تدشن نموذجًا مركزيًّا للمحاكم
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر نموذج عملي للأخذ بأسباب النصر
  • المفوضية تختتم ورشة العمل حول إجراءات توزيع «بطاقة الناخب»
  • من اجل أفعال الخير