نجحت صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران والتي توسطت فيها قطر، وبموجب الصفقة تم الإفراج عن 6 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة في كوريا الجنوبية.

كانت طريقة استخدام تلك الأموال من ضمن النقاط التي تم التفاوض عليها بين الجانبين، ووفق مصادر فقد كادت المفاوضات تنهار لولا تدخل الوسيط القطري الذي تحمل بدوره دفع رسوم نقل تلك الأموال من كوريا الجنوبية إلى قطر عبر بنوك في أوروبا.



وأبلغت قطر المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين، الاثنين، بانتهاء عملية النقل، بحسب مصدر مطلع.

بالنسبة للحكومة الإيرانية فإنها تقول أنها تستطيع استخدام الأموال كيفما تشاء، لكن واشنطن تقول إن الأموال يقتصر استخدامها على المشتريات غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء، وأنها ستخضع لرقابة صارمة.

وقال بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الاثنين: "لن تذهب أي أموال إلى إيران على الإطلاق، سيتم دفع هذه الأموال إلى البائعين الخارجيين لشراء الأغذية والأدوية والمنتجات الطبية والمنتجات الزراعية، وإذا كان هناك أي تحويل، فسنعلم به وسنغلق هذه الحسابات".

ما هو مبلغ الـ6 مليارات دولار.. وكيف من المفترض أن يتم استخدامه؟

الأموال التي تم توفيرها لإيران كجزء من الصفقة هي أموال إيرانية تم الاحتفاظ بها في حسابات مقيدة في كوريا الجنوبية.


والأموال متاحة الآن للحكومة الإيرانية لشراء المواد غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء لكنها ليست تحت سيطرة الحكومة الإيرانية بشكل كامل ولن تكون موجودة في البنوك الإيرانية، وفقا للولايات المتحدة.

وبدأ تحويل الأموال من حسابات كوريا الجنوبية بعد نقل 4 من الأمريكيين الخمسة من سجن إيفين إلى الإقامة الجبرية الشهر الماضي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على إعفاء يسمح للمؤسسات المالية في أوروبا بنقل الأموال إلى قطر دون خوف من فرض عقوبات أمريكية.

وقال مسؤولون أمريكيون مطلعون على الأمر، إن الحكومة الإيرانية لم تُمنح القدرة على الوصول إلى تلك الأموال إلا بعد أن وضع المسؤولون الأمريكيون أعينهم على الأمريكيين الخمسة عندما وصلوا إلى الدوحة، وفق تقرير لشبكة "سي ان ان".

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في مقابلة الأسبوع الماضي، إن الحكومة الإيرانية ستقرر كيف وأين ستنفق الـ 6 مليارات دولار من الأصول المجمدة، وقال كيربي إن هذا التصريح كان "خاطئا تماما".

وأضاف: "هذه ليست فدية، وهذه ليست أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ولم نرفع أيا من عقوباتنا على إيران ولن تحصل على أي تخفيف للعقوبات".

وتابع: "سنواصل مواجهة إيران وانتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان، وسنواصل مواجهة أفعالهم المزعزعة للاستقرار في الخارج، ودعمها للإرهاب، والهجوم على النقل البحري في الخليج، ودعمها المستمر لحرب روسيا ضد أوكرانيا".

وقال: "الإيرانيون يخبرون شعبهم بما يعتقدون أنهم يريدون سماعه".

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن تصريحات رئيسي كانت "عارية عن الصحة تماما لكننا نعرف الحقيقة، ولذا نحن واثقون من ذلك".

وكرر رئيسي تصريحاته في لقاء مع الصحافة الأمريكية في نيويورك، الاثنين، وقال ردا على سؤال مدير شبكة "NBC" حول كيفية استخدام الموارد والأصول المالية لرفع الحصار: "إن المبالغ التي تم تجميدها بشكل جائر وباتت الآن متاحة للجمهورية الإسلامية هي ملك للشعب، وسنوظفها لتلبية احتياجات المواطنين"، وفق وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء.

وشدد مسؤولو إدارة بايدن على أن كل معاملة باستخدام الأموال ستتم مراقبتها من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة: "نحن ننفذ هذا الترتيب من خلال إنشاء ما نسميه القناة الإنسانية في قطر"، والتي تهدف إلى الحماية من غسيل الأموال وإساءة استخدامها.

وقال كيربي الأسبوع الماضي إن "الأموال سيحتفظ بها البنك الوطني القطري وهي متاحة للصرف بناء على طلب من الحكومة الإيرانية".

وأضاف: "يمكن للإيرانيين أن يطلبوا مبلغا لأغراض إنسانية، وستكون الدول، ونحن سيكون لدينا إشراف ورقابة كافية على الطلب نفسه، للتحقق من صحة الطلب ومن ثم تسليم الأموال المناسبة لهذا الطلب".

وتابع: "ستذهب الأموال بعد ذلك إلى البائعين لشراء وتسليم المواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى إيران، لذلك، ستذهب مباشرة إلى منظمات المساعدة أو المنظمات ذات الصلة المناسبة داخل إيران حتى يتمكن الشعب الإيراني من الاستفادة منها".



وشدد كيربي، الاثنين، أن "الولايات المتحدة يمكن أن تمنع إجراء معاملة إذا لزم الأمر، وشدد المسؤولون الأمريكيون على أنهم إذا اكتشفوا إساءة استخدام الأموال، فيمكنهم تجميد الحسابات".

وقال المسؤول الكبير في الإدارة: "إذا حاولت إيران تحويل الأموال أو استخدامها لأي شيء آخر غير الأغراض الإنسانية المحدودة المسموح بها، فسنتخذ إجراءات لحجز الأموال".

من جهته زعم تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في واشنطن، إن "شروط الصفقة صارمة للغاية مع إيران لدرجة أنها مهينة"، بحسب "سي ان ان".

وأضاف: "إن أكبر ما تخشاه هذه الإدارة الأمريكية هو أن تُتهم بالتساهل مع إيران ومن أجل تحقيق التوازن بين حقيقة أنهم توصلوا إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الأمريكيين، فإنهم يفرضون عقوبات جديدة ويفعلون أشياء تجعلها تبدو صعبة للغاية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السجناء إيران إيران امريكا سجناء اموال سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الإیرانیة کوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

إيران.. الحرس الثوري يكشف عن مدينة صاروخية جديدة

كشفت بحرية الحرس الثوري الإيراني اليوم السبت، عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض في سواحل إيران الجنوبية.

وقالت وكالة "مهر" للأنباء في ذلك السياق: "استمرارا للكشف عن الإنجازات الدفاعية لبلادنا، تزيح البحرية التابعة للحرس الثوري الستار عن مدينتها الصاروخية على الساحل الجنوبي للبلاد".

وأشارت إلى أن القائد العام للحرس الثوري الإيراني تفقد اليوم الجاهزية القتالية للقاعدة برفقة قائد القوات المتمركزة فيها.

إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية


وجه عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنذاراً شديد اللهجة لخصوم بلاده من مغبة الهجوم على المواقع النووية الإيرانية. 

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

وقال عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، :"إذا تعرضت المواقع النووية الإيرانية لهجوم سيقود إلى حربٍ شاملة في المنطقة". 

وأضاف بنبرةٍ حازمة :"سنرد فوراً وبحزم على أي اعتداء نتعرض له". 

وكان عراقجي قد قال في وقتٍ سباق في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً

وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".

الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.

وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.

تتبنى الولايات المتحدة موقفًا صارمًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، حيث تعتبره تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وتسعى إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي فرض قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، كانت واشنطن أحد اللاعبين الرئيسيين في مراقبة تنفيذ الاتفاق. لكن في عام 2018، انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، معتبرةً أنه غير كافٍ لكبح الطموحات الإيرانية، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى". ردت إيران بتقليص التزاماتها النووية وزيادة تخصيب اليورانيوم، مما زاد التوتر بين البلدين ورفع المخاوف من مواجهة عسكرية.

في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق، لكن المباحثات تعثرت بسبب مطالب متبادلة بين الطرفين. واشنطن تشترط على إيران الامتثال الكامل للقيود النووية قبل رفع العقوبات، بينما تصر طهران على ضمانات بعدم انسحاب أمريكا مجددًا. إلى جانب ذلك، تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تطوير إيران لتقنيات الصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات إقليمية، مما يزيد من تعقيد الملف النووي. مع استمرار الجمود الدبلوماسي، تلوّح واشنطن بالخيار العسكري كوسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مرهونًا بالتطورات السياسية والتوازنات الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • استئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل الاثنين بعد رابع عملية تبادل للرهائن والمسجونين
  • المعارضة الإيرانية: النظام في طهران يعمل على إنتاج قنبلة نووية
  • إيران.. الحرس الثوري يكشف عن مدينة صاروخية جديدة
  • عراقجي: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • إيران تحذر ترامب من "حرب شاملة" في هذه الحالة
  • إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية
  • أبطال آسيا النخبة.. الشرطة العراقي إلى إيران لملاقاة استقلال طهران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب