اتحاد جدة يدشن عودته بقوة والهلال يفلت من سقوط مدوٍّ
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
الرياض «أ.ف.ب»: دشَّن الاتحاد عودته إلى مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم بعد ثلاث سنوات من الغياب بفوز كبير على ضيفه ايه جي أم كاي الأوزبكستاني 3-0، فيما أفلت مواطنه الهلال وصيف بطل النسخة الماضية من سقوط مدوٍّ على أرضه أمام نافباخور الأوزبكستاني وانتزع تعادلا قاتلا 1-1 ا في الجولة الأولى.
في المباراة الأولى على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، حسم الاتحاد نتيجة مباراته في الشوط الأول بتسجيله الأهداف الثلاثة عن طريق هارون كمارا (11) والبرازيلي رومارينيو داسيلفا (15 و42 من ركلة جزاء).
وتصدر الاتحاد المجموعة الثالثة برصيد ثلاث نقاط تاركاً المركز الثاني للقوة الجوية العراقي وسيباهان الإيراني المتعادلين 2-2 على ملعب استاد فرانسوا حريري في اربيل عاصمة اقليم كردستان وامام عشرة الاف متفرج.
وسجل علي جاسم (26 و88) هدفي القوة الجوية، ومحمد دانشكير (31) ومحمد قرباني (65) هدفي سيباهان.
وقال المدرب البرتغالي للاتحاد نونو إشبيريتو سانتو في المؤتمر الصحافي: كان الفوز مهماً في مستهل المشوار.
وأضاف: إصابة بنزيمة فاجأتني، ولكنها بسيطة ولا داعي للقلق، اللاعب شعر بالآم قبل المباراة بساعات.
وفي الجولة الثانية في الثاني من أكتوبر المقبل، يلعب القوة الجوية مع مضيفه ايه جي أم كاي، والاتحاد مع مضيفه سيباهان.
وفي الثانية على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، أنقذ المدافع علي البليهي فريقه الهلال من خسارة مدوية أمام ضيفه نافباخور بإدراكه التعادل في الوقت بدل الضائع ضمن منافسات المجموعة الرابعة.
وتقدم نافباخور في الدقيقة 52 عن طريق توما تاباتادزي، قبل أن يدرك البليهي التعادل في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع.
وفي المجموعة ذاتها، خسر مومباي سيتي الهندي أمام ضيفه نساجي مازندران الإيراني بهدفين نظيفين سجلهما إحسان حسيني (34) ومحمد رضا أزادي (62).
وانتقد المدرب البرتغالي للهلال جورجي جيزوس الطريقة التي لعب بها نافباخور، وقال في المؤتمر الصحافي: المباراة كانت صعبة، وهذا إذا كان من الممكن أن نُطلق عليها مباراة، الخصم كان يتعمد السقوط المتكرر لإضاعة الوقت وكسر إيقاع اللقاء، لم أعتد اللعب ضد هذا النوع من قبل.
وأضاف: لاعبو الهلال فقدوا التركيز في المباراة بسبب إهدار الوقت المتكرر من المنافس. لعبنا ضد فريق لم يرغب في اللعب، هذا ليس تنظيما دفاعيا وما رأيناه أنهم قاموا بتصرفات بكثرة السقوط، والحارس قضى أغلب وقته طريحًا على الأرض ولم ينل البطاقة الصفراء.
وفي المجموعة الثانية، سقط السد القطري في فخ تعادل سلبي مخيب أمام ضيفه الشارقة الإماراتي.
وقال طارق سلمان مدافع السد أن فريقه لم يحالفه الحظ في استثمار الفرص التي سنحت له من أجل خطف النقاط الثلاث، معتبرا أن فريقه فرط بفوز كان في المتناول.
وأبدى سلمان خيبة أمله بالنتيجة خصوصا وان فريقه خاض المباراة على ارضه وبين جماهيره.
وحصل السد على ركلة جزاء في الدقيقة 58 اثر تعرض مهاجمه الإكوادوري جونسالو بلاتا للعرقلة داخل المنطقة، بيد أن الجزائري بغداد بونجاح سدد الكرة بجوار القائم (58).
وفي المجموعة ذاتها، مني الفيصلي بطل الدوري الأردني بخسارة أمام ضيفه ناساف الأوزبكي 0-1 سجله البديل زافارمورود عبد الرحماتوف في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع.
وقال المدرب العام للفيصلي التونسي وسيم معلا: كان هدفنا هو تحقيق الانتصار واللاعبون قدموا أقصى ما لديهم وكنا نستحق التعادل على أقل تقدير.
وأضاف: المعنويات تأثرت قليلا بالخسارة، لا زال لدينا 5 مباريات في الدور الأول، الأمل بالتعويض موجود وسنقدم مستوى أفضل في المباريات القادمة.
أما مدرب ناساف روزيقول بردييف فقال: اتينا من أجل الفوز ونجحنا في ذلك لأننا كنا الأفضل، رغم أن بداية الشوط الثاني كانت سيئة بالنسبة لنا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.
من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.
لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.
اللحظة الفارقةكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".
في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".
تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.
ابتسامة ولقطة خالدةبعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.
رسالة مهمة من الإمام الأكبرفي كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."
عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.
إنسانية تتجاوز البروتوكولهذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.
إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.