وكالة الإمارات للفضاء تعلن نتائج المسح الاقتصادي للفضاء لعام 2022 عن أداء قطاع الفضاء الإماراتي لعام 2021
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
دبي-الوطن
بحضور معالي سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة حنان منصور الأهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء، اليوم، نتائج المسح الاقتصادي للفضاء لعام 2021، الذي أجرته بالتعاون مع المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، بهدف قياس أداء قطاع الفضاء الوطني، ودعم نموه وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي رائد للابتكار واستقطاب المهارات والاستثمارات.
كما أُطلق المسح الاقتصادي للفضاء 2023، في خطوة تهدف إلى قياس مساهمة قطاع الفضاء في الاقتصاد الوطني، وتوفير صورة واضحة حول منظومة هذا القطاع الاستراتيجي والرائد. ودعت وكالة الإمارات للفضاء، شركاءها الاستراتيجيين والجهات والشركات العاملة في قطاع الفضاء الوطني إلى المشاركة في هذا المسح، والمساهمة في تحقيق أهدافه والتي تسهم في فهم احتياجاته وتعزيز القدرات الوطنية.
وبحسب نتائج المسح الاقتصادي للفضاء، ارتفع إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء الوطني بنسبة 6.61% مقارنة بالعام السابق، فيما شكل الإنفاق الحكومي نسبة 55.7% من الإجمالي، بزيادة بلغت 12.7% مقارنة بالعام السابق. وشكل الإنفاق التجاري نسبة 44.3% من إجمالي الانفاق في قطاع الفضاء.
وأظهر المسح، أن الإنفاق في مجال الأبحاث والتطوير ارتفع بنسبة 14.8%؛ حيث شكل الإنفاق على الأبحاث والتطوير في مجال استكشاف الفضاء نسبة 76.8% من إجمالي الإنفاق. واستحوذت الكوادر الإماراتية على نسبة 38.5% من العاملين في قطاع الفضاء في الدولة، كما بينت نتائج المسح مشاركة الشباب الإماراتيين بنسبة 59.2% ضمن القوى العاملة الشابة في قطاع الفضاء الوطني.
وأوضحت نتائج المسح، أنَّ 54.4% من المؤسسات المستفيدة من خدمات وتطبيقات الشركات العاملة في قطاع الفضاء كانت داخل دولة الإمارات؛ حيث كان قطاع الاتصالات هو المستفيد الأكبر، متبوعاً بقطاعات الأمن والتعليم والسياحة والترفيه، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 83.6% في عدد المنشورات العلمية.
وقالت معالي سارة الأميري، «استرشاداً برؤية قيادتنا الرشيدة، تركز حكومة الإمارات العربية المتحدة على قطاع الفضاء باعتباره أولوية خلال الأعوام الخمسين المقبلة؛ حيث تم الإعلان عن العديد من الخطط والمبادرات لترسيخ مكانة الدولة كواحدة من أهم الجهات المطورة لتكنولوجيا الفضاء على مستوى العالم. وانعكس ذلك بشكل واضح على مشاريع الإمارات في قطاع الفضاء، التي مثلت تجربة محورية في تعزيز الجهود العالمية لتطوير القطاع».
وأشارت، إلى التطور الكبير الذي شهدته الاستثمارات في قطاع الفضاء، كما سلطت الضوء على الدعم الذي تقدمه الإمارات العربية المتحدة للشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الفضاء لتعزيز مساهمتها في تحفيز الاقتصاد الوطني.
واختتمت، أنَّ «المسح الاقتصادي للفضاء 2023، سيسهم بدور كبير في تقييم فرصنا الاقتصادية المستقبلية، وسيمنحنا الرؤية الشاملة لاتخاذ قرارات تستند إلى أسس علمية لتصميم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية بطريقة منهجية وعلمية دقيقة، إلى جانب وضع خارطة للتطوير المستدام»، مضيفة «نسعى لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة في قطاع الفضاء الوطني، بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين وبما يدعم طموحات القيادة في مواصلة تطوير هذا القطاع الاستراتيجي».
ومن جهته، قال سعادة سالم بطي القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، «قدمت نتائج المسح الاقتصادي للفضاء مرجعاً معرفياً لأداء القطاع، بالاعتماد على مواردنا البشرية الوطنية والاستثمارات»، مضيفا «تلتزم حكومة الإمارات العربية المتحدة بتطوير القطاع من خلال طرح العديد من المخططات والاستراتيجيات، مع التركيز على بناء المؤسسات والكوادر البشرية الوطنية، لترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار واستقطاب الاستثمارات والمواهب».
وتابع، «أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة، بوصفها واحدة من الدول الرائدة في قطاع الفضاء إقليميا وعالمياً، تدرك أهمية هذا المجال وتعمل على استغلال أحدث منهجيات الإحصاء وتحليل البيانات لدعم رؤيتها وخططها المستقبلية والتنموية الشاملة للنهوض بجميع مجالاته».
من جانبها، قالت سعادة حنان منصور الأهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء: “نعتز في المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بالشراكة الاستراتيجية مع وكالة الإمارات للفضاء في تنفيذ هذا المشروع الوطني الهام، وبدعم لا محدود من مراكز الإحصاء الوطنية، ومؤسسات القطاع الخاص لإنجاح المسح حيث يوفر المسح بيانات مهمة عن واقع صناعة الفضاء في الدولة، تضع بين يدي صنّاع القرار والمستثمرين والباحثين والمؤسسات العاملة في مجال صناعة الفضاء صورة تعكس الواقع. الأمر الذي يساهم في دعم صنع القرار ورسم السياسات الداعمة لتطوير واستدامة اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات، وتنمية دور الصناعة الوطنية القائمة على المعرفة والمهارات العالية، وتحفيز الاستثمار فيها”.
وأكد علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الياه سات»، «أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة تعزز قيادتها بقوة في قطاع الفضاء، وتسعى بجهود كبيرة ومكثفة لتعزيز نجاحاتها في جميع المجالات المتعلقة بهذا القطاع الحيوي»، مضيفا «أنَّ هذه النجاحات تلهم شركتنا، كشريك وطني في مجال الفضاء، لزيادة استثماراتنا في تقنيات الفضاء والمساهمة بدور حيوي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة». وتابع «سنواصل تقديم خدماتنا بما تتماشى مع متطلبات القطاع من خلال تعزيز وتوسيع شراكاتنا الاستراتيجية لتوفير بيئة تعزز التنمية المستدامة».
وقال الدكتور علي الحمادي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «فارمن»، «إنَّ النتائج الواعدة لمسح اقتصاد الفضاء لعام 2021 تسلط الضوء على الفرص الواسعة لنمو هذا القطاع، ودوره في تعزيز الابتكار والعلوم والتقنيات المتقدمة، والاقتصاد المعرفي على مدى الخمسين عامًا المقبلة، ما سيتيح ذلك لأصحاب المصلحة زيادة استثماراتهم في البحث والتطوير لتحقيق النمو المستدام في هذا القطاع».
وأضاف «الحمادي»، «أنَّ الابتكار والاستثمار هما المفتاحان لمواصلة نجاح قطاع الفضاء»، مؤكدا «نعمل بشكل مستمر على تطوير شراكاتنا مع المنظمات الحكومية والخاصة لدعم هذا القطاع الحيوي وضمان النمو الاقتصادي والازدهار لدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بأكملها».
وكرمت وكالة الإمارات للفضاء، على هامش الإعلان عن نتائج المسح الاقتصادي للفضاء، بعض الشركات المشاركة في المسح الاقتصادي و الذين ساهموا بجهود كبيرة ودور فعال في دعم الأبحاث وتقديم المعلومات والبيانات الدقيقة والشاملة حول مساهمات شركاتهم في قطاع الفضاء الوطني، والتي ستدعم رؤية و أهداف الوكالة في تطوير المجال وضمان استدامته على مدار السنوات القادمة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة العاملة فی هذا القطاع الفضاء فی فی مجال
إقرأ أيضاً:
محمد خليفة المبارك: الإرث الثقافي الإماراتي رمز للفخر الوطني
سعد عبد الراضي
في خضم التطور المتسارع الذي يشهده العالم، تبرز أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي وسيلة لصون الهوية، وتعزيز الانتماء، وربط الأجيال بجذورها الراسخة. من هذا المنطلق، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي حملة وطنية شاملة تحت عنوان «تقاليدنا راسخة»، في خطوة استراتيجية، تهدف إلى الاحتفاء بالتراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتعريف بمكوناته الغنية والمتنوعة، عبر مبادرات وفعاليات تتوزع على مدار العام.
تأتي الحملة كجزء من جهود دؤوبة تبذلها الدولة لتوثيق وصون التراث، من خلال تسليط الضوء على عناصره المختلفة، مثل العادات والتقاليد، الفنون الشعبية، الحرف اليدوية، الممارسات الاجتماعية، والأهازيج الشفوية، التي تمثل ركيزة من ركائز الهوية الإماراتية. وتُعنى «تقاليدنا راسخة» كذلك بإحياء قصص الأجداد ونقلها للأبناء، عبر عروض ثقافية، وورش عمل تفاعلية، وبرامج تعليمية، ومعارض متنقلة، وأفلام وثائقية، لتصل الرسالة إلى المجتمع بكل فئاته، وبخاصة الجيل الجديد.
ما يميّز الحملة هو تنوع أدواتها، وشراكاتها مع المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية، مما يمنحها بُعداً وطنياً شاملاً يتجاوز نطاق التوثيق إلى خلق تفاعل حيّ مع التراث، يجعل منه جزءاً من الحياة اليومية، لا مجرد ذكرى من الماضي. وفي حواره مع (الاتحاد)، تحدث معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن أهمية المبادرات التي تطلقها الدائرة، ودورها في ربط الماضي بالحاضر، وتعزيز مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية.
في البداية، يؤكد معالي محمد خليفة المبارك، أن رؤية دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تتمحور حول تعزيز الوعي العالمي بأنّ تراث الإمارات وثقافتها الفريدة يشكلان هويتها كشعب ودولة. فالتراث هو البوصلة التي تقود الطموحات والإطار، الذي يوجّه التطلعات كوجهة عالمية. ومن خلال احتضان الإرث الثقافي، تفتح أبوظبي آفاقاً جديدة لرسم ملامح مستقبل ينطلق من أصالة ماضيها العريق.
ويضيف: ترتكز استراتيجيات ومبادرات الدائرة على الاحترام العميق للتقاليد والقيم والعادات الإماراتية المتوارثة عبر الأجيال. فالموروثات الثقافية، مثل فن «العيالة، التلي، التغرودة، والصقارة»، ليست مجرد رموز ثقافية، بل تعبيرات أصيلة عن تفرّد الهوية الإماراتية والفخر بتراثها. ومن خلال هذه المبادرات، يتم تعزيز ارتباط المجتمع بهويته وترسيخ الصلة العميقة التي تربط الإماراتيين بجذورهم جيلاً بعد جيل، مما يعزّز الشعور بالانتماء والمسؤولية للحفاظ على هذا الإرث ونقله إلى الأجيال القادمة.
ويشير المبارك إلى أن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تؤكد التزامها بتعزيز التبادل الثقافي، عبر مشاركة عمق التراث الإماراتي مع العالم. ومن خلال سياسات ومبادرات وحملات مستمرة على مدار العام، يتم العمل على تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل، ودعوة العالم لزيارة أبوظبي، والتعرّف على ما تتمتع به من أصالة وعراقة وضيافة استثنائية. فالاحتفاء بالتراث والحفاظ عليه، محلياً وعالمياً، يُعدّ أولوية استراتيجية تضمن استمرارية التقاليد وترسيخ الهوية وتعزيز الحضور الثقافي لأبوظبي عالمياً.
15 عنصراً
عن إدراج عناصر من التراث الإماراتي في «اليونسكو»، يقول رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «تفتخر دولة الإمارات بإدراج أكثر من 15 عنصراً من تراثها ضمن قائمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي. فمنذ انطلاق دائرة الثقافة والسياحة، تم الحرص على منح التراث الإماراتي مكانته المستحقة من خلال تطوير مبادرات متميزة، مثل مهرجان الحصن، ومهرجان التراث البحري، ومهرجان الحِرَف والصناعات التقليدية، وبيت الحِرْفيين، وسجل أبوظبي للحِرْفيين، ومنصة حِرَف أبوظبي. كما تم إعداد مجموعة واسعة من المواد التعليمية لتثقيف الأطفال حول قيم وأهمية التراث».
ويضيف: «تُعتبر حماية وصون وتعزيز التراث المادي وغير المادي جوهر رؤية الدائرة لأبوظبي وجهة عالمية، حيث يتم دمج التراث مع السياحة لخلق تجارب أصيلة تدعو المواطنين والمقيمين والزوار إلى استكشاف الملامح الثقافية وتعزيز الفهم الثقافي المتبادل. ويتجلى هذا الالتزام في تطوير معالم بارزة، مثل متحف زايد الوطني، أحد الإضافات المهمة لمنطقة السعديات الثقافية، حيث سيعرض تاريخ الإمارات، ويعزّز مكانة أبوظبي الثقافية. إضافة إلى ذلك، يتم العمل على مشاريع، مثل متحف العين، وإعادة افتتاح متحف دلما، وافتتاح مركز زوار جديد في جزيرة صير بني ياس، مما يتيح للجمهور فرصة استكشاف الإرث العريق للإمارات».
التقاليد الإماراتية
يؤكد معالي محمد خليفة المبارك أن العديد من المهرجانات والبرامج، التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تستمد إلهامها من التقاليد الإماراتية، حيث تشكل جزءاً مهماً من تقويم الفعاليات السنوي. مهرجان الحصن، على سبيل المثال، يعكس هذا المزج الفريد بين الماضي والحاضر، مما يجذب مجموعة متنوعة من الزوار، من الإماراتيين الذين يسعون إلى تعزيز ارتباطهم بتراثهم إلى الجماهير الدولية المهتمة باستكشاف الثقافة الإماراتية. وتعزّز روح الضيافة الأصيلة نجاح هذه الفعاليات، حيث يتم تحقيق توازن بين الفعاليات المستوحاة من التراث وبين الفعاليات الحديثة، مثل المعارض والحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية، مما يوفّر تجربة شاملة ومتنوعة.
رعاية ودعم الشباب
عن رعاية ودعم الشباب، يقول المبارك: في إطار سعي الدائرة إلى رعاية الأجيال القادمة، يتم دمج الشباب في استراتيجياتها وبرامجها، مما يتيح لهم فرصة المساهمة في المشهد الثقافي والسياحي. ويتماشى ذلك مع الاستراتيجية السياحية المحدّثة التي يُتوقّع أن توفر 178.000 وظيفة جديدة بحلول عام 2030، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام المواهب الإماراتية الشابة. وبهذا الصدد، تتم دعوة الشباب إلى تبنّي رؤية متجددة تعزز القيم الإماراتية، حيث يمثل إبداعهم وشغفهم بمشاركة الثقافة الإماراتية ضماناً لاستمرار تألقها على المستوى العالمي.
ويؤكد المبارك أنه مع استمرار دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في جهودها لحماية وصون التراث، يبقى الإرث الثقافي الإماراتي رمزاً للفخر الوطني وعلامة مميزة تضيء طريق المستقبل. فبفضل المبادرات المبتكرة والتعاون الدولي، يتم ترسيخ مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية تنبض بالحياة والتقاليد الأصيلة.