ما من مهنة إلا ويوجد فيها مرتزقة يمارسونها من أجل التسلق وكسب المال، لا يهمهم النهج الذي يسلكونه، طالما أن أهدافهم سوف تتحقق.. إلا أن مرتزقة الاعلام وبخاصة المرئي هم الأسوأ من بين أنواع المرتزقة، لأنهم يمارسون أقذر السلوكيات من تزوير وقلب حقائق ومخالفة ضمير وإخفاء معلومات، وتشويه لأشخاص مخلصين، ورفع نقيضهم من الرديئين إلى مراتب النزاهة والشرف.
هؤلاء المرتزقة يظهرون في أوقات الأزمات والمحن التي تمر بها الشعوب، يلعبون على مشاعر البسطاء، ويطرحون تساؤلات باعتبار أنهم مفكرين ومحللين، وهم في الواقع ينحازون لمن يدفع أكثر، وبقدر المال المدفوع أو المزايا الممنوحة يكون النضال الكلامي والصراخ وذرف الدموع إن استدعى الأمر ذلك.. لا يوجد مانع لديهم من تغيير مواقفهم وقناعاتهم في أي لحظة طالما ظهر عرض جديد يسيل لعابهم.
هناك فرق كبير بين حرية التعبير والتبعية، فمن حق كل إعلامي أن ينتقد أو يعبر عن رأيه في قضية معينة طالما أن نقده يستهدف المصلحة العامة، أما المرتزقة الذين تقدم لهم الإغراءات ليهاجموا عناصر القوة في الدولة تحت مسميات الحرية والتغيير، فهم أشبه بمرتزقة الحروب الذين يتم استخدامهم في المعارك الحربية والتخريب.
إن مرتزقة الاعلام في وقتنا الحالي، لا يختلفون كثيرًا عن مرتزقة الشعراء في السابق، والذين كانوا يأخذون الأموال على شعرهم ولا يهتمون بما يقولون كان صحيحًا أم خاطئًا.. بل هم الأشد خطرًا، لأنهم لا يأخذون فقط الأموال من أسيادهم ويقولون ما يريدون، بل يهاجمون أوطانهم، ويثيرون القضايا التي لا شأن لهم فيها، ويضخمون السلبيات والاخفاقات، في حين يتناسون الإنجازات التي تمت في كافة ربوع الوطن.
إن أغلب المرتزقة في مجال الإعلام وبخاصة المرئي، تجمعهم صفات مشتركة، لعل من أهمها، أن تاريخهم الإعلامي مليء بالأكاذيب والتناقضات وتغير المواقف، والتركيز على العزف على مشاعر المواطنين والأوتار العاطفية، كما أن همهم الأساسي هو المنفعة المادية، وفي الغالب يكون لديهم أكثر من جنسية وحقيبتهم جاهزة للسفر في أي وقت.. لا يهمهم الوطن أو الناس، طالما أن أسيادهم راضين عنهم.
لا شك، أن المواطن المصري أصبح أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على الفرز والتمييز بين الإعلام الوطني الذي يدافع عن الدولة ومؤسساتها الوطنية وبين الإعلام المرتزق الذي يدس السم في العسل، ويتحدث بلسان الأنظمة التي تديره.
لقد حان الوقت أن نقف بكل قوة أمام هؤلاء المرتزقة، وكشفهم بالحجج والمنطق، وتنقية الساحة الاعلامية منهم، حتى لا يأتي اليوم الذي نندم فيه على التفريط في يوم لا ينفع فيه الندم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاعلام الوطني مؤسسات وطنية
إقرأ أيضاً:
أبو عبيدة يكشف أسماء أسرى الاحتلال الذين سيُفرج عنهم غدا
#سواليف
كشف الناطق العسكري باسم #كتائب_القسام #أبو_عبيدة ، عن أسماء #أسرى_الاحتلال الذين سيتم الإفراج عنهم يوم غد السبت.
وقال أبو عبيدة في تدوينة له عبر منصة تلغرام :
في إطار صفقة #طوفان_الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج يوم غد السبت الموافق 01-02-2025م عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم:
1- عوفر كالدرون
2- كيث شمونسل سيغال
3- ياردن بيباس