رغم غموضه.. الحماية من ألزهايمر ممكنة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
هل تأكل الكثير من السمك وتحل الكلمات المتقاطعة؟ للأسف الوقاية من مرض ألزهايمر ليست بهذه السهولة. ومع ذلك يمكن التأثير على احتمال الإصابة بالخرف أو على الأقل إبطاء تقدمه. تظهر الدراسات أن الوقاية ممكنة. وهذه أخبار جيدة في حد ذاتها، لأنه لا يلوح في الأفق، حتى الآن علاج له.
يقول فرانك يسن، مدير مركز الوقاية من مرض ألزهايمر في كولونيا الألمانية: "نعلم الآن أن التدابير الوقائية، مع أخذ عوامل الخطورة في الاعتبار، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على تطور المرض وتقليل مخاطر الإصابة بالخرف، يُعتقد أن نمط الحياة الصحي والنشاط يشكلان ما يصل إلى 40% من خطورة الإصابة بالخرف".
في 2020 أدرجت مجموعة بحثية دولية لجنة لانسيت المعنية بالخرف والوقاية منه، 12 عامل خطورة يزيد خطر الإصابة به ألزهايمر. في مقتبل العمر ، أحدها التعليم الرديء.
في منتصف العمر ترتبط عوامل الخطورة المرتفعة بفقدان السمع، وارتفاع ضغط الدم، وإصابات الدماغ الخطيرة، واستهلاك الكحول، والسمنة. وفي الشيخوخة يزيد التدخين، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، والخمول البدني، والسكري، وتلوث الهواء احتمال الإصابة.
قائمة المخاطرتستند قائمة المخاطر إلى بيانات من علم الأوبئة. ويوضح الباحث الوقائي يوجن رينيه تيريان من المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية، في غرايفسفالد أنه لا يصلح استخدام هذه القائمة دليلاً إرشادياً، إلا على نحو محدود: فمن ناحية، لا يمكن التأثير على جميع العوامل، فلا يمكن تدارك الحادث الذي أدى إلى إصابة في الرأس، وليس من الواضح دائماً من ناحية أخرى كيف يكون الارتباط بين عوامل الخطورة والإصابة بألزهايمر، فالعزلة الاجتماعية على سبيل المثال يمكن أن تكون نتيجة للخرف أو قد تساهم في تطوره.
الكلمات المتقاطعة والرياضةيقول تيريان: "هناك أيضاً عوامل مثبتة بشكل واضح لا لبس فيه، ويمكن التأثير عليها" وتشمل على وجه الخصوص اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، ونجنب الإصابة بالسمنة المفرطة، والامتناع عن التدخين. ما له بالتأكيد تأثير إيجابي هو التحفيز المعرفي، والذي يمكن أن يتمثل في حل الكلمات المتقاطعة أو سودوكو، وأي شكل من أشكال "التفاعل الثقافي"، مثل القراءة، ومشاهدة التلفزيون، والدردشة.
تفاقم الأعداد بسبب كورونايقول تيريان: "يكون التركيز بشكل متزايد في الوقاية من مرض ألزهايمر على موضوع النشاط الاجتماعي"، موضحا أن جائحة كورونا قدمت دليلاً على ذلك:، فبسبب قواعد كورونا الصارمة في دور المسنين، تفاقم الخرف لدى العديد من المقيمين. ويقول تيريان: "أدت قلة الأنشطة الاجتماعية والتواصل العاطفي إلى تدهور بالغ في الأداء المعرفي والحالة الصحية".
السمع والنوميسلط الخبير يسن الضوء على ثلاثة عوامل ذات أهمية خاصة، ويشرح ارتباطها بالإصابة بألزهايمر، أحدها هو التمتع بحاسة سمع جيدة. وي قول الطبيب النفسي: "يحتاج الدماغ إلى مُدخلات"، موضحا أن الذين يعانون من صعوبة في السمع يتلقون مُدخلات أقل ويكونون أكثر عرضة للإصابة بألزهايمر، مشيراً إلى أن شراء الأجهزة المساعدة على السمع أمراً طبيعياً في هذه الحالة، مثله مثل النظارات عندما يضعف النظر.
العامل الثاني هو النوم الجيد. ويقول يسن إن اضطراب النوم المزمن يزيد خطر الإصابة، حيث تتم عمليات التطهير في الدماغ أثناء النوم، ما من شأنه أيضاً هدم ما يعرف باسم "اللويحات الشيخوخية"، التي تشارك في تطور خرف ألزهايمر.
عامل الخطورة الثالث فهي الإصابات في الرأس. يوضح يسن أن الأمر لا يقتصر على الإصابات الخطيرة مثل تلك التي قد تحدث خلال التعرض لحادث سيارة، بل يشمل أيضاً إصابات شائعة وبسيطة مثل تلك التي تحدث خلال ممارسة بعض الألعاب الرياضية. يقول يسن: "لاعبو كرة القدم المحترفون الذين يتدربون كثيراً على الضربات الرأسية، والملاكمين، لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف".
بالإضافة إلى ذلك يتأثر خطر الإصابة بالمرض بعوامل عديدة. ومن الناحية الوراثية لا يمكن أن يورّث المرض إلا في أشكال نادرة، مثل مرض ألزهايمر العائلي. يقول تيريان: "في أنواع أخرى من الخرف، نادراً ما يكون العامل الوراثي هو السبب الوحيد، رغم أنه يمكن أن يظهر لدى الأقارب المقربين". ومع ذلك، يوضح تيريان أن السبب في ذلك ليس الاستعداد الوراثي، ولكن التعرض لنفس التأثيرات الاجتماعية، مثل أنماط الحياة.
من منظور علم الأوبئة، يمكن الوقاية من العديد من حالات مرض ألزهايمر وأشكال الخرف الأخرى بتجنب عوامل الخطورة. وهو ما تشير إليه دراسة التدخل الفنلندية في الشيخوخة للوقاية من الضعف الإدراكي والإعاقة، حيث تلقت مجموعة من كبار السن نصائح غذائية وصحية بالإضافة إلى تدريب بدني وعقلي لمدة عامين. وعلى النقيض من المجموعة الضابطة، رصد الباحثون "آثارا إيجابية صغيرة، ولكنها مهمة".
وبعد عشر سنوات على الدراسة، ترغب دراسة لمؤسسة "إيدج ويل" في التحقق من النتائج في ألمانيا.
وكتب المبادرون بالدراسة بقيادة الباحثة شتيفي ريدل-هيلر من جامعة لايبتسيغ: "صممت الدراسة بشكل واضح بحيث ، في حالة نجاحها، تقدم توصيات للتنفيذ في الرعاية المنتظمة". تشمل الدراسة 1152 فرداً من كبار السن الذين لديهم خطورة مرتفعة للإصابة بالخرف في مدن لايبتسيغ وغرايفسفالد وميونخ وكيل. ومن المتوقع عرض النتائج في وقت لاحق من هذا العام.
وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، عانى حوالي 1.8 مليون شخص فوق 65 عاماً من الخرف في ألمانيا في 2021 ويتوقف مدى زيادة هذا العدد أيضاً على تطور عوامل الخطورة لدى السكان.
واحتسبت الباحثة في المركز الألماني لأمراض التنكس العصبي، إيريس بلوتنبرغ وزملاؤها ذلك، وكتبوا في صحيفة "دويتشه إرتست بلات إنترناتسيونال" الألمانية "حساباتنا تظهر إمكانية الوقاية بـ 38%.هذا يعني، على افتراض وجود علاقة سببية، أن أكثر من ثلث حالات الخرف يمكن إرجاعها إلى عوامل الخطورة المشمولة في الرصد".
ووفقاً للنموذج الذي أجرى الباحثون الحساب على أساسه، فإنه إذا أمكن تقليل عوامل الخطورة التي يمكن السيطرة عليها بـ 15%، يمكن نظرياً تأخير أو تجنب حوالي 138 ألفاً من أصل مليوني حالة مرضية متوقعة في 2033، وعند تقليل عوامل الخطورة بـ 30% يمكن تجنب 265 ألف حالة. وكتب الباحثون "توضح هذه الأرقام أن بذل جهود أكبر للوقاية من الخرف يمكن أن يكون مجدياً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ألزهايمر الصحة الصحة العقلية الصحة النفسية كورونا مرض ألزهایمر الوقایة من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رئيس حماس في غزة: هيبة الاحتلال الإسرائيلي سقطت وهزيمته باتت ممكنة
قال خليل الحية رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، إن الشعب الفلسطيني ومقاومته حققا أهدافهما في معركة "طوفان الأقصى"، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي فقد هيبته وأن هزيمته باتت ممكنة، وهذا يمهد الطريق لتحرير فلسطين بالكامل.
وأضاف الحية، في كلمة متلفزة، أن المقاومة قررت الإعلان رسميا عن رحيل عدد من قادتها الذين "رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين، وسلّموا الراية لجيل جديد من القادة لمواصلة المسير نحو القدس".
وأشار إلى أن "حماس عوّدت شعبها أن تكون في طليعة الشهداء، وأن يختلط دم القادة مع دماء أبناء الشعب في معركة التحرير".
وأكد الحية أن قادة المقاومة يقدمون أرواحهم في سبيل الله، ويخوضون المعارك في الصفوف الأولى جنبا إلى جنب مع الجنود، مشددا على أن رحيل هؤلاء القادة لن يضعف المقاومة، بل سيزيدها صلابة وعزما على مواصلة الطريق.
وفي سياق حديثه عن الشهداء القادة، قال الحية إن "هذه الكوكبة التي ارتقت لم تتردد في تقديم التضحيات بعد أن أذاقت الاحتلال ويلات المواجهة، وكتبت بدمائها صفحات من المجد ستُخلَّد في التاريخ".
معادلات جديدة
وأضاف أن المقاومة تمكنت من فرض معادلات جديدة، حيث أصبح جنود الاحتلال يخرجون من غزة "أذلاء صاغرين، تلاحقهم ضربات المقاومة والمحاكمات الدولية"، بينما "الأسرى الأبطال يتم تحريرهم تباعا".
وخصَّ الحية القائد العام لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- الشهيد محمد الضيف، بتحية إجلال، واصفا إياه بأنه "الرجل الذي أرهب الاحتلال وأمضى حياته مطاردا ومطارِدا، وقاد جيشا من المجاهدين رغم كل الظروف القاسية"، كما أشاد بالقيادي مروان عيسى، الذي وصفه بأنه "العقل المدبر والرجل الحكيم الذي قاد المقاومة بصمت ولكن بأفعال مدوية".
وأشار الحية إلى أن معركة "طوفان الأقصى" كانت علامة فارقة، حيث أثبتت المقاومة أنها قادرة على تغيير المعادلات، وأن الاحتلال ليس قوة لا تُهزم كما كان يُروَّج.
وأكد أن مشروع المقاومة مستمر، مستذكرا كبار قادة حماس السياسيين والعسكريين الذين ارتقوا شهداء خلال حرب طوفان الأقصى وفي مقدمتهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وصالح العاروري، وغيرهم ممن "تركوا بصماتهم على مسيرة النضال الفلسطيني".
وشدد على أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا، وأن المقاومة ماضية في طريقها حتى تحرير فلسطين، داعيا الأمة الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني في معركته المصيرية ضد الاحتلال.