ذكرى ميلاد صاحب "سيد الذباب".. ويليام جولدنج الحائز على نوبل والبوكر
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
يصادف هذا اليوم 19 سبتمبر ميلاد الكاتب البريطاني ويليام جولدنج، الذي حاز على جائزة نوبل في الآداب.
جولدنج ُولد في إقليم كورنوال في جنوب غرب إنجلترا، ودرس العلوم الطبيعية في جامعة أكسفورد لمدة سنتين قبل أن يتحول إلى دراسة الأدب الإنجليزي.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، التي شارك فيها كضابط في البحرية، قررجولدنج التفرغ للكتابة وكانت روايته الأولى بعنوان "سيد الذباب".
"سيد الذباب" هي رواية تدور أحداثها حول مجموعة من الأولاد الصغار الذين يتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشرة عامًا، يتعرضون لحادث تحطم طائرتهم نتيجة لهجوم طائرات العدو خلال حرب خيالية، وتكون النتيجة المأساوية أنه لا ينجو أحد من البالغين الذين كانوا معهم.
تبدأ الرواية بتنظيم الأولاد لأنفسهم، ومع مرور الوقت، يتحولون إلى وحوش وحشية، يظهر الطابع البدائي للإنسان وينكشف فشل الثقافة التي اخترعها البشر، يرغب ويليام جولدنج، مؤلف الرواية، في إظهار كيف أن الثقافة والقيم الإنسانية يمكن أن تنهار في ظل الظروف القاسية.
تعتبر "سيد الذباب" رواية رمزية تناقش فشل الثقافة التي صاغها الإنسان، يتم تمثيل هذا الفشل من خلال قصة مجموعة من الأولاد البريطانيين الذين يعلقون على جزيرة مهجورة ويحاولون تأسيس نظام حكم لأنفسهم، ومع ذلك، تحدث نتائج كارثية وتتفشى الفوضى.
على الرغم من أن "سيد الذباب" لم تحقق شهرة كبيرة عند صدورها، حيث تم بيع أقل من ثلاثة آلاف نسخة في الولايات المتحدة خلال عام 1955 قبل أن يتم وقف طبعها، إلا أنها سرعان ما أصبحت واحدة من أكثر الكتب مبيعًا. في أوائل الستينيات، أصبحت قراءتها شائعة في العديد من المدارس والكليات.
افضل 100 كتابحققت الرواية مكانة مرموقة في قائمة رابطة المكتبات الأمريكية لأفضل 100 كتاب تحدي خلال فترة 1990-1999، حيث احتلت المركز 68. وفي عام 2005، تم اختيارها من قبل مجلة "تايم" كواحدة من أفضل 100 رواية باللغة الإنجليزية من عام 1923 حتى الوقت الحاضر.
تم تحويل رواية "سيد الذباب" إلى فيلم مرتين، الأولى في عام 1963 من إخراج بيتر بروك، والثانية في عام 1990 من إخراج هاري هوك.
وفي عام 1980، حصل ويليام جولدنج على جائزة بوكرز، وهي أرفع جائزة بريطانية مرموقة، عن روايته "طقوس المرور". وفي عام 1983، حصل على جائزة نوبل في الآداب عن روايته "سيد الذباب" التي ناقشت الفشل الثقافي للبشرية.
وفاة ويليام جولدنجوفي عام 1993، توفي ويليام غولدنغ عن عمر يناهز 81 عامًا، نتيجة قصور في القلب. قضى حوالي 40 عامًا في التفرغ للكتابة، حيث أنتج العديد من الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات والمقالات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب العالمية الثانية الأدب الإنجليزي وفی عام فی عام
إقرأ أيضاً:
حكومة الاحتلال تشنّ حرباً على الكتب والثقافة والفنون لمنع أي رواية معارضة لها
قال الرئيس الأسبق للكنيست والوكالة اليهودية، أبراهام بورغ، عبر مقال له، نُشر بموقع "ويللا" العبري، إنّ قيام شرطة الاحتلال بمداهمة متجر للكتب في شرقي القدس المحتلة، ومصادرة الكتب، واعتقال اثنين من أصحابها مع إساءة معاملتهما، ثم إحضارهما أمام قاضٍ لمزيد من المعاملة الفظّة، تسبّب بإحراج كبير لدولة الاحتلال، في الرأي العام الغربي.
وأبرز بورغ، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "بدت كدولة يحكمها الجهلة وليس أهل الكتب، فيما يُعيد للأذهان ما أقدم عليه النازيون في 1933 وسط برلين، حين أحرقوا أعمال مئات الكتاب والمفكرين والفلاسفة والعلماء".
أكد أنّ: "مداهمة الشرطة للمكتبة المقدسية، استنساخ لما أقدم عليه النظام النازي، حين جمع طلابه الهتلريون المتحمسون عشرات آلاف الكتب، ثلثاها من تأليف اليهود، في مجالات العلوم والفلسفة والفن والتاريخ، كان مؤلفوها معارضين للنظام بأشكال مختلفة، من اليهود والشيوعيين والمثقفين والليبراليين".
وأضاف: "بتحريض من وزير الدعاية النازي حينها، جوزيف غوبلز وبصحبة جوقات قوات الأمن الخاصة، تم إحراق أعمال توماس مان، كارل ماركس، سيغموند فرويد، إريك كاستنر، هينريخ هاينه، والعديد من الآخرين، وكان هذا الحريق الرئيسي، الذي أعقبه إشعال العديد من نيران الجهل في جميع أنحاء ألمانيا، وحرق مئات آلاف الكتب".
وأوضح أنّ: "مسيحيي إسبانيا سبق لهم أن أحرقوا القرآن في القرن السادس عشر، واليوم عندما منعت شرطة الاحتلال، مصحوبة بأصوات جوقة إيتمار بن غفير العنصرية، وأوركسترا سموتريش العنصرية، الحرب على بائعي الكتب الفلسطينيين، فإنهم لا يختلفون كثيرًا في جوهرهم عن غيرهم من حارقي الكتب في تاريخ البشرية، لاسيما من النازيين".
في سياق متصل، لا تتورّع حكومة الاحتلال على انتهاج كل الأساليب القمعية لحجب أي رأي مُخالف لروايتها الكاذبة عن العدوان على غزة، بما في ذلك الأصوات الصادرة من داخل المجتمع الاسرائيلي، حيث تتصدّى لكل صوت ليبرالي ديمقراطي إنساني، من خلال إبراز التهديدات الدينية القومية، لاقتلاع هذه الأصوات من المجال العام، خاصة في الثقافة والفنون.
وأكد الكاتب بصحيفة "معاريف" العبرية، ران أدليست، أنه: "منذ تأسيس حكومة اليمين الحالية عموما، ومنذ بدء الحرب على غزة خصوصا، فرضت حظرا على إنتاج وصناعة الأفلام الوثائقية التي تتعامل مع الصراع مع الفلسطينيين بمنطق مخالف لرواية الحكومة".
"يستمر هجوم حكومة بنيامين نتنياهو، وشركائه في الجريمة على عالم الفنون والثقافة في كل المجالات، وهو الشغل الشاغل والهدف الأساسي لجميع الوزارات الحكومية" تابع أدليست، في مقال ترجمته "عربي21" أن "محاولة إلغاء المحكمة العليا لهذه العروض فشلت في هذه المرحلة".
وأكّد: "تستمر محاولات الالتفاف عليها على مدار الساعة، حيث تشنّ الحكومة الآن حملة تدمير بنفس القدر من الأهمية ضد عالم الثقافة، وعلى النقيض من النظام القانوني الذي يكافح من أجل بقائه بدعم إعلامي وجماهيري، لا أحد يسمع أو يرى انهيار الشجرة الثقافية في مكان ما من الغابة الإسرائيلية، خاصة الفنون التي تحتوي على محتوى يتعارض مع أوامر الحكومة".
وأوضح أنه: "منذ تشكيل الحكومة اليمينية، خاصة منذ اندلاع حرب غزة، فرضت حظر إنتاج على صناع الأفلام الوثائقية التي تتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لاسيما التي تركّز على الاحتلال، بسبب وجود كيانات "غير مرئية" تعمل من داخل أحشاء الحكومة".
وتابع: "تشارك بتخريب عرض الوجه الحقيقي للدولة، وتتعرض المحاولات الرامية لشنّ حملة ضد المقاطعات من خلال اللجان والمؤسسات الخاصة لعملية تخريب عنيفة".
وفي السياق نفسه، ضرب على ذلك مثالا بـ"منع الشرطة لعرض فيلم أميركي في حيفا، بزعم أنه يحتوي على تحريض ضد دولة الاحتلال وجنودها، وسبق الحظر مضايقات هاتفية ضد إسرائيليين مهتمين بالفيلم، وتم إلغاء العرض، ناهيك عن التهديدات الموجهة للمذيعين لمنعهم من بث مواد خطيرة، بل إن العديد من المنتجين يعلنون أنهم عالقون مع فيلم وثائقي ليس لديه أي فرصة لإنتاجه وتمويله في دولة الاحتلال".
وأشار إلى أنه: "لا جدوى من الشكوى، والطريقة الوحيدة هي جمع التمويل من خارج دولة الاحتلال، لكن النكتة المريرة هنا أنه في عالم من المفترض أنه ليبرالي، فإن حقيقة كون الفيلم إسرائيلياً، حتى وإن كان نقدياً، تجعله غير مؤهل لعرضه في شركات الإنتاج بسبب الطريقة التي يصور بها الفيلم سلوك الحكومة والجيش في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا أحد مكونات العالم الثقافي الفني في دولة الاحتلال".
وكشف أنّ: "وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهر، طالب وزير المالية، بيتسلئيل سموتريتش، بمنع ميزانية "السينماتيك" لعرض الأفلام الروائية الفلسطينية، كما تم إغلاق مكتبة فلسطينية في القدس بتهم كاذبة، كما يتم استهداف الممثلين الكوميديين في حيفا، بزعم أنهم يمثلون عملاً فنياً يتناول الواقع بعيون عربية فلسطينية".