أين حزب المصريين الأحرار من المشهد السياسي؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
يعد حزب المصريين الأحرار أحد الأعمدة الرئيسية في الحياة السياسية، ومن أبرز الأحزاب التي لها أثر في المجتمع، ولكن قل ظهوره من المشهد في الفترة الماضية على الساحة لعدم وجود ممثلين له من النواب في البرلمان الحالي.
بداية الأزمةبداية أزمة حزب المصريين الأحرار كانت في عام 2015، عقد الحزب مؤتمره العام لانتخاب رئيس جديد للحزب، وترشح فى هذه الانتخابات الدكتور عصام خليل، والذى كان قائمًا بأعمال رئيس الحزب، والذى نجح أيضا فى قيادة الانتخابات البرلمانية للحزب، وحصوله على 65 مقعدًا.
الخلافات والاعتراضات بدأت باستقالات قيادات الحزب، اعتراضا منهم على طريقة إدارة الحزب داخليًا، ومع بداية دور الانعقاد الأول لمجلس النواب، اتخذ الحزب فى البرلمان مواقف فسرها مؤسسه نجيب ساويرس بعد ذلك، بسبب عدم رضا ساويرس عن أداء نواب الحزب، وأنها لم تكن قوية فى البداية، كما أنه لم يكن راضيًا عن موقف الموافقة على إسقاط عضوية توفيق عكاشة، والهجوم على إبراهيم عيسى، وطلب حينئذ استبعاد علاء عابد من منصبه كرئيس للهيئة البرلمانية للحزب، إلا أن مطلبه قوبل بالرفض، فقرر التوقف عن التمويل - وذلك وفقًا لنصر القفاص المتحدث الإعلامى باسم الحزب.
وتوالت الأزمات داخل الحزب، وذلك بعدما رفض المشاركة في القائمة الوطنية التى شاركت فيها الأحزاب، حيث كان يسعى للحصول على عدد أكبر من المقاعد، وهذا لم يتحقق بسبب كثرة عدد الأحزاب المشاركة في التحالف وضرورة تمثيل بعض الفئات المجتمعية وهي من الشروط التي حددها القانون، حيث قاطع حزب المصريين الأحرار معركة انتخابات مجلس الشيوخ على خلفية أزمة داخلية.
جاء قرار مقاطعة حزب المصريين الاحرار لانتخابات الشيوخ نتيجة أزمة داخلية بالحزب، حيث أدى للمزيد من الاستقالات الداخلية خاصة وسط نوابه ممن كانوا يريدون خوض المعركة وانضم بعضهم لاحزاب أخرى، حيث تقلص أعداد الهيئة البرلمانية للحزب من 64 نائبا إلى 9 نواب، وغلق كثير من المقرات في الشارع.
وفي وقتنا الحالي نجد اختفاء لحزب المصريين الأحرار من المشهد السياسي، وظهور أحزاب أخرى مقارنة بالاعوام الماضية تحديدا في الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب الذي كان فيه يحتل الحزب المركز الأول من حيث المقاعد البرلمانية.
إسلام الغازولي: ندعم النظام الانتخابي المختلط
وقال إسلام الغزولي، نائب رئيس حزب المصريين الأحرار، خلال كلمته بالجلسة الأولى للجنة الأحزاب السياسية ضمن المحور السياسي بالحوار الوطني، والتي انعقدت تحت عنوان "قانون الأحزاب السياسية.. الدمج والتحالفات الحزبية.. الحوكمة المالية والإدارية.. دور لجنة الأحزاب"، إنه في ضوء تلك التوصيات، يؤمن الحزب بأهمية تحويل تلك التوصيات إلى إجراءات واقعية تسهم في تعزيز التنمية الوطنية، وفي هذا الصدد يشير الحزب إلى مشروعات القوانين الذي تقدم بها على مدى الجلسات.
وأكد أن رؤية حزب المصريين الأحرار تدعم النظام الانتخابي المختلط المبني على القائمة النسبية مع القائمة المطلقة لضمان الحفاظ على حقوق الطوائف ذات الحماية الدستورية حيث يمكن للأحزاب أو التحالفات للأحزاب أو المستقلين من الحصول على عدد المقاعد البرلمانية التي تعكس نسبة الأصوات التي حصلوا عليها مما يعزز من تنوع الأفكار والأصوات في البرلمان.
ولفت إلى أن النظام الانتخابي بهذه الصورة يساعد في تقليل الهدر الانتخابي، مع التأكيد على أهمية توفير الفرص المتكافئة للمرشحين وتعزيز التمثيل العادل والشامل دون مساس. وسجل ممثل المصريين الأحرار في جلسة الحوار اعتراض الحزب علي فكرة اندماج الأحزاب تتجسد رؤيته في التأكيد على استقلالية الأحزاب ومبادئها، وتعزيز دورها ككيان سياسي منفصل يسعى لتحقيق تطلعاته وتوجهاته لضمان التمثيل الفعّال وفقا لقواعد كل حزب وجماهيريته تعزيزًا للانتماء والولاء.
وأضاف أن الحزب ينظر إلى رفض الاندماج كوسيلة للحفاظ على هوية الأحزاب، حيث إن سابق التجارب قد أظهرت زيادة الصراعات الداخلية بين أعضاء الأحزاب المختلفة نتيجة الخلافات السياسية والفكرية مما يؤدي إلى فقدان التنظيم والسيطرة على هياكل الأحزاب وزيادة التعقيدات الإدارية والهيكلية التي تتطلب التكيف مع هياكل وأساليب جديدة بما يشوب رؤيتهم الخاصة، وهذا قد يؤثر على استقرار ووحدة الأحزاب وقدرتهم على اتخاذ القرارات وتنفيذ برامجهم بفعالية.
وتابع:"تجمع هذه الأسباب بين التحديات والمخاوف التي تؤدي إلى رفض حزب المصريين الأحرار لفكرة اندماج الأحزاب بهدف الحفاظ على هوية الأحزاب وأهدافها السياسية لضمان تمثيلها الحقيقي، كما دعا الحزب إلى منح فترة زمنية مدتها عام واحد لتوفيق أوضاع الأحزاب القائمة ثم يتم النظر في الحزب غير الموفق لأوضاعه وفقًا للأسس القانونية".
وأكد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن هناك تأييد كامل من أعضاء الحزب لترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري، ببرنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة صدى البلد، إن السبب وراء تأييد الرئيس السيسي في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، هي النهضة التي تشهدها مصر في مختلف القطاعات التي عادت بالنفع على المواطن والمجتمع.
وتابع: القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا لاستصلاح الأراضي الزراعية لزيادة حجم الصادرات وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل، موضحًا أن هناك حملة موجهة ضد مصر مرتبة وغير مسبوقة.
وأوضح خليل، أن انضمام مصر لمجموعة البريكس له مجموعة من الدلالات التي تشير إلى سير مصر على الطريق الصيح، لذا لا بد من دعم الرئيس السيسي للترشح وتولى الرئاسة لولاية ثالثة لاستكمال عملية النهضة في مصر.
تأسيس حزب المصريين الأحرارأعلن عن تأسيس الحزب يوم الأحد 3 أبريل 2011، ووافقت لجنة الأحزاب على إجراءات تأسيسه يوم الاثنين 4 يوليو 2011، وفى ديسمبر 2013 أقنع المهندس نجيب ساويرس، الدكتور أسامة الغزالى حرب باندماج حزب الجبهة الديمقراطية الذى يرأسه داخل حزب المصريين الأحرار، وبالفعل تم اتخاذ قرار باندماج الحزبين فى حزب واحد، وتولى الدكتور الغزالى حرب منصب رئيس مجلس أمناء الحزب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حزب المصريين الأحرار المصريين الاحرار مجلس النواب مجلس الشيوخ المشهد السياسي الدكتور عصام خليل حزب المصریین الأحرار
إقرأ أيضاً:
رمضان بين القدسية والانحلال .. أزمة وعي
بقلم : سمير السعد ..
يعد شهر رمضان المبارك موسمًا للسمو الروحي والتأمل والتقرب إلى الله، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح، للأسف، ميدانًا لانفلات أخلاقي وإعلامي ممنهج، تحركه منصات رقمية وبرامج ترفيهية ومسلسلات تساهم في تجهيل المجتمع وتعزيز التفاهة والانحطاط الأخلاقي.
لا يمكن إنكار أن بعض وسائل الإعلام استغلت الشهر الفضيل لإنتاج محتوى يروج للعنف اللفظي والجسدي، ويجعل من السوقية والانحطاط الفكري أدوات لجذب المشاهدات. برامج تسعى إلى الإثارة بدلًا من التثقيف، ودراما تنحدر إلى مستوى متدنٍ من الحوار والمضمون، فضلًا عن موجة “الترندات” التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح التفاخر بالسطحية والانحلال جزءًا من الاستعراض اليومي لبعض المؤثرين، الذين يسوّقون لأفكار تضر بالقيم الأسرية والمجتمعية.
أحد أبرز مظاهر الانحراف في المشهد الإعلامي هو استغلال العلاقات الأسرية للترويج لمحتوى هابط، حيث بات بعض الأزواج والزوجات يستعرضون حياتهم الشخصية لأغراض التسوّل الإلكتروني أو لتحقيق الشهرة، متجاهلين أن هذه السلوكيات لا تتماشى مع أخلاق المجتمع المحافظ، بل تكرس مفهوم الدياثة وتسليع الإنسان وتحويل الحياة الزوجية إلى سلعة إعلامية تُباع وتُشترى.
ولا تقتصر الأزمة على الإعلام الترفيهي فقط، بل تتعداها إلى المشهد السياسي، حيث نجد كتّابًا ومدونين ينقلبون على آرائهم بين ليلة وضحاها، متماشين مع من يتصدر الواجهة السياسية، في ممارسة مكشوفة للتملق والانتهازية. فمن كان يهاجم جهةً بالأمس، تجده اليوم يصفق لها، وكأن المبادئ أصبحت مجرد شعارات مؤقتة تُبدّل وفق المصالح.
وفي الوقت الذي يتعرض فيه الأبرياء في البلدان الإسلامية إلى القتل والتشريد، يلهث جزء كبير من المجتمع وراء تفاهات مواقع التواصل وبرامج “الترفيه”، غافلين عن معاناة الشعوب التي تعاني ويلات الحروب والاضطهاد. هذه اللامبالاة المتزايدة تنذر بمخاطر مستقبلية تهدد الوعي الجماعي، وتجعل من التجهيل أداة لإضعاف المجتمعات وإبعادها عن قضاياها الحقيقية.
في ظل هذا المشهد المظلم، لا بد من وقفة جادة من الأسرة والمجتمع لمواجهة هذا الانحدار. فالتربية الأسرية لا تزال الحصن الأول ضد الانحراف، ولا يصعب على الآباء توجيه أبنائهم وتنبيههم لعدم الانجرار وراء المحتوى الهابط. كذلك، فإن الجهات الأمنية ونقابة الفنانين وهيئات الإعلام مطالَبة بالتصدي بحزم لمروجي الانحلال، وفرض رقابة صارمة على البرامج التي تنشر العنف والتفاهة والإباحية المقنّعة.
رغم هذه الموجة الجارفة من التفاهة، برزت أعمال درامية راقية حافظت على القيم الفنية والرسائل الهادفة، مثل مسلسل “العشرين” للفنانة آلاء حسين، الذي قدم صورة مؤثرة ومتزنة للدراما العراقية، إضافة إلى العمل الذي يجسد بطولة الشهيد حارث السوداني، ومسلسل “قط أحمر” للفنان أحمد وحيد، الذي تميز بأسلوبه الساخر والهادف. هذه الأعمال تثبت أن الإعلام يمكن أن يكون أداة للإصلاح بدلًا من الانحطاط، إذا وُجدت الإرادة الحقيقية لصناعته بمسؤولية.
لقد وصلنا إلى مفترق طرق خطير، حيث أصبح تجهيل المجتمع مشروعًا متكاملًا يُروّج له بطرق مباشرة وغير مباشرة. لكن الأمل لا يزال قائمًا بفضل الوعي المتنامي لدى فئة من المثقفين والمجتمع الواعي الذي يدرك مخاطر هذا الانحدار. المسؤولية مشتركة، بين الأفراد والجهات الرسمية، لإنقاذ ما تبقى من القيم، وإعادة الهيبة لشهر رمضان كزمن للروحانية لا للانحلال.
فهل سنستمر في الانحدار، أم سنستعيد وعينا قبل فوات الأوان؟
سمير السعد