الذهب يتحدى الدولار في السوق المصرية | مفاجأة غير محسوبة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
شهدت أسعار الذهب ارتفاع خلال تداولات اليوم الثلاثاء لتسجل أعلى مستوى في أسبوعين وذلك في ظل تراجع الدولار من أدنى مستوياته في 6 أشهر، قبل اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.
تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1934 دولار للأونصة بعد أن ارتفع اليوم بنسبة 0.
استطاع الذهب أن يجتذب المزيد من عمليات الشراء منذ بداية الأسبوع مستغلا تراجع الدولار وارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن، ليتمكن الذهب من كسر مستوى المقاومة 1930 دولار للأونصة الذي استطاع أن يوقف ارتفاع الذهب خلال الفترة الأخيرة.
تحليل جولد بيليون يؤكد أن تراجع الدولار الأمريكي عن أعلى مستوياته التي سجلها الأسبوع الماضي، مما يجعل الذهب أقل تكلفة بالنسبة للمشترين الحائزين لعملات أخرى، يأتي هذا قبل قرارات السياسة النقدية للبنوك المركزية هذا الأسبوع من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان.
التوقعات في الأسواق أن يبقي البنك الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير خلال اجتماعه هذا الأسبوع، إلا أن تركيز الأسواق سينصب على بيان البنك الفيدرالي وتوقعات أعضاء البنك بخصوص مستقبل أسعار الفائدة.
أيضاً من المتوقع أن يشير رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أن مخاطر التضخم لم تنتهي بعد وأن البنك يبقى في وضع الانتظار وترقب المزيد من البيانات التي تصدر قبل اتخاذ قرار الفائدة.
العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفع بشكل قياسي خلال جلسة الأمس وسجل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2007 عند 4.415%، وذلك قبل أن تتراجع ولكنها تظل بالقرب من أعلى مستوياتها.
ارتفاع العائد على السندات الحكومية يزيد من جذب الاستثمارات بعيداً عن أسواق الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، إلا أن الذهب استطاع الصمود منذ بداية الأسبوع بدعم من زيادة الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق.
المخاوف بشأن إغلاق الحكومة الأمريكية وجدال المشرعين الجمهوريين حول الإنفاق الدفاعي وتخفيضات الإنفاق المالي الأوسع، دعمت الذهب كملاذ آمن منذ بداية الأسبوع قبل اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
من جهة أخرى نجد أن مؤشر الدولار قد حاول الارتفاع خلال جلسة اليوم الثلاثاء بنسبة تقترب من 0.1% ليبقى بالقرب من أعلى مستوياته في 6 أشهر، ولكنه شهد جلستين متتاليتين من الهبوط، وهو ما ساعد الذهب على الارتفاع منذ بداية الأسبوع.
استقرار المعروض العالمي من الذهب
ارتفعت المعروض العالمي من الذهب بمقدار 0.8% على أساس سنوي خلال الفترة من يناير إلى مارس 2023 ليصل إلى 1174 طن من الذهب، حيث ارتفع إنتاج مناجم الذهب على مستوى العالم بنسبة 1.5% على المستوى السنوي ليصل إلى مستوى قياسي عند 856 طن.
إنتاج الذهب في الصين أكبر دولة منتجة للذهب في العالم ارتفع بنسبة 1.9% على أساس سنوي إلى 85 طنًا في الربع السنوي المنتهي في مارس 2023.
ومن المتوقع أن يستقر المعروض العالمي من الذهب عند حوالي 4800 طن في الفترة حتى عام 2025 مع زيادة إنتاج مناجم الذهب العالمية.
في المقابل أشار مجلس الذهب العالمي إلى ارتفاع في الطلب الفعلي على الذهب في قطاع التجزئة، فقد ارتفعت مبيعات العملات الذهبية في الولايات المتحدة إلى 85500 أونصة في أغسطس، كما يتزايد الطلب على الذهب في الصين أيضاً بسبب ضعف العملة الرسمية اليوان وتقلب أسواق الأسهم مما يزيد الطلب على الذهب في المقابل كملاذ آمن.
ارتفعت علاوة الذهب الفورية في الصين إلى مستوى مرتفع بلغ 60 دولارًا أمريكيًا للأونصة في أغسطس قبل أن تعود إلى 37 دولارًا أمريكيًا للأونصة. وتعتبر علاوة الذهب هي تكلفة التسليم الفعلي للذهب وتضاف على سعر البيع، وارتفاع قيمتها في الصين أكبر مستهلك للذهب في العالم يعكس ارتفاع الطلب في الوقت الذي يشهد فيه المعروض من الذهب في الصين تراجع بسبب قيود الواردات التي وضعتها الحكومة الصينية.
ارتفاع الطلب الفعلي على الذهب في الصين من شأنه أن يبقي علاوة الذهب الفورية مرتفعة خلال الربع الرابع من العام الجاري، حتى مع التوقعات بارتفاع واردات الذهب في الصين خلال الشهر المقبل.
من المتوقع أيضاً أن تستمر مشتريات البنوك المركزية من الذهب في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب عند 750 طنًا لعام 2023 ولكنه لن يصل إلى المستوى القياسي البالغ 1080 طنًا الذي تم تسجيله في عام 2022.
أسعار الذهب في مصر
ارتفعت أسعار الذهب في مصر بدعم من تحرك إيجابي في سعر الأونصة العالمية، بالإضافة إلى توقف زخم الهبوط الذي سيطر على تحركات الأسعار خلال الفترة الأخيرة، بينما يظل الترقب هو السمة الأساسية في الأسواق المحلية.
افتتحت أسعار الذهب عيار 21 جلسة اليوم الثلاثاء عند المستوى 2215 جنيه للجرام قبل أن يرتفع ويتداول حالياً عند المستوى 2220 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17760 جنيه.
وشهدت جلسة أمس ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب المحلي فقد افتتح الجلسة عند المستوى 2180 جنيه للجرام وسجل أدنى مستوى عند 2178 جنيه للجرام قبل أن يبدأ السعر في الصعود ويغلق عند المستوى 2210 جنيه للجرام مرتفعاً بمقدار 30 جنيه، بحسب جولد بيليون.
ارتفاع الذهب المحلي جاء في ظل ترقب الأسواق لاجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأونصة في السوق العالمي لتتخطى المستوى 1930 دولار للأونصة.
فشل سعر الذهب في استكمال الهبوط وذلك في ظل ضعف الزخم والتحركات الضعيفة للذهب خلال الفترة الماضية، الأمر الذي حفز المشاركين في الأسواق على العودة إلى الشراء من جديد مستغلين المستويات المتراجعة في السوق.
حتى الآن يظل الزخم ضعيف في سوق الذهب وهو السبب وراء ضعف التحركات، يأتي هذا في ظل ترقب المواطنين لعدد من الأحداث في الأسواق المحلية وأهمها تغير سعر الصرف بالنسبة للجنيه المصري مقابل الدولار، ومراجعة صندوق النقد الدولي.
أيضاً تنتظر الأسواق هذا الأسبوع اجتماع البنك المركزي المصري المنتظر عقده يوم الخميس 21 سبتمبر، وسط توقعات من قبل عدد من البنوك الاستثمارية أن يلجأ البنك إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك السادس في عام 2023.
البنك المركزي المصري رفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 19.25% في أغسطس الماضي وبذلك يكون البنك قد رفع الفائدة بمقدار 1100 نقطة منذ مارس 2022 عندما بدأ البنك في خفض سعر صرف الجنيه المصري.
وبالنسبة لتوقعات التعويم نجد أن شهادات الإيداع الخاصة بالبنك التجاري الدولي المتداولة في بورصة لندن تسعر الدولار عند 46 جنيه مقارنة مع سعر سهم البنك التجاري المتداول في البورصة المصرية، الأمر الذي يدل على وجود فجوة تسعيرية كبيرة للدولار بين السعر الرسمي المستقر عند 30.95 جنيه للدولار وبين السعر خارج البنوك.
هذا ويرى معهد التمويل الدولي ان سعر صرف الجنيه المصري مقيم بأعلى من قيمته الحقيقية بنسبة 10% الأمر الذي يدعم فكرة تحرير سعر الصرف التي تطالب بها المؤسسات العالمية وصندوق النقد الدولي.
كل هذه العوامل تزيد من عدم اليقين في السوق المحلي، فوسط المطالبات الدولية بخفض قيمة الجنيه نجد ان الرغبة السياسية بعيدة عن هذا وهو ما اتضح من تصريح الرئيس المصري أن سعر الصرف يعد أمن قومي لمصر.
الفترة القادمة قد تشهد استمرار التحركات الضعيفة والحذرة في سوق الذهب في انتظار ما ستسفر عنه تحركات البنك المركزي المصري بخصوص سعر الصرف.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
وجد الذهب الزخم الإيجابي الكافي للارتفاع واختراق مستوى المقاومة 1930 دولار للأونصة ولكنه يتحرك بشكل عرضي فوق المستوى الآن مع مستهدفات إيجابية عند 1942 و 1950 دولار للأونصة.
قد يؤثر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي على تحركات الذهب خلال هذا الأسبوع، ويبقى النطاق الحالي أمام تحركات الذهب 1910 – 1950 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي فنجد أن السعر قد عكس حركته نحو أعلى بسبب ضعف زخم البيع والتحركات الضعيفة في أسواق الذهب، الأمر الذي أقنع العديدين أن السعر الحالي مناسب لعمليات إعادة الشراء وهو ما انعكس بشكل إيجابي على سعر الذهب.
سعر الذهب عيار 21 وصل الآن إلى مستويات 2220 جنيه للجرام، وتمثل المنطقة من 2220 – 2225 منطقة مقاومة ثانوية وفي حالة اختراقها بنجاح يدفع السعر إلى مستويات 2250 جنيه للجرام.
الفترة القادمة ستشهد اختبار السوق لعمليات الشراء وهل ستستمر بزخم كافي لارتفاع السعر أم سنشهد ضعف جديد في الطلب يعيد السعر إلى التذبذب والتحركات العرضية
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذهب أسعار الذهب الدولار أسعار الذهب الفورية جولد بيليون
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: 100 جنيه تراجعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية
تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، مع تراجع الأوقية بالبورصة العالمية، بفعل قوة الدولار، وتزايد عمليات البيع المكثف، وسط انحسار للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق تراجعت بقيمة 100 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4630 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بقيمة 74 دولارًا لتسجل مستوى 3226 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5292 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3969 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3087 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 37040 جنيهًا.
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، فقد تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بقيمة 35 جنيهًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4765 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4730 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بقيمة 20 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3320 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 3300 دولار.
أوضح، إمبابي، أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية شهدت تراجعت حادة، مع تراجع الأوقية بالبورصة العالمية لأدنى مسوياتها خلال أسبوعين، وسط استقرار لسعر الصرف، وتباطؤ الطلب.
أضاف، أن انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين عزز من قوة الدولار، وعرض الذهب لعمليات بيع مكثفة بالأسواق الدولية.
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الخميس بوجود "احتمال كبير جدًا للتوصل إلى اتفاق مع الصين"، مُضيفًا أن لدينا اتفاقيات تجارية "مُحتملة" مع الهند وكوريا الجنوبية واليابان.
أظهر تقرير الوظائف الأمريكية أمس الأربعاء أن التوظيف في القطاع الخاص ارتفع بمقدار 62 ألف وظيفة في أبريل، ويمثل هذا انخفاضًا ملحوظًا عن الزيادة البالغة 147 ألف وظيفة (المعدلة من 155 ألف وظيفة) المسجلة في مارس، كما أنها جاءت أقل بكثير من توقعات السوق البالغة 108 آلاف وظيفة.
تشير التقديرات الأولية لمكتب التحليل الاقتصادي إلى انكماش الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي قدره 0.3% خلال الربع الأول من عام 2025، بعد أن نما بوتيرة قوية بلغت 2.4% في الربع السابق. وتثير هذه البيانات، بدورها، المخاوف بشأن ركود اقتصادي وشيك في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، انخفض مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي (PCE) إلى 2.3% على أساس سنوي في مارس، من 2.5% في السابق. علاوة على ذلك، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بنسبة 2.6% مقابل 3% في فبراير، مما يشير إلى تراجع الضغوط التضخمية.
أضاف، إمبابي، أن الذهب لا يزال تحت ضغوط البيع، لكن مخاوف الركود، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي الضعيفة، وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي المتشددة، تدعم الذهب، حيث تؤكد بيانات الاقتصاد الكلي الأمريكية السلبية الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف دورة خفض أسعار الفائدة في يونيو.
ومن المقرر أن تُصدر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قرارها بشأن سعر الفائدة في 7 مايو المقبل، في حين تترقب الأسواق بيانات الوظائف غير الزراعية غدًا الجمعة، ليتمكن الاحتياطي الفيدرالي من تقييم قراره بشأن سياسته قبل اجتماعه المقبل.