تفاصيل فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بمحافظة القاهرة الاثنين 18/ 9/ 2023م بعنوان: "السنة ومكانتها في التشريع"، حاضر فيه الأستاذ الدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية السابق، والأستاذ الدكتور رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وقدم له الدكتور حسن مدني رئيس إذاعة القرآن الكريم سابقًا، وكان فيه القارئ الشيخ محمود الخشت قارئًا، والمبتهل الشيخ عبد الرحمن حسين الأسواني مبتهلا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور منتصف محمود مدير الإدارات الفرعية، والشيخ أحمد قاعود مدير إدارة وسط القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أشار الدكتور أحمد حسين إلى أن السنة هي ما ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قولٍ أو فِعْلٍ أو تقريرٍ أو وصفٍ خُلُقي أو خلْقي، مؤكدًا أن الله (عز وجل) أمرنا باتباع الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيما يأمر به وينهى عنه قال (سبحانه): "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"، كما قرن طاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بطاعته، فقال (سبحانه): "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".
وأضاف أن منزلة السنة من التشريع منزلة عظيمة لكونها تتضمن بيان وشرح ما ورد في القرآن الكريم، وتُظهِر المراد منه؛ فهي تُبيِّن مجمل القرآن الكريم، وتخصِّص العام، وتقيِّد المطلق، قال (سبحانه): "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم".
كما بين أن السنة النبوية ترتقي في درجات التأصيل والتشريع، حتى تصير مؤسِّسة ومنشئة لحكم جديد ليس في القرآن الكريم؛ كتحديد نصيب الجدة في الإرث، وأحكام الشفعة، وتحريم لُبس الحرير والذهب على الرجال، وجعل الرضاع مُحرِّمًا كالنسب قال (صلى الله عليه وسلم): "يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ"، وتحريم أكل الحيوانات التي لها أنياب، وكذلك الطيور التي لها مخالب ففي الحديث: "نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن كُلِّ ذي نَابٍ مِن السِّبَاع، وعن كلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِن الطَّير".
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية: السنة النبوية لها مكانة كبيرة في الإسلاموفي كلمته أكد الدكتور رمضان حسان، على منزلة السنة من القرآن الكريم فتارة تأتي مؤكدة ومقررة للقرآن الكريم كالأمر بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والنهي عن الشرك بالله، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، وقتل النفس بغير حق فجاءت السنة مؤكدة ومقررة لهذه الأحكام، كما تأتي مبيِّنة ومفصِّلة لحكم جاء في القرآن الكريم مجملا كإقامة الصلاة، فقد ورد ذكرها في القرآن مجملا من غير تفصيل قال (سبحانه): "وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ"، فجاءت السنة فبيَّنت عدد الصلوات، وعدد الركعات في كل صلاة، وما يُقرأ في كل ركعة، وكيفية التشهد، قال (صلى الله عليه وسلم): "صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي"، كما بين أن الله (سبحانه) أمرنا باتِّباع النبي (صلى الله عليه وسلم) في أمور العقيدة والعبادة، وفي كل ما أمر به (صلى الله عليه وسلم)، كما نهانا عمَّا نهى عنه (صلى الله عليه وسلم)، كما بين أن منزلة السنة عظيمة في التشريع اتفقت الأمة على قبولها والتسليم لها، والإيمان بها، والعمل بأحكامها.
وأضاف أن الله (عز وجل) امتن علينا ببعثة نبيه (صلى الله عليه وسلم) الذي أنقذنا من الضلالة، وعصمنا به من الهلكة، فهي أكبر النعم بل أصلها، قال (سبحانه): "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسجد الامام الحسين الأسبوع الثقافي كلية الدعوة الإسلامية صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم فی القرآن عمید کلیة
إقرأ أيضاً:
كيف كان النبي يتعامل في الأسواق مع الناس؟.. الشيخ أحمد الطلحي يُوضح
واصل الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، حديثه عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال السيرة النبوية.
وأوضح الداعية الإسلامي، خلال تصريح له، اليوم الخميس "سيدنا الحسين سأل أبيه، الإمام علي رضي الله عنه، عن سيره صلى الله عليه وسلم وكيف كان يتعامل مع الناس في الأسواق، وكيف كان يمازح ويخالط الجميع، وكان السؤال من الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد فضول، بل كان رغبة في التعلم من نبينا الكريم. وهذا السؤال يحتاج إلى دراسة وفهم، لأن فهم هذه المفردات يعطينا دراية بأخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويجعلنا نعيش بتلك الأخلاق الطاهرة في حياتنا اليومية".
وأضاف: "الإمام علي رضي الله عنه أجاب سيدنا الحسين قائلاً: 'رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بفظ، ليس بغليظ، ليس صخابًا، ولا فحاشًا'، وهذه الكلمات، التي نطق بها الإمام علي، لا بد أن نتوقف عندها ونتفكر في معانيها، لأننا بحاجة إلى فهمها بعمق، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان بعيدًا عن الغلظة والصخب والفحش، بل كان صاحب خلق حسن ورحمة عظيمة".
وتابع: "الكلمة 'فض' التي وردت في الحديث تعني أن الشخص سيئ الخلق، وقد حاشا النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون كذلك، فالله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: 'ولو كنت فَظا غليظ القلب لانفضوا من حولك'، مما يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثالًا في الرفق واللين مع الناس، وكذلك 'الغليظ' تعني الجفاء وعدم القدرة على المعاشرة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان صاحب البشاشة، يحب أن يختلط بالناس ويعاملهم برفق".
وأضاف: "أما 'الصخب'، فهي الضوضاء والإزعاج، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن ذلك، فلم يكن يرفع صوته في الأماكن العامة أو يسبب إزعاجًا للآخرين، وأيضًا 'الفحش'، الذي يعني القول أو الفعل السيئ، كان بعيدًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان في أقواله وأفعاله نموذجًا للطف والرحمة".
واختتم قائلاً: "هذه الصفات التي وصفها الإمام علي هي نور من نور النبي صلى الله عليه وسلم، وهي منبع الجمال الذي يجب أن نقتدي به في حياتنا".