القدس المحتلة- رنا شمعة - صفا

لم تدع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسيلة قديمة أو جديدة إلا استخدمتها لفرض سياسة العقاب الجماعي على المقدسيين، معتبرة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والتصدي لاقتحامات المستوطنين "تهمة يجب أن يُعاقب فاعلها".

ومن ضمن هذه الإجراءات العقابية، علقت شرطة الاحتلال منشورات موجهة إلى الأهالي في بلدتي العيسوية وجبل المكبر بالقدس المحتلة، تحمل تهديدات باتخاذ إجراءات مختلفة ضدهم.

وجاء في المنشورات أن "أهالي العيسوية وجبل المكبر شاركوا في رمضان الماضي بأعمال شغب في الحرم الشريف أثرت بشكل سلبي على هذا المكان المقدس وعلى حرية العبادة فيه، ونعلمكم أننا لن نسمح بتكرار ما حدث من إخلال بالنظام ولن نتساهل، وسنعمل بكل الوسائل اللازمة للقضاء على خرق القانون".

وخلال رمضان الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين والمعتكفين فيه بالضرب بالعصي، وباستخدام قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي، واعتقلت في ليلة واحدة 500 شاب.

وصباح الثلاثاء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية، وداهمت عدة منازل، ومن ثم علقت منشورات على أحيائها وجدرانها تُهدد باتخاذ إجراءات ضد أهالي البلدة.

وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال قبل يومين بلدة جبل المكبر، وعلقت منشورات مماثلة في شوارعها، لكن الأهالي أكدوا أنهم خط الدفاع الأول عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

توعد وإرهاب

عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص يقول إن شرطة الاحتلال تحاول إرهاب وتخويف المقدسيين، من خلال تلك المنشورات، لثنيهم عن الدفاع عن المسجد الأقصى، في ظل ما يتعرض له من اعتداءات واقتحامات مستمرة تتصاعد وتيرتها خلال موسم الأعياد اليهودية.

ويوضح أبو الحمص، في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال توعد الشبان الثائرين المدافعين عن الأقصى باستخدام كل الوسائل اللازمة ضدهم، في محاولة لإرهابهم، ولاسيما الذين جرى اعتقالهم خلال أحداث رمضان الماضي، التي شهدها المسجد المبارك.

ويضيف "نحن كمسلمين أصحاب الحق في مقدساتنا ومسجدنا، نُمنع من دخوله على مرأى العالم، ومن ممارسة حقنا في حرية العبادة، في وقت يسمح للمتطرفين باقتحامه وتدنيسه".

ووفقًا لأبو الحمص، فإن "شرطة الاحتلال تريد أن تقول للمقدسيين أننا موجودون، ولن نسمح بأي أحداث تقع داخل الأقصى، وسنتخذ كل الإجراءات العقابية ضد من يُشارك فيها".

ويتابع "لن تُرهبنا إجراءات الاحتلال التعسفية، ولن تُثنينا عن الدفاع عن الأقصى، رغم الاعتقال والإبعاد والتنكيل بالمرابطين والمرابطات، كما حدث مع نفيسة خويص وأبو بكر الشيمي وعايدة الصيداوي، وغيرهم".

"وحتى لو أُبعدنا ومُنعنا من الدخول، فإننا سنُرابط عند أبوابه، لأن الاحتلال بلغة الوعيد والتهديد يعني أنه فاقدُ للسيطرة والسيادة على المسجد الأقصى"، يقول أبو الحمص.

إجراءات ظالمة

ويستخدم الاحتلال عديد الأساليب من أجل إدخال الخوف في قلوب الناس، وإبعادهم عن الهم الوطني والدفاع عن المقدسات، وفي مقدمها المسجد الأقصى، وفق رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب.

ويضيف أبو عصب، في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يُمارس كل إجراءاته الظالمة في مدينة القدس، من بطش وتنكيل واعتقال وإبعاد، واستهداف للأرزاق، بالإضافة إلى لغة التهديد، بهدف زيادة الضغط على المقدسيين، وإبعادهم عن مدينتهم، والدفاع عنها ومقدساتها.

ويوضح أن الاحتلال يعتبر الدفاع عن الأقصى "تهمة يجب معاقبة كل شخص له دور فيها، لذلك يعتقل كل من يُواظبون على الصلاة بالمسجد، ويُسهمون في حفظ النظام، ويُساعدون الناس ويُؤدون دورهم وخدماتهم داخله، وكل من يشارك في حلقات الذكر والقرآن الكريم".

ويتابع "وحتى التهم التي يُوجهها الاحتلال لأبناء شعبنا في القدس يقوم بشيطنتها وربطها بتنظيم أو اتجاه معين، وبعدها يُحاكم المعتقل عليها".

ويبين أن "الاحتلال ينظر إلى القضية من الزاوية السيادية، ويزعم أن أي تجمع أو نشاط داخل الأقصى والقدس يكون مدعومًا من جهة معينة"، مؤكدًا أن هذا "تزوير للحقائق، من أجل تبرير جرائمه بحق شعبنا ومقدساته".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: القدس المسجد الأقصى تهويد القدس شبان الأقصى الدفاع عن الأقصى المسجد الأقصى أن الاحتلال الدفاع عن أبو الحمص عن الأقصى

إقرأ أيضاً:

إصابة 3 فلسطينيين في هجوم للمستوطنين على مركبات المواطنين جنوب نابلس

أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متفاوتة مساء الثلاثاء نتيجة اعتداءات نفذها مستوطنون على مركباتهم قرب قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس شمال الضفة الغربية.

وأفادت مصادر محلية بأن مستعمرين من مستوطنة عيلي المقامة على أراضي اللبن الشرقية وبحماية من الجنود الإسرائيليين أغلقوا الشارع الرئيسي الرابط بين مدينتي رام الله ونابلس وهاجموا عشرات المركبات الفلسطينية بالحجارة.

إقرأ المزيد "سرايا القدس" تعرض مشاهد لتفجيرها آلية "نمر" إسرائيلية في طولكرم (فيديو)

وأكدت المصادر إصابة ثلاثة فلسطينيين وتضرر عدد من المركبات.

وشهدت الضفة الغربية حملة مكثفة من هجمات المستوطنين من عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023.

وكانت معطيات رسمية فلسطينية أفادت الثلاثاء بأن أكثر من 25 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى في القدس خلال النصف الأول من العام 2024، مشيرة إلى مقتل 23 فلسطينيا في القدس وضواحيها خلال الفترة نفسها.

وقالت محافظة القدس أعلى سلطة محلية حكومية تمثل المدينة، إن 25 ألفا و54 "مستعمرا" اقتحموا المسجد خلال الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال والمسمى بالفترتين الصباحية والمسائية بمساندة الشرطة الإسرائيلية وأدّوا خلال الاقتحامات صلوات وطقوسا تلمودية.

وطوال النصف الأول من 2024 واصلت السلطات الإسرائيلية حصار المسجد الأقصى والذي فرضته منذ السابع من أكتوبر الماضي من خلال تقييد دخول المصلين المسلمين إليه.

وبالتزامن مع بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023، كثف الجيش الإسرائيلي انتشاره وعملياته في الضفة الغربية بما فيها القدس مخلفا 556 قتيلا و5300 جريح، ووفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

المصدر: RT + إعلام فلسطيني

مقالات مشابهة

  • 75 مستوطنًا يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • إصابة 3 فلسطينيين في هجوم للمستوطنين على مركبات المواطنين جنوب نابلس
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • عشرات الصهاينة يستبيحون الأقصى المبارك
  • المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزازية
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى وسط حماية قوات الاحتلال
  • فيديوغراف.. رزمة جديدة من الانتهاكات بالقدس خلال يونيو
  • 74 مستوطنًا و20 عنصرًا من مخابرات الاحتلال يقتحمون الأقصى