هل السرحان في الصلاة يبطلها؟.. علماء الأزهر يُجيبون
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
يدور في أذهان الكثير من المسلمين سؤالا حول ما حكم السرحان في الصلاة؟، وهل السرحان يبطل الصلاة ويلزم إعادتها أم لا؟.
حكم السرحان في الصلاةكشف مجمع البحوث الإسلامية أن السرحان في الصلاة لا يبطلها، وإنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، لا يجب به سجود السهو ما دام قد أتى بأركانها وواجباتها، لكنه يقلل من خشوعها وينقص من ثوبها نقصانًا كبيرًا.
وأضاف مجمع البحوث الإسلامية فيما بتعلق بالسرحان أثناء الصلاة «إذا قام المسلم إلى الصلاة عليه أن يستشعر عظمة من قام بين يديه، وأن يؤمن إيمانًا كاملًا بأن الله تبارك وتعالى يعلم ما توسوس به نفسه، وأن يحرص غاية الحرص أن يجمع قلبه على ما يقول ويفعل فى صلاته وألا يذهب بفكره وعقله يمينًا وشمالًا، وإذا حدث له ذلك، فعليه أن يتفل عن يساره ثلاثًا ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم، والتفل دون البصق، حيث أن التفل هو إخراج للهواء فقط، دون غيره من البصاق».
الخشوع في الصلاةأسباب السرحان في الصلاةوقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، فى إجابته عن سؤال «ما حكم السرحان فى الصلاة»، إنه إذا كان الإنسان يسرح فى صلاته باستمرار فبهذه الطريقة لا تغير الصلاة شيئًا فى حياته، فعليه أن يجاهد نفسه عندما يدخل فى الصلاة ويتذكر أنه واقفًا بين يدي الله وأنه ربما آخر صلاة يصليها.
وأشار إلى أن سبب السرحان فى الصلاة هو «دخول الشخص إليها وهو غير ملتفت أنه أمام الله عز وجل، فينبغي على الإنسان أن يعرف بأنه واقف بين يدى الله ويضع نظره أمام موضع السجود حتى لا يسرح».
كيفية الخشوع في الصلاةوقال الدكتور «علي محمد الأزهري»، عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف، إن عدم الخشوع لا يبطل الصلاة ولكن ينقص أجرها، كما في الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كانت انتقص منها شيئا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم»، موضحا: «ولذلك فإن السنن تجبر الخلل الذي يقع جراء عدم الخشوع».
وحول كيفية الوصول للخشوع، قال علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف، إن «الوصول للخشوع هو غاية الصلاة، ولذلك قال تعالى في القرآن (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا)، و(إنها لكبيرة إلا على الخاشعين)، وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه أهل الفلاح من المؤمنين فقال (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون).
حكم السرحان في الصلاةولفت «الأزهري»، إلى أن عدم الخشوع لا يبطل الصلاة ولكن ينقص أجرها، كما في الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. قال:« يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كانت انتقص منها شيئا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم»، موضحا: «ولذلك فإن السنن تجبر الخلل الذي يقع جراء عدم الخشوع».
وتابع عضو هيئة التدريس قائلًا: «الخشوع ليكون تاما في الصلاة له عدة طرق نذكر منها، التيقن أن المصلي يقف بين يدي الله، وكان الصحابة ومن جاء بعدهم إذا دخلوا للصلاة ارتعدوا وبكوا وقالوا أتدرون بين يدي من نقف؟!، إننا نقف بين يدي الله».
وأضاف «الأزهري»: «كذلك ترك الدنيا خلف ظهورنا وعدم التفكر فيها، فإن العبد تحضره الفكرة في الصلاة فيم يشغله، فلو كان يفكر في الآخرة لأـن قلبه وحضرته السكينة، ولو كان يفكر في الدنيا وجمع المال جاءت صورة مجسمة له في الصلاة فيما يشغل ذهنه في الدنيا».
وأشار الدكتور علي الأزهري إلى أن «قراءة آيات غير قصار السور يساعد على الخشوع، فإن المحفوظ عادة قد يستسهله المصلي، ولا يحتاج للتركيز في القراءة، بعكس الآيات التي يحفظها مجددا، فإنها تستدعي الانتباه وعدم انشغال الذهن بغيرها».
أهمية الخشوع في الصلاة8 وسائل تساعد على الخشوع في الصلاةأشار الدكتور «على جمعة» مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إلى 8 وسائل تساعد على الخشوع في الصلاة، موضحًا أن الخشوع مسألة قلبية ومعناه استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «كيف نخشع في الصلاة»، أنه لكي يصل الإنسان إلى حالة الخشوع في الصلاة، هناك 8 طرق، دل عليها السلف الصالح منها: «السكينة، قراءة القرآن آية آية، والتسبيح ببطء، والنظر عند موضع السجود، وعدم الحركة الكثيرة في الصلاة، وعدم الصلاة على سجادة مزخرفة، وإظهار النون عند التسبيح في الركوع والسجود بقول "سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى"، والإكثار من ذكر الله خارج الصلاة».
اقرأ أيضاًننشر مواقيت الصلاة بمحافظات الجمهورية.. اليوم الثلاثاء 19/9/2023
هل يُقْبَلُ صيام شخص لا يصلي في رمضان؟.. عالم أزهري يجيب (فيديو)
دار الإفتاء تضع خطة متكاملة للصائمين خلال شهر رمضان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصلاة الخشوع في الصلاة السرحان الخشوع فی الصلاة بین یدی فإن کان
إقرأ أيضاً:
مكانة الصلاة في الإسلام وحكم تاركها
قالت دار الإفتاء المصرية إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنـزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عني الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدد كل التشديد على أداءها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
الإفتاء: الصلاة عمود الدين والله تعالى حذر من تركهاوأكدت الإفتاء أن الله تعالى حذر أعظم التحذير من تركها، فالصلاة عمود الدين، مثل العمود للخيمة، ولا تبقى الخيمة قائمة بدون عمود، فكذلك لا يستقيم الإسلام بدون صلاة، جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وأوضحت الإفتاء قائلة: وقد بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو؛ قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لله قَانِتِينَ ۞ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 238-239]، أي: فصلوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم، بغير ركوع ولا سجود، بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة؛ للضرورة هنا؛ قال تعالى: ﴿وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 115].
وأضافت: وما نراه من منكر عظيم يقع لكثير من الناس، يتمثل في تركهم للصلاة التي هي بهذه المكانة، فلا يعدو أن يكون لأحد أمرين: إما جحودًا لها، وإما تكاسلًا عنها، فتارك الصلاة إن كان منكرًا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين خارج من ملة الإسلام؛ لأنها من المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه.
قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 14، ط. دار الفكر): [إذا ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، أو جحد وجوبها ولم يترك فعلها في الصورة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ... ويترتب عليه جميع أحكام المرتدين، وسواء كان هذا الجاحد رجلًا أو امرأة، هذا إذا كان قد نشأ بين المسلمين، فأما من كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة من المسلمين بحيث يجوز أن يخفى عليه وجوبها، فلا يكفر بمجرد الجحد، بل نعرفه وجوبها، فإن جحد بعد ذلك كان مرتدًّا] اهـ.
وتابعت: وأما إن ترك الصلاة تكاسلًا مع اعتقاده وجوبها -كما هو حال كثير من الناس- فإنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب من قِبل القضاء، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي -راجع: "منح الجليل شرح مختصر خليل" (1/ 195، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 612، ط. دار الكتب العلمية)- وجماهير السلف والخلف، ودليلهم عموم قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، فالآية تثبت أن الذنب الوحيد الذي قطع الله عز وجل بعدم غفرانه هو الشرك بالله، أما ما دون ذلك فقد يغفره الله، وترك الصلاة تكاسلًا دون جحود ذنب دون الشرك بالله.
وأكملت: ومن الأدلة على عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلًا أيضًا، ما أخرجه أبو داود والنسائي ومالك في "الموطأ" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «خَمْسُ صَلَواتِ كتَبهنَّ اللهُ على العِباد، فمن جاءَ بهن لم يُضَيعْ منهُن شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عندَ الله عَهدٌ أن يُدْخِلَه الجَنَّة، ومَنْ لم يأتِ بهِن، فلَيسَ له عندَ الله عهد: إن شاءَ عَذبه، وإن شَاءَ أدْخَلَه الجَنة».
وقالت: فتاركها كسلًا هنا أمره مفوض إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، وهذا دليل على عدم كفره، ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه، ولو كان كافرًا لا يغفر له لم يرث ولم يورث.
ومنها ما جاء في "الصحيحين" عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ».