لبنان ٢٤:
2024-12-28@00:59:51 GMT

هل تتمكن باريس من تحسين صورتها لبنانياً؟

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

هل تتمكن باريس من تحسين صورتها لبنانياً؟

من الواضح أن الفرنسيين لن ينسحبوا من الملف اللبناني، فبالرغم من كون تراجعهم التكتيكي بات أمرا محسوماً في الأيام والأسابيع المقبلة، إلا أن هذا الأمر هو جزء من المناورة السياسية التي حتمت على باريس التراجع قليلاً، والسماح لقوى أكثر وضوحا بتصدر المشهد الديبلوماسي، وتحديدا قطر والولايات المتحدة الاميركية، مع علم الفرنسيين، أن ما لم تستطع الديبلوماسية الباريسية تحقيقه لن يحققه الآخرون.

.

تعرضت فرنسا لنكسات متتالية في لبنان، ولعل أهمها كان الفتور الكبير الذي سيطر على علاقتها مع القوى المسيحية التي كانت، تاريخياً، الحليف الأول لباريس، والمساعد الأساسي لها في تطبيق سياساتها والحفاظ على مصالحها ضمن التقسيمات التقليدية اللبنانية، لكن التراجع الحالي ساهم من دون ادنى شك في إضعاف الدور الفرنسي الذي بات غير قادر على التأثير الحقيقي...

وجد الفرنسيون أن تقاربهم مع "حزب الله" سيؤدي الى خسارتهم لحلفهم التقليدي مع المسيحيين، من دون أن يترافق هذا الأمر مع جعل "حزب الله" حليفاً صلباً، اذ ان للحزب حلفاء اقليميين وعمقاً حيوياً لن يستبدله بفرنسا، مهما تعاظمت المصالح، وهذا يعني أن الواقعية السياسية الذي تعاملت بها باريس في الملف اللبناني لم تكن فعالة، إلا في جعلها طرفا قادرا على التواصل مع الجميع.

لا تستطيع باريس الإصطدام مع "حزب الله" كما تفعل الولايات المتحدة الاميركية، أولاً لأن حضورها الإقليمي لا يوازي الحضور الاميركي،وثانياً لأن مصالحها في لبنان  باتت اليوم إقتصادية أكثر من كونها سياسية، وعليه فإنها ترغب بالإستفادة من لبنان لا الإستثمار المالي فيه بهدف الحصول على مردود سياسي وشعبي، وعليه إذا كان هذا الأمر يتطلب منها مراعاة الحزب، فليكن.

لكن فشل المبادرة الفرنسية، وان لم يكن بسبب عوامل داخلية فقط، أوحى للفرنسيين بضرورة مراجعة أدائهم السياسي مع القوى السياسية في لبنان، لذلك فإن من إلتقاهم المبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان في زيارته الاخيرة اجمعوا على ان الرجل كان أكثر حرصاً على مراعاة القوى المسيحية وعدم إستفزازها، حتى انه أكد عدم دعم باريس لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

من الواضح أن فرنسا ترغب في إستغلال مرحلة إنكفائها لتحقيق امرين، الاول هو إستعادة التوازن لموقعها السياسي في لبنان من خلال نسج علاقات جيدة من جديد مع الأحزاب والرأي العام المسيحي، والثاني هو انتظار فشل المساعي التي سيقوم بها نظراء باريس الاقليميون والدوليون لإيجاد حل في لبنان، وبعدها ستعود فرنسا وإستراتيجيتها السياسية الى الواجهة كمدخل وحيد للتسوية.. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله

أضاء رئيس الوزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، شمعة عيد الحانوكا الأولى في مكتب رئيس الوزراء، بمشاركة موظفي المكتب وكبار المسؤولين وأطفالهم، وفق ما أفادت صحف عبرية.

وقال نتنياهو بعد إضاءة الشموع: "اليوم نضيء الشمعة الأولى من عيد الحانوكا احتفالا بانتصار المكابيين آنذاك، وأيضا انتصار "المكابيين اليوم".

وأضاف "كما فعلنا آنذاك، فإننا نضرب أعداءنا، و الذين ظنوا أنهم يستطيعون قطع حياتنا".

وتابع رئيس الوزراء: "الحوثيون سوف يتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون، وهذا سيستغرق وقتا أيضا. هذا الدرس سوف يتعلمه الشرق الأوسط بأكمله".

كما قال ديوان نتنياهو: "صدى جديد ومضلل لدعاية حماس من جهات مجهولة في فريق المفاوضات تعمل بدافع أجندة سياسية حيث إن رئيس الوزراء ملتزم بإعادة جميع المختطفين وتحقيق أهداف الحرب في غزة و من الأفضل للجهات التي تنشر التسريبات أن تركز كل جهودها على المهمة المقدسة لإعادة المختطفين".

مقالات مشابهة

  • اعتقال أفراد من عائلة الأسد في لبنان
  • هل يستطيع رئيس وزراء فرنسا الجديد حل الأزمة السياسية والمالية؟
  • الاحتلال سيبقى في لبنان أكثر من 60 يوماً
  • “يونيفيل” تعبر عن قلقها إزاء الضرر الذي تسببه قوات العدو الصهيوني في جنوب لبنان
  • اللي جنبك لزقة .. هنا الزاهد معلقة على صورتها مع تارا عماد
  • ‏هآرتس: الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في لبنان أكثر من 60 يومًا كما هو متفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار
  • ما الذي يجعل يومك أكثر إنتاجية؟ العلم يجيب
  • إسرائيل تخطف لبنانياً يعمل مع "يونيفيل"
  • نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله
  • مصدر ديبلوماسي: لضرورة انتخاب رئيس يحفظ سيادة لبنان وأمنه واستقراره