لبنان ٢٤:
2024-11-25@01:39:36 GMT

هل تتمكن باريس من تحسين صورتها لبنانياً؟

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

هل تتمكن باريس من تحسين صورتها لبنانياً؟

من الواضح أن الفرنسيين لن ينسحبوا من الملف اللبناني، فبالرغم من كون تراجعهم التكتيكي بات أمرا محسوماً في الأيام والأسابيع المقبلة، إلا أن هذا الأمر هو جزء من المناورة السياسية التي حتمت على باريس التراجع قليلاً، والسماح لقوى أكثر وضوحا بتصدر المشهد الديبلوماسي، وتحديدا قطر والولايات المتحدة الاميركية، مع علم الفرنسيين، أن ما لم تستطع الديبلوماسية الباريسية تحقيقه لن يحققه الآخرون.

.

تعرضت فرنسا لنكسات متتالية في لبنان، ولعل أهمها كان الفتور الكبير الذي سيطر على علاقتها مع القوى المسيحية التي كانت، تاريخياً، الحليف الأول لباريس، والمساعد الأساسي لها في تطبيق سياساتها والحفاظ على مصالحها ضمن التقسيمات التقليدية اللبنانية، لكن التراجع الحالي ساهم من دون ادنى شك في إضعاف الدور الفرنسي الذي بات غير قادر على التأثير الحقيقي...

وجد الفرنسيون أن تقاربهم مع "حزب الله" سيؤدي الى خسارتهم لحلفهم التقليدي مع المسيحيين، من دون أن يترافق هذا الأمر مع جعل "حزب الله" حليفاً صلباً، اذ ان للحزب حلفاء اقليميين وعمقاً حيوياً لن يستبدله بفرنسا، مهما تعاظمت المصالح، وهذا يعني أن الواقعية السياسية الذي تعاملت بها باريس في الملف اللبناني لم تكن فعالة، إلا في جعلها طرفا قادرا على التواصل مع الجميع.

لا تستطيع باريس الإصطدام مع "حزب الله" كما تفعل الولايات المتحدة الاميركية، أولاً لأن حضورها الإقليمي لا يوازي الحضور الاميركي،وثانياً لأن مصالحها في لبنان  باتت اليوم إقتصادية أكثر من كونها سياسية، وعليه فإنها ترغب بالإستفادة من لبنان لا الإستثمار المالي فيه بهدف الحصول على مردود سياسي وشعبي، وعليه إذا كان هذا الأمر يتطلب منها مراعاة الحزب، فليكن.

لكن فشل المبادرة الفرنسية، وان لم يكن بسبب عوامل داخلية فقط، أوحى للفرنسيين بضرورة مراجعة أدائهم السياسي مع القوى السياسية في لبنان، لذلك فإن من إلتقاهم المبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان في زيارته الاخيرة اجمعوا على ان الرجل كان أكثر حرصاً على مراعاة القوى المسيحية وعدم إستفزازها، حتى انه أكد عدم دعم باريس لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

من الواضح أن فرنسا ترغب في إستغلال مرحلة إنكفائها لتحقيق امرين، الاول هو إستعادة التوازن لموقعها السياسي في لبنان من خلال نسج علاقات جيدة من جديد مع الأحزاب والرأي العام المسيحي، والثاني هو انتظار فشل المساعي التي سيقوم بها نظراء باريس الاقليميون والدوليون لإيجاد حل في لبنان، وبعدها ستعود فرنسا وإستراتيجيتها السياسية الى الواجهة كمدخل وحيد للتسوية.. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 10 بنيران حزب الله

قُتل جنديان إسرائيليان، بينما أُصيب 12 آخرون، بنيران حزب الله خلال معارك جنوبي لبنان، بحسب ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية، السبت. 

 

وأعلن مستشفى "رمبام" الإسرائيلي، في مدينة حيفا المحتلة، استقباله 3 مصابين في الساعات الأخيرة، تم إجلاؤهم عبر مروحية من الشمال عند الحدود مع لبنان.

 

يأتي ذلك بينما يواصل حزب الله التصدي لقوات الاحتلال في البلدات الحدودية، وخصوصاً في الخيام، دير ميماس، كفركلا، شمع والبياضة، حيث تستهدف تجمعاتها بالصواريخ وتخوض الاشتباكات ضدّها، بالتوازي مع استهداف تجمعات في عدد من مستوطنات الشمال.

 

 

مقالات مشابهة

  • “المنفي” يبحث مع “مهراج” دور فرنسا في دعم العملية السياسية
  • فرنسا تشكّك بتفاؤل هوكشتاين... وخطط للسيطرة على الحدود بين لبنان وسوريا
  • القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة لحلف "الناتو"
  • حزب الله.. مساراتٌ متوازيةٌ وتثبيتٌ للمعادلات السياسية والعسكرية
  • غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أم وأطفالها الأربعة
  • من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
  • الهارب بلا مطارد .. دارمانان ابن الحركي الذي يريد حكم فرنسا خالية من المسلمين
  • مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 10 بنيران حزب الله
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • بانتظار "تفاصيل حاسمة"..تقديرات إسرائيلية باتفاق مع لبنان خلال أيام