سام برس:
2024-10-06@04:57:33 GMT

لماذا تُغيّر الدول أسماءَها؟

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

لماذا تُغيّر الدول أسماءَها؟

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
هل لبلدٍ ضاربةٍ جذورُه في التاريخ، وعملاقٍ في المساحة والسكانِ، بحجمِ الهند، أن يغيّرَ اسمَه؟

يبدو الأمرُ غريباً؛ لأنَّ اسمَ الهندِ من شهرته صارَ من أسمائنا، لكنَّ دولاً عدة سبقت الهند واستحدثت لنفسها اسماً جديداً أو استنبطته من تاريخها.

نحن نعرفُ الهندَ عالمياً على الخريطة، وعلى الأرضِ، أكثرَ من بهارات.

المعارضون للتغيير يتَّهمونَ حزبَها الحاكمَ بأنَّه يريد أن يغريَ التيارَ الشعبيَّ في حمى الانتخابات العام المقبل، ووضع اللائمةِ على المستعمرين الإنجليز.

الحقيقة، كلُّنا نعرف الهندَ بالهند قبل الإنجليز، العربُ والرومانُ والعالمُ كانَ يسميها الهند منذ ألفيْ عام.

مع ذلك، يجوزُ للهند ما جازَ لسريلانكا التي تخلَّت عن اسمِ سِيلان، وكان يسميها العربُ الأوائل «سَرَنْدِيب». وبورما صارت ميانمار، ونسمي أهلها البرماويين. وبنغلاديش التي كانت تُسمى باكستان الشرقية، والكونغو بعد استيلاء موبوتو على السلطة سمَّاها زائير، وبعد أن استولَى على نفس السلطة كابيلا أعاد تسميتَها الكونغو، ولا تزال. وروسيا صارت مجردَ اسمٍ داخل الاتحاد السوفياتي، وبعد سقوطِ الشيوعيةِ عادت إلى روسيا. ولا ننسى مصرَ، عبد الناصر عندما اتَّفق مع القوتلي على اتحاد مصر وسوريا قرَّر تسميةَ البلدِ الجديد بالجمهورية العربية المتحدة، وتخلَّى عن مصر؛ الاسم الذي عمرُه أكثرُ من ثلاثةِ آلافِ سنة. وبعد ثلاثِ سنوات وقع انقلابٌ في سوريا التي قرَّرت استعادةَ اسمِها التاريخي. وبعد عشرِ سنواتٍ تُوفي عبد الناصر وجاءَ السادات، الذي أعادَ مصرَ إلى اسمِها التاريخي، وتخلَّى عن المشروعِ القومي برُمَّتِه.

الهندُ ستقرّرُ من خلال مساراتِها التشريعية والسياسية، مع أنَّ المحكمةَ العليا رفضتِ التغييرَ، أيَّ اسمٍ تحب أن يسميَها به العالم. وقد تابعتُ النقاشَ الدائرَ هناك، حيث عبَّرت فئاتٌ ليست بالقليلةِ عن اعتراضها، وتريد الإبقاءَ على الهند. تقول الأصواتُ المعترضةُ إنَّ حزبَ «باراتيا» أو «بهاراتيا»، الحاكمَ، وراءَ التغييرِ من قبيل الشعبوية، وفي الهندِ حزبان رئيسيان هو أحدهما.

البهاراتيون يقولون إنَّ الإنجليزَ هم من سمَّوا الهندَ الهندَ، ويريدون التَّخلصَ من رواسبِ الاستعمار. وهذا الأمرُ ليسَ دقيقاً؛ فالهند مثلُ الأممِ التاريخية، روما واليونان ومصر وفارس، أعرف بهذه الأسماء لأكثرَ من ألفي عام. العربُ، حتى قبل الإسلام وقبل اجتياح المغول للهند، كانوا يرحلون إليها ويسمونها في أدبياتهم الهندَ، وشرقَ السند. عرفوها من خلال التجارة ورحلاتِ القوافل. كانت مصدراً للنسيج واللآلئ والسيوفِ والبهارات. وبهاراتُ بالفعل من أسمائِها القديمة، إنَّما لم يشتهر مثل اسم الهند. الإنجليز حافظوا على اسمِها التاريخي ورفعوا من مكانتِها بين مستعمراتِهم، جعلوها مركزاً يحكمون منه آسيا وأفريقيا.

على أية حال، ما سيختاره الهنود أو البهاراتيون، سيقبل به العالم، فهو شأنُهم، خاصةً أنَّنا نعيش في حقبة لم نعد كيف نسمي مَن بماذا، ولم يعد مهماً رأي الآخرين كثيراً. ناديَّ المفضل لكرة القدم الأميركية في واشنطن دي سي، كانَ اسمُه ريدسكن (ذو البشرة الحمراء، أو الهنود الحمر).

هذا اسمه من عام 1933، وفي عام 2020 ومع الهيجان الاجتماعي في ذلك العام، قرَّر النادي أن يسمي نفسَه كوماندرز (القادة)، ويتخلَّى عن اسمِه الأصلي، مع أنَّ الأميركيين الأصليين قالوا في استفتاء واسع إنَّهم لا يعدون الريدسكن اسماً مهيناً. فتح ذلك الباب على ملاحقةِ التسميات التاريخية والفنية وحتى الجنسية، الذكر والأنثى، والحيوانات والأشياء، وفي الأخير سنضطر إلى أن نسميَ «الأشياءَ» ليس بأسمائها، بل بما يفرض علينا أن نسميَها.

نقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

«غباء المتهم».. حل لغز جريمة في الهند من خلال «إنستجرام»

البحث وراء الجرائم لإيجاد حلول لها، مهمة رجال التحقيق في كل بلدان العالم، وعادة في جرائم القتل، تبحث الشرطة في أدق التفاصيل، للوصول إلى الجاني، لكن ما حدث في الهند كان أسهل من ذلك؛ إذ جرى كشف لغز القضية بسبب منشور على منصة «فيسبوك»، فما القصة؟ 

تفاصيل الجريمة 

شهدت مدينة «دلهي» الهندية، جريمة قتل غريبة لطبيب يدعى جافيد أختر، يبلغ من العمر 50 عاما، ووفقا لما ذكر في موقع «times if india»، وقعت الجريمة في المكان المخصص له في المستشفى، الذي يعمل به في المدينة الهندية.

وتفاجأ طاقم المستشفى بوفاة الطبيب، بعد إطلاق النيران عليه، وبعد إبلاغ الشرطة وبدء التحقيقات، جرى الاشتباه في بعض الأشخاص، لكن في غضون ساعات قليلة، أعلن المتهم عن نفسه من خلال منشورعلى منصة التواصل الاجتماعي «إنستجرام».

حل اللغز 

من خلال التحقيات، وقع الاشتباه في أحد الأشخاص، جرى تعيينه منذ فترة قريبة في المستشفى، ومن خلال تتبع صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي، لوحظ أنه نشر صورة قبل ارتكاب الجريمة، وعلق عليها قائلا: «أرتكب جريمة قتل في 2024»، ما تسبب في سرعة إلقاء القبض عليه، ليعترف بتفاصيل الواقعة.

دافع ارتكاب الجريمة لدى المتهم، عادة ما يكون شخصيا، لكن في هذه الحالة كان المتهم ليس له أي علاقة بالأمر، وبسبب وعده بالزواج نفذ جريمته في مكان عمله، بعدما طلب منه الشخص الذي ساعده للعمل في المستشفى، ارتكاب الجريمة بقصد الانتقام من الطبيب، ووعد المتهم بالزواج من ابنته، لكنه أعلن عن ارتكابه للجريمة بسبب منشور على منصة «إنستجرام».

مقالات مشابهة

  • «غباء المتهم».. حل لغز جريمة في الهند من خلال «إنستجرام»
  • بجهاز للقلب وحضانة للأطفال.. دفعة «طب المنوفية» تختم مسيرتها التعليمية بالخير
  • انخفاض كبير في أسعار الأرز عالميًا
  • الهند: مقتل 30 مسلحا في مواجهات مع قوات الأمن بولاية "تشهاتيسجاره"
  • لماذا حرصت إسرائيل على الترويج لفكرة الاحتلال إلى زوال؟
  • قنصل اليمن في الهند يكشف تفاصيل حادثة الفيديو المسرب من القنصلية في مومباي
  • خلال شهر.. الهند تستورد نحو مليون برميل نفط من العراق يومياً
  • تأثير إيجابي للرياضة على وظائف الدماغ لكبار السن
  • التماس 6 أشهر حبس لسائق إندرايف بعد سرقته صحفية بقناة تركية
  • الصواعق الرعدية تقتل مواطنين جنوبي اليمن (أسماء)