سام برس:
2025-02-01@02:50:59 GMT

لماذا تُغيّر الدول أسماءَها؟

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

لماذا تُغيّر الدول أسماءَها؟

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
هل لبلدٍ ضاربةٍ جذورُه في التاريخ، وعملاقٍ في المساحة والسكانِ، بحجمِ الهند، أن يغيّرَ اسمَه؟

يبدو الأمرُ غريباً؛ لأنَّ اسمَ الهندِ من شهرته صارَ من أسمائنا، لكنَّ دولاً عدة سبقت الهند واستحدثت لنفسها اسماً جديداً أو استنبطته من تاريخها.

نحن نعرفُ الهندَ عالمياً على الخريطة، وعلى الأرضِ، أكثرَ من بهارات.

المعارضون للتغيير يتَّهمونَ حزبَها الحاكمَ بأنَّه يريد أن يغريَ التيارَ الشعبيَّ في حمى الانتخابات العام المقبل، ووضع اللائمةِ على المستعمرين الإنجليز.

الحقيقة، كلُّنا نعرف الهندَ بالهند قبل الإنجليز، العربُ والرومانُ والعالمُ كانَ يسميها الهند منذ ألفيْ عام.

مع ذلك، يجوزُ للهند ما جازَ لسريلانكا التي تخلَّت عن اسمِ سِيلان، وكان يسميها العربُ الأوائل «سَرَنْدِيب». وبورما صارت ميانمار، ونسمي أهلها البرماويين. وبنغلاديش التي كانت تُسمى باكستان الشرقية، والكونغو بعد استيلاء موبوتو على السلطة سمَّاها زائير، وبعد أن استولَى على نفس السلطة كابيلا أعاد تسميتَها الكونغو، ولا تزال. وروسيا صارت مجردَ اسمٍ داخل الاتحاد السوفياتي، وبعد سقوطِ الشيوعيةِ عادت إلى روسيا. ولا ننسى مصرَ، عبد الناصر عندما اتَّفق مع القوتلي على اتحاد مصر وسوريا قرَّر تسميةَ البلدِ الجديد بالجمهورية العربية المتحدة، وتخلَّى عن مصر؛ الاسم الذي عمرُه أكثرُ من ثلاثةِ آلافِ سنة. وبعد ثلاثِ سنوات وقع انقلابٌ في سوريا التي قرَّرت استعادةَ اسمِها التاريخي. وبعد عشرِ سنواتٍ تُوفي عبد الناصر وجاءَ السادات، الذي أعادَ مصرَ إلى اسمِها التاريخي، وتخلَّى عن المشروعِ القومي برُمَّتِه.

الهندُ ستقرّرُ من خلال مساراتِها التشريعية والسياسية، مع أنَّ المحكمةَ العليا رفضتِ التغييرَ، أيَّ اسمٍ تحب أن يسميَها به العالم. وقد تابعتُ النقاشَ الدائرَ هناك، حيث عبَّرت فئاتٌ ليست بالقليلةِ عن اعتراضها، وتريد الإبقاءَ على الهند. تقول الأصواتُ المعترضةُ إنَّ حزبَ «باراتيا» أو «بهاراتيا»، الحاكمَ، وراءَ التغييرِ من قبيل الشعبوية، وفي الهندِ حزبان رئيسيان هو أحدهما.

البهاراتيون يقولون إنَّ الإنجليزَ هم من سمَّوا الهندَ الهندَ، ويريدون التَّخلصَ من رواسبِ الاستعمار. وهذا الأمرُ ليسَ دقيقاً؛ فالهند مثلُ الأممِ التاريخية، روما واليونان ومصر وفارس، أعرف بهذه الأسماء لأكثرَ من ألفي عام. العربُ، حتى قبل الإسلام وقبل اجتياح المغول للهند، كانوا يرحلون إليها ويسمونها في أدبياتهم الهندَ، وشرقَ السند. عرفوها من خلال التجارة ورحلاتِ القوافل. كانت مصدراً للنسيج واللآلئ والسيوفِ والبهارات. وبهاراتُ بالفعل من أسمائِها القديمة، إنَّما لم يشتهر مثل اسم الهند. الإنجليز حافظوا على اسمِها التاريخي ورفعوا من مكانتِها بين مستعمراتِهم، جعلوها مركزاً يحكمون منه آسيا وأفريقيا.

على أية حال، ما سيختاره الهنود أو البهاراتيون، سيقبل به العالم، فهو شأنُهم، خاصةً أنَّنا نعيش في حقبة لم نعد كيف نسمي مَن بماذا، ولم يعد مهماً رأي الآخرين كثيراً. ناديَّ المفضل لكرة القدم الأميركية في واشنطن دي سي، كانَ اسمُه ريدسكن (ذو البشرة الحمراء، أو الهنود الحمر).

هذا اسمه من عام 1933، وفي عام 2020 ومع الهيجان الاجتماعي في ذلك العام، قرَّر النادي أن يسمي نفسَه كوماندرز (القادة)، ويتخلَّى عن اسمِه الأصلي، مع أنَّ الأميركيين الأصليين قالوا في استفتاء واسع إنَّهم لا يعدون الريدسكن اسماً مهيناً. فتح ذلك الباب على ملاحقةِ التسميات التاريخية والفنية وحتى الجنسية، الذكر والأنثى، والحيوانات والأشياء، وفي الأخير سنضطر إلى أن نسميَ «الأشياءَ» ليس بأسمائها، بل بما يفرض علينا أن نسميَها.

نقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

اعتقال طالب يمني في الهند

يمن مونيتور/قسم الأخبار

قالت الشرطة الهندية يوم الأربعاء إنه تم القبض على مواطن يمني كان يعيش في الهند بدون تأشيرة سارية المفعول لمدة تسع سنوات في تاج محل.

ووفقا لصحيفة أوف تايمز الهندية: عند الاستجواب، وجدت الشرطة أن تأشيرة زيدان عمر محمد السيد، 29 عاما، من سكان صنعاء، قد انتهت صلاحيتها في عام 2018، وكان يقيم في حيدر أباد بشكل غير قانوني.

وقال أمن تاج محل: “اعتقلنا زيدان مساء الاثنين، بعد أن جاء إلى الهند بتأشيرة طالب والتحق بدورة في أكاديمية ماكس التعليمية في حيدر أباد.

وأفاد أن جواز سفره ساري المفعول حتى 9 أغسطس 2025، لكن تأشيرته كانت صالحة فقط من 29 نوفمبر 2015 إلى 28 مايو 2018.

وأوضح أنه تم إرساله إلى السجن بناء على أوامر من المحكمة، وتم إبلاغ السفارة اليمنية في دلهي، وسيتم اتباع الإجراءات القانونية لترحيله”.

وخلال التحقيق معه، كشف عمر أنه لم يعد إلى اليمن بسبب “الوضع الداخلي السيئ” في بلاده، ويوم الثلاثاء ، تم تسجيل بلاغ ضده في مركز شرطة السياحة بموجب المادة 14 من قانون الأجانب لعام 1946.

والجدير بالذكر أن الذكرى السنوية ال 370 لميلاد الإمبراطور المغولي شاه جهان كانت تحتفل بها في تاج محل من الأحد إلى الثلاثاء.

وفي اليوم الختامي لأورس، سمح للزوار بالدخول المجاني إلى النصب التذكاري. كان عمر جزءا من الحشد الكبير الذي تجمع في تاج محل لحضور هذا الحدث.

مقالات مشابهة

  • فاجعة في تركيا.. مراهق يرتكب مجزرة ويقتل عائلته رمياً بالرصاص
  • مصرع عائلة بأكملها في حادث مروع عقب عودتهم من المستشفى
  • الإمارات تعزي وتتضامن مع الهند في حادثة التدافع
  • جمال العدل يهاجم بن شرقي: لن تنجح مع الأهلي
  • تحطم طائرة واشنطن.. السلطات الأمريكية تعلن العثور على الصندوق الأسود
  • تأجيل محاكمة معلمة متهمة بذبح زوجها والشروع في قتل ابنهما بديروط
  • تأجيل محكمة معلمة ذبـ.ـحت زوجها وشرعت في قـ.ـتل ابنهما لجلسة 22 مارس للمرافعة
  • قوى الأمن توقف مروج مخدرات في عكار.. هذا ما كان بحوزته
  • اعتقال طالب يمني في الهند
  • الهند تُطلق قمرًا صناعيًا للملاحة بنجاح