منى أحمد تكتب: سبتمبر.. الذي غير وجه العالم
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
22 عاما تمر هذا العام على الحادي عشر من سبتمبر، اليوم الفارق الذي غير وجه العالم، بعد أن قامت أربع طائرات تابعة لتنظيم القاعدة بضرب برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك ومقر البنتاجون، وأودى بحياة ما يقرب من 3 آلاف شخص.
وحدث مثل نقطة الفصل في إعادة صياغة الإستراتيجية الأمريكية في العالم كله، حيث تم إعادة ترتيب الأوضاع الدولية لصالحها، فالحادي عشر من سبتمبر كان محطة انتقال بين نظامين مختلفين بعد الحرب الباردة بين القوتين العظمتين، لتظهر ملامح النظام العالمي الجديد.
ولم يكن النظام العالمي الجديد هو المصطلح الوحيد الذي ظهر، بل تبعه ما اصطلح على تسميته بالحرب على الإرهاب، الذي استخدمته الإدارة الأمريكية كذريعة لبسط نفوذها، وأن كان لفظ الإرهاب قد بدأ استخدامه قبل الحادث، ولكنه بعد 11 سبتمبر أصبح عنوانا أبزر لرسم إستراتيجية العالم الجديدة، وتنفيذ المرحلة الأولي لمخطط الشرق الأوسط الجديد من خلال الغزو المباشر تارة مثلما حدث بالعراق وأفغانستان، أو بنشر ما اصطلح على تسميته بالفوضى الخلَّاقة تارة أخرى.
وبدأت المرحلة الأولي بالهجوم على أفغانستان أكتوبر 2001 تحت أسم العملية العسكرية عملية الحرية المستديمة، وكان الهدف المعلن للغزو هو القبض على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وتقديمه للمحاكمة، وإسقاط نظام طالبان الداعم للقاعدة ، طبقا لما أعلنته وقتها إدارة الرئيس بوش الأبن أن الولايات المتحدة لن تميز بين المنظمات الإرهابية أو الحكومات التي تأويهم.
بعد غزو أفغانستان وإسقاط نظام طالبان، جاء الدور على العرب فكانت البداية من بلاد الرافدين، بحجة امتلاك العراق ترسانة من أسلحة الدمار الشامل، وأن الرئيس العراقي صدام حسين يمتلك برنامجا لأسلحة تشكل تهديدا حقيقيا للسلام الدولي للعالم ولدول عدة، من بينها إسرائيل الحليف الأصيل للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي 2003 تم احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول المتحالفة، بمساعدة عناصر من الجبهة الداخلية متمثلة في الشيعة في جنوب العراق، إلى جانب الأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني.
أطاحت هذه الحرب بنظام صدام حسين، وتسببت في خسائر بشرية غير مسبوقة بين صفوف المدنيين في تاريخ العراق، وانتهت بتمزيق العراق الذي لم يتعافَ حتى الآن منها تداعياتها، بعد أن ضربت الطائفية مناطق عديدة بالعراق، وامتدت آثارها إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، من خلال تعزيز نفوذ إيران الإقليمي في الشرق الأوسط على نحوٍ أوسع، وظهور ما يسمي بتنظيم الدولة الإسلامية.
بعد غزو العراق جاءت الموجة الثانية للمخطط الأمريكي بنشر الفوضى الخلاقة ، تحت مسمي ثورات الربيع العربي في عدة دول عربية، لم تنجح في مصر وتونس لكنها زلزلت بعض بلدان المنطقة العربية في سوريا وليبيا واليمن وأدخلتها في صراعات ألقت بظلالها علي المنطقة العربية قاطبة.
ونجحت واشنطن في استغلال هذه الأحداث لتحقيق مخططاتها في الشرق الأوسط، واستنزاف الثروات النفطية في بعض البلدان العربية، وتكريس التفوق إسرائيلي والسماح له بممارسة المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
مخططات كانت معدة تنتظر الحدث المرتقب لتخرج إلى الوجود ، فقد سبقت أحداث الحادي عشر الأسود تسريب مذكرات المحافظين الجدد التي صدرت فى تسعينيات القرن الماضي، وتضمَّنت دعوات لشن حروب على العراق وسوريا وليبيا أي قبل أحداث سبتمبر.
مضى عقدين من الزمن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، لكن ظلاله القاتمة ما زالت حاضرة ووصل خطر الإرهاب الدولي إلى مستوى غير مسبوق، مقارنة بما قبل سبتمبر المفصلي وأصبح الشرق الأوسط هو الضحية الأكبر، وكأنه المستهدف من هذا الحادث الإرهابي، فمن خلال الموجات المتلاحقة لما يسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب، أُسقطت دول وحلت محلها جماعات إرهابية ترعرعت واشتد عودها لتنزلق المنطقة العربية في اضطرابات استنزفت طاقاتها وعطَّلت تنميتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ترامب يعد بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا
واشنطن - الوكالات
وعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأن يكون للولايات المتحدة "جيش قوي" وبإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، في حين أكدت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان أن انتقال السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين سيكون سلسا.
وخلال خطاب ألقاه في مقر إقامته بمنتجع "مارالاغو" بولاية فلوريدا، أشاد الرئيس المنتخب بتعييناته في وزارة الصحة والعدل والدفاع وبلجنة "الكفاءة الحكومية" التي عهد بها إلى إيلون ماسك.
وقال ترامب "علينا أن نعود دولة عظيمة ذات ضرائب منخفضة وجيش قوي، علينا أن نهتم بقواتنا المسلحة، لقد فعلنا ذلك من قبل، وعلينا أن نفعل ذلك مرة أخرى"، منتقدا الإنفاق الأميركي "الضخم" في أفغانستان بين عامي 2001 و2021.
ووعد ترامب بـ"العمل على الشرق الأوسط و(بأن) يعمل بجدية كبيرة على روسيا وأوكرانيا" لأن "هذا يجب أن يتوقف".
وقد عهد الرئيس المنتخب إلى إيلون ماسك بمهمة اقتراح تخفيضات بحوالي ألفي مليار دولار من إنفاق الحكومة الفدرالية، بما في ذلك احتمال إلغاء العديد من المناصب في وزارة الدفاع الأميركية.