صدى البلد:
2025-04-29@03:39:13 GMT

منى أحمد تكتب: سبتمبر.. الذي غير وجه العالم

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

22 عاما تمر هذا العام على الحادي عشر من سبتمبر، اليوم الفارق الذي غير وجه العالم، بعد أن قامت أربع طائرات تابعة لتنظيم القاعدة بضرب برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك ومقر البنتاجون، وأودى بحياة ما يقرب من 3 آلاف شخص.  


وحدث مثل نقطة الفصل في إعادة صياغة الإستراتيجية الأمريكية في العالم كله، حيث تم إعادة ترتيب الأوضاع الدولية لصالحها، فالحادي عشر من سبتمبر كان محطة انتقال بين نظامين مختلفين بعد الحرب الباردة بين القوتين العظمتين، لتظهر ملامح النظام العالمي الجديد.

 


ولم يكن النظام العالمي الجديد هو المصطلح الوحيد الذي ظهر، بل تبعه ما اصطلح على تسميته  بالحرب على الإرهاب، الذي استخدمته الإدارة الأمريكية كذريعة لبسط  نفوذها، وأن كان  لفظ الإرهاب قد بدأ استخدامه قبل الحادث، ولكنه بعد 11 سبتمبر أصبح عنوانا أبزر لرسم إستراتيجية  العالم الجديدة، وتنفيذ المرحلة الأولي لمخطط الشرق الأوسط الجديد من خلال الغزو المباشر تارة  مثلما حدث بالعراق وأفغانستان، أو بنشر ما اصطلح على تسميته بالفوضى الخلَّاقة تارة أخرى.


وبدأت المرحلة الأولي بالهجوم على أفغانستان أكتوبر 2001 تحت أسم العملية العسكرية عملية الحرية المستديمة، وكان الهدف المعلن للغزو هو القبض على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وتقديمه للمحاكمة، وإسقاط نظام طالبان الداعم للقاعدة ، طبقا لما أعلنته وقتها إدارة الرئيس بوش الأبن أن الولايات المتحدة  لن تميز بين المنظمات الإرهابية أو الحكومات التي تأويهم.


بعد غزو أفغانستان وإسقاط نظام طالبان، جاء الدور على العرب فكانت البداية من بلاد الرافدين، بحجة امتلاك العراق ترسانة من أسلحة الدمار الشامل، وأن الرئيس العراقي صدام حسين يمتلك برنامجا لأسلحة تشكل تهديدا حقيقيا للسلام الدولي للعالم ولدول عدة، من بينها إسرائيل الحليف الأصيل للولايات المتحدة الأمريكية.
 

وفي 2003 تم احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول المتحالفة، بمساعدة عناصر من الجبهة الداخلية متمثلة في الشيعة في جنوب العراق، إلى جانب الأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني.
 

أطاحت هذه الحرب بنظام صدام حسين، وتسببت في خسائر بشرية غير مسبوقة بين صفوف المدنيين في تاريخ العراق، وانتهت بتمزيق العراق الذي لم يتعافَ حتى الآن منها تداعياتها، بعد أن ضربت الطائفية مناطق عديدة بالعراق، وامتدت آثارها إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، من خلال تعزيز نفوذ إيران الإقليمي في الشرق الأوسط على نحوٍ أوسع، وظهور ما يسمي  بتنظيم الدولة الإسلامية. 
 

بعد غزو العراق جاءت الموجة الثانية للمخطط الأمريكي بنشر الفوضى الخلاقة ، تحت مسمي ثورات الربيع العربي في عدة دول عربية، لم تنجح في مصر وتونس لكنها زلزلت بعض بلدان المنطقة العربية في سوريا وليبيا واليمن وأدخلتها في صراعات ألقت بظلالها علي المنطقة العربية قاطبة.
 

ونجحت واشنطن في استغلال هذه الأحداث لتحقيق مخططاتها في الشرق الأوسط، واستنزاف الثروات النفطية في بعض البلدان العربية، وتكريس التفوق إسرائيلي والسماح له بممارسة المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. 


مخططات كانت معدة تنتظر الحدث المرتقب لتخرج إلى الوجود ، فقد سبقت أحداث الحادي عشر الأسود تسريب مذكرات المحافظين الجدد التي صدرت فى تسعينيات القرن الماضي، وتضمَّنت دعوات لشن حروب على العراق وسوريا وليبيا أي قبل أحداث سبتمبر. 


مضى عقدين من الزمن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، لكن ظلاله القاتمة ما زالت حاضرة ووصل خطر الإرهاب الدولي إلى مستوى غير مسبوق،  مقارنة بما قبل سبتمبر المفصلي وأصبح الشرق الأوسط  هو الضحية الأكبر، وكأنه المستهدف من هذا الحادث الإرهابي، فمن  خلال الموجات المتلاحقة لما يسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب، أُسقطت دول وحلت محلها جماعات إرهابية ترعرعت واشتد عودها لتنزلق المنطقة العربية في اضطرابات استنزفت طاقاتها وعطَّلت تنميتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط

زعم بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، أن إسرائيل تمثل العائق الأكبر أمام المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، متهمًا إيران بتنفيذ "هجوم بربري" ضد كيانه. 

وأشار نتنياهو في تصريحات جديدة تكشف توجهات الاحتلال الإسرائيلي تجاه قضايا المنطقة، مساء اليوم الأحد، إلى أن إسرائيل "نقلت القتال إلى لبنان" بعد دخول حزب الله المعركة إلى جانب المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس، في أعقاب عملية السابع من أكتوبر.

كما زعم أن "القضاء على حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله، شكل "ضربة قاصمة لمحور المقاومة"، وهو ما لم تؤكده أي مصادر رسمية مستقلة حتى الآن.

الدفاع السورية : حزب الله يطلق قذائف مدفعية باتجاه قوات الجيشكيف تستهدف إسرائيل عناصر حزب الله؟أول تعليق من حزب الله على اغتيال حسين عطوي القيادي بالجماعةلبنان.. استشهاد عنصر من حزب الله في غارة إسرائيلية على بلدة الحنية

كما كشف نتنياهو عن توتر متزايد مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، موضحًا أنه رفض مطلبًا أمريكيًا بتقييد العمليات الإسرائيلية في غزة عبر ضربات جوية محدودة فقط، مؤكدًا أن "إسرائيل ليست دولة تابعة" رغم التهديدات الأميركية بقطع إمدادات السلاح. 

وأضاف أن إسرائيل "لم تبلغ الأمريكيين بعملية البيجر"، في دلالة على مستوى الاحتقان بين الجانبين.

وفي سياق آخر، أعلن نتنياهو عن سيطرة قوات الاحتلال على محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مدعيًا نجاحها في فرض حصار خانق على قطاع غزة بهدف منع تهريب الأسلحة.

وادعى نتنياهو أن حماس تسرعت في شن الهجوم، وأن حزب الله فوجئ بتطورات الأحداث، مشيرًا إلى أن الاحتلال استطاع عبر ما سماه "عملية البيجر" أن يوجه ضربة قاسية لحزب الله في لبنان، معلنًا القضاء على قياداته البارزة وتدمير صواريخ وأسلحة كان الحزب قد أعدها على مدار ثلاثين عامًا. 

تصريحات نتنياهو تعكس رؤية احتلالية تستند إلى القوة العسكرية والتجاهل التام للحقوق الفلسطينية والعربية، في وقت تتواصل فيه الجرائم بحق المدنيين في غزة ولبنان، وسط تحدٍ سافر للقوانين الدولية والإنسانية، وإصرار على فرض معادلات جديدة بالقوة في المنطقة.

طباعة شارك إسرائيل إيران رئيس وزراء الاحتلال المشروع الإيراني المقاومة الفلسطينية حماس حسن نصر الله

مقالات مشابهة

  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن
  • رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط
  • الجبير يبحث مع المبعوث الصيني مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • الفزي يقترح إنشاء اتحاد شرق أوسطي لكرة القدم لمنافسة أوروبا.. فيديو
  • الشرق الأوسط: ديناميكيات قديمة وآفاق جديدة
  • هنا الزاهد سفيرة الشرق الأوسط لـ ماركة عالمية
  • اللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: زيارة ترامب للشرق الأوسط نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية بدول المنطقة
  • تقرير: 83% من المقاولات المغربية تنشط في القطاع غير المهيكل