صدى البلد:
2025-01-27@16:59:08 GMT

منى أحمد تكتب: سبتمبر.. الذي غير وجه العالم

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

22 عاما تمر هذا العام على الحادي عشر من سبتمبر، اليوم الفارق الذي غير وجه العالم، بعد أن قامت أربع طائرات تابعة لتنظيم القاعدة بضرب برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك ومقر البنتاجون، وأودى بحياة ما يقرب من 3 آلاف شخص.  


وحدث مثل نقطة الفصل في إعادة صياغة الإستراتيجية الأمريكية في العالم كله، حيث تم إعادة ترتيب الأوضاع الدولية لصالحها، فالحادي عشر من سبتمبر كان محطة انتقال بين نظامين مختلفين بعد الحرب الباردة بين القوتين العظمتين، لتظهر ملامح النظام العالمي الجديد.

 


ولم يكن النظام العالمي الجديد هو المصطلح الوحيد الذي ظهر، بل تبعه ما اصطلح على تسميته  بالحرب على الإرهاب، الذي استخدمته الإدارة الأمريكية كذريعة لبسط  نفوذها، وأن كان  لفظ الإرهاب قد بدأ استخدامه قبل الحادث، ولكنه بعد 11 سبتمبر أصبح عنوانا أبزر لرسم إستراتيجية  العالم الجديدة، وتنفيذ المرحلة الأولي لمخطط الشرق الأوسط الجديد من خلال الغزو المباشر تارة  مثلما حدث بالعراق وأفغانستان، أو بنشر ما اصطلح على تسميته بالفوضى الخلَّاقة تارة أخرى.


وبدأت المرحلة الأولي بالهجوم على أفغانستان أكتوبر 2001 تحت أسم العملية العسكرية عملية الحرية المستديمة، وكان الهدف المعلن للغزو هو القبض على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وتقديمه للمحاكمة، وإسقاط نظام طالبان الداعم للقاعدة ، طبقا لما أعلنته وقتها إدارة الرئيس بوش الأبن أن الولايات المتحدة  لن تميز بين المنظمات الإرهابية أو الحكومات التي تأويهم.


بعد غزو أفغانستان وإسقاط نظام طالبان، جاء الدور على العرب فكانت البداية من بلاد الرافدين، بحجة امتلاك العراق ترسانة من أسلحة الدمار الشامل، وأن الرئيس العراقي صدام حسين يمتلك برنامجا لأسلحة تشكل تهديدا حقيقيا للسلام الدولي للعالم ولدول عدة، من بينها إسرائيل الحليف الأصيل للولايات المتحدة الأمريكية.
 

وفي 2003 تم احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول المتحالفة، بمساعدة عناصر من الجبهة الداخلية متمثلة في الشيعة في جنوب العراق، إلى جانب الأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني.
 

أطاحت هذه الحرب بنظام صدام حسين، وتسببت في خسائر بشرية غير مسبوقة بين صفوف المدنيين في تاريخ العراق، وانتهت بتمزيق العراق الذي لم يتعافَ حتى الآن منها تداعياتها، بعد أن ضربت الطائفية مناطق عديدة بالعراق، وامتدت آثارها إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، من خلال تعزيز نفوذ إيران الإقليمي في الشرق الأوسط على نحوٍ أوسع، وظهور ما يسمي  بتنظيم الدولة الإسلامية. 
 

بعد غزو العراق جاءت الموجة الثانية للمخطط الأمريكي بنشر الفوضى الخلاقة ، تحت مسمي ثورات الربيع العربي في عدة دول عربية، لم تنجح في مصر وتونس لكنها زلزلت بعض بلدان المنطقة العربية في سوريا وليبيا واليمن وأدخلتها في صراعات ألقت بظلالها علي المنطقة العربية قاطبة.
 

ونجحت واشنطن في استغلال هذه الأحداث لتحقيق مخططاتها في الشرق الأوسط، واستنزاف الثروات النفطية في بعض البلدان العربية، وتكريس التفوق إسرائيلي والسماح له بممارسة المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. 


مخططات كانت معدة تنتظر الحدث المرتقب لتخرج إلى الوجود ، فقد سبقت أحداث الحادي عشر الأسود تسريب مذكرات المحافظين الجدد التي صدرت فى تسعينيات القرن الماضي، وتضمَّنت دعوات لشن حروب على العراق وسوريا وليبيا أي قبل أحداث سبتمبر. 


مضى عقدين من الزمن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، لكن ظلاله القاتمة ما زالت حاضرة ووصل خطر الإرهاب الدولي إلى مستوى غير مسبوق،  مقارنة بما قبل سبتمبر المفصلي وأصبح الشرق الأوسط  هو الضحية الأكبر، وكأنه المستهدف من هذا الحادث الإرهابي، فمن  خلال الموجات المتلاحقة لما يسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب، أُسقطت دول وحلت محلها جماعات إرهابية ترعرعت واشتد عودها لتنزلق المنطقة العربية في اضطرابات استنزفت طاقاتها وعطَّلت تنميتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ترامب وستارمر يبحثان أهمية التعاون لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط

أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في سياق دوره القيادي المتجدد، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تناول فيه الزعيمان ملفات إقليمية ودولية، مع تركيز خاص على التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.  

ناقش ترامب وستارمر خلال الاتصال الذي أجراه الرئيس الأمريكي مساء الاحد، أهمية تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في التعامل مع التحديات الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط. 

وأعرب الجانبان عن التزامهما بمواصلة التنسيق الوثيق لدعم الجهود الدبلوماسية والإنسانية في المنطقة، بما يخدم تحقيق الاستقرار ومواجهة التهديدات المتزايدة.  

وفي تصريح صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أكد ستارمر على العلاقة التاريخية بين البلدين وأهمية تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي لمواجهة الأزمات الإقليمية المتصاعدة.  

وتناول الاتصال عدداً من القضايا المحورية في الشرق الأوسط، ومن أبرزها:  الأزمة الإيرانية، حيث بحث ترامب وستارمر السبل اللازمة لردع الأنشطة الإيرانية التي تؤثر على أمن المنطقة، بما في ذلك التهديدات البحرية وبرنامج إيران النووي.  
 

وأكد الزعيمان دعمهما لجهود التهدئة واستئناف الحوار بين الفلسطينيين واسرائيل، مع التركيز على أهمية تحقيق حل سياسي دائم يضمن استقرار المنطقة.  

كما شدد الزعيمان على ضرورة دعم الحلول السياسية للأزمات الإنسانية في اليمن وسوريا، والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة الشعوب المتضررة.  

وتطرق ترامب وستارمر إلى ملف أمن الطاقة العالمي، حيث شددا على أهمية حماية الممرات البحرية الاستراتيجية، ولا سيما في الخليج العربي. وأكدا على دور البلدين في تأمين الملاحة الدولية وضمان استقرار أسواق الطاقة التي تشكل شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي.  

وأشاد الزعيمان بمتانة العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، واعتبرا أن التعاون الثنائي يمثل ضرورة لمواجهة التحديات العالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تصعيداً مستمراً في أزماتها السياسية والإنسانية.  

ويأتي هذا الاتصال في سياق عودة ترامب إلى الساحة السياسية العالمية، حيث يسعى لتأكيد دوره المؤثر في السياسة الخارجية، فيما يبدي ستارمر التزاماً بالعمل مع الحلفاء التقليديين لبريطانيا لتأمين المصالح المشتركة.  

الحديث بين ترامب وستارمر يعكس رغبة مشتركة في إعادة الزخم للتحالف الأمريكي-البريطاني في قضايا الشرق الأوسط، وسط توقعات بمزيد من التعاون في المستقبل لضمان استقرار المنطقة ومواجهة التحديات الراهنة.

مقالات مشابهة

  • هل يتعارض شعار "أمريكا أولاً" مع المصالح الإسرائيلية؟
  • تيك توك تكرم المواهب والإبداعات المتميزة في المنطقة
  • قطر تكشف عن شعار مونديال السلة 2027
  • ترامب وستارمر يبحثان أهمية التعاون لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط
  • المندلاوي: العراق لن يتأثر سلبا بإضعاف نفوذ إيران في الشرق الأوسط،
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: السياسية الخارجية الأمريكية مع ترامب
  • باستثناء دولتين في الشرق الأوسط.. ذعر بعد تجميد أمريكا كافة المساعدات الخارجية تقريبا
  • شباب مصر بخير.. أحمد موسى: معرض الكتاب الأكبر في الشرق الأوسط
  • بالصورة.. شاهد الإرهاب الحقيقي الذي ينهش العالم
  • شاهد بالصورة.. السبب الحقيقي الذي دفع ترامب إلى إدراج أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب