أثير – خالد الراشدي

أن يُولد الإنسان وسط عائلة فنيّة تهوى الموسيقى فإنها تكون بمثابة الدم الذي يتدفق في عروق الإنسان لما لها من تأثير في النفس يتجاوز تأثير سائر الفنون فيها، فيُصبح الإنسان موهوبًا موسيقيًا منذ نعومة أظافره.

حديثنا عن الفنانة العُمانية جهينة البلوشية التي وُلِدت ونشأت وسط عائلة موسيقية، وبدأت رحلتها مع الموسيقى وتحديدًا مع آلة الكمان وهي لم تتجاوز الـ 10 أعوام، فاختار لها والدها وهو “عازف إيقاع” أن تعزف على آلة الكمان وشجعها على ذلك بجانب أفراد عائلتها الذين يعزفون على آلات موسيقية مختلفة.

تواصلت “أثير” مع جهينة البلوشية لتُحدثنا عن موهبتها ورحلتها مع الموسيقى والكمان بشكل خاص، حيث قالت: كانت البداية صعبة ولكن مع المواظبة المستمرة والتدريب اليومي على كتب خاصة لمقطوعات كلاسيكية ما لا يقل عن ساعتين يوميًا وتكرار ذلك، أتقنت العزف بشكل جيد، كما تعلمت الكمان مع أكثر من مدرس وبروفيسور في الموسيقى وجميعهم من جنسيات غير عُمانية ومن دول مختلفة مقيمين في سلطنة عمان.

وحول اختيارها آلة الكمان، أوضحت جهينة قائلةً: عندما جاء الوقت أن أُجرب العزف على آلة واختارها قمت بتجربة أكثر من آلة منها الآلات الوترية وآلات النفخ، فراقت لي آلة (التشلو) ولكن بعد التجربة لم تناسبني، وبعدها توجهت لتجربة الكمان حيث وجدت فيها أريحية أكثر في طريقة المسكة وحركة الأصابع، وكانت هناك معلمة في نفس الوقت تساعدني في اختيار الآلة وكانت عازفة (تشلو) وشجعتني على الكمان لأنها رأت أنه يتناسب مع أصابعي في العزف.

وذكرت البلوشية أنه مع مرور الوقت والتدريب على المقطوعات الكلاسيكية دفعتها الثقة في تجربة أنواع أخرى من الموسيقى على الكمان، مضيفةً: بعد مدة من التجربة تأقلمت مع التغيير وقررت أن أعرض المعزوفات في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت بأنها تلقت عروضًا لأعياد الميلاد والأفراح بعد عرض معزوفاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، كما دعتها بعض الشركات، معبرةً عن ذلك بقولها: في الحقيقة يبهجني هذا الشيء بما أنني أقوم بممارسة هوايتي وإسعاد الناس والنظر إلى وجوههم وهم مستمتعون بما أقدم.

وأشارت البلوشية إلى أنها مع مرور الوقت اكتسبت الخبرة من خلال العمل مع كبار الموسيقيين من مختلف دول العالم منهم “فلاديمير ريبين” و”نيل تومبسون” و”مارسيل خليفة” و”نصير شمة” وغيرهم من الفنانين.

واختتمت جهينة البلوشية حديثها مع “أثير” قائلةً: كانت لي العديد من المشاركات في دول الخليج منها؛ افتتاح متحف المستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة وإكسبو دبي 2020 وأيضًا في السعودية في منطقتي خيبر والعلا مع موسيقيين من مختلف دول العالم، وذلك أتاح لي الفرصة لتبادل الخبرات والتوسع وكسب ثقة أكبر بالنفس.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة في دورتها العاشرة

في حفل كبير، كرّم الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني، نيابةً عن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها العاشرة لعام 2024، في حفل رسمي أقيم بالدوحة.
فازت بالمركز الثاني في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية رانية سمارة عن ترجمة "نجمة البحر" لإلياس خوري، وفاز إلياس أمْحَرار بالمركز الثالث عن ترجمة "نكت المحصول في علم الأصول" لأبي بكر ابن العربي، وفازت بالمركز نفسه مكرراً "ستيفاني دوجول" عن ترجمة "سمّ في الهواء" لجبور دويهي.
وعن فئة الترجمة من الفرنسية إلى العربية، فنال المركز الثاني فيها الحُسين بَنُوهاشم عن ترجمة "الإمبراطورية الخَطابية" لشاييم بيرلمان، والمركز الثاني مكرراً محمد آيت حنا عن ترجمة "كونت مونت كريستو" لألكسندر دوما، بينما فاز بالمركز الثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة "في نظم القرآن.. قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي" لميشيل كويبرس، وفازت بالمركز الثالث مكرراً لينا بدر عن ترجمة "صحراء" لجان ماري غوستاف لوكليزيو، ومُنحت الجائزة التشجيعية للدكتور عبد الواحد العلمي عن ترجمة "نبي الإسلام" لمحمد حميد الله.
وأما فئة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية ففازت بالمركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة "نهج البلاغة" للشريف الرضي، ومُنحت جائزة تشجيعية لإميلي درومستا عن ترجمة قصائد "ثورة على الشمس" لنازك الملائكة.
وفي فئة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، فاز بالمركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة "دليل أكسفورد للدراسات القرآنية" من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، وفاز بالمركز الثاني مكرراً علاء مصري النهر عن ترجمة "صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس" لستانلي لين بول. 
وفي فئة الإنجاز في اللغة الفرنسية فازت بالجائزة كل من مؤسسة البراق ودار الكتاب الجديد المتحدة، بينما فاز في فئة الإنجاز في اللغة الإنجليزية كل من مركز نهوض للدراسات والبحوث، والمترجم تشارلز بترورث.
كما فاز شرف الدين باديبو راجي ومشهود محمود جمبا بجائزة فئة الإنجاز في لغة اليورُبا، وفي اللغة التترية فازت جامعة قازان الإسلامية، أما الجائزة الخاصة باللغة البلوشية فذهبت إلى دار الضامران للنشر.
بينما في اللغة الهنغارية ذهبت الجائزة إلى كل من جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي هنغاريا، والمترجمين عبدالله عبدالعاطي عبدالسلام محمد النجار ونافع معلا.
يذكر أن الحفل شهد كلمة ألقاها الأمين العام للجائزة د.حسن النعمة، قال فيها إن الجائزة "تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارة وأدباً وعلماً وفناً، اقتداء بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي".
وأكد النعمة نجاح الجائزة في توثيق عرى التفاهم الدولي وتعزيز السلام، معرباً عن أمله في أن تواصل الجائزة نجاحها لتحقيق أهدافها السامية "التي لا تتوقف عند تكريم المترجمين، بل تمتد لتجسد رسالة ثقافية وحضارية على مستوى الفكر الإنساني".
فيما قالت "ستيفاني دوجول" في كلمتها ممثلةً للمترجمين أن الجائزة "رمزٌ لتقدير المترجمين والاحتفاء بهم وبالرسالة العظيمة التي يحملونها". 

وأضافت أن الترجمة "جسر يمتد بين الشعوب، يسهم في بناء التفاهم، ويضيء دروب الحوار"، مؤكدةً أن التعاون بين اللغة العربية واللغات العالمية من شأنه أن يُنتج "فضاء غنياً بالتبادل الثقافي والمعرفي، حيث يتقاطع الفكر مع الإبداع، والتاريخ مع الحاضر".
وأوضحت أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تؤدي دوراً محورياً في دعم جهود المترجمين، فهي "لا تمثل اعترافاً بجهود كبيرة مبذولة في نقل النصوص فقط؛ بل هي أيضاً رسالة تشجيع وتقدير تسلط الضوء على أهمية الترجمة كعمل إبداعي وشريك في صنع الحضارة".
يذكر أنه قد أقيمت على هامش حفل توزيع الجوائز ندوة بعنوان "من العربية إلى البشرية.. عقد من الترجمة وحوار الحضارات" تناول فيها المشاركون الدورَ الحضاري الدولي الذي تؤديه جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في تعزيز الحوار بين الثقافات.
وقال المدير العام للجائزة د.محمد حامد الأحمري في كلمته بافتتاح الندوة، إن الجائزة التي تحتفي بمرور عشر سنوات على إطلاقها، "أصبحت من أكبر الجوائز في العالم في مجال الترجمة"، مؤكداً أن نجاحها خلال عقد من الزمان هو نتيجة "جهود دؤوبة من مجلس الأمناء واللجان المختلفة، التي حرصت على أن المهنية والمصداقية والشفافية"، مستعرضاً مراحل عمل لجان الجائزة منذ تسلم الأعمال المرشحة وتدقيقها وعرضها على لجان التحكيم ومراجعتها وصولاً إلى المرحلة الأخيرة للتحكيم.
وتوزعت وقائع الندوة على جلستين؛ حملت الأولى عنوان "الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق"، أدارها د.يوسف بن عثمان، وشارك فيها د.حسن حلمي، ود.ربا رياض خمم، ود.سلفادور بينيا مارتين، ود.يون أون كيونغ. بينما ناقشت الندوة الثانية التي أدارها د.خالد أرن دورَ الجائزة في دعم حركة الترجمة عربياً وعالمياً، وشارك فيها كل من أرشد هورموزلو، ود.الزواوي بغورة، ود.شكري مجاهد، ود.علي حاكم صالح.

مقالات مشابهة

  • تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة في دورتها العاشرة
  • مباحثات مصرية عمانية سعودية فى مجال النقل الجوى
  • بني ياس والبطائح.. «التعادل الخاسر»
  • الموسيقار أحمد الصعيدي: لم أكمل دراستي للفلسفة.. وأعشق الموسيقى الكلاسيكية
  • أحمد الصعيدي: عبد الوهاب والأطرش الأكثر تأثرا بالألحان الشعبية في تاريخ الموسيقى
  • بعد فوزها بجائزة أيقونة الموسيقى.. أول تعليق من إليسا «فيديو»
  • سوسن بدر تشيد بموهبة الفنانة إيمان السيد: “خفة دم وطيبة قلب ملهاش حدود”
  • فنانة شهيرة تكشف مفاجأة عن عبلة كامل بعد 33 سنة
  • 3 قمم في الجولة العاشرة من دوري أدنوك للمحترفين
  • إعلان أسماء الفائزين بمسابقة لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالأعلى للثقافة.. صور