نشرت مجلة "بوليتكو" مقالا للصحفية نهال الطوسي قالت فيه إن الرئيس جو بايدن يحب كثيرا وصف السياسة الخارجية بأنها امتداد للعلاقات الشخصية، لذلك فإن الاجتماع السنوي الذي تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة لزعماء العالم لابد أن يكون بمثابة لم شمل الأسرة في نهاية المطاف، أو ربما العودة إلى المدرسة الثانوية.



وتابع المقال متحدثا عن الاجتماع المرتقب: "وفي كلتا الحالتين، لديك الحب والتنافس والدراما التي لا نهاية لها، ولكن مع مصير العالم على المحك".

ومن المتوقع أن يتغيب عدد من زعماء العالم البارزين عن حدث هذا العام، بما في ذلك زعماء فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين. ومع ذلك، هناك العديد من الديناميكيات المثيرة للاهتمام التي يجب مراقبتها بين رؤساء الدول والدبلوماسيين وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية، وحتى واحد أو اثنين من عائلات مالكة سيحضرون.

ومن المتوقع أن يشمل الحضور بايدن، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

فيما يلي بعض العلاقات التي يجب مشاهدتها في نيويورك هذا الأسبوع:

بايدن ونظرائه من الشرق الأوسط
تقدم الأمم المتحدة لبايدن مكانا مثاليا لإظهار أنه، على الرغم من جهوده لتحويل تركيز الولايات المتحدة إلى الصين، فإنه لا يتخلى عن منطقة رئيسية أخرى.

ولا يتضمن مخطط البيت الأبيض لجدول أعمال بايدن حتى الآن العديد من الاجتماعات الثنائية مع قادة الشرق الأوسط. لكنه قد يلتقي ببعضهم، مثل أردوغان وأمير قطر، في أماكن أقل رسمية مثل حفلات الاستقبال.

وذكرت المجلة أن الموضوع الأبرز المحتمل طرحه هو "اتفاق سلام كبير يدفع به فريق بايدن يتضمن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية".

ومن المتوقع أن يعقد بايدن اجتماعا ثنائيا مع نتنياهو في نيويورك، وهذا في الواقع خذلان للأخير الذي يريد دعوة إلى البيت الأبيض.

ويشهر الرئيس الأمريكي بالقلق من جهود حكومة الاحتلال لإصلاح السلطة القضائية الإسرائيلية، والتي يحتج عليها العديد من الإسرائيليين باعتبارها غير ديمقراطية، ويبدو أنه غير راغب في دعوة زعيم الليكود لزيارة واشنطن في الوقت الحالي.

وفي قمة مجموعة العشرين هذا الشهر، صافح بايدن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في أحدث إشارة إلى أن الحاكم الفعلي للسعودية قد عاد ليتمتع بحظوة في أمريكا على الرغم من انتهاكاته لحقوق الإنسان. (من غير الواضح ما إذا كان ولي العهد سيكون في نيويورك).

يأتي تواصل بايدن في الشرق الأوسط في الوقت الذي تقدم فيه الصين نفسها كصانع سلام محتمل في المنطقة. وقد دفعت بكين بالفعل إلى تحقيق تقارب دبلوماسي بين الخصمين إيران والسعودية، حتى أنها أشارت إلى أنه بإمكانه أن "تحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وفي قمة مجموعة العشرين أيضا، ساعد بايدن في الكشف عن مبادرة كبرى للبنية التحتية تربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. فيجب توقع الكثير من الصخب حول هذه الخطة في نيويورك أيضا.

وزير خارجية روسيا والدول التي لن تنحاز إلى أي طرف
يخطط زيلينسكي لحملة علاقات في اجتماع هذا العام، حيث يسعى لعقد أكبر عدد ممكن من الاجتماعات الشخصية مع زعماء أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، في محاولة لإقناع هذه الدول بالوقوف إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا.

أما رد روسيا قد يعتمد على الدبلوماسيين الذين يرغبون في رؤيتهم مع الممثل الروسي، وهو على الأرجح وزير الخارجية سيرغي لافروف.

ومن المرجح أن يحاول لافروف أيضا عقد العديد من هذه اللقاءات، على الأقل لضمان بقاء دول معينة على الحياد.

في العام الماضي، لم يكن لدى لافروف جدول زمني مزدحم للغاية، وهو الأمر الذي لاحظه المسؤولون الأمريكيون. لكن زيلينسكي لم يحضر شخصيا العام الماضي.

وقد يشعر زعماء العالم الذين يجتمعون بالرئيس الأوكراني هذا العام بأنهم مضطرون إلى رؤية لافروف أيضا، إذا كانوا عازمين على تجنب الانحياز إلى أحد الجانبين.

واشنطن والدول الأفريقية التي وقع فيها انقلابات
وبينما يختلط المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم الأجانب، فإن احتمال أن يلتقوا بمؤيد للانقلابات من أفريقيا ضئيل جدا.

وهزت سلسلة من الانقلابات العسكرية القارة، حيث وقعت النيجر والغابون ضحيتها في الأشهر القليلة الماضية فقط، بحسب وصف المجلة.

وتعتمد قدرة المجلس العسكري على إرسال ممثل إلى الجمعية العامة على كل شيء، بدءا من قرارات لجنة أوراق اعتماد الأمم المتحدة وحتى الولاءات المعلنة لوفد البلاد الحالي لدى الأمم المتحدة.

فحركة طالبان، على سبيل المثال، لم تحصل بعد على اعتراف الأمم المتحدة كحكومة أفغانستان. لكن في العام الماضي، ألقى "رئيس وزراء" مالي الذي تم تعيينه من قبل المجلس العسكري الذي أطاح بالحكومة الديمقراطية في البلاد، خطابا في التجمع السنوي.

وليس من الواضح من سيتحدث نيابة عن الغابون أو النيجر في حدث هذا العام، حيث لا يبدو أن المسؤولين الأميركيين لديهم نهج موحد لكيفية التفاعل مع الدول التي وقع فيها انقلابات في نيويورك.

ويتعقد تفكيرهم بسبب رفض الولايات المتحدة حتى الآن الاعتراف بأن الغابون أو النيجر شهدتا انقلابات. (إن القيام بذلك يعرض المساعدات العسكرية والاقتصادية للخطر، وتصر إدارة بايدن على أن الأوضاع مائعة).

علاوة على ذلك، فإن الغابون هي عضو حالي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما يعني أن الولايات المتحدة قد تحتاج إلى تصويتها بين الحين والآخر.

وقال بيتر يو، وهو مسؤول كبير في مؤسسة الأمم المتحدة يتابع الوفد الأمريكي عن كثب: "أعتقد أن الولايات المتحدة ستتعامل مع الارتباطات الدبلوماسية بمرونة كبيرة، ولن تعقد تلك الاجتماعات مع قادة الانقلاب إلا عندما تكون هناك بعض الإمكانية لدفع الأجندة إلى الأمام".

الصين والأوروبيون
وفي قمة مجموعة العشرين، حث رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ الدول الأوروبية على عدم الابتعاد عن بكين، قائلا: "لا ينبغي أن يكون الاعتماد المتبادل مساويا لانعدام الأمن".

ومن المرجح أن توجه بيجين نفس الرسالة في الأمم المتحدة بينما تحاول فصل الدول الأوروبية عن الولايات المتحدة. فالاقتصاد الصيني متعثر، الأمر الذي يجعل قادتها أكثر قلقا بشأن خسارة التجارة.
ويتبنى الاتحاد الأوروبي موقفا أكثر حذرا تجاه الصين، بما في ذلك سياسة "إزالة المخاطر" التي تؤثر على أنواع التجارة بين الكتلة والعملاق الآسيوي.

وقرر الزعيم الصيني شي جين بينغ إرسال هان تشنغ، نائب الرئيس الشرفي إلى حد كبير، ممثلا له (وهي مفاجأة للكثيرين الذين كانوا يتوقعون وزير الخارجية وانغ يي).

ووفقا لوزارة الخارجية الصينية، فإن هان سيجتمع مع "قادة الدول المعنية"، ولم يُفصل أكثر من ذلك.
وذكرت المجلة أن تراجعت مكانة بكين الدبلوماسية قد في أوروبا، وتقلصت مجموعة 17+1 التي تضم دول وسط وشرق أوروبا إلى 14+1 بعد خروج لاتفيا وإستونيا وليتوانيا. 

وفي أيار/ مايو، قال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي لمجلة بوليتيكو إن هذا التجمع "ليس له جوهر ولا مستقبل". وزادت المؤشرات الأخيرة التي تشير إلى أن إيطاليا قد تنسحب من البرنامج الدولي لتطوير البنية التحتية التابع لمبادرة الحزام والطريق الصينية، مما يضيف إلى مخاوف بيجين.

وفي رحلة متعددة المراحل أخذته إلى آسيا هذا الشهر، عزز بايدن العلاقات مع بعض جيران الصين، لكنه قال أيضا خلال تلك الرحلة إنه لا يريد "احتواء" الصين، وهي أحدث علامة على رغبته في تخفيف التوترات المتصاعدة.

وقالت المجلة إنه من الجدير مراقبة ما إذا كان الزعماء الأوروبيون يتبنون لغة مماثلة.

الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء
ويحاول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إقناع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضوا بالتركيز بشكل أكبر على التحديات طويلة المدى التي تواجه العالم، مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي، إلا أنه حقق نجاحا محدودا فقط بحسب المجلة.

وذكرت أن القوى الكبرى مشغولة بالحروب فيما بينها (ولو بشكل غير مباشر). وفي الوقت نفسه، تتعامل الدول الصغيرة مع أزمات أكثر إلحاحا، بما في ذلك التداعيات الاقتصادية الناجمة عن اشتباكات القوى العالمية، ويشمل ذلك انقطاع الإمدادات الغذائية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال ريتشارد غوان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية والذي يتمتع بعلاقات عميقة في الأمم المتحدة: "إن الثقة معدومة بين أعضاء الأمم المتحدة الآن. وتعتقد الكثير من الدول غير الغربية أن الدول الغربية تتخلى عن مساعدات التنمية ومكافحة تغير المناخ".

بينما ينفي القادة الغربيون ذلك، وإلى حد ما يتعلق الأمر بدرجة الالتزام.

ويخطط غوتيريش لعقد "قمة المستقبل" في عام 2024 - وهي مكان يمكن للدول من خلاله إيجاد أرضية مشتركة حول قضايا مثل الاقتصاد الرقمي.

 وقال غوان إنه وسط هذه الجهود وغيرها من جهود غوتيريش، تشعر بعض الدول الصغيرة بأنها محملة بعبء فوق طاقتها، مضيفا "تسمع الدبلوماسيين يشكون كثيرا من النطاق الضيق الذي يحدهم".

واعترف مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة، بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة قضية حساسة، بوجود تحدي في قدرات الاستيعاب بين دبلوماسي الأمم المتحدة.

وهذا أحد الأسباب وراء تأجيل قمة المستقبل إلى العام المقبل بدلا من هذا العام، عندما كانت ستتنافس على الاهتمام مع قمة تركز على أهداف التنمية المستدامة، وهي مبادرة طويلة الأمد ذات نوايا تشمل الحد من الفقر.
ومع ذلك، قال المسؤول إن هناك اتفاقا واسع النطاق على أن التحديات طويلة المدى التي يريد غوتيريش تسليط الضوء عليها، مثل تغير المناخ، لا يمكن تجاهلها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بايدن الأمم المتحدة الولايات المتحدة الأمم المتحدة الولايات المتحدة بايدن سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمم المتحدة للأمم المتحدة فی نیویورک هذا العام العدید من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: جرائم القتل بـ"كاتاتومبو" تبرز هشاشة عملية السلام في كولومبيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلطت أعمال العنف المميتة الأخيرة في منطقة كاتاتومبو في كولومبيا الضوء على التحديات المستمرة في تعزيز السلام، بعد ثمانية أعوام من توقيع اتفاقية السلام النهائية في 2016، وفقا لما تم إطلاع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عليه أمس الأربعاء.

وذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة الأربعاء، أن اشتباكات اندلعت بين جيش التحرير الوطني الكولومبي وجماعة مسلحة منافسة، في الأسبوع الماضي في المنطقة الشمالية الشرقية النائية، مما أسفر عن مقتل العشرات، بمن فيهم مقاتلون سابقون، وموقعو السلام، وقادة اجتماعيون، ومدافعون عن حقوق الإنسان.

وبحسب التقارير الإخبارية، فقد تم استهداف العديد من الضحايا بشكل فردي، بينما تم تهجير آلاف المدنيين.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش العنف، وأكد على أهمية تنفيذ اتفاقية السلام النهائية بالكامل كركيزة لتوطيد السلام في البلاد.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان صادر يوم الثلاثاء: "(جوتيريش) يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية ضد السكان المدنيين، وتوفير وصول إنساني غير مقيد".

ووصف كارلوس رويز ماسيو، الممثل الخاص للأمين العام في كولومبيا، الجماعات المسلحة التي تهدد المدنيين بأنها "هجوم ضد السلام نفسه".

وقال: "أدين القتل الذي هو هجوم ضد السلام نفسه وأكرر الدعوة للجماعات المسلحة لوقف جميع الأعمال التي تعرض السكان المدنيين للخطر، بما في ذلك قادة المجتمعات وموقعو السلام".

وقد قدمت فرق الأمم المتحدة من بعثة التحقق في كولومبيا دعما لإخلاء الأفراد المعرضين للخطر، بما في ذلك المقاتلين السابقين، بينما تحركت وكالات الأمم المتحدة الأخرى للمساعدة في مساعدة السكان المشردين.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي لمجلس الأمن الدولي: التزام الأمم المتحدة بشراكتها مع جامعة الدول العربية لتعزيز الجهود المشتركة لتحسين حياة الناس
  • مرشحة ترامب للأمم المتحدة تدعم مزاعم إسرائيل في الأراضي المحتلة
  • الأمم المتحدة: جرائم القتل بـ"كاتاتومبو" تبرز هشاشة عملية السلام في كولومبيا
  • الأمم المتحدة تؤكد التزامها بدعم الاستقرار في ليبيا خلال لقاء مع الباعور
  • بنما تتقدم بشكوى لـلأمم المتحدة بشأن تهديد ترامب
  • الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء العنف ضد المدنيين فى كولومبيا
  • بنما تشكو ترامب إلى الأمم المتحدة | تفاصيل
  • من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا
  • رئيس الوزراء: الشراكة مع الأمم المتحدة للانتقال إلى التنمية المستدامة
  • الأمم المتحدة: أكثر من 900 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت غزة