الأمور غير مقفلة.. ماذا يعني أن يضرب لودريان موعدًا للعودة إلى بيروت؟!
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
خلافًا لما كان متوقّعًا، لم تكن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الأخيرة إلى بيروت "وداعية"، فالرجل الذي قيل إنّه جاء "لرفع العتب"، التزامًا منه بوعد كان قد قطعه بالعودة في شهر أيلول، حين وصفه بـ"الفرصة الأخيرة"، إذ لم يكد ينهي لقاءاته ويغادر العاصمة اللبنانية، حتى انتشرت التسريبات عن نيّته العودة في وقت قريب، وربما قبل نهاية الشهر الجاري، لعقد اجتماع العمل الموعود في قصر الصنوبر.
ومع أنّ معالم هذا الاجتماع لم تكتمل بعد، كما لم تتّضح طبيعته، ولا سيما بعدما فُهِم من زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق أنّه بات "داعمًا" لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحواريّة، وكأنه يرمي الكرة في ملعب الأخير، بمعزل عن الحراك الفرنسي، فإنّ الثابت وفق المعطيات أنّ المسؤول الفرنسي لم يعلن الانكفاء والانسحاب، قبل تسلّم مهامه الجديدة في مدينة العلا السعودية، ولا أقرّ بـ"سقوط" المبادرة الفرنسية، كما كان يرغب البعض.
وبانتظار تبلور الصورة، بعدما ثبت أنّ زيارة لودريان الثالثة لم تكن "ثابتة"، وأن زيارة رابعة "على النار"، ولو بقيت في إطار "التكهّنات"، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فما الذي طرأ عمليًا ودفع الفرنسي للتمسّك بمبادرته بعدما كان على وشك إعلان "الاستسلام"، وتسليم الراية إلى غيره؟ وهل سيكون لودريان قادرًا على تحقيق أيّ "خرق" في زيارته الرابعة المرتقبة، إن حصلت، خلافًا لزياراته الثلاث السابقة، التي لم تتجاوز دائرة المشاورات؟!
الأمور لم تنتهِ بعد
يقول العارفون إنّ نتائج الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لم تكن "إيجابية" بالمُطلَق، لكنّها في الوقت نفسه لم تكن بقدر "السلبية" الذي أحيطت به منذ ما قبل حصولها، فما سمعه الرجل في بيروت لم يصل لدرجة "التصويب" على مهمّته، وإفراغها من مضمونها، كما أنّه لم يشعر فعليًا بأنّ فرص إحياء المبادرة الفرنسية قد انعدمت كليًا، في ظلّ مرونة لمسها، حتى من أولئك المعترضين على الحوار والمتحفّظين على رسالته الشهيرة.
وإذا كان موفد الرئيس إيمانويل ماكرون تعمّد خلال زيارته الأخيرة إبداء دعمه الواضح لمبادرة الرئيس نبيه بري، واعتبارها "متناغمة" مع المبادرة الفرنسية، بل "متكاملة" معها ومكمّلة لها، إن جاز التعبير، فإنّه حرص أيضًا على توجيه أكثر من رسالة مثيرة للانتباه، من بينها ما سُرّب عنه حول "طيّ صفحة" المرشحين السابقين، وهو ما فُهِم إعلانًا واضحًا بتراجع باريس عن مبادرة "المقايضة" التي وضعتها في خانة "الدعم الصريح" للمرشح سليمان فرنجية.
أما ما عدّل "الأجندة الفرنسية" عمليًا، وفق العارفين، وجعل لودريان يتمسّك بمسعاه، على الرغم من كلّ العقبات والصعوبات، فيتمثّل على الأرجح بحسب ما يقولون، في اللقاء الذي عقد في السفارة السعودية في بيروت، وأظهر "تناغمًا" سعوديًا فرنسيًا قلّ نظيره، قد يكون الأكثر وضوحًا منذ بدء الأزمة الرئاسية، التي شعر معها كثيرون بوجود "تباعد في الرؤى" بين الرياض وباريس تجلّى في أكثر من مناسبة، قبل أن يتلاقى الطرفان من جديد في بيروت.
إلى "الخماسية" دُر
على وقع لقاء السفارة السعودية إذاً، جاءت إعادة التموضع الفرنسيّ إذًا، لترسم "الأمل" بأنّ المبادرة الفرنسية قد تنجح هذه المرّة حيث فشلت في المرّات السابقة، وبأنّ أوان الانسحاب والانكفاء لم يحِن بعد، بل بأنّ فرص الحوار برعاية فرنسية قد تكون أكبر ممّا يظنّه البعض، خصوصًا إذا ما حصل على الدعم السعودي في شروطه ومواصفاته، ولو لم يتلقّفه الجميع، وقاطعته بعض أحزاب المعارضة، كـ"القوات" و"الكتائب".
إلا أنّ كلّ ذلك يبقى مرهونًا، وفق المطّلعين، بما سيجري من نقاشات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث يرتقب أن يلتمّ شمل المجموعة الخماسية بشأن لبنان من جديد، وهو ما دفع لودريان على الأرجح إلى أخذ "استراحة"، من أجل "جسّ النبض" في نيويورك قبل مواصلة المسعى، أو تجميده، بحسب ما ستقرره المجموعة، التي سبق أن حدّدت الأولويات في اجتماعها الأخير في العاصمة القطرية.
لكلّ هذه الأسباب، يعتقد العارفون أنّ كلّ الخطط الموضوعة "ستتجمّد" بانتظار بلورة الصورة من نيويورك، بدءًا من حوار الأيام السبعة الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، والذي سيتريّث في الدعوة إلى التئامه "بمن حضر" بانتظار عودة لودريان، وصولاً إلى الحراك القطري، الذي قد يبقى "مبرمَجًا" في ميعاده، لكن من دون أن يأخذ شكل "الإطار البديل" عن المبادرة الفرنسية كما كان متوقّعًا، أقلّه بانتظار موقف "الخماسية" بأسرها.
الأمور غير مقفلة إذًا. ثمّة من يقول إنّ اجتماع "الخماسية" إن عقد في نيويورك، سيجدّد "التفويض" المعطى للفرنسيّين، لكن على قاعدة جديدة، تقوم على "تسوية" مغايرة لما كان سائدًا في السابق، قد يكون اسم قائد الجيش جوزيف عون على رأسها، ولو بقي مضمرًا. فهل تصحّ هذه الفرضية، فتحظى "التسوية" بالغطاء الذي يتيح تحوّلها إلى "حقيقة"، أم يتكرّس الفشل الفرنسي، ولو أرجئ موعد إعلانه لبعض الوقت ليس إلا؟! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الجمعية الوطنية الفرنسية توافق على مصادرة الأصول الروسية المجمدة
فرنسا – وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية مساء أمس على قرار بزيادة المساعدات لأوكرانيا يتضمن الدعوة إلى مصادرة الأصول الروسية المجمدة.
وأعلنت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون بيفيه أن القرار حصل على تأييد 288 نائبا، بينما عارضه 54 نائبا.
وفي نهاية فبراير الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مصادرة الأصول الروسية غير ممكنة لأنها تتعارض مع القانون الدولي. ورغم ذلك كلف وزارة المالية الفرنسية بدراسة العواقب المحتملة لمثل هذا القرار.
وبعد بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا قام الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة G7 بتجميد نحو نصف الاحتياطيات النقدية الروسية، والتي تقدر بحوالي 300 مليار يورو، منها 200 مليار يورو موجود في الاتحاد الأوروبي.
من جهتها وصفت وزارة الخارجية الروسية تجميد الأصول الروسية في أوروبا بأنه “سرقة”، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يستهدف ليس فقط أموال الأفراد، ولكن أيضا الأصول الحكومية.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن موسكو ستقوم بالرد على أي مصادرة للأصول. وذكر أن روسيا تمتلك القدرة على عدم إعادة الأموال التي تحتفظ بها الدول الغربية على أراضيها.
المصدر: نوفوستي
Previous انخفاض أسعار المواد الغذائية في روسيا رغم ارتفاع طفيف في التضخم Next ارتفاع أسعار الذهب متأثرة بحالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية Related Posts ارتفاع أسعار الذهب متأثرة بحالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية إقتصاد 13 مارس، 2025 انخفاض أسعار المواد الغذائية في روسيا رغم ارتفاع طفيف في التضخم إقتصاد 13 مارس، 2025 أحدث المقالات ارتفاع أسعار الذهب متأثرة بحالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية الجمعية الوطنية الفرنسية توافق على مصادرة الأصول الروسية المجمدة انخفاض أسعار المواد الغذائية في روسيا رغم ارتفاع طفيف في التضخم خبراء: بريطانيا لم تعد دولة غنية بعد انخفاض مستوى المعيشة فيها أكبر إفلاس في السويدليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results