غزة - صفا

نظمت أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات مساء الإثنين ندوة حوارية تناولت فيها النقاش مع ضيوفها الجريمة المنظمة ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل.

وحضر الندوة قرابة 200 من المشاركين عبر منصة ZOOM، هذا وكانت إدارة الندوة والمتحدثون من النخب الفلسطينية من الداخل الفلسطيني.

وأدار اللقاء عضو اللجنة العربية العليا محمود مواسي، وناقش كل من البروفيسور خالد أبو عصبة الباحث والمختص بالعلوم التربوية والاجتماعية، والمحامي رضا جابر الباحث القانوني والمختص بشئون الجريمة والعنف في الداخل الفلسطيني.

وفي كلمة ترحيبية شكرت مديرة الأكاديمية المهندسة إسلام العالول مدير اللقاء والضيوف وكذلك الجمهور، وأعربت عن جدلية موضوع النقاش وخطورته مشيرة إلى أن كثرة التساؤلات من الجمهور العربي والفلسطيني عليه دفع الأكاديمية إلى إفراد ندوة خاصة به.

وقالت إن هذا الأمر نابع من سياسة الأكاديمية التي أخذت على عاتقها زيادة الاهتمام بقضايا الفلسطينيين في أراضي الـ 48.

وفي حديثه عن بوادر الجريمة التي تستهدف الفلسطينيين تطرق البروفسور أبو عصبة للتمييز بين العنف والجريمة، بقوله: "العنف سلوك نقدر على التعامل معه وهو موجود طوال الوقت منذ هابيل، وقابيل أما الجريمة لها أبعاد أخرى ولا يمكن التعامل مع العنف والجريمة بنفس الطريقة".

وعزا المختص أبو عصبة استفحال الجريمة في صفوف الفلسطينيين بعوامل بيئية خارجية لها علاقة بدولة الاحتلال، التي لا تمنح مظلة الأمان للمواطنين الفلسطينيين، حيث تتعامل معهم بالتهميش والاقصاء، حيث يعتبر قانون القومية اليهودي الصادر عام 2018 العرب رعايا للدولة وليسوا مواطنين.

من جانبه عبّر المحامي رضا جابر المختص بقضايا العنف والجريمة بالأرقام عن واقع الجريمة، حيث قال إنه منذ عام 2012 وحتى اليوم اعداد الجرائم في تصاعد مستمر تقريبًا بنسبة بين 17-20%، ولكنْ بالسنة الأخيرة يوجد قفزة رهيبة في عدد القتلى.

فعدد القتلى في صفوف الفلسطينيين على إثر الجريمة في 2012 كان 64 قتيلًا، بينما في 2022 ارتفع إلى 100 قتيلا،‏ و2023 قفز عدد القتلى إلى 174 قتيلًا فلسطينيًا.

وفي حديثه أكد المختص جابر إنّ أهم خلفيات مشكلة الجريمة المنظمة بين صفوف الفلسطينيين في الداخل هي التحولات والصيرورات التي حدثت داخل المجتمع الفلسطيني، والتي لم يقابلها تطور في البنى التحتية للبلدات العربية المنوطة من دولة الاحتلال، هذا كله نتج عنه إفرازات متراكمة، راكمت السلبيات في المجتمع.

وعن علاج مشكلة الجريمة المنظمة قال البرفسور خالد أبو عصبة إنّ الحلول العادية من جمع السلاح وضبط المجرمين ومحاكمتهم لنْ تنجح لأنّ دولة الاحتلال غير معنية وشريكة في الجريمة المنظمة؛ لذلك رأى البروفيسور أنّ علاج الأمر يتطلب حلولًا غير اعتيادية؛ كالوصول إلى مرحلة عصيان مدني استنادًا إلى قوة التواجد الفلسطيني في مرافق دولة الاحتلال؛ فمثلًا تنفيذ إضراب في القطاع الصحي قد يشل الحركة؛ لأنّ 80% من العاملين فيه من الفلسطينيين.

وأضاف المحامي رضا جابر حلًا آخر وهو إعادة البناء والتنظيم الاجتماعي، حيث يُعالج المجتمع الفلسطيني المشكلة ذاتيًا ويُنقذ نفسه مستندًا إلى ارتباطه بقضية كبرى وهي فلسطين.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الداخل الجريمة في الداخل الفلسطيني الجریمة المنظمة

إقرأ أيضاً:

معاناة الفلسطينيين في القائمة القصيرة للأوسكار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في وقت لا يزال قطاع غزة يتعرض للإبادة الجماعية على مدى أكثر من عام، استطاعت السينما الفلسطينية أن تترك بصمتها على المشهد السينمائي العالمي.

 إذ كشفت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة القائمة القصيرة لعدد من الفئات المرشحة لجوائز الأوسكار في نسختها الـ97. والتي ضمت 3 أفلام فلسطينية لأول مرة في تاريخها؛ وهي: فيلم "من المسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي، والفيلم التسجيلي "لا أرض أخرى"، والفيلم القصير "برتقالة من يافا" للمخرج محمد المغني.

ورغم أن القائمة ضمت صناع أفلام عرب من فلسطين فقط، باستثناء المخرج المصري إبراهيم نشأت المدرج ضمن ترشيحات أفضل فيلم وثائقي عن فيلمه الأفغاني " Hollywoodgate"، إلا أن جميع الأفلام الموجودة في القائمة نالت استحسانًا دوليًا.

 ومن المقرر أن يقام الحفل في الثاني من مارس 2025 على مسرح دولبي في هوليوود، وسيتم الكشف عن الترشيحات النهائية في السابع عشر من يناير المقبل.

"لا أرض أخرى"

كان الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" للمخرجين باسل عدرا، ويوفال أبراهام، من أوائل الأعمال السينمائية التي أحدثت ضجة في الأوساط السينمائية العالمية بسبب موقفها التضامني مع القضية الفلسطينية؛ إذ شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بمهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام، وحاز على جائزتي أفضل فيلم وثائقي وجائزة تصويت الجمهور، ووصلت عدد جوائزه حتى الآن نحو 50 جائزة عالمية.

تدور أحداث الفيلم حول باسل عدرا، وهو ناشط فلسطيني شاب من مسافر يطا في الضفة الغربية، يقاوم منذ طفولته الطرد الجماعي لمجتمعه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

يوثق باسل عمليات الإبادة البطيئة التي تتعرض لها القرى في منطقته حيث يقوم الجنود الذين نشرتهم الحكومة الإسرائيلية بهدم المنازل تدريجيًا وطرد سكانها. في مرحلة ما، يلتقي باسل بيوفال، وهو صحفي إسرائيلي، يدعمه في جهوده.

ينشأ تحالف غير متوقع. لكن العلاقة بين الاثنين متوترة بسبب التفاوت الهائل بينهما: يعيش باسل تحت الاحتلال العسكري بينما يعيش يوفال بحرية ودون قيود.

وخلال تسلمه الجائزة في ختام مهرجان برلين السينمائي، قال "أبراهام": "أنا إسرائيلي، وباسل فلسطيني، وفي غضون يومين، سنعود إلى أرض لا نتمتع فيها بالمساواة. أنا أعيش تحت القانون المدني وباسل تحت القانون العسكري.

نحن نعيش على بعد ثلاثين دقيقة من بعضنا البعض، لكن لدي حق التصويت وباسل لا يتمتع بحقوق التصويت. أنا حر في التحرك حيث أريد في هذه الأرض. باسل - مثل ملايين الفلسطينيين - محصور في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن ينتهي وضع الفصل العنصري وهذا التفاوت بيننا".

كما عبر "عدرا" عن عدم قدرته على الاحتفال بالجائزة بينما يباد شعبه في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال. وأضاف أن طلبه الوحيد من ألمانيا بينما يقف في برلين هو أن تتوقف الحكومة الألمانية عن توريد الأسلحة لإسرائيل وأن تحترم نداءات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

هذا الخطاب لم يمر بسهولة داخل الأوساط الألمانية المتطرفة، فغرد عمدة برلين على موقع إكس قائلا: "إن ما حدث في مهرجان برلين كان مقاربة غير مقبولة، لا مكان لمعاداة السامية في برلين، وهذا ينطبق على الفن أيضا". كما وصف وزير الألماني حفل الختام بأنه امتلأ بـ"البروباجندا المعادية لإسرائيل".

"من المسافة صفر"

ومن بين المرشحين لفئة أفضل فيلم دولي، الفيلم الفلسطيني "من المسافة صفر"، وهو عبارة عن مختارات من 22 فيلمًا قصيرًا من اختيار المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي تصور الحياة اليومية لسكان غزة الذين يعانون وسط الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع.

تعرض الأفلام القصيرة مجموعة متنوعة من الأساليب التي يقدمها صانعو الأفلام الفلسطينيين الموهوبين، بما في ذلك الرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية والخيالية، وتحكي قصصًا شخصية عن الخسارة والصمود في ظل الحصار الإسرائيلي.

شهد الفيلم عرضه لأول مرة في مهرجان عمان السينمائي الدولي هذا العام، كما عرض لأول مرة في أمريكا الشمالية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وحصل على عدد من الجوائز في  مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام.

وكان من المنتظر أن يُعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، قبل أن يقرر المنظمون إلغاء العرض لأسباب سياسية. واحتجاجًا على القرار، عرض مشهراوي الفيلم بنفسه في خيمة قريبة من قاعة لوميير الكبرى.

"برتقالة من يافا"

منذ عرضه الأول بمهرجان كليرمون فيران، الحدث السينمائي الأهم للأفلام القصيرة، استطاع المخرج الفلسطيني محمد المغني، حجز مكانة كبيرة له في الأوساط السينمائية العالمية بفيلمه المثير للاهتمام "برتقالة من يافا" الذي يشارك في بطولته النجم كامل الباشا، وعرض مؤخرًا بمهرجان الجونة السينمائي ونال جائزة نجمة الجونة الفضية.

تدور أحداث الفيلم، الذي دخل القائمة القصيرة للأوسكار بفئة أفضل فيلم قصير، حول شاب يحاول عبور إحدى الحواجز الحدودية على مشارف مدينة يافا حتى يلتقي بوالدته، ولكن الرحلة لا تمر بسهولة.

فالنقطة الحدودية الموجودة بالقرب من قرية حزما التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس، تشهد إجراءات أمنية بالغة الصعوبة مما سيقع محمد فريسة لقوات الاحتلال المتمركزة هناك رفقة سائق التاكسي فاروق، في رحلة شديد العذوبة والقسوة توضح مدى المعاناة الذي يشهده سكان الداخل مع الاحتلال بصورة يومية.

مقالات مشابهة

  • حماس: لن نقبل بأي شروط تمس بكرامة الشعب الفلسطيني
  • مستوطن يعتدي على طبيب بالداخل الفلسطيني
  • عيد ميلاد دون احتفالات.. حزن في بيت لحم تضامنا مع أوجاع الفلسطينيين (فيديو)
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على شمال غزة
  • مؤسسة «فاهم» تعقد ندوة حوارية بمركز الأزهر للفتوى عن التعامل الأمثل مع الأمراض النفسية
  • مسئولة بالهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يحول غزة إلى مقبرة للأطفال
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال للمواطنين بغزة
  • من دير ياسين إلى غزة.. آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بحق الفلسطينيين
  • الوحدة الوطنية وبناء الإنسان.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” ببني سويف
  • معاناة الفلسطينيين في القائمة القصيرة للأوسكار