الرطب.. فاكهة صيفية تقاوم للبقاء في وادي حضرموت
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
في ركن صغير من سوق الخضار بمدينة سيئون، في وادي حضرموت، يجتمع عشرات المزارعين لبيع ما نضج من الرطب خلال موسم الصيف.
أصناف مختلفة تزخر بها الأراضي الزراعية في مناطق وادي حضرموت لإنتاج هذه الفاكهة الصيفية، وهو ما يؤكد استمرار الكثيرين بالاهتمام بالنخيل وعنايتهم به رغماً عن قلة المساحات الزراعية.
يقف الفلاح "محمود بايعشوت" مع غيره من المزارعين في السوق لبيع ما تم قطفه من ثمار الرطب.
يشير "محمود" في تصريح مع "نيوزيمن" أن مراحل نضج الخريف تعتمد على درجة الحرارة التي قد تصل أعلاها إلى (44 درجة مئوية) وتصبح التمرة ذات شكل ومذاق وقيمة غذائية عالية. لافتا إلى أن موسم الرطب يستمر غالباً لمدة (3 أشهر) بتنافس بين أصحاب مزارع النخيل فيمن لديه الأفضل والأكثر والأندر.
فيما لفت البائع في سوق سيئون "محمد عباد" إلى أن مسميات النخيل المعروفة في وادي حضرموت، منها المجراف والمديني والجزاز والحمراء والعرقدي. ويتم بيع إنتاج هذا النخيل في السوق بأسعار منافسة. في حين أن أنواع الرطب الذي يباع بكثرة هو السكري الخلاص المسمى البرحي وعنبره وخضري وهي التي تلقى قبولاً كبيراً من المشترين.
واشتهر وادي حضرموت منذ القدم بزراعة النخيل واهتمام المزارعين في الحفاظ عليه لما له من قيمة غذائية وصحية لجميع أفراد الأسرة. وكان فصل الخريف موسم فرحة لديهم ليجنوا ويحصدوا جهدهم خلال فترة بدء ثماره في الاهتمام بالنخلة والحفاظ عليها ليكون الحصاد مفرحا يوم الحصاد.
ولكن في ظل التطورات وقلة الدعم الذي يحظى به المزارعون تراجع الاهتمام بالنخيل وتحولت المساحات المزروعة بالنخيل إلى عقارات بحسب ما أفاد المواطن "فهمي سعيد" لـ"نيوزيمن"..
وأشار إلى أن الواقع الحالي يتمثل في اقتلاع النخيل وتحويل الأراضي الزراعية إلى عقارية. موضحا أن هذا التحول له عواقب وخيمة مستقبلا بعدما كان الاكتفاء الذاتي للأسر على مدى عام متكامل من التمور.
وأضاف إن كلفة زراعة النخيل والاعتناء بها باتت مكلفة للمزارعين من حيث تهذيب وتلقيح النخيل خصوصاً مع حداثة الوقت الحالي وتطوره وعزوف شباب الفلاحين عن الزراعة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: وادی حضرموت
إقرأ أيضاً:
فاطمة الرميحي: المهرجانات السينمائية ... صرخة إبداع تقاوم الصمت وتُحيي صوت المهمّشين
(عمان): أكدت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي 2024، خلال لقاء صحفي على هامش مهرجان أجيال السينمائي 2024، الذي يعقد في الدوحة أن المهرجانات السينمائية أصبحت تمثل منصة للتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية في عالم تغلب عليه حالة من الصمت والتجاهل. وقالت: إن المؤسسة تمكنت على مدار السنوات من بناء نظام بيئي مستدام للسينما العربية والمستقلة، يهدف إلى دعم التعبير الإبداعي والمساهمة في التغيير الإيجابي، خاصة في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم.
وأشارت الرميحي إلى أن المهرجانات السينمائية أصبحت "صوت الناس في عالم يسوده الصمت"، مضيفة أن التزام مؤسسة الدوحة للأفلام يتجاوز حدود الترفيه، حيث تتيح الأفلام المعروضة في المهرجانات فرصة لطرح القضايا المهمة وإحداث تأثير اجتماعي إيجابي. ولفتت إلى أن المهرجان يتميز بمنصة تتيح للجمهور التعبير عن آرائهم بحرية ومناقشة القضايا الإنسانية، وهو أمر نادر في المهرجانات السينمائية الأخرى.
وأكدت فاطمة الرميحي أن مؤسسة الدوحة للأفلام تستعد لحقبة جديدة في 2025 مع مهرجان الدوحة للأفلام، الذي يمثل توسعاً طبيعياً لمهرجان أجيال السينمائي، مع الحفاظ على نفس الرسالة والبرامج. وأوضحت: "ما نتطلع إليه هو المرحلة التالية من المهرجان ومن صناعتنا السينمائية. لقد عملنا على مدار 14 عاماً لإنشاء نظام بيئي حيوي أثبت فعاليته، ونعمل باستمرار على تطويره بما يتماشى مع احتياجات الصناعة الناشئة".
تحدثت الرميحي عن دور الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة الدوحة للأفلام، في دعم المبادرات السينمائية الإبداعية، مشيرة إلى أنها تمثل قوة دافعة لتحويل الأفكار إلى مشاريع مستدامة. وأكدت أن المؤسسة تواصل دعمها للمواهب المحلية من خلال برامج مثل "صنع في قطر"، الذي تطور من كونه منصة لعرض الأفلام المحلية إلى دعم المشاريع التي تُنتج في قطر أو يتم تطويرها فيها.
وأشادت فاطمة الرميحي بفيلم "إلى أبناء الوطن"، الذي أخرجته صانعتا الأفلام القطريتان أمل المفتاح وروضة آل ثاني، مشيرة إلى أنه استغرق أربع سنوات من العمل، وهو مثال حي على ما يمكن تحقيقه عند منح الثقة والدعم للمواهب الإبداعية. وأوضحت أن المؤسسة تعمل حالياً على دعم مشاريع جديدة ضمن برنامج "صنع في قطر"، تحمل قصصاً محلية وعالمية متنوعة.
وأثنت على تجربة نادي أجيال السينمائي في طنجة بالمغرب، مشيرة إلى أن الشراكات الإقليمية جزء أساسي من استراتيجية المؤسسة لتوسيع نطاق تأثيرها وتعزيز التبادل الثقافي. وأكدت أن دعم السينما الفلسطينية يظل ركناً أساسياً من جهود المؤسسة، مشددة على أن ما يتم تقديمه لإبراز أصوات الفلسطينيين للعالم لا يمكن أن يكون كافياً في ظل معاناتهم المستمرة.
وفي سياق التأثير العالمي لمؤسسة الدوحة للأفلام، استشهدت الرميحي بدراسة أجرتها جامعة السوربون أظهرت أن قطر تحتل مركزاً ريادياً في دعم صانعات الأفلام على المستوى العالمي. ولفتت إلى أن نسبة النساء المخرجات في العالم العربي تصل إلى 27% مقارنة بـ 9% فقط في الغرب، مما يثبت أن الفرص الإبداعية في العالم العربي تقدم نموذجاً مختلفاً عن التصورات السائدة.
واختتمت فاطمة الرميحي تصريحها بالتأكيد على أن التأثير الذي تتركه مؤسسة الدوحة للأفلام أصبح عالمياً، وأنها ستواصل العمل لدعم المواهب الإبداعية، خاصة الأصوات غير الممثلة، لتعزيز التنوع والابتكار في عالم السينما.