حذر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الرئيس الإماراتي محمد بن زايد من "نهاية صعبة" لسياسته الخارجية مع دول عديدة، بينها روسيا وليبيا واليمن والسودان، داعيا الولايات المتحدة إلى "إحتواء بن زايد بشكل جدي".

تلك القراءة طرحها هيرست في تحليل بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "الزعيم الإماراتي، الذي دمرت مخططاته وأمواله وأسلحته العسكرية العديد من البلدان، لم يشعر حتى الآن إلا بالقليل من القيود من حلفائه الغربيين".

وعادة ما تنفي الإمارات تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتقول إنها تتعاون مع الأطراف الأخرى لإحلال السلام والاستقرار إقليميا وعالميا.

وقال مسؤولون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إن زيارتهم إلى الإمارات في أوائل سبتمبر/ أيلول الجاري "كانت جزءا من جهد أوسع مع مجموعة من الدول" الشريكة "لمناقشة العقوبات وغيرها من التدابير لإبقاء الأجزاء الإلكترونية بعيدا عن أيدي روسيا"، بحسب هيرست.

ويفرض الغرب عقوبات على روسيا جراء حرب تشنها منذ 24 فبراير/ شباط 2022 في أوكرانيا، وتبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وأضاف هيرست أن "صادرات الأجزاء الإلكترونية من الإمارات إلى روسيا زادت سبعة أضعاف لتصل إلى 283 مليون دولار تقريبا، وفقا لبيانات الجمارك الروسية (...) كما اشترت الإمارات رقما قياسيا بلغ 60 مليون برميل من النفط الروسي العام الماضي وأربعة مليارات دولار من الذهب الروسي، وهي قفزة مذهلة من 61 مليون دولار اشترتها في العام السابق".

وتابع: "ولا عجب أن وصفت إليزابيث روزنبرغ، مساعدة وزير الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية، الإمارات بأنها "دولة التركيز" التي تخضع علاقتها مع روسيا للتحقيق".

اقرأ أيضاً

بينها الإمارات وتركيا.. عقوبات أمريكية على 150 شخصا وكيانا بسبب دعم روسيا

تدخلات مضرة

وتشعر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بـ"الذعر بشأن علاقات أبو ظبي مع روسيا"، وفقا لهيرست الذي أضاف أنه "يمكن النظر إلى جميع تدخلاته (بن زايد) على أنها تعمل ضد المصالح الغربية الرئيسية وتلحق الضرر بالاستقرار الإقليمي، بما يضيف إلى قائمة الانتظار المتزايدة للمهاجرين على شواطئ ليبيا وتونس (للانطلاق عبر البحر المتوسط نحو أوروبا)".

وقال إنه "في اليمن، تتمثل السياسة الإماراتية في فصل الشمال عن الجنوب، والسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي وجزيرة سقطرى، وقد منح الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي الجنوبي الإمارات السيطرة على العديد من الموانئ والجزر اليمنية مع إمكانية الوصول إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي والقرن الأفريقي".

وتابع: "وفي السودان، دعمت الإمارات محاولة أمير الحرب (قائد قوات "الدعم السريع") الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) للاستيلاء على السلطة في 15 أبريل/ نيسان الماضي"، ما أشعل حربا مستمرة مع الجيش السوداني.

و"قد فشل انقلاب حميدتي، كما فشلت معظم الانقلابات التي دعمها الإماراتيون، ولكن ليس من دون إشعال حرب أهلية شرسة أدت إلى مقتل 4000 شخص وتشريد 4.5 مليون سوداني"، كما أضاف هيرست.

وزاد بأنه "في ليبيا، فشل خليفة حفتر، وهو أمير حرب آخر مدعوم من الإماراتيين، في محاولته عام 2019 للاستيلاء على (العاصمة) طرابلس، ومنذ ذلك الحين، ظلت البلاد منقسمة بشكل دائم".

واستطرد: "لقد وقع انهيار السد الأخير (قبل أيام)، والذي أطلق العنان لفيضانات كارثية اجتاحت (مدينة) درنة (شرق)، في الرقعة التي يسيطر عليها حفتر، لكن المغامرات الخارجية دائما ما تكون لها الأسبقية على الحكم الرشيد، مثل الحفاظ على البنية التحتية الحيوية".

اقرأ أيضاً

برقصة العقوبات مع روسيا.. الإمارات تخاطر وأمريكا تراقب وتضغط

احتواء بن زايد

وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن "الحكومة الأمريكية لم تفعل أي شيء حتى الآن لاحتواء محمد بن زايد بشكل جدي، الرجل الذي يقع في قلب هذه الفوضى"، كما تابع هيرست.

وأضاف أن "الإمارات تواصل شراكتها الأمنية طويلة الأمد مع واشنطن"، مشيرا إلى وجود 5 آلاف جندي أمريكي في قاعدة "الظفرة" الجوية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي.

وأردف: "تم تدمير دولة تلو الأخرى بسبب مخططاته وأمواله وأسلحته، ولجميع وكلائه تاريخ طويل من انتهاكات حقوق الإنسان".

واعتبر أنه "لا تهم بن زايد كثيرا التكلفة البشرية لحروبه، والتي تصل إلى عشرات الآلاف من اليمنيين والسودانيين والليبيين والمصريين، ولعبته هي إسقاط القوة".

و"لكن في مرحلة ما، ستصل هذه اللعبة إلى نهاية صعبة، وإذا كان رد فعله سريعا كما يقول الجميع"، فيجب على رئيس الإمارات أن يتراجع بل فوات الأوان، كما ختم هيرست.

اقرأ أيضاً

احتمالات تسوية أزمة السودان بين رغبات حميدتي ونفوذ الإمارات

المصدر | ديفيد هيرست/ ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات محمد بن زايد الغرب الولایات المتحدة بن زاید

إقرأ أيضاً:

دولة خليجيه تتربع على المرتبة الـ 10 عالمياً في مؤشرات القوة الناعمة لـ 2025

 

حققت دولة الإمارات المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، الذي أعلن عنه في مؤتمر القوة الناعمة السنوي في العاصمة البريطانية لندن.

 

في الوقت ذاته، ارتفعت قيمة الهوية الإعلامية الوطنية للإمارات إلى أكثر من تريليون ومئتي وثلاثة وعشرين مليار دولار للعام 2025، لتحقق بذلك أيضاً المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر أداء الهوية الإعلامية الوطنية، والسادسة عالمياً في قوة الهوية الإعلامية الوطنية.

وجاء ترتيب دولة الإمارات ضمن مؤشر القوى الناعمة ضمن أهم 10 دول عالمياً في عدد المجالات، إذ حصدت المركز الرابع عالمياً في فرص النمو المستقبلي، والمركز الرابع عالمياً في الكرم والعطاء، والسابع عالمياً في قوة الاقتصاد واستقراره، والثامن عالمياً في المؤشر العام للتأثير الدولي، والتاسع عالمياً في كل من العلاقات الدولية، والتأثير في الدوائر الدبلوماسية، والتكنولوجيا والابتكار، وجاءت في المركز العاشر عالمياً في الاستثمار في استكشاف الفضاء، وفي متابعة الجمهور العالمي لشؤونها، وذلك طبقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء دولة الإمارات، وام.

ويقصد بالقوة الناعمة (هي القدرة على التأثير في الآخرين بحيث يصبح ما تريده هو نفسه ما يريدونه، وبحيث تصبح قيمك وثقافتك ومبادئك وطريقتك في الحياة هي النموذج الذي يودون احتذائه).

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد: الإمارات تتعاون مع ألبانيا من أجل مستقبل مستدام ومزدهر لشعبيهما
  • محمد بن زايد ورئيس وزراء ألبانيا يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية
  • المنصات تنقسم حول تشييع قادة حزب الله: مشهد القوة أم نهاية الحزب؟
  • محمد بن زايد: الإمارات تدعم كل ما يحقق السلم والاستقرار في منطقة البلقان
  • رئيس الإمارات إلى إيطاليا في زيارة دولة
  • ديفيد هيرست: ترامب تخلى عن أوروبا ويجب عليها أن تتخلى عن استرضاء إسرائيل‏
  • دولة خليجيه تتربع على المرتبة الـ 10 عالمياً في مؤشرات القوة الناعمة لـ 2025
  • الانتخابات الألمانية من منظور دولي: كيف ترى كل من الولايات المتحدة، روسيا والصين الحدث؟
  • شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة
  • محمد بن زايد: الإمارات والسعودية تربطهما علاقات أخوية وثيقة