لعبة إسقاط القوة.. ديفيد هيرست يحذر محمد بن زايد من نهاية صعبة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
حذر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الرئيس الإماراتي محمد بن زايد من "نهاية صعبة" لسياسته الخارجية مع دول عديدة، بينها روسيا وليبيا واليمن والسودان، داعيا الولايات المتحدة إلى "إحتواء بن زايد بشكل جدي".
تلك القراءة طرحها هيرست في تحليل بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "الزعيم الإماراتي، الذي دمرت مخططاته وأمواله وأسلحته العسكرية العديد من البلدان، لم يشعر حتى الآن إلا بالقليل من القيود من حلفائه الغربيين".
وعادة ما تنفي الإمارات تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتقول إنها تتعاون مع الأطراف الأخرى لإحلال السلام والاستقرار إقليميا وعالميا.
وقال مسؤولون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إن زيارتهم إلى الإمارات في أوائل سبتمبر/ أيلول الجاري "كانت جزءا من جهد أوسع مع مجموعة من الدول" الشريكة "لمناقشة العقوبات وغيرها من التدابير لإبقاء الأجزاء الإلكترونية بعيدا عن أيدي روسيا"، بحسب هيرست.
ويفرض الغرب عقوبات على روسيا جراء حرب تشنها منذ 24 فبراير/ شباط 2022 في أوكرانيا، وتبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
وأضاف هيرست أن "صادرات الأجزاء الإلكترونية من الإمارات إلى روسيا زادت سبعة أضعاف لتصل إلى 283 مليون دولار تقريبا، وفقا لبيانات الجمارك الروسية (...) كما اشترت الإمارات رقما قياسيا بلغ 60 مليون برميل من النفط الروسي العام الماضي وأربعة مليارات دولار من الذهب الروسي، وهي قفزة مذهلة من 61 مليون دولار اشترتها في العام السابق".
وتابع: "ولا عجب أن وصفت إليزابيث روزنبرغ، مساعدة وزير الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية، الإمارات بأنها "دولة التركيز" التي تخضع علاقتها مع روسيا للتحقيق".
اقرأ أيضاً
بينها الإمارات وتركيا.. عقوبات أمريكية على 150 شخصا وكيانا بسبب دعم روسيا
تدخلات مضرة
وتشعر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بـ"الذعر بشأن علاقات أبو ظبي مع روسيا"، وفقا لهيرست الذي أضاف أنه "يمكن النظر إلى جميع تدخلاته (بن زايد) على أنها تعمل ضد المصالح الغربية الرئيسية وتلحق الضرر بالاستقرار الإقليمي، بما يضيف إلى قائمة الانتظار المتزايدة للمهاجرين على شواطئ ليبيا وتونس (للانطلاق عبر البحر المتوسط نحو أوروبا)".
وقال إنه "في اليمن، تتمثل السياسة الإماراتية في فصل الشمال عن الجنوب، والسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي وجزيرة سقطرى، وقد منح الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي الجنوبي الإمارات السيطرة على العديد من الموانئ والجزر اليمنية مع إمكانية الوصول إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي والقرن الأفريقي".
وتابع: "وفي السودان، دعمت الإمارات محاولة أمير الحرب (قائد قوات "الدعم السريع") الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) للاستيلاء على السلطة في 15 أبريل/ نيسان الماضي"، ما أشعل حربا مستمرة مع الجيش السوداني.
و"قد فشل انقلاب حميدتي، كما فشلت معظم الانقلابات التي دعمها الإماراتيون، ولكن ليس من دون إشعال حرب أهلية شرسة أدت إلى مقتل 4000 شخص وتشريد 4.5 مليون سوداني"، كما أضاف هيرست.
وزاد بأنه "في ليبيا، فشل خليفة حفتر، وهو أمير حرب آخر مدعوم من الإماراتيين، في محاولته عام 2019 للاستيلاء على (العاصمة) طرابلس، ومنذ ذلك الحين، ظلت البلاد منقسمة بشكل دائم".
واستطرد: "لقد وقع انهيار السد الأخير (قبل أيام)، والذي أطلق العنان لفيضانات كارثية اجتاحت (مدينة) درنة (شرق)، في الرقعة التي يسيطر عليها حفتر، لكن المغامرات الخارجية دائما ما تكون لها الأسبقية على الحكم الرشيد، مثل الحفاظ على البنية التحتية الحيوية".
اقرأ أيضاً
برقصة العقوبات مع روسيا.. الإمارات تخاطر وأمريكا تراقب وتضغط
احتواء بن زايد
وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن "الحكومة الأمريكية لم تفعل أي شيء حتى الآن لاحتواء محمد بن زايد بشكل جدي، الرجل الذي يقع في قلب هذه الفوضى"، كما تابع هيرست.
وأضاف أن "الإمارات تواصل شراكتها الأمنية طويلة الأمد مع واشنطن"، مشيرا إلى وجود 5 آلاف جندي أمريكي في قاعدة "الظفرة" الجوية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وأردف: "تم تدمير دولة تلو الأخرى بسبب مخططاته وأمواله وأسلحته، ولجميع وكلائه تاريخ طويل من انتهاكات حقوق الإنسان".
واعتبر أنه "لا تهم بن زايد كثيرا التكلفة البشرية لحروبه، والتي تصل إلى عشرات الآلاف من اليمنيين والسودانيين والليبيين والمصريين، ولعبته هي إسقاط القوة".
و"لكن في مرحلة ما، ستصل هذه اللعبة إلى نهاية صعبة، وإذا كان رد فعله سريعا كما يقول الجميع"، فيجب على رئيس الإمارات أن يتراجع بل فوات الأوان، كما ختم هيرست.
اقرأ أيضاً
احتمالات تسوية أزمة السودان بين رغبات حميدتي ونفوذ الإمارات
المصدر | ديفيد هيرست/ ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الإمارات محمد بن زايد الغرب الولایات المتحدة بن زاید
إقرأ أيضاً:
خالد بن محمد بن زايد والرئيس البرازيلي يؤكدان أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية
عقد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، جلسة مباحثات رسمية، تم خلالها بحث سُبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات والبرازيل، والجهود المبذولة لتطويرها وتنميتها، بما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين الصديقين.
واستعرض الجانبان خلال اللقاء تطوُّر العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والبرازيل في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سِيَّما في الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة، مثمّنين مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي شهدت نموَّاً وتطوُّراً خلال هذه الفترة، ما يعكس عمق الروابط التي تجمع بين البلدين والحرص المتبادل على تعزيزها.كما تطرَّق الجانبان إلى البرامج والمبادرات التي يُمكن أن تُسهم في توسيع آفاق التعاون المشترك، بما يعزز التنمية المستدامة في كلا البلدين.
وفي بداية اللقاء، نقل ولي عهد أبوظبي تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ، وتمنياته للشعب البرازيلي بمزيد من التقدُّم والازدهار.
ومن جانبه، حمَّل الرئيس البرازيلي، ولي عهد أبوظبي تحياته إلى رئيس الدولة، وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها بدوام التقدُّم والازدهار.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكِّدين أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وأكَّد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون مع البرازيل على كافة الصُعُد، بما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويعزز أواصر العلاقات الوثيقة بين البلدين، لما فيه خير وازدهار شعبيهما الصديقين.
وشهد ولي عهد أبوظبي والرئيس البرازيلي مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء آلية مشتركة لتعزيز استثمارات دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف القطاعات الاستراتيجية في البرازيل، وقَّعها عن الجانب الإماراتي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار؛ وعن الجانب البرازيلي روي كوستا، وزير شؤون الرئاسة في جمهورية البرازيل الاتحادية.
كما جرى، خلال اللقاء، توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون المشترك في إفريقيا بين وزارة الخارجية الإماراتية ووزارة الخارجية البرازيلية، وقَّعها عن الجانب الإماراتي معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي؛ وعن الجانب البرازيلي معالي ماورو فييرا، وزير الخارجية.
وفي إطار تعزيز وتسهيل إجراءات حركة البضائع بموجب الاتفاقية الجمركية الموقَّعة بين البلدين، تطرَّق الجانبان إلى الاتفاق الذي أُبرِمَ بين جمارك أبوظبي وهيئة الضرائب البرازيلية، لتعزيز التعاون الجمركي في مختلف المجالات، وإطلاق الممر التجاري الرقمي، لتسهيل الحركة التجارية، وتوسيع نطاق التعاون في مختلف المحافل الدولية.
كما أشاد الرئيس البرازيلي بمبادرات دولة الإمارات المتمثّلة بالإعلان عن زراعة 10,000 نخلة في ولاية باهيا البرازيلية، ضمن برنامج لنقل المعارف والخبرات إلى الجانب البرازيلي في هذا المجال، وذلك بالتعاون مع شركة الفوعة.
كما قدَّم الشكر إلى دولة الإمارات لدعمها مبادرات البرازيل ضمن مجموعة العشرين، والمتمثّلة في مبادرة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، والمبادرة البرازيلية التي تهدف إلى حماية الغابات الاستوائية المطيرة.
ويترأّس الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، خلال يومَي 18 و19 نوفمبر 2024، تلبيةً للدعوة الموجَّهة من الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمشاركة في أعمال قمة قادة المجموعة في نسختها التاسعة عشرة.