سلط مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على الحملة الموسعة التي تقوم بها السلطات في أوكرانيا من أجل تطهير وزارة الدفاع واستبدال جميع قيادات الوزارة على خلفية اتهامات قيادات الوزارة بالفساد والتربح غير المشروع.
وفي هذا السياق، يلفت المقال، الذي شارك في كتابته كل من دافيد ستيرن وإميلي راوهالا، إلى قرار الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي بإقالة النواب الستة لوزير الدفاع الأوكراني بعد أسبوعين فقط من إقالة وزير الدفاع أولكسي ريزنيكوف على خلفية اتهامات بالفساد والتربح.


وأشار المقال إلى أن قرار إقالة النواب الستة لوزير الدفاع السابق سوف يتيح الفرصة لوزير الدفاع الجديد رستم أوميروف للتعاون بشكل أفضل مع فريق عمله الجديد.
ويلفت المقال إلى أن الكثير من شبهات الفساد تثار منذ فترة حول مسؤولي وزارة الدفاع الذين يواجهون اتهامات بالتربح غير المشروع وإساءة استخدام السلطة، موضحا أنه على الرغم من عدم توجيه تهمة صريحة بالفساد لوزير الدفاع المقال إلا أن إقالته لاقت ترحيبا كبيرا من جانب نشطاء محاربة الفساد في أوكرانيا.
وأضاف المقال أن فشل الهجوم الأوكراني الذي بدأ منذ عدة أسابيع ضد القوات الروسية خلال الحرب التي تشتعل جذوتها في الوقت الراهن بين الطرفين أثار الكثير من القلق لدى حلفاء أوكرانيا من الدول الغربية حول قدرة كييف على تحقيق الأهداف المرجوة من ذلك الهجوم على الرغم من المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا والتي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
ويتطرق المقال إلى تطورات الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية في ساحة القتال حيث يشير إلى أن القوات الروسية دأبت منذ عدة أسابيع على استهداف البنية التحتية الزراعية في أوكرانيا في محاولة لتدمير قطاع الزراعة والذي يمثل أهمية قصوى بالنسبة لاقتصاد أوكرانيا؛ مما دفع الجانب الأوكراني إلى التفكير في بدائل أخرى للحصول على احتياجاته من الحبوب مثل الاستيراد من الدول المجاورة.
ويشير المقال إلى أن الهجمات الروسية ضد أوكرانيا لم تقتصر على البنية التحتية الزراعية فحسب، بل شملت أهدافا أخرى حيث إن القوات الروسية شنت أمس الاثنين هجمات صاروخية على عدة مواقع في العاصمة كييف، كما أنها استهدفت عدة مواقع باستخدام 24 طائرة مسيرة على مناطق أوديسا ومايكولايف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا القوات الروسیة لوزیر الدفاع المقال إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

العواقب الخفية للتوغل الأوكراني في كورسك

ترى أستاذة العلوم السياسية كاثرين ستونر، في مقال تحليلي جديد، أن الاستيلاء الأوكراني الأخير والمفاجئ في كورسك يجب أن يؤخذ في سياق أوسع، مشيرة إلى أنه ربما كان ضمن خطة تكتيكية حكيمة، تؤدي في النهاية إلى تحقيق أهداف استراتيجية أوسع لأوكرانيا.

وتقول ستونر، في مقالها بمجلة "ناشونال إنتريست"، إن الاستيلاء الأوكراني على الأراضي الروسية في منطقة كورسك في 6 أغسطس (آب) الماضي، والمستمر الآن لأكثر من 500 ميل مربع من الأراضي الروسية، يجب أن يؤخذ في سياق أوسع. فمع خروج القوات المسلحة الأوكرانية من ساحات القتال الرئيسية في جنوب شرق البلاد، يبدو أنها ربما كانت خطوة تكتيكية حكيمة ملائمة للأهداف الاستراتيجية الأوسع لأوكرانيا.

"The Kursk incursion has been spectacular, but it remains a dangerous diversion from the strategy Kyiv should be pursuing," argues Thomas Graham. https://t.co/zN5DaBDpwq

— National Interest (@TheNatlInterest) September 17, 2024 تقييم الهجوم

ويعتمد تقييم ما إذا كان الاستيلاء الجريء على الأراضي الروسية في أوكرانيا قراراً حكيماً على الهدف من القيام بذلك، فقد اعتبر معظم المحللين ذلك محاولة يائسة لتحويل القوات الروسية إلى المنطقة، وبعيداً عن الاستيلاء الوشيك على بلدة بوكروفسك الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا.

ولكن ستونر ترى أنه إذا كان هذا هو الهدف الوحيد لأوكرانيا، فإن هجوم كورسك لم يكن ناجحاً، فقد واصلت روسيا مسيرتها البطيئة ولكن الثابتة نحو بوكروفسك، ويقال إنها تقع على بعد أميال قليلة من المدينة أثناء كتابة هذا التقرير.

ومع ذلك، لم تحرز القوات الروسية تقدماً أسرع بكثير نحو بوكروفسك منذ أن بدأت العملية الأوكرانية في كورسك قبل أكثر من شهر. لذا، فإن تحويل بضعة آلاف من قوات النخبة الأوكرانية من تلك المنطقة إلى كورسك لم يكن كارثياً للدفاع عن بوكروفسك أيضاً.

وقد تقع المدينة في يد روسيا قريباً، لكن ذلك لن يكون لأن أوكرانيا حولت جزءاً صغيراً من قواتها التي تدافع عنها للاستيلاء على أراضي في كورسك. والحقيقة هي أن القوات الروسية لديها بالفعل ميزة ساحقة بعدد جنودها في بوكروفسك، الذين كانوا يتحركون نحو المدينة قبل هجوم أوكرانيا في 6 أغسطس (آب) الماضي على كورسك، واستمروا في القيام بذلك، بنفس الوتيرة المتزايدة تقريباً.

Planet data leveraged in this latest @nytimes piece “How Russia’s Steady Advance Threatens Ukraine’s East”: https://t.co/yUUqBIh9vC

— Planet (@planet) September 12, 2024 استراتيجية أوكرانية

وبدلاً من التركيز على توغل كورسك كمحاولة فاشلة لتحويل أنظار الروس، يجب أن ينظر إلى الهجوم بدلاً من ذلك على أنه خطوة جريئة في استراتيجية أوكرانية الأكثر شمولاً، لجلب الحرب إلى الأراضي الروسية.

فقد منعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن القوات الأوكرانية، من استخدام معظم الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لمهاجمة أهداف في روسيا. ومع ذلك، لا يوجد سبب لعدم تمكن القوات الأوكرانية من إيجاد طرق أخرى لمهاجمة روسيا بشكل مباشر.

كما أثر توغل كورسك واحتلاله على معظم الروس العاديين الذين لم يتأثروا حتى الآن بشكل مباشر بالحرب، وهو جزء لا يتجزأ من خطة فلاديمير بوتين لضمان السلام الاجتماعي داخل روسيا مع استمرار الحرب. لكن غزو كورسك شرد حوالي 150 ألف مواطن روسي، مما أجبرهم على الخروج من منازلهم وقطع سبل عيشهم، لكن مع الحد الأدنى من الخسائر في الأرواح.

كما أن هناك ورقة رابحة لكييف، وهي المجندين الروس الذين كانوا متمركزين هناك، فقد أصبحوا الآن أسرى حرب لدى أوكرانيا، وبالتالي فهذه الورقة متاحة لأوكرانيا للمساومة لأسرى الحرب الأوكرانيين في روسيا.

ويأتي ذلك فيما لا تزال الحكومة الروسية متخبطة، لمحاولة جادة لتحرير الأراضي في كورسك، وهو ما يجعل بوتين يبدو ضعيفاً وغير مستعد للدفاع عن وطنه. وعلاوة على ذلك، دعمت أوكرانيا توغل كورسك بضربات الطائرات بدون طيار المستمرة في عمق روسيا.

Rubber band red lines: Ukraine's incursion into Kursk exposes Russian vulnerabilities

The Insider highlights 10 key takeaways from the AFU's Kursk campaign.https://t.co/gSyGFDY2ZV

— The Insider (@InsiderEng) September 12, 2024 ضرب عمق روسيا

فهذا الأسبوع، على سبيل المثال، أطلقت أوكرانيا مئات الطائرات بدون طيار التي أصابت أهدافاً في ضواحي موسكو، ودمرت عشرات الشقق، وقتلت امرأة، وأجبرت 3 مطارات في جنوب شرق المدينة على الإغلاق المؤقت. وبهذه الطريقة، لم تصل الحرب إلى عتبة روسيا فحسب، بل من خلال الأبواب الأمامية لمنازل الآلاف من مواطنيها على بعد مئات الأميال من كورسك.

وتشير الكاتبة إلى أنه لا أحد يعلم ما إذا كان هذا سيضع أي ضغط على بوتين للتفاوض لإنهاء الصراع، لكن الحرب تتسرب الآن أعمق من أي وقت مضى في روسيا نفسها.

وبغض النظر عن تأثيره على الرأي العام الروسي، فإن توغل واحتلال الأراضي الروسية يوفر لأوكرانيا بعض النفوذ إذا كانت المفاوضات مع روسيا ستجري في أي وقت قريباً. وبهذه الطريقة، يعد توغل كورسك بمثابة مرقة مساومة على مستقبل قادة أوكرانيا في حال كسب دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأوقف المساعدات الدفاعية.

Ukrainian leaders almost certainly recognized the futility of launching endless assaults against Russia's defense in depth—with its minefields, drone overwatch, and artillery superiority. So they targeted Kursk and have re-enabled maneuver warfare. https://t.co/P5W5bWrCCU

— Modern War Institute (@WarInstitute) September 13, 2024 الدعم الأمريكي

وأخيراً، يجب فهم توغل كورسك على أنه جزء من استراتيجية أوكرانية أوسع، لضمان بقاء دفاعهم ضد الهجوم الروسي في دائرة إخبارية مزدحمة، ويظل في صدارة اهتمام صانعي السياسة الأمريكيين على وجه الخصوص، إذ إنه لا يمكن لأوكرانيا أن تقاتل خصمها بدون دعم أوروبي وخاصة الأمريكي.

واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إن "مكر وشجاعة المقاتلين الأوكرانيين في الهجوم المضاد على الأراضي الروسية مباشرة، بأسلحة أمريكية أو بدونها، هو تذكير لحلفاء أوكرانيا بأنه على الرغم من الانتكاسات في الأشهر الـ 12 الماضية، فلا يزال الأوكرانيون مكرسين بشدة للنصر".

مقالات مشابهة

  • هيئة كهرباء ومياه دبي تسلط الضوء على أبرز مشاريعها ومبادراتها لدعم التنقل الأخضر
  • العواقب الخفية للتوغل الأوكراني في كورسك
  • غرفة دبي العالمية تسلط الضوء على فرص توسع الشركات المحلية في تنزانيا وأوغندا
  • واشنطن بوست: "ذعر" في حزب الله بعد هجمات "البيجر"
  • واشنطن بوست عن عناصر بحزب الله: تم طلب التخلص من كل أجهزة الاتصال الجديدة التي تم تسلمها
  • وسيلة إعلام إسبانية تسلط الضوء على الإمكانات القوية للطاقة الريحية بالمغرب
  • الدفاع الروسية تطهر قرية حدودية من القوات الأوكرانية
  • الجارديان تحذر بريطانيا بمنح الإذن لاوكرانيا بضرب الأراضي الروسية
  • «الدفاع الروسية»: تحييد 1915 عسكريا أوكرانيا وتدمير عشرات الدبابات خلال الـ24 ساعة الماضية
  • أوكرانيا تسجل 173 اشتباكًا قتاليًا عبر الخطوط الأمامية للجبهة مع الجيش الروسي