موقع 24:
2025-03-25@17:56:09 GMT

ليبيا.. ما بعد الصدمة

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

ليبيا.. ما بعد الصدمة

بعد كارثة الطوفان في ليبيا كان الحزن كبيراً، وشاطرنا فيه الملايين من إخوتنا العرب والمسلمين، الذين هبوا للمساعدة باستثناء صوت نشاز لم يقدم شيئاً سوى الشماتة في الغارقين، هو السيد مقتدى الصدر، الذي شمت في ضحايا الفيضانات والسيول في ليبيا.

هذا ليس بأفعال الكرام، ولهذا لن نلتفت إلى شماتته في ظل عزاء ومؤازرة ملايين المسلمين والعرب والمسيحيين الذين هبوا لنجدة الغارقين في ليبيا، الذين شمت فيهم مقتدى الصدر بذنب لم يقترفه هؤلاء الغارقون، ألا وهو اختفاء موسى الصدر قبل أربعين عاماً في ظروف غامضة لا يزال الفاعل فيها مجرد متهم، القذافي، حيث لم تثبت التهمة عليه بعد، رغم اختفاء قبره هو الآخر.


بعيداً عن شماتة مقتدى الصدر والتوظيف السياسي لأزمة إنسانية، فإن فيضانات ليبيا أظهرت أزمات كثيرة طفحت على السطح، بعد أن أفاق الجميع من هول الصدمة، إثر ضرب الطوفان العاتي الشرق الليبي، وتحديداً إقليم برقة، وبعد أن أفسد الحرث والزرع والمباني وقتل الإنسان، لدرجة أن درنة المدينة الليبية الزاهرة الجميلة تحولت إلى خراب وموطن أشباح، ومهددة بانتشار الأوبئة، بعد ثبوت تلوث المياه الجوفية فيها بسبب تحلل الجثث التي لا يزال لم يُدفن منها أكثر مما دُفن، بسبب صعوبة الوصول إليها.
مأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، فالسماع عنها ليس مثل الحديث عنها من وسط المعاناة، ورؤية أكوام الجثث في الشوارع. إنها نازلة كبرى حلت بليبيا... عائلات كاملة من الأبوين والأبناء والأحفاد وحتى الأجداد قضوا نحبهم جميعاً، لدرجة أنَّ هناك عائلات لم نجد كيف نعزيها أو من يقبل عنها العزاء حتى من الجيران لموتهم جميعاً.
التكاتف والنصرة الشعبية كانا حاضرين بل وفاقا التدخل الحكومي، حيث سارع كل من الغرب الليبي والجنوب وترفّع كلاهما على أي خلافات سياسية وجاءا إلى الشرق الليبي محملين بالإغاثة ومعدات الإنقاذ، في مشهد سالت فيه الدموع فرحاً، رغم الحزن المسيطر على الساحة الليبية جميعها لهول الكارثة الإنسانية.
ما حدث يصنف كارثة "disaster"، ما يعني اتباع إدارة مخاطر الكوارث، وهي عملية تستخدم التوجيهات والمهارات والقدرات العملية اللازمة لتطبيق الاستراتيجيات والسياسات للمواجهة، من أجل تخفيف الآثار السلبية، ولكن في الحالة الليبية ورغم وجود قانون منظم لحالة الطوارئ واختصاصاته، فإن إدارة الأزمة في الأيام الأولى كانت بنظام "الهَبَّة" أو التطوع غير المنظم، ما تسبب في فقدان كثير من القدرات البشرية وإنهاكها في جهد كبير ومردود ضعيف، ولكن بعد وصول الفرق الخارجية العربية والأجنبية صاحبة الخبرة الطويلة، تغيّر الموقف وبدأت إدارة الأزمة تسلك مساراً أكثر نضجاً.
المشاكل كثيرة ومتجددة لأن الكارثة حقيقة، أكبر من الحكومتين المتنازعتين على الشرعية في البلاد، وتحتاج لإدارة مستقرة وتعاون وخبرة دولية تفتقر إليها المؤسسات الليبية العاملة في المجال في مواجهة كارثة بهذا الحجم، خاصة أن ليبيا ليست بلد كوارث لموقعها الجغرافي واستقرار المناخ فيها، مما تسبب في تكاسل السلطات السابقة في تجهيز وتدريب فرق إسعاف وطوارئ وإنقاذ وإخلاء يمكنها التعامل بشكل سلس وخبرة مع مثل هذه الظروف.
حالياً ولحُسن الحظ لم تنتشر الأوبئة رغم تكدس الجثث في أول الأيام، ويدعم هذا تقارير المنظمة الصحية التي تقول إن جثث ضحايا الكوارث هي أقل خطورة في نشر الأوبئة؛ كونها لضحايا أصحاء وليست لمرضى، كما أن سرعة دفنها بالطرق الصحيحة سيجنب المنطقة انتشار الأوبئة.
ولكن المشاكل لا تنتهي، وسيبقى مصير أطفال درنة الذين فقدوا ذويهم قضية أخرى من حيث معالجة اضطراب ما بعد الصدمة خاصة للأطفال، وهذا يحتاج فرق الدعم النفسي المدربة، التي لا بد أن تباشر أعمالها الآن بسرعة من الزمن، خوفاً من الانعكاسات النفسية، وحتى لا يعاني هؤلاء الأطفال خاصةً، من كوابيس وأمراض أخرى في ظل غياب الدعم النفسي، الذي يتجاهله الناس، ويرونه ترفاً في ظل ظروف الإغاثة الطارئة، بينما يراه العالم المتقدم والطب من الأولويات مثله مثل تقديم الماء والطعام للناجين من الكارثة.
الدرس المستفاد للجميع من الكارثة هو وضع خطط مستقبلية للحد من مخاطر الكوارث بعد أن أصبحت الأعاصير والفيضانات وحتى الزلازل ضيوفاً غير مرحب بها في بلاد العرب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا

إقرأ أيضاً:

"العزاوي": الانتخابات المقبلة بالعراق تشهد عودة الصدر.. والسوداني مرشح لدورة ثانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور رائد العزاوي مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية ان هناك اكثر من موشر على عودة السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الوطني الشيعي للعب دور في  إلى المشهد السياسي والانتخابي في العراق، وان رئيس الوزارء الحالي محمد شياع السوداني يملك فرص كبيرة لتولي منصب رئيس الوزراء في ولاية ثانية.

وبين العزاوي في لقاء عبر اذاعة الشرق الأوسط ان هناك متغيرات واحداث دراماتيكية شهدتها المنطقة مؤخرًا قد تؤثر على العراق بشكل مباشر ومنها الضربات الجوية الأمريكية على اليمن والاحداث في سوريا ولبنان، والضغوطات الأمريكية في مسالة غزة، تستدعي من الكتل السياسية العراقية  إيجاد خارطة سياسية جديدة لتحييد البلاد عن أي منزلقات محتملة، واحتواء الأزمة الحالية مع ادارة الرئيس ترمب ".

وأضاف العزاوي أن " حكومة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني لازلت حتى الان تعمل على ابعاد العراق عن الدخول في أتون الحرب الدائرة حاليا في المنطقة، وهناك جهود عراقية واضحة لدعم موقف مصر والأردن في موضوع تهجير ابناء غزة، وهذه هي اجندة العراق الحالية للقمة العربية المزمع عقدها في بغداد في ال 17 من مايو. المقبل.

وحول الانتخابات العراقية المقبلة والمقرر اجرائها في شهر نوفمبر تشرين المقبل قال العزاوي " لازال التيار الصدري، باعتباره أحد أكبر الكتل الشيعية وزنًا وحجمًا، الأكثر  استعداد للعودة إلى العملية السياسية لتعويض التوازنات الغائبة وتقويم الأخطاء السابقة".

وأشار العزاوي إلى أن "عودة التيار الصدري قد تأتي مصحوبة بتحالفات جديدة، خاصة مع الكتل التي ستكسب أصواتًا كبيرة في الانتخابات المقبلة، مثل كتلة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني". ولفت إلى أن "هذه التحالفات قد ترسم ملامح تحالف كبير، ستظهر معالمه بشكل أوضح خلال الأشهر القليلة المقبلة".

وأكد الباحث السياسي أن عودة التيار الصدري شبه مؤكدة وفقًا للمعطيات والمؤشرات الحالية، مدعمًا ذلك بمصادر قريبة من القرار الصدري في الحنانة

مقالات مشابهة

  • أيدلوجية الصدمة
  • صحة غزة تحذر من تفشي الأوبئة والأمراض في القطاع
  • غانتس وآيزنكوت: إسرائيل في طريقها إلى الكارثة التالية جراء الانقسام الداخلي
  • حسام موافي يحذر من تجاهل تورم الذراعين.. فيديو
  • الإطار: تحديات انتخابية تفرضها عودة الصدر المرتقبة ومشاركة السوداني
  • حسام موافي للمواطنين: لو حسيت بألم في الصدر روح اكشف فورا
  • "العزاوي": الانتخابات المقبلة بالعراق تشهد عودة الصدر.. والسوداني مرشح لدورة ثانية
  • إنتخابات العراق على صفيح ساخن والصدر يدرس خياراته
  • الصدمة والرعب.. هل تنجح استراتيجية ترامب في القضاء على الحوثيين؟
  • كوريا الجنوبية تعلن حالة الكارثة بسبب حرائق الغابات