موقع 24:
2024-11-15@14:48:26 GMT

ليبيا.. ما بعد الصدمة

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

ليبيا.. ما بعد الصدمة

بعد كارثة الطوفان في ليبيا كان الحزن كبيراً، وشاطرنا فيه الملايين من إخوتنا العرب والمسلمين، الذين هبوا للمساعدة باستثناء صوت نشاز لم يقدم شيئاً سوى الشماتة في الغارقين، هو السيد مقتدى الصدر، الذي شمت في ضحايا الفيضانات والسيول في ليبيا.

هذا ليس بأفعال الكرام، ولهذا لن نلتفت إلى شماتته في ظل عزاء ومؤازرة ملايين المسلمين والعرب والمسيحيين الذين هبوا لنجدة الغارقين في ليبيا، الذين شمت فيهم مقتدى الصدر بذنب لم يقترفه هؤلاء الغارقون، ألا وهو اختفاء موسى الصدر قبل أربعين عاماً في ظروف غامضة لا يزال الفاعل فيها مجرد متهم، القذافي، حيث لم تثبت التهمة عليه بعد، رغم اختفاء قبره هو الآخر.


بعيداً عن شماتة مقتدى الصدر والتوظيف السياسي لأزمة إنسانية، فإن فيضانات ليبيا أظهرت أزمات كثيرة طفحت على السطح، بعد أن أفاق الجميع من هول الصدمة، إثر ضرب الطوفان العاتي الشرق الليبي، وتحديداً إقليم برقة، وبعد أن أفسد الحرث والزرع والمباني وقتل الإنسان، لدرجة أن درنة المدينة الليبية الزاهرة الجميلة تحولت إلى خراب وموطن أشباح، ومهددة بانتشار الأوبئة، بعد ثبوت تلوث المياه الجوفية فيها بسبب تحلل الجثث التي لا يزال لم يُدفن منها أكثر مما دُفن، بسبب صعوبة الوصول إليها.
مأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، فالسماع عنها ليس مثل الحديث عنها من وسط المعاناة، ورؤية أكوام الجثث في الشوارع. إنها نازلة كبرى حلت بليبيا... عائلات كاملة من الأبوين والأبناء والأحفاد وحتى الأجداد قضوا نحبهم جميعاً، لدرجة أنَّ هناك عائلات لم نجد كيف نعزيها أو من يقبل عنها العزاء حتى من الجيران لموتهم جميعاً.
التكاتف والنصرة الشعبية كانا حاضرين بل وفاقا التدخل الحكومي، حيث سارع كل من الغرب الليبي والجنوب وترفّع كلاهما على أي خلافات سياسية وجاءا إلى الشرق الليبي محملين بالإغاثة ومعدات الإنقاذ، في مشهد سالت فيه الدموع فرحاً، رغم الحزن المسيطر على الساحة الليبية جميعها لهول الكارثة الإنسانية.
ما حدث يصنف كارثة "disaster"، ما يعني اتباع إدارة مخاطر الكوارث، وهي عملية تستخدم التوجيهات والمهارات والقدرات العملية اللازمة لتطبيق الاستراتيجيات والسياسات للمواجهة، من أجل تخفيف الآثار السلبية، ولكن في الحالة الليبية ورغم وجود قانون منظم لحالة الطوارئ واختصاصاته، فإن إدارة الأزمة في الأيام الأولى كانت بنظام "الهَبَّة" أو التطوع غير المنظم، ما تسبب في فقدان كثير من القدرات البشرية وإنهاكها في جهد كبير ومردود ضعيف، ولكن بعد وصول الفرق الخارجية العربية والأجنبية صاحبة الخبرة الطويلة، تغيّر الموقف وبدأت إدارة الأزمة تسلك مساراً أكثر نضجاً.
المشاكل كثيرة ومتجددة لأن الكارثة حقيقة، أكبر من الحكومتين المتنازعتين على الشرعية في البلاد، وتحتاج لإدارة مستقرة وتعاون وخبرة دولية تفتقر إليها المؤسسات الليبية العاملة في المجال في مواجهة كارثة بهذا الحجم، خاصة أن ليبيا ليست بلد كوارث لموقعها الجغرافي واستقرار المناخ فيها، مما تسبب في تكاسل السلطات السابقة في تجهيز وتدريب فرق إسعاف وطوارئ وإنقاذ وإخلاء يمكنها التعامل بشكل سلس وخبرة مع مثل هذه الظروف.
حالياً ولحُسن الحظ لم تنتشر الأوبئة رغم تكدس الجثث في أول الأيام، ويدعم هذا تقارير المنظمة الصحية التي تقول إن جثث ضحايا الكوارث هي أقل خطورة في نشر الأوبئة؛ كونها لضحايا أصحاء وليست لمرضى، كما أن سرعة دفنها بالطرق الصحيحة سيجنب المنطقة انتشار الأوبئة.
ولكن المشاكل لا تنتهي، وسيبقى مصير أطفال درنة الذين فقدوا ذويهم قضية أخرى من حيث معالجة اضطراب ما بعد الصدمة خاصة للأطفال، وهذا يحتاج فرق الدعم النفسي المدربة، التي لا بد أن تباشر أعمالها الآن بسرعة من الزمن، خوفاً من الانعكاسات النفسية، وحتى لا يعاني هؤلاء الأطفال خاصةً، من كوابيس وأمراض أخرى في ظل غياب الدعم النفسي، الذي يتجاهله الناس، ويرونه ترفاً في ظل ظروف الإغاثة الطارئة، بينما يراه العالم المتقدم والطب من الأولويات مثله مثل تقديم الماء والطعام للناجين من الكارثة.
الدرس المستفاد للجميع من الكارثة هو وضع خطط مستقبلية للحد من مخاطر الكوارث بعد أن أصبحت الأعاصير والفيضانات وحتى الزلازل ضيوفاً غير مرحب بها في بلاد العرب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يُعدم فلسطينيا في موقع حادث سير قرب مخيم العروب

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا في موقع حادث سير بجنوبي الضفة الغربية بزعم محاولة خطف سلاح جندي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الأربعاء إن "الحادث وقع خلال تجمع نحو 100 فلسطيني في موقع حادث سير بالقرب من مخيم العروب جنوبي الضفة الغربية".

وزعمت الهيئة: "حاول فلسطيني انتزاع سلاح من جندي إسرائيلي قام بإطلاق النار عليه وقتله"، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي يحقق في الحادث".

من مكان إطلاق قوات الاحتلال النار على شاب أثناء تقديمه المساعدة للمصابين بحادث سير على مدخل مخيم العروب شمال الخليل، ووصفت حالته بالحرجة. https://t.co/LexyjLadDy — Suribelle (@Syribelle) November 13, 2024
ويأتي هذا بينما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب، أن طواقمها "تعاملت مع إصابة لمواطن يبلغ (40 عاما) بالرصاص حي في الصدر واليد".


فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن مصادر أمنية لم تسمها، أن "قوات الاحتلال أطلقت النار صوب مواطن على الشارع الالتفافي، عقب تجمع المواطنين إثر حادث سير وقع بالمكان".

إصابة حرجة لشاب بالرصاص الحي في الصدر على مدخل #مخيم_العروب شمال #الخليل بعد أن قام جيش الاحتلال بإطلاق النار تجاه عدد من الشبان أثناء إخلائهم لمصابين في حادث سير عنيف على مدخل المخيم https://t.co/AJfC1Ywj9W pic.twitter.com/tILw8jD4SD — سم????ح (@samah_0000) November 13, 2024
كما نقلت عن مصادر طبية في مستشفى الأهلي بالخليل قولها، إن "مواطنا وصل إلى قسم الطوارئ جراء إصابته بعيار ناري في الصدر".

ولم يوضح المصدران الفلسطينيان مصير المصاب، في حين أكدت هيئة البث الإسرائيلية مقتله.

وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس، ما أسفر إجمالا عن 780 شهيدا، ونحو 6 آلاف و300 جريح منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • مولوي: تحية لروح العناصر الذين استشهدوا في دورس
  • كندا تحذر من الكارثة الإنسانية في غزة
  • تعرف على أشهر الفنانين الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج ( تقرير )
  • نجم الكرة الليبية خالد حسين يستقبل بعثة الزمالك في ليبيا استعدادًا لمهرجان اعتزاله
  • مخاوف في بريطانيا من انتشار فيروس خطير خلال موسم عيد الميلاد.. ماذا يحدث؟
  • استشاري في علم الأوبئة عن المبادرات الرئاسية للصحة: الأرقام تتحدث عن نفسها
  • بتر أطراف رياضي بريطاني بسبب متلازمة الصدمة التسممية.. بدأت بإنفلونزا
  • وزير الصدر يوجه دعوة لمن يحضر صلاة الجمعة المقبلة
  • الاحتلال يُعدم فلسطينيا في موقع حادث سير قرب مخيم العروب
  • الصحة العالمية: يجب أن نستعد لمواجهة التهديدات المستقبلية