شبكة اخبار العراق:
2025-03-07@00:36:37 GMT

تدويل سرقة القرن.. نكتة عراقية بنكهة ساخرة

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

تدويل سرقة القرن.. نكتة عراقية بنكهة ساخرة

آخر تحديث: 19 شتنبر 2023 - 9:23 صبقلم: سمير داود حنوش ليس غريباً أن تجد في مجتمعنا من يقول لك “إن الفساد أصبح الهواء الذي نستنشقه”، فإعلامنا المرئي يمكن أن يوفر للباحثين عن الفضائح خلاصات وافية عن الفساد والمفسدين يسردها سياسيو المنطقة الخضراء ورجال سلطة ووزراء سابقون وبرلمانيون، لتصل إلى نتيجة مفادها أن أبطال الفساد مُجرد أشباح غير مرئية أو أن الفساد حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة.

في بعض الأحيان أو في الكثير منها نعذر أولئك الذين يصابون بحمى الانفعال وكشف المستور في لحظات الصحوة، لكن سرعان ما يستعيد هؤلاء رشدهم لممارسة حياتهم بصورة طبيعية وكأن شيئاً لم يحدث. تمعّنوا في حديث أدلى به نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق عام 2013 عندما سُئل عن سبب امتناعه عن كشف أسماء الفاسدين فأجاب “أخاف على العملية السياسية مِن أن تنهار”.لم ينتبه البعض لهذه الإجابة التي هي في حقيقتها فضيحة للسلطة وانهيار أخلاقي للدولة فيما إذا انكشفت عورتها، كان من نتائج ذلك التعتيم وبعد شهرين من ذلك التصريح سقوط أكثر من ثلث مساحة العراق بيد تنظيم داعش الإرهابي.لكن المفارقة أن النظام السياسي لم يسقط وظلت العملية السياسية تحافظ على معافاتها وتراوح مكانها، وأسماء الفاسدين في أدراج مكتب المالكي لم يعلن عنها أو يحاكم منها أحد، خلاصة حديث جعلت العراق يخسر كثيراً. أُشفق كثيراً على من يشغلون أنفسهم بالتحليل واستنتاجات وتوقعات ويعلنون حالات الطوارئ والتحذير من القادم الأسوأ بسبب الفساد، والبعض الآخر ممن يبشرون بغدٍ أفضل ومستقبل واعد بمكافحة هذه الآفة واسترجاع الأموال المنهوبة ضمن صفقة القرن التي خسر العراق فيها أكثر من 2.5 مليار دولار من قيمة مبالغ ائتمانية لشركات، ستضطره إلى مضاعفة تسديد المبلغ وتعويض المتضررين من الشركات المؤمّنة من قوت العراقيين وخبزهم.لا يعلم هؤلاء السُذّج أن العراق خسر مئات الصفقات على شاكلة صفقة القرن منذ عشرينيته المظلمة التي أدخلته إلى عالم الاحتلال. نكتة ظريفة تمتزج بالسخافة وجدها أبطال سرقة القرن عندما سمعوا أن هناك من يطالب بتدويل ملف قضية سرقة القرن، اقتنص أحد المتهمين المناسبة وهو رائد جوحي مدير مكتب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي مُرحباً بالفكرة لأنها سوف تكشف الحقيقة للجميع. كشْف ما هو مستور من الفضيحة يعني كشف أسماء شخصيات وأحزاب وكتل سياسية ورجال أعمال وإعلاميين وشبكة من المتورطين الذين مازالوا حتى اللحظة ضمن دائرة العملية السياسية، وربما يصل الأمر إلى دول إقليمية شاركت في حصص سرقة القرن، فيما راح خيال البعض يسرح في إمكانية صدور مذكرة اعتقال بحق مصطفى الكاظمي لاشتراكه أو تواطئه في الصفقة، متناسيا أن ذلك الصُراخ لا يعدو كونه زوبعة إعلامية أو فبركة لأغراض انتخابية يصعب حتى تنفيذها، لأن الكاظمي كان رئيسا لجهاز المخابرات العراقي ويمتلك من الملفات والأضابير ضد قيادات الفساد وزعاماته في النظام السياسي ما يحتفظ به ليومه الأسود، والرجل لا يخفي استعداده للمثول أمام القضاء والرأي العام الدولي لعرض كل الملفات وبسطها أمام الجميع فيما لو انتهى به المطاف إلى الوقوف أمام المحكمة. ألف حكاية وحكاية، ومن سرقة إلى أخرى نسمعها ونشاهد أبطالها وكأنهم يشتموننا عندما نتحدث عنهم بسوء، وما سرقة القرن التي حدثت في زمن حكومة الكاظمي إلا قطرة في بحر.ألف مليار دولار نُهبت من العراقيين وقوتهم طوال عشرين عاماً من الاحتلال والنهب.تسمعون يوميا حديثا يدور حول بيع البنك المركزي العراقي أكثر من مليار دولار أسبوعيا ضمن مزاد العملة لا يُعرف إلى أين تذهب أو تستقر؟تبادل المنافع والمصالح في العملية السياسية هو ما أراد نوري المالكي إيصاله إلى كل من يسأل عن أسباب عدم انهيار العملية السياسية. لكن إلى متى سيبقى هيكل المعبد صامدا وهو يُنخر بآفة الفساد؟ نعتقد أن انهياره لن يكون بعيدا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: العملیة السیاسیة سرقة القرن

إقرأ أيضاً:

تدويل حل «غزة»؟

أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي أن خطة إعمار غزة التي سوف تقدّم إلى القمة العربية اليوم 4 مارس (آذار) سوف تكون خطة شاملة وتفصيلية يتم تبنيها ودعمها من المجتمع الدولي بأكمله.

وفي تأكيد صريح لا يحتمل الالتباس أكد وزير الخارجية المصري أن الخطة لن تكون مصرية أو عربية أو إسلامية فحسب، لكنها ستكون خطة عالمية متبناة من المجتمع الدولي بأكمله، لأن انفجار الوضع في غزة من دون حل وبلا سيطرة سيؤدي إلى فوضى شرق أوسطية يمكن أن تهدد السلم والأمن الدوليين.
من هنا، لا بد من الانتباه بشدة، ويصبح لزاماً علينا جميعاً متابعة مخرجات قمة القاهرة الخاصة بغزة، وردود الفعل العالمية تجاهها، وبالذات ردود فعل واشنطن وتل أبيب حولها.
نتائج هذه القمة بالغة الأهمية، لأنه حتى كتابة هذه السطور، لا توجد على مائدة المقترحات والعروض سوى تلك الفكرة المستحيلة المذهلة التي تقدم بها الرئيس دونالد ترامب حول تحويل «غزة إلى ريفييرا»!!
هناك مشروعات مختلفة لمستقبل المنطقة يتم العمل عليها منذ اتفاقية سايكس – بيكو حتى يومنا هذا.
هناك اتفاقات «سيفر» و«لوزان» و«لندن» و«باريس».
وهناك المشروع الصهيوني الذي بدأ مرسمه في بازل بسويسرا.
وهناك مشروعات بن غوريون وإيغال ألون وشارون وغيورا آيلاند.
وهناك مشروع الهلال الشيعي ومشروع الدولة العثمانية الجديدة.
ويبقى أمر واحد وهو الأهم: وهو مشروع تعريب المنطقة بواسطة العرب!

مقالات مشابهة

  • البعثة الأممية: تيته ناقشت مع حورية إدماج المرأة الليبية في العملية السياسية
  • نواب يتهمون الكاظمي بالفساد: عودته للاستفادة من العفو العام
  • نائب إطاري يطالب بمحاكمة الكاظمي لسرقته المال العام
  • التحالفات السياسية في العراق: هل هي لعبة جس نبض أم تحركات حاسمة؟
  • العفو العام في العراق.. طوق نجاة للفاسدين أم فرصة للمظلومين؟
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • برلماني يعلن شمول أحد كبار المتهمين في سرقة القرن بقانون العفو (وثيقة)
  • سرقة القرن تحرم موظفين في الدولة العراقية من تسلم رواتبهم
  • مسرحية رثة في العراق بطلها المنقذ الكاظمي
  • تدويل حل «غزة»؟