كريمة أبو العينين تكتب: عصر القدم لا القلم
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
من مفارقات الحياة فى زماننا الحالي أن يكون صاحب القلم فى مكانة أقل ماديا من صاحب القدم ، وربما ليس ماديا فقط ولكن انتشاريا وترينديا ، وهلم جرة.
فى زمان أصبح فيه كل ما هو غريب يحظى بالأهمية ويجري وراءه الكثير من محبى الشهرة والنجومية ، فى هذا العالم أتذكر جملة أديبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم عندما سألوه عن رأيه فى ارتفاع أسعار لاعبي كرة القدم حينذاك فتبسم ضاحكا وقال جملته الخالدة فى تاريخ التصريحات والحكم الباقية بقاء الأهرامات " نحن نعيش عصر القدم لا القلم " وعندما حاول المحاور الصحفي أن يستعلم منه عن المزيد من التفاصيل حول هذه الجملة الأبية مضى الحكيم فى طريقه يبتلع جراح مرحلة أن يكون أجره فى جريدة عريقة لا يتعدى جنيهات بينما يتفاوض أصحاب النوادي على شراء لاعب ربما لم يكن حينها حاصلا إلا على الإعدادية او الدبلوم أو المعهد يتفاوضون معه على الآلاف وربما مئات الآلاف.
مقولة الحكيم فى زماننا الحالي تتمدد وتجب على كل الأعضاء البشرية فنحن نعيش عصر القدم بكل أبعادها القدم السمعية التي سمحت لمن يسمون انفسهم بالمطربين وهم يحملون أسماء التوابل والمسكنات ويمتلكون أصوات الأبواق والمنبهات سمحت لهم بأن يتربعوا ويتمددوا ويأمروا وينهوا.
نعيش عصر القدم اللفظي التي منحت فئات كانت في الزمن البائد محظورة الصوت والمكان سمحت له مرحلة القدم اللفظي الآنية بأن تمكنها من اعتلاء أماكن وفرض حالة من التخوف من الاقتراب منها لبذاءة ألفاظها وتدني وسائل عداوتها . نحن نعيش أيضا مرحلة القدم الجسدي تلك المرحلة التي أصبح المستور منها أقل بكثير جدا من المكشوف المعلن عن المزيد مقابل المزيد من ومن ومن .
مرحلة القدم الأخلاقي المنهار وفيها تجد كل ما تربيت عليه ونشأت فيه أصبح روبابيكيا لا محل لها من القيم الحالية والأخلاق الموجودة ، وأصبح هناك قيم أخلاقية أخرى لا تنتمي للأخلاق ولكنها فى عرفهم أخلاق المرحلة وأخلاق ناسها المتناسين لكل ما هو قديم متوارث.
كاتبنا الراحل قال مقولته ردا على ارتفاع أسعار اللاعبين حينها وتدني ما يتقاضاه أصحاب الكلمة والرأي فى المقابل ، فما بالك لو كان بيننا الان ورأى المشهد الفني والكروي والمجتمعي بصفة عامة وما أصبح عليه من حدث ولا حرج !! تراه ماذا كان سيقول ويفعل ؟ بالطبع الموت له أفضل ولنا الله وللبشرية المدد من السماء والدعاء بصلاح الأحوال والحال.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يرغب في ربح المزيد من الوقت باستمرار الحرب
قال الدكتور سهيل دياب أستاذ العلوم السياسية، أن نتنياهو يرغب في ربح المزيد من الوقت باستمرار الحرب على غزة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، العالم الآن مقسم إلى عدد من المجموعات، مجموعة تريد أن تدعم الأونروا والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأطراف تريد تقديم مساعدات إنسانية ليس بشرط أن تكون عن طريق الأونروا مسايرة لإسرائيل، وطرف ثالث لا يهمه الأمر كليًا وإطلاقًا.
وتابع: «أرى أن ترامب سيحضر هذه المرة إلى البيت الأبيض ليس بالنقطة التي انتهى بها بالعام 2020 بالبيت الأبيض، حيث جرت خلال هذة الفترة أمور كثيرة على ترامب أن يأخذها بعين الاعتبار».
وأكمل: «المحادثة الأخيرة بين ترامب ونتنياهو كانت واضحة باتجاه أنه لا يريد أن يرى موقفًا إسرائيليًا محرجًا لترامب بأمرين، الأمر الأول وهو الحديث المكثف عن ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، هو لا يريده الآن على المستوى الدولي».
وتابع: «الأمر الثاني هو يريد أي تفاهم لخطوة لتبادل المحتجزين، ووقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء هذه الحرب في قطاع غزة تحضيرًا لبناء استراتيجياته الكبيرة بالشرق الأوسط».