كيف تحدث جميل راتب عن الموت قبل رحيله؟.. «راحة وخوف من العذاب»
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
تحل اليوم الثلاثاء 19 سبتمبر الذكرى الخامسة لوفاة أرستقراطي السينما المصرية جميل راتب الذي اشتهر بإتقانه للعديد من الشخصيات والأدوار لا سيما أدوار الشر وله العديد من الأعمال الخالدة في أذهان الجمهور العربي والعالمي أبرزها فيلم لورانس العرب الذي شارك فيه مع الفنان العالمي الراحل عمر الشريف
عشق جميل راتب للتمثيلعشق جميل راتب الفن والسينما منذ صغره، حيث شارك في فريق المسرح عندما كان في الثانوية بالمدرسة الإبراهيمية وحقق نجاحا بارعا وحصل على جائزة الممثل الأول بالإضافة لحصوله أكثر من مرة على جائزة أفضل ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر، وشارك حينما كان في العشرين من عمره في فيلمه الأول «أنا الشرق» أمام ملكة جمال فرنسا النجمة كلود جودار ومجموعة من الممثلين المصريين
رحلته التعليمية والفنية من مصر إلى فرنساالتحق جميل بالمدرسة الفرنسية للحقوق في مصر، وسافر بعدها إلى باريس لاستكمال دراسته بفرنسا إلا أن عشقه للتمثيل لم يغب عن ذهنه ما جعل والده يغضب منه ويمتنع عن إرسال النقود له ولجأ جميل للعمل في العديد من المهن البسيطة كحمال البضائع وغيرها لتدبير مصاريفه ثم عمل كمترجم لإتقانه اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
تحدث جميل راتب عن الموت قبل رحيله في لقاء تليفزيوني على قناة الحياة في برنامج «فحص شامل» الذي تقدمه الإعلامية رغدة شلهوب، وذكر أنه لا يخاف من الموت وأنه يعتبر راحة كبيرة: «الموت راحة من مشاكل مختلفة زي المرض وكبر السن ومشاكل الحياة عموما ومش خايف منه لكني خايف من العذاب وأتمنى أموت من غير عذاب أو مرض».
واستكمل جميل راتب حديثه: «مش خايف من الموت لإنه مصير كل إنسان وهحصّل الناس اللي كانوا جنبي وبحبهم وأتمنى إني أقابلهم في العالم التاني».
وبسؤاله عن تصوره للموت وكيف يراه من وجهة نظره أجاب: «الموت بالنسبالي علامة استفهام لكن بتصور إننا هنعيش في عالم تاني ونشارك الناس اللي بنحبهم في الحياة دي ونعيش عيشة تانية، لكن عموما الموت مجهول كبير ومعنديش قلق أو خوف منه وراضي بكل اللي هيحصل وراضي بالحياة اللي عيشتها».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جميل راتب ذكرى جميل راتب
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله الستين.. إيسيسكو تحتفي بالمفكر المصري عباس العقاد
احتفت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في الرباط، الجمعة، بالكاتب والمفكر المصري عباس محمود العقاد بمناسبة الذكرى الستين لرحيله.
وذكرت المنظمة، في بيان، أنها "نظمت مؤتمرا دوليا حول العقاد والعالم الإسلامي، بشراكة مع مكتبة الإسكندرية في مصر".
وقال المدير العام للمنظمة سالم بن محمد المالك إن "العقاد كان موسوعيا في ثقافته ملما بالتاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، وهو ما تجلى في كتبه التي تجاوزت المئة، وجاب خلالها في فلك أرقى العلوم والمعارف".
وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عنه عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، وفق البيان، أن مؤتمر اليوم "يأتي في إطار احتفاء المنظمة بأعلام العالم الإسلامي ممن أسدوا خدمات جليلة وتركوا مآثر عدة".
بدوره، أكد مدير مكتبة الإسكندرية أحمد عبد الله زايد أن العقاد "مدرسة فكرية قائمة بذاتها، وقدم للعالم الإسلامي إرثا فكريا غنيا ومتنوعا، وجمع بين التراث الإسلامي والأصالة والمعاصرة".
وتابع أن العقاد "انفتح على الثقافات المختلفة، وسعى إلى بناء جسور للتواصل الفكري مع الغرب من خلال تقديم الإسلام بصفته حضارة عالمية قائمة على التسامح والعقلانية"، وفق البيان نفسه.
إعلانوأوضح أنه "فهم شخصيات التاريخ الإسلامي المحورية، وقدم تحليلا منهجيا لها في سلسلته الفريدة "العبقريات"، كما سخر قلمه للدفاع عن الإسلام في وجه التيارات التي حاولت التشكيك في عقيدة الأمة".
سيرة أديب العربية الكبيروُلِد عباس محمود العقاد في 28 يونيو/حزيران 1889 بأسوان، أقصى جنوب مصر، لأب مصري وأم كردية الأصل، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1903، لكنه لم يتمكن من مواصلة تعليمه بسبب الظروف المادية الصعبة، ومع ذلك، بفضل الإرادة الصلبة التي قال إنه ورثها عن والدته، قرر العقاد أن يعلّم نفسه بنفسه ليصبح مثقفا وأديبا وشاعرا ومفكرا وروائيا. لم يقتصر اطلاعه على الكتب العربية فقط، بل تعلم الإنجليزية بنفسه، مما أتاح له الإبحار في الثقافات العالمية.
زار الشيخ محمد عبده مدرسته الابتدائية، وأشاد بدفتر الإنشاء الخاص به، متنبئا له بمستقبل باهر في الكتابة. وكان والد العقاد يأخذه إلى مجلس الشيخ أحمد الجداوي، أحد علماء الأزهر الشريف الذين تتلمذوا على يد جمال الدين الأفغاني.
في شبابه، قابل العقاد عددا من أعلام الأدب المصري والعربي مثل عبد العزيز البشري، وجورجي زيدان، وعبد القادر المازني، وعبد الرحمن شكري، كما شهدت حياته لقاءات مميزة، من بينها علاقته بالأديبة اللبنانية مي زيادة. وقد ساهمت تلك اللقاءات مع صفاء ذهنه وإصراره على المطالعة في نبوغه المبكر، لكنه لم يكن بمعزل عن المعارك الأدبية التي خاضها لاحقا.
معارك سياسية وأدبيةلم يتزوج العقاد قط، وعندما سُئل عن السبب، أجاب أنه لا يريد أن يشق على امرأة بسبب كثرة معاركه.
كانت أبرز معاركه السياسية مع الملك فؤاد الأول، عندما حاول إسقاط عبارتين من الدستور تنصان على أن الأمة مصدر السلطات، وأن الوزارة مسؤولة أمام البرلمان. وقف العقاد أمام البرلمان وقال بقوة "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه". كلفته هذه العبارة السجن 9 أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية، وخلالها كتب قصيدته الشهيرة:
إعلانوكنت جنين السجن تسعة أشهر
فها أنذا في ساحة الخلد أولد
ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجى
وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد
استقر العقاد في القاهرة بعد وفاة أبيه عام 1907، وعمل في الصحافة والتدريس. خلال ثورة 1919، كان أحد مناصري حزب الوفد وزعيمه سعد زغلول، لكنه اصطدم بالوفد لاحقا، واعتزل السياسة تماما في عام 1935 ليتفرغ للتأليف.
في المجال الأدبي، خاض العقاد معارك طويلة، أبرزها مع طه حسين حول "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري، حيث قلل العقاد من خيال المعري. كما شهدت معاركه الأدبية صداما عنيفا مع مصطفى صادق الرافعي حول إعجاز القرآن الكريم.
أما مع أحمد شوقي، فقد وصف وزير الثقافة المصري الأسبق حلمي النمنم معركتهما بأنها اتسمت بالقسوة، حيث حاول العقاد أن ينزع عنه لقب أمير الشعراء.
العبقريات ومئة كتابترك العقاد إرثا يزيد عن مئة كتاب، أبرزها سلسلة "العبقريات"، التي شملت عبقرية الصديق، وعبقرية عمر، وعثمان ذو النورين، وعبقرية علي. وعندما سُئل عن سبب استخدامه "ذو النورين" بدلا من "عبقرية عثمان"، أجاب بأنه يرى في عثمان ملكا من ملائكة البشر وليس عبقريا فقط.
اعتُبرت "العبقريات" من أبرز ما كُتب في القرن الماضي، حيث واجهت دعاوى التغريب وأبرزت عبقرية الشخصيات الإسلامية التاريخية، مؤكدا جدارتها أمام بطولات غربية، ومن مؤلفاته: أول كتبه "الخلاصة اليومية" 1912، و"ساعات بين الكتب" 1914، و"الفلسفة القرآنية"، و"حقائق الإسلام وأباطيل خصومه"، و"أثر العرب في الحضارة الأوروبية"، و"المرأة في القرآن"، و"اللغة الشاعرة"، و"التفكير فريضة إسلامية" 1962، وسلسلة العبقريات، وقد ترجم بعض كتبه إلى لغات أجنبية.
إلى جانب ذلك، ترك العقاد مؤلفات تاريخية واجتماعية ودراسات نقدية ولغوية، بالإضافة إلى ديوان شعري ورواية وحيدة بعنوان "سارة"، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1959، في تكريم لمسيرته الإبداعية.
إعلانوقد نعى العقاد نفسه بقصيدة تعكس عمق رؤيته للحياة والموت:
إذا شيعتموني يوم تأتي منيتي
وقالوا أراح الله ذاك المعذبا
فلا تحملوني صامتين إلى الثرى
فإني أخاف القبر أن يتهيبا
ولا تذكروني بالبكاء وإنما
أعيدوا على سمعي القصيد فأطربا