أخطرها الوقود الأحفوري.. عوامل تسبب الاحتباس الحراري
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
تتصدر قضية الاحتباس الحراري المشهد العالمي مع تدشين آلاف المحتجين، الأحد، "أسبوع المناخ"، بعدما اكتظت بهم شوارع منطقة ميدتاون بحي مانهاتن في نيويورك، قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الجاري.
وحددت الأمم المتحدة الوقود الأحفوري، المتمثل في الفحم والنفط والغاز، كأكبر مساهم على الإطلاق في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وما يقرب من 90 في المئة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويأتي التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري على رأس مطالب المحتجين من الرئيس الأميركي، جو بايدن، وزعماء العالم.
ومن المقرر خلال أسبوع المناخ تنظيم ما يزيد على 500 احتجاج في 54 دولة حول العالم، مع توقع مشاركة ما يزيد على مليون شخص في أنحاء العالم.
وتأتي الاحتجاجات قبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) الذي تعتزم فيه أكثر من 80 دولة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي للتخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز.
الوقود الأحفوريحددت الأمم المتحدة محطات توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري باعتبارها المتسبب الأكبر في جزء كبير من الانبعاثات العالمية.
وبينما تغطي انبعاثات الغازات الدفيئة الأرض، فإنها تحبس حرارة الشمس، وهذا يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وترتفع درجة حرارة العالم الآن بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ، ما يؤدي إلى تغيير أنماط الطقس والإخلال بتوازن للطبيعة. وهذا يشكل العديد من المخاطر على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.
ونقل موقع "هيومان رايتس كاريرز" عن دراسة نشرتها مجلة Environmental Research Letters، في عام 2021، قولها إن 5 في المئة من محطات الطاقة البالغ عددها 29 ألف محطة التي شملتها الدراسة مسؤولة عن 73 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن صناعة توليد الكهرباء العالمية.
آلاف المحتجين في أسبوع تغير المناخوتوجد محطات الطاقة "شديدة التلوث"، كما تسميها الدراسة، في أماكن مثل شرق آسيا والهند وأوروبا. وعدم الكفاءة هذه المحطات هو سبب كبير للتلوث.
وأوضحت الدراسة أن محطات الفحم على وجه الخصوص تشكل مشكلة، إذ توجد حوالي 8500 محطة طاقة تعمل بالفحم على مستوى العالم، وتنتج نصف إجمالي الغازات الدفيئة، وهذا يجعلها أكبر مصدر منفرد للاحتباس الحراري.
كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن تصنيع البضائع المتمثل في الصناعات التحويلية والصناعة ينتج عنه "انبعاثات معظمها يأتي من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة لصنع أشياء مثل الأسمنت والحديد والصلب والإلكترونيات والبلاستيك والملابس وغيرها من السلع".
وذكرت الأمم المتحدة أن معظم وسائل النقل والمركبات تعمل بالوقود الأحفوري، ما يجعل النقل سببا أساسيا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، خاصةً انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
الزراعة والماشيةوفقا للبنك الدولي، تعتبر الزراعة أحد أبرز أسباب تغير المناخ، إذ تنتج ما بين 19-29 في المئة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة مثل الميثان الذي يشكل مصدر قلق كبير لأنه أقوى بـ 26 مرة من ثاني أكسيد الكربون. وينطلق غاز الميثان من إنتاج الماشية والأرز، إذ أن حوالي ثلث انبعاثات غاز الميثان العالمية الناتجة عن الزراعة تأتي من الماشية، وفقا لموقع "هيومان رايتس كاريرز".
وأوضح الموقع أن الأرز المزروع ينتج نحو 11 في المئة من الانبعاثات الناجمة عن الزراعة.
الزراعة والماشية من أسباب تغير المناخكما أشار إلى أن أكسيد النيتروز، الذي هو أقوى 300 مرة من ثاني أكسيد الكربون، يمثل مشكلة أيضًا، إذ أن 60 في المئة من انبعاثات أكسيد النيتروز التي يسببها الإنسان تأتي من الزراعة، حيث يتم إنتاجه بعد تسميد الأراضي الزراعية وبعد حرق مخلفات المحاصيل.
وحذرت المفوضية الأوروبية من زيادة تربية الماشية، إذ تنتج الأبقار والأغنام كميات كبيرة من غاز الميثان عندما تهضم طعامها.
مدافن النفاياتتوصلت دراسة نشرتها وكالة "رويترز"، في أغسطس 2022، إلى أن تحلل نفايات الطعام يؤدي إلى إطلاق آلاف الأطنان من غاز الميثان الذي يسبب الاحتباس الحراري في مدافن النفايات.
وأوضحت أنه مع انبعاث حوالي 570 مليون طن من الغازات الدفيئة كل عام من العمليات الصناعية والطبيعية، فإن تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي يتزايد بوتيرة قياسية، وفقا للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.
إزالة الغاباتذكرت الأمم المتحدة أنه يتم تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار من الغابات كل عام، مشيرة إلى أن إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولة عما يقارب ربع انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.
وأشارت المنظمة إلى أن إزالة الغابات تتسبب في انبعاثات لأنه عند قطع الأشجار تطلق الكربون الذي كانت تخزنه، ونظرًا لأن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون.
الحفر البحريذكر "هيومان رايتس كاريرز" أن الحفر البحري هو استخراج النفط من التكوينات الصخرية الموجودة تحت قاع البحر. يطلق كميات كبيرة من غاز الميثان، بحسب دراسة أجراها علماء من جامعة برينستون.
ويهدد الحفر البحري أيضًا صحة المحيطات وصحة الإنسان، كما أن حرق الوقود المستخرج من خلال الحفر البحري يزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة أيضًا.
الصيد الجائروفقا لموقع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ، فإن الأبحاث العلمية الحديثة وجدت أن أنشطة الصيد تزيل كميات كبيرة من الكربون الأزرق من المحيط، وتطلقه في الغلاف الجوي.
علاوة على ذلك، تطلق أساطيل الصيد ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون كل عام نتيجة لحرق الوقود (الاتحاد الأوروبي وحده يطلق 7.3 مليون طن سنويا).
وبينما انتعشت أعداد الأسماك في مياه الاتحاد الأوروبي في العقد الماضي، كشف تقرير للاتحاد الأوروبي صدر في العام الماضي أن الصيد الجائر آخذ في الارتفاع مرة أخرى، حيث يتعرض 43 في المئة من الأسماك في المحيط الأطلسي و83 في المئة من الأسماك في البحر الأبيض المتوسط للصيد الجائر.
ذوبان الجليدذكر موقع الأمم المتحدة أن التربة الصقيعية للأرض تذوب، وتحديدا في القطب الشمالي، وهو ما يفاقم أزمة الاحتباس الحراري، لأنه يقضي على بعض الحيوانات الحية، كما أنه يهدد بإطلاق الكائنات الحية الدقيقة الخطيرة وانبعاثات الكربون المحتملة التي ظلت حبيسة الجليد لآلاف السنين.
ذوبان الجليد أحد عوامل الاحتباس الحراريالاستهلاك البشريذكرت الأمم المتحدة أن استهلاك البشر المتزايد من الطاقة، وكميات الأكل والملابس والإلكترونيات والبلاستيك والمركبات جميعها عوامل تساهم في انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأوضحت أن الأغنياء يتحملون المسؤولية الأكبر، إذ أن أغنى 1 في المائة من سكان العالم مجتمعين يتسببون في انبعاثات لغازات الدفيئة أكثر مما يتسبب به أفقر 50 في المائة من السكان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون الاحتباس الحراری الأمم المتحدة أن الوقود الأحفوری انبعاثات غاز الحفر البحری غاز المیثان فی انبعاثات تغیر المناخ من انبعاثات فی المئة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
علاج ورم سرطاني بالكبد بـ «الكي الحراري» بمستشفى السعديين المركزي
صرح الدكتور هاني مصطفى جميعة وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بأن الفريق الطبي بوحدة أورام الكبد الجديدة بمركز علاج الأورام السرطانية بمستشفى السعديين المركزي، قام بقيادة الدكتور أحمد عوض بيصار أستاذ الأشعة التداخلية بجامعة الزقازيق، وبإشراف الدكتور أحمد بحلاق مدير المستشفى، بعلاج ورم سرطاني بالكبد لحالة مرضية بالوحدة من خلال الكي الحراري، عن طريق جهاز التردد الحراري، وذلك للمرة الأولى بمستشفيات الصحة بمحافظة الشرقية، والتي تعد هذه الخدمة المستحدثة من الخدمات ذات المستوى الثالث.
ويأتي ذلك في ضوء الاهتمامات البالغة من القيادة السياسية بصحة وسلامة المواطنين، وتنفيذاً لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، وتعليمات الدكتور هاني مصطفى جميعة وكيل وزارة الصحة بالشرقية، برفع كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والمواطنين بمحافظة الشرقية، وبعد تكليف وكيل الوزارة وكيل المديرية الدكتور بهاء أبوشعيشع، ورئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد نور الدين بتشغيل وحدة جديدة لأورام الكبد مدعمة بجهاز التردد الحراري، والتي تأتي استكمالاً لخدمات مركز علاج الأورام السرطانية بمستشفى السعديين المركزي.
وأوضح الدكتور هاني جميعة بأن وحدة علاج أورام الكبد الجديدة تقدم خدمات متابعة مرضى التليف الكبدى، والكشف المبكر عن أورام الكبد، هذا بالإضافة إلى تقديم العلاج اللازم للمرضى، مشيداً بالتطور الملحوظ لمركز علاج الأورام السرطانية بمستشفى السعديين، خاصة بعد تفعيل أيضاً خدمة العلاج الموجه لمرضى الأورام السرطانية، منذ عدة أسابيع للمرة الأولى بمستشفيات الصحة بمحافظة الشرقية، وهي من الخدمات التكميلية التي تقدم لقطاع كبير من المرضى يحتاج إلى البروتوكول العلمي الحديث، وتتراوح قيمة تكلفة الجرعة الواحدة من هذا العلاج من ١٠ آلاف إلى ٨٠ ألف جنيهاً، يتم تقديمها للمرضى مجاناً من خلال قرارات العلاج على نفقة الدولة، والمرضى المنتفعين بالعلاج تحت مظلة التأمين الصحي.
وقدم وكيل الوزارة الشكر للدكتور بهاء أبوشعيشع وكيل المديرية، وللدكتور شريف شاهين لمدير عام الطب العلاجي، والدكتور إياد درويش مدير إدارة المستشفيات، ولرئيس اللجنة العلمية، ولمدير المستشفى ولجميع الأطباء وهيئة التمريض والفنيين والخدمات المعاونة بالمستشفى لخدمة المرضى بالمحافظة.
وذكر أن مركز علاج الأورام السرطانية، وقسم جراحة الأورام بمستشفى السعديين المركزي، يضم ٣١ سرير أورام، منهم ٥ أسرة عناية مركزة، و ١٦ سرير داخلي، و ١٠ أسرة لتلقي العلاج الكيماوي والهرموني، مزودين بعيادات للألم، والتغذية، والنفسية، وإيكو، ومعمل، بتكلفة تقديرية بلغت ١٠ مليون جنيه، دعم من عائلة الحاج عبدالرحمن مشهور.
وأشار وكيل الوزارة، إلى أن مركز علاج الأورام السرطانية قدم الخدمة حتى الآن لعدد ٧٦٥ مريض، وتم إجراء ٦٨٦ عملية جراحية لاستئصال أورام سرطانية بالقسم، وذلك منذ افتتاحهما في ٢٠ مارس ٢٠٢١، تحت إشراف نخبة من الاستشاريين المتخصصين في تخصص علاج الأورام وجراحات الأورام، كما تم تكويد المستشفى ضمن المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الإنتظار الخاصة بالعمليات الجراحية في تخصص جراحة الأورام، وذلك لتقديم الخدمة الطبية لهذا القطاع في مختلف أنحاء الجمهورية، واستكمال الرحلة العلاجية على الوجه الأمثل.