الحرة:
2025-07-05@23:30:34 GMT

أخطرها الوقود الأحفوري.. عوامل تسبب الاحتباس الحراري

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

أخطرها الوقود الأحفوري.. عوامل تسبب الاحتباس الحراري

تتصدر قضية الاحتباس الحراري المشهد العالمي مع تدشين آلاف المحتجين، الأحد، "أسبوع المناخ"، بعدما اكتظت بهم شوارع منطقة ميدتاون بحي مانهاتن في نيويورك، قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الجاري.

وحددت الأمم المتحدة الوقود الأحفوري، المتمثل في الفحم والنفط والغاز، كأكبر مساهم على الإطلاق في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وما يقرب من 90 في المئة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

لكن لا هناك عوامل أخرى تسهم في أزمة التغير المناخي.

ويأتي التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري على رأس مطالب المحتجين من الرئيس الأميركي، جو بايدن، وزعماء العالم.

ومن المقرر خلال أسبوع المناخ تنظيم ما يزيد على 500 احتجاج في 54 دولة حول العالم، مع توقع مشاركة ما يزيد على مليون شخص في أنحاء العالم.

وتأتي الاحتجاجات قبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) الذي تعتزم فيه أكثر من 80 دولة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي للتخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز.

الوقود الأحفوري

حددت الأمم المتحدة محطات توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري باعتبارها المتسبب الأكبر في جزء كبير من الانبعاثات العالمية.

وبينما تغطي انبعاثات الغازات الدفيئة الأرض، فإنها تحبس حرارة الشمس، وهذا يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

وترتفع درجة حرارة العالم الآن بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ، ما يؤدي إلى تغيير أنماط الطقس والإخلال بتوازن للطبيعة. وهذا يشكل العديد من المخاطر على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.

ونقل موقع "هيومان رايتس كاريرز" عن دراسة نشرتها مجلة Environmental Research Letters، في عام 2021، قولها إن 5 في المئة من محطات الطاقة البالغ عددها 29 ألف محطة التي شملتها الدراسة مسؤولة عن 73 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن صناعة توليد الكهرباء العالمية.

آلاف المحتجين في أسبوع تغير المناخ

وتوجد محطات الطاقة "شديدة التلوث"، كما تسميها الدراسة، في أماكن مثل شرق آسيا والهند وأوروبا. وعدم الكفاءة هذه المحطات هو سبب كبير للتلوث.

وأوضحت الدراسة أن محطات الفحم على وجه الخصوص تشكل مشكلة، إذ توجد حوالي 8500 محطة طاقة تعمل بالفحم على مستوى العالم، وتنتج نصف إجمالي الغازات الدفيئة، وهذا يجعلها أكبر مصدر منفرد للاحتباس الحراري.

كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن تصنيع البضائع المتمثل في الصناعات التحويلية والصناعة ينتج عنه "انبعاثات معظمها يأتي من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة لصنع أشياء مثل الأسمنت والحديد والصلب والإلكترونيات والبلاستيك والملابس وغيرها من السلع".

وذكرت الأمم المتحدة أن معظم وسائل النقل والمركبات تعمل بالوقود الأحفوري، ما يجعل النقل سببا أساسيا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، خاصةً انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

الزراعة والماشية

وفقا للبنك الدولي، تعتبر الزراعة أحد أبرز أسباب تغير المناخ، إذ تنتج ما بين 19-29 في المئة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة مثل الميثان الذي يشكل مصدر قلق كبير لأنه أقوى بـ 26 مرة من ثاني أكسيد الكربون. وينطلق غاز الميثان من إنتاج الماشية والأرز، إذ أن حوالي ثلث انبعاثات غاز الميثان العالمية الناتجة عن الزراعة تأتي من الماشية، وفقا لموقع "هيومان رايتس كاريرز".

وأوضح الموقع أن الأرز المزروع ينتج نحو 11 في المئة من الانبعاثات الناجمة عن الزراعة.

الزراعة والماشية من أسباب تغير المناخ

 كما أشار إلى أن أكسيد النيتروز، الذي هو أقوى 300 مرة من ثاني أكسيد الكربون، يمثل مشكلة أيضًا، إذ أن 60 في المئة من انبعاثات أكسيد النيتروز التي يسببها الإنسان تأتي من الزراعة، حيث يتم إنتاجه بعد تسميد الأراضي الزراعية وبعد حرق مخلفات المحاصيل.

وحذرت المفوضية الأوروبية من زيادة تربية الماشية، إذ تنتج الأبقار والأغنام كميات كبيرة من غاز الميثان عندما تهضم طعامها.

مدافن النفايات

توصلت دراسة نشرتها وكالة "رويترز"، في أغسطس 2022، إلى أن تحلل نفايات الطعام يؤدي إلى إطلاق آلاف الأطنان من غاز الميثان الذي يسبب الاحتباس الحراري في مدافن النفايات.

وأوضحت أنه مع انبعاث حوالي 570 مليون طن من الغازات الدفيئة كل عام من العمليات الصناعية والطبيعية، فإن تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي يتزايد بوتيرة قياسية، وفقا للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.

إزالة الغابات

ذكرت الأمم المتحدة أنه يتم تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار من الغابات كل عام، مشيرة إلى أن إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولة عما يقارب ربع انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.

وأشارت المنظمة إلى أن إزالة الغابات تتسبب في انبعاثات لأنه عند قطع الأشجار تطلق الكربون الذي كانت تخزنه، ونظرًا لأن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون.

الحفر البحري

ذكر "هيومان رايتس كاريرز" أن الحفر البحري هو استخراج النفط من التكوينات الصخرية الموجودة تحت قاع البحر. يطلق كميات كبيرة من غاز الميثان، بحسب دراسة أجراها علماء من جامعة برينستون.

ويهدد الحفر البحري أيضًا صحة المحيطات وصحة الإنسان، كما أن حرق الوقود المستخرج من خلال الحفر البحري يزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة أيضًا.

الصيد الجائر

وفقا لموقع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ، فإن الأبحاث العلمية الحديثة وجدت أن أنشطة الصيد تزيل كميات كبيرة من الكربون الأزرق من المحيط، وتطلقه في الغلاف الجوي.

علاوة على ذلك، تطلق أساطيل الصيد ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون كل عام نتيجة لحرق الوقود (الاتحاد الأوروبي وحده يطلق 7.3 مليون طن سنويا).

وبينما انتعشت أعداد الأسماك في مياه الاتحاد الأوروبي في العقد الماضي، كشف تقرير للاتحاد الأوروبي صدر في العام الماضي أن الصيد الجائر آخذ في الارتفاع مرة أخرى، حيث يتعرض 43 في المئة من الأسماك في المحيط الأطلسي و83 في المئة من الأسماك في البحر الأبيض المتوسط للصيد الجائر.

ذوبان الجليد

ذكر موقع الأمم المتحدة أن التربة الصقيعية للأرض تذوب، وتحديدا في القطب الشمالي، وهو ما يفاقم أزمة الاحتباس الحراري، لأنه يقضي على بعض الحيوانات الحية، كما أنه يهدد بإطلاق الكائنات الحية الدقيقة الخطيرة وانبعاثات الكربون المحتملة التي ظلت حبيسة الجليد لآلاف السنين.

ذوبان الجليد أحد عوامل الاحتباس الحراريالاستهلاك البشري

ذكرت الأمم المتحدة أن استهلاك البشر المتزايد من الطاقة، وكميات الأكل والملابس والإلكترونيات والبلاستيك والمركبات جميعها عوامل تساهم في انبعاثات الغازات الدفيئة.

وأوضحت أن الأغنياء يتحملون المسؤولية الأكبر، إذ أن أغنى 1 في المائة من سكان العالم مجتمعين يتسببون في انبعاثات لغازات الدفيئة أكثر مما يتسبب به أفقر 50 في المائة من السكان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون الاحتباس الحراری الأمم المتحدة أن الوقود الأحفوری انبعاثات غاز الحفر البحری غاز المیثان فی انبعاثات تغیر المناخ من انبعاثات فی المئة من إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة وشريعة الغاب

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

 

بنهاية الحرب العالميّة الأولى تأسست عصبة الأمم المتحدة وتحديدًا في عام 1919م كأول منظمة دوليّة هدفت بشكل رئيس إلى الحفاظ على السلام العالمي؛ وذلك من خلال منع قيام الحروب، وضمان الأمن المشترك بين الدول، والحدّ من انتشار الأسلحة، وتسوية المنازعات الدوليّة عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها عصبة الأمم في تحقيق أهدافها إلا أنّها أخفقت في حلّ كثير من النزاعات الإقليميّة والدوليّة، وفرض هيبتها على جميع الدول بلا استثناء، وازداد ضعف هذه المنظمة بانسحاب أعضاء دائمين منها مثل اليابان وإيطاليا وألمانيا.

وفي نهاية المطاف أدّى ذلك إلى قيام الحرب العالمية الثانية عام 1939، وبالتالي حلّ عصبة الأمم رسميًا. ومن الأسباب الرئيسة لفشل هذه المنظومة الدوليّة أنّ أعضاء المجلس التنفيذي يتكون من الدول العظمى التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الأولى، وكانت ترفض التصديق على القرارات التي تصدر عن عصبة الأمم أو الخضوع لها أو حتى التجاوب معها بسبب تعارض مصالحها الحيوية مع تلكم القرارات.

وفي ظل الفراغ الدولي وعدم وجود منظمة دولية تُعنى بالحفاظ على السلام والأمن العالميين بات من الضروري سد هذا الفراغ، فولدت الأمم المتحدة عام 1945 لتحقيق ذات الأهداف التي فشلت عصبة الأمم في تحقيقها، وهي منع الحروب، ودعم القانون الدولي، وتسوية المنازعات بين الدول.

وفي سبيل تحقيق هذه الغايات تمارس الأمم المتحدة مسؤوليتها من خلال عدة أجهزة ووكالات متخصصة لعل أبرزها محكمة العدل الدولية التي "تتولى تسوية المنازعات القانونية التي تقدمها إليها الدول الأطراف وفقًا لأحكام القانون الدولي". وفي عام 2002 أُسست المحكمة الجنائية الدولية للنظر في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية إلى جانب جرائم الإبادة الجماعية. ومن الأجهزة الرئيسة كذلك في هذه المنظمة مجلس الأمن الذي تقع على عاتقه المسؤولية الأساسيّة في صون السلم والأمن الدوليين. وللمجلس خمسة عشر عضوًا، خمسة دائمين وهي: الصين، وفرنسا، وروسيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وعشرة غير دائمين. وبموجب ميثاق الأمم المتحدة على جميع الدول الأعضاء الامتثال لقرارات مجلس الأمن؛ إلا أن هذه الدول الخمس لها حق استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع أي قرار يصدر عن هذا المجلس.

حاولت الأمم المتحدة جاهدة ممارسة مهماتها رغم التحديات في السنوات الأولى من إنشائها، لا سيما مع اشتداد الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي آنذاك والولايات المتحدة. وبنشوء الصراعات الإقليميّة والدوليّة كان من الواضح أنّ هذه المنظمة تسيطر عليها الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن بما يتماشى مع مصالحها الخاصة، وتحالفاتها المرسومة. وتبعًا لذلك فقدت مصداقيتها لدى بقية الدول الأعضاء في المنظمة فضلًا عن الشعوب خاصة في قارتي آسيا وإفريقيا. ولعل طوفان الأقصى الذي اندلع في السابع من أكتوبر عام 2023 قد عرّى هذه المنظمة، حيث بات واضحًا وضوح الشمس اتباعها لسياسة الكيل بمكيالين بعيدًا عن الأهداف التي أنشئت من أجلها. وفي هذا السياق استخدمت الولايات المتحدة عدة مرات حق النقض ضد جميع القرارات التي دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة رغم تأييدها من غالبية الدول، ولعل آخرها حتى اللحظة إيقاف قرار وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة بتاريخ 4 يونيو 2025 خدمةً للمشروع الصهيوني في المنطقة، وتثبيتًا للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. ورغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تدمير غزة، وقتل النساء والأطفال والمدنيين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 56000 شهيد حتى كتابة هذه السطور وفقًا للإحصاءات الرسميّة، وتشريد السكان، والإمعان في تجويعهم على مرآى ومسمع العالم أجمع؛ حيث تشهد غزة إبادة جماعية، وتطهير عرقي لا مثيل له وسط صمت وخذلان وتواطؤ العالم المتحضر؛ بيد أنّ المنظّمة الدولية لا تحرك ساكنًا ما خلا إصدار بيانات الشجب والإدانة والقلق التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع؛ بينما أمريكا وهي عضو دائم في مجلس الأمن مستمرة في استخدام "الفيتو" ضد أي قرار أممي من شأنه إيقاف هذه المجازر اليومية.

وبعد هذا كله، وكل الشواهد تؤكد ازدواجية المعايير في تطبيق قرارات الأمم المتحدة ناهيكم عن نفوذ وسطوة الدول الخمس العظمى على المنظّمة؛ ألا يُشير ذلك إلى تشابه الأسباب التي أدت إلى نهاية عصبة الأمم سابقًا؟ وهل بقيت ثمة ثقة في المنظمة الحالية بعد أن فقدت مصداقيتها؟ وهل الكيان الاسرائيلي فوق القانون الدولي؟ ومع هذه المعطيات وفي ظل التكتلات الدولية الحاليّة ألا يُعد ذلك بمثابة المسمار الأخير الذي سيدق في نعش هذه المنظومة الدوليّة؟

 

 

 

 

 

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة وشريعة الغاب
  • وقود الطائرات يحرق البيئة.. الجيش الأمريكي أكبر مصدر لـ«انبعاثات الكربون» في العالم
  • الأمم المتحدة تعترف بفشلها في حماية الشعب فلسطين
  • لكنها الحرب !!
  • الأمم المتحدة: فشلنا في حماية الشعب الفلسطيني
  • لغز الانقراض العظيم: كيف أدى موت النباتات إلى احتباس حراري أبدي؟
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي ودعمها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي بدورة اتفاقية الأمم المتحدة في ألمانيا
  • نيجيرفان بارزاني يؤكد دعم كوردستان لمهام الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة: 16 مليون سوري يواجهون أوضاعاً إنسانية كارثية