هل صلاة الفجر علامة على حب الله لك؟.. 10 أسرار ينبغي معرفتها
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
ينبع استفهام: هل صلاة الفجر علامة على حب الله تعالى؟، مما لهذه الصلاة من فضل عظيم كما أن وقتها مبارك، وكذلك حيث خصها الله تعالى بمزيد من الحث في كتابه العزيز : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، وصلاة الفجر هي أول الصلوات اليومية المكتوبة، ولعل كل هذا يطرح سؤال عن هل صلاة الفجر علامة على حب الله تعالى؟، خاصة وأن هناك الكثيرين يستهينون بها ويفرطون فيها سواء بتأخيرها أو حتى بتركها ، لذا فمن شأن إجابة استفهام هل صلاة الفجر علامة على حب الله تعالى؟ أن تكون دافعًا لمزيد من الحرص طمعًا في الفوز بمحبة الله عز وجل.
ورد أن أهل الفجر هم أهل الله، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأَتَوْهما ولو حَبْوًا"، وقول النبي-صلى الله عليه وسلم- "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"، لذا فعلى الإنسان الذي أراد ان يكون مع الله- سبحانه وتعالى- وفي حماه وحفظه ورعايته طوال اليوم عليه ان تبدأ يومه بصلاة الفجر، لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حيث قال:" من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله"، وقد سئل أحد العلماء بقول "ما سر نقاء الهواء في وقت الفجر، فقالوا لأنه يخلو من أنفاس المنافقين".
وجاء أن ربنا- سبحانه وتعالى- لم يوقظ أحدا لأداء صلاة الفجر غير الشخص الذي يحبه، وعلى الإنسان ان يحذر من ترك صلاة الفجر، فتوفيق الله تعالى للعبد للمحافظة على الطاعات ، وأفضلها : الصلوات الخمس جماعة، أمارة على محبة الله تعالى له ورضاه عنه، وأنه سبحانه قد أراد هدايته، فقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) محمد/17.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " ثم بين حال المهتدين، فقال: ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا ) بالإيمان والانقياد، واتباع ما يرضي الله ( زَادَهُمْ هُدًى ) شكرا منه تعالى لهم على ذلك، ( وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) أي: وفقهم للخير، وحفظهم من الشر، فذكر للمهتدين جزاءين: العلم النافع، والعمل الصالح " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 787)، ولذا تعدّ أكبر الكرامات التي يكرم الله بها عبده هي أن يثبته على الاستقامة إلى أن يلقاه، كما أن تخلف العبد عن الطاعات وخاصة الصلوات أمارة على ضعف في الإيمان.
وروى البخاري (657)، ومسلم (651) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نَارٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لَا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدُ).
وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/229) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الرَّجُلَ فِي صَلاَةِ الْعِشَاءِ وَصَلاَةِ الْفَجْرِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ "، لكن قد يبتلي الله تعالى بعض عباده بما يقعدهم عن حضور بعض الطاعات، كما ابتلى بعض الصحابة بفقد البصر، فلم يحضروا الغزوات، فلم يكن تخلفهم هذا مسيئا لهم؛ لأن قلوبهم صادقة في محبة الطاعات والتطلع لها وتمنيها، لذا أدركوا الخير بقلوبهم.
هل صلاة الفجر دليل على حب اللهوجاء في حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ ) رواه البخاري (2839)، وهذا حال كل معذور لم يستطع القيام بطاعة من الطاعات، ومنها من غلبه النوم عن حضور الفجر .
وروى الإمام أحمد في "المسند" (18/ 281 - 282)، وأبو داود (2459) عن أبي سعيدٍ، قال: "جاءتِ امرأةٌ إلى النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- ونحن عنده فقالت: يا رسولَ اللهِ، إن زوجي صفوانَ بنَ المُعطَّل يضرِبُني إذا صليتُ ويُفطِّرني إذا صُمْتُ، ولا يُصَلي صلاةَ الفجر حتى تطلعَ الشمسُ، قال: وصفوانُ عندَه، قال: فسأله عما قالت، فقال: يا رسولَ الله، أما قولُها يَضْرِبُني إذا صليتُ، فإنها تقرأ بسُورتَين وقد نهيتُها، قال: فقال: ( لو كانت سورةً واحِدةً لكَفَتِ الناس)، وأما قولُها يفطِّرني، فإنها تنطلق فتصومُ وأنا رَجُل شابٌّ فلا أصبِرُ، فقال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- يومئذ: ( لا تَصُومُ امرأةٌ إلا بإذن زوْجِهَا )، وأما قولها إنِّي لا أُصلِّي حتى تطلُعَ الشمسُ، فإنا أهْلُ بَيْت قد عُرِفَ لنا ذاك، لا نكادُ نستيقِظُ حتى تطلعَ الشمسُ، قال: ( فإذا استيقظتَ فَصَل ).
وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/280)، ومحققو المسند، وقال الشيخ الألباني: " إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم والذهبي، وصححه ابن حبان" انتهى من "صحيح سنن أبي داود" (7/221)، وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى) رواه مسلم (681)، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحرص على شهود الصلوات جماعة في المسجد ، فإن تخلف عنها لعذر من غلبة نوم – مع احتياطه لذلك، وأخذه بالأسباب - أو مرض ونحو ذلك : فلا حرج عليه ، لكن يلزمه الصلاة متى استيقظ، أو تذكر ما فاته من الصلوات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هل صلاة الفجر صلاة الفجر ى الله علیه وسلم الله تعالى ى الله ع
إقرأ أيضاً:
سنن نبوية في الصلوات حافظ عليها لتنال أجرها
سنن الصلوات الخمس، الصلاة عماد الدين الإسلامي، فمن أقامها أقام الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، بعد الشهادتين،وقال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء:103]، وهو ما يدل على مكانة الصلاة المهمة في الدين ، الإسلام، والصلاة تنقسم الى قسمين فروض وسنن ولعل الكثير لا يعرف ماهى سنن الصلوات الخمس بالتحديد وهي زيادة في الثواب ومن ثم نستعرض لكم سنن نبوية فى الصلوات .
سنن الصلوات الخمستتفرّع سنن الصلوات الخمس القبليّة والبعديّة إلى سننٍ مؤكدةٍ وغير مؤكدةٍ؛ فالمؤكّدة هي: السنن التي واظب عليها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- دائماً، وداوم على أدائها، أمّا غير المؤكّدة؛ فهي: السنن التي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يؤديها غالباً ويتركها أحياناً، وفيما يأتي تفصيل كلٍّ منها.
السنن المؤكّدةالسنن المؤكّدة التي واظب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها ثبتت في أخرجه الإمام الترمذي عن أمّ المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها-: (مَن صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ ركعةٍ، بَنَي له بيتٌ في الجنَّةِ: أرْبَعًا قبلَ الظُّهرِ، وركعتيْنِ بعدَها، وركعتيْنِ بعدَ المغرِبِ، وركعتَيْنِ بعدَ العِشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفَجرِ -صلاةِ الغَداةِ-)، وتفصيلها آتياً
ركعتَين قبل فرض الفجر.
أربع ركعاتٍ قبل فرض الظُهر.
ركعتَين بعد فرض الظُهر.
ركعتَين بعد فرض المغرب.
ركعتَين بعد فرض العشاء.
هي السُّنن التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعلها أحياناً ويتركها أحياناً أُخرى، ولها اسمٌ آخر وهي الأفعال المندوبة.
وهي ركعتان أو أربع ركعاتٍ قبل العصر، لما صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا)، ودليل سنيَّة الركعتان ما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ)، وكذلك ركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء، ودليلهما أيضاً الحديث السابق
سنة الجمعةاختلف العلماء في سنّة صلاة الجمعة وتفصيل ما ذهبوا إليه آتيا
الحنفية: قالوا إنّ سنّة الجمعة أربع ركعاتٍ قبل فرض الجمعة، وأربع ركعاتٍ أخرى بعده.
الشافعية: قالوا إنّ أقلّ سنة الجمعة ركعتان قبل الفرض، وركعتان بعده، والأفضل أداء أربع ركعاتٍ قبله ومثلهنّ بعده، استدلالاً بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن كان منكم مُصَلِّيًا بعد الجُمُعةِ فَلْيُصَلِّ أربعًا).[٨]
المالكية والحنابلة: قالوا إنّ سنة الجمعة قبليةٌ فقط، وليست محصورةً بعددٍ معينٍ
وقت سنن الصلوات الخمس القبلية والبعدية
بيان وقت سنن الصلوات الخمس القبلية والبعدية آتياً:[١١]
السنن القبلية: يبدأ وقتها من رفع أذان الصلاة إلى ما قبل أداء الفرض.
السنن البعدية: يبدأ وقتها من بعد أداء فرض الصلاة إلى ما قبل رفع أذان الصلاة التالية.
إنَّ لسُنن الصَّلوات الخمس اسماً آخر وهو السُّنن الرَّواتب، وتعني السُّنن المؤكدِّة المُلازمة لصلاة الفرض، سواءً كانت قَبليًّةً أو بعديَّةً، وثبت أنَّ عددها اثنتا عشرة ركعةٍ.
أمَّا الحكمة من مشروعيتها؛ فقد أباح الله -سبحانه وتعالى- النَّوافل والتَّطوُّع في العبادات رأفةً بعباده، فصلاة السنَّة تُكَمِّل النَّقص في الفرائض وتجبرها يوم الحساب، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عله وسلم- قال: (إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ المكتوبةُ فإن أَتَمَّها وإلا قيل انظُروا هل له من تَطَوُّعٍ فإن كان له تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفريضةُ من تَطَوُّعِهِ ثم يُفْعَلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مِثْلُ ذلك).
والصلاة تزيد أُنس الإنسان بالله -تعالى- وتُقرِّبه إليه، فثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ)، وقد صحَّ عن ربيعة بن كعب الأسلم -رضي الله عنه- أنه قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ.
قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ)، وفي السُّنن الرَّواتب زيادةً لأجر المسلم وتكفيراً لذنوبه ورفع لدرجاته.