عاصفة التنين تقترب.. دعاء الرياح الشديدة والغبار
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "ما هي الآداب والسنن المستحبة ودعاء الرياح الشديدة والغبار؟ تزامنا مع توقعات بعودة عاصفة التنين في مصر مرة أخرى.
بعد إعصار دانيال.. الأرصاد تحسم الجدل حول ظهور عاصفة التنين من جديد دعاء الرياح الشديدة والغبار.. كلمات كان يُواظب عليها النبي وقت الكوارث دعاء الرياح الشديدة والغباروقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إنه قد ورد في السُّنَّة المطهَّرة كثيرٌ من الأدعية المستحبَّة عند اشتداد الرياح وهبوب العواصف؛ ودعاء الرياح الشديدة والغبار، نظرا لأن هناك توقعات بعودة عاصفة التنين إلى مصر.
ومن ضمن الأدعية التي يستحب قولها عند هبوب الرياح، ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا عصفت الرياح: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» رواه مسلم.
كذلك ما ورد في روايةٍ للإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كان يقول: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا».
دعاء الريحوعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: ما هبَّت ريحٌ قطُّ إلَّا جثَا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه، وقال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلَهَا رِيحًا» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، والإمام الشافعي في "مسنده" -واللفظ له-، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
كما أن من هذه الآثار أَخَذ الفقهاء استحباب الدعاء عند الريح الشديدة ونحوها من الكوارث والأهوال بالأدعية المذكورة، وكذلك استحبوا الصلاة عند حدوثها وهبوبها.
وقال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 282، ط. دار الكتب العلمية): [تُستحبُّ الصَّلاة في كلِّ فزعٍ: كالرِّيح الشَّديدة، والزلزلة، والظلمة، والمطر الدائم؛ لكونها من الأفزاع والأهوال، وقد رُوِي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه صلَّى لزلزلة بالبصرة] اهـ.
وقال العلامة الزرقاني في "شرحه على مختصر خليل" (1/ 480، ط. دار الكتب العلمية): [وأمَّا الصَّلاة للزلزلة ونحوها فلا تُكرَه، بل تطلب؛ لقول "المدونة": أرى أن يفزع الناس للصلاة عند الأمر يحدث ممَّا يخاف أن يكره عقوبة من الله تعالى؛ كالزلزلة، والظلمة، والريح الشديد، وهو قول أشهب في الظلمة والريح الشديد، وقال: يصلون أفذاذًا أو جماعة إذا لم يجمعهم الإمام أو يحملهم على ذلك] اهـ.
وقال العلامة ابن جزي المالكي في "القوانين الفقهية" (ص: 705، ط. دار ابن حزم) عند تعداده المأمورات المتعلِّقة باللسان: [وعند الريح: اللهم إنِّي أسألك خيرها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما أرسلت به] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 602، ط. دار الكتب العلمية): [يُسنُّ لكلِّ أحد أن يتضرَّع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها؛ كالصَّواعق والرِّيح الشديدة والخسف، وأن يُصلِّي في بيته منفردًا، كما قاله ابن المقري لئلَّا يكون غافلًا؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.
وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 75، ط. دار الكتب العلمية): [(ومن رأى سحابًا أو هبَّت الرِّيح سأل الله خيره، وتعوَّذ من شرِّه)] اهـ.
وبناءً على ما سبق: فإنَّه يُستحبُّ الدعاء عند وجود رياح شديدة ونحوها بالأدعية المذكورة؛ فيسأل الداعي ربَّه خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ويستعيذ به من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به، وأن يجعلها رحمةً، ولا يجعلها عذابًا، ورياحًا لا ريحًا، وأن يفزع لصلاة ركعتين عندها؛ لئلَّا يكون غافلًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء الرياح الشديدة عاصفة التنين دعاء الريح عاصفة التنین رضی الله اهـ وقال
إقرأ أيضاً:
أدعية المطر: رحمة وبركة من الله
أدعية المطر، المطر نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وهو من أهم الظواهر الطبيعية التي تحمل الخير والبركة، ويعني الكثير للمسلمين، فهو علامة على رحمة الله ورأفته بعباده.
وفي الإسلام، يُعتبر المطر سببًا للرحمة والمغفرة، وتُستحب الدعاء أثناء نزوله لطلب الخير والبركة من الله.
أدعية المطرعند نزول المطر، يُستحب للمسلم أن يرفع يديه بالدعاء، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر من الدعاء عند هطول المطر، ومن الأدعية التي وردت في هذا السياق:
أدعية المطر: رحمة وبركة من الله1. دعاء عند بداية نزول المطر: "اللهم صيبًا نافعًا." هذا الدعاء مختصر لكنه يحمل معاني عميقة، حيث يطلب المسلم من الله أن يكون المطر نافعا للعباد والبلاد.
2. دعاء عند نزول المطر الشديد: "اللهم اجعلها سيلًا نافعا، ولا تجعلها عذابًا ولا هلاكًا." في هذا الدعاء، يطلب المسلم من الله أن يكون المطر رحمة، لا عذابًا أو ضررًا.
3. دعاء عند رؤية السحب أو البرق: "اللهم إني أسالك خير هذه الرياح، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به."
هذا الدعاء يستحب عند رؤية السحب أو البرق، ويطلب فيه المسلم من الله أن يكون في الرياح والمطر خير وبركة، وأن يقيه من شرها.
أدعية الرياح والعواصف في الإسلام أهمية الدعاء أثناء المطرالمطر يُعد من الأوقات التي تُستجاب فيها الدعوات، لذا يحرص المسلم على الدعاء في هذا الوقت لما فيه من فائدة كبيرة.
يقال إن الله سبحانه وتعالى يرحم عباده بالمطر ويستجيب لدعواتهم في هذا الوقت.
ومن المأثور أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بما يُحب عند نزول المطر.
دعاء الشكر والامتنانبعد أن يرحم الله عباده بالمطر، يُستحب أن يقول المسلم: "اللهم صيبا نافعا، اللهم بارك لنا فيه، واجعلنا من الشاكرين على نعمة المطر."
أدعية الرياح والعواصف في الإسلامالمطر ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو لحظة روحانية هامة في حياة المسلم، حيث يمكنه أن يرفع يديه ويدعو الله بما يشاء من خير، ويشكر الله على نعمة المطر التي تغسل الأرض وتمنحها الحياة.