تحليل لـCNN.. كيف يمكن لإيران استخدام مليارات صفقة تبادل السجناء مع أمريكا؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
تقرير من إعداد كايل فيلدشر وجنيفر هانسلر من شبكة CNN
(CNN)-- أصبح بإمكان الحكومة الإيرانية الآن الوصول إلى 6 مليارات دولار من أموالها لاستخدامها في الأغراض الإنسانية كجزء من صفقة أوسع سمحت بالإفراج عن 5 أمريكيين كانوا في السجون الإيرانية.
وتعد الأموال، التي تم الاحتفاظ بها في حسابات مقيدة في كوريا الجنوبية قبل تحويلها إلى حسابات مقيدة مختلفة في قطر عبر بنوك في أوروبا، جزءا أساسيا من الصفقة.
وأبلغت قطر المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين يوم الاثنين بانتهاء عملية النقل، بحسب مصدر مطلع.
وبينما تدعي الحكومة الإيرانية أنها تستطيع استخدام الأموال كيفما تشاء، فقد أكدت إدارة جو بايدن مرارا وتكرارا أن الأموال تقتصر بشكل ضيق على المشتريات غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء، وأنها ستخضع لرقابة صارمة.
وعلاوة على ذلك، أوضح المسؤولون الأمريكيون أن الأموال تأتي من إيران، وليس من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وليست تحت سيطرة الحكومة الإيرانية.
وقال بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوم الاثنين: "لن تذهب أي أموال إلى إيران على الإطلاق، سيتم دفع هذه الأموال إلى البائعين الخارجيين لشراء الأغذية والأدوية والمنتجات الطبية والمنتجات الزراعية، وإذا كان هناك أي تحويل، فسنعلم به وسنغلق هذه الحسابات".
وسارع الجمهوريون إلى انتقاد الصفقة، زاعمين أن تحويل الأموال يضر بمصداقية الولايات المتحدة في الخارج ويمكن أن يكون حافزا لخصوم الولايات المتحدة لاحتجاز مواطنين أمريكيين بشكل غير مشروع.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي إن الصفقة كانت "نتيجة شهور من العمل الشاق الذي قام به دبلوماسيونا، وخاصة في وزارة الخارجية، لتحقيق ذلك".
ما هو مبلغ الـ6 مليارات دولار.. وكيف من المفترض أن يتم استخدامه؟
الأموال التي تم توفيرها لإيران كجزء من الصفقة هي أموال إيرانية تم الاحتفاظ بها في حسابات مقيدة في كوريا الجنوبية.
وقالت مصادر، لشبكة CNN، إن الأموال جاءت من مبيعات النفط المسموح بها ووضعها في حسابات تم إنشاؤها في ظل إدارة دونالد ترامب.
والأموال متاحة الآن للحكومة الإيرانية لشراء المواد غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء لكنها ليست تحت سيطرة الحكومة الإيرانية بشكل كامل ولن تكون موجودة في البنوك الإيرانية، وفقا للولايات المتحدة.
وبدأ تحويل الأموال من حسابات كوريا الجنوبية بعد نقل 4 من الأمريكيين الخمسة من سجن إيفين إلى الإقامة الجبرية الشهر الماضي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على إعفاء يسمح للمؤسسات المالية في أوروبا بنقل الأموال إلى قطر دون خوف من فرض عقوبات أمريكية.
وقال مسؤولون أمريكيون مطلعون على الأمر، إن الحكومة الإيرانية لم تُمنح القدرة على الوصول إلى تلك الأموال إلا بعد أن وضع المسؤولون الأمريكيون أعينهم على الأمريكيين الخمسة عندما وصلوا إلى الدوحة.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في مقابلة الأسبوع الماضي، إن الحكومة الإيرانية ستقرر كيف وأين ستنفق الـ 6 مليارات دولار من الأصول المجمدة، وقال كيربي إن هذا التصريح كان "خاطئا تماما".
وأضاف: "هذه ليست فدية، وهذه ليست أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ولم نرفع أيا من عقوباتنا على إيران ولن تحصل على أي تخفيف للعقوبات".
وتابع: "سنواصل مواجهة إيران وانتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان، وسنواصل مواجهة أفعالهم المزعزعة للاستقرار في الخارج، ودعمها للإرهاب، والهجوم على النقل البحري في الخليج، ودعمها المستمر لحرب روسيا ضد أوكرانيا".
وقال: "الإيرانيون يخبرون شعبهم بما يعتقدون أنهم يريدون سماعه".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن تصريحات رئيسي كانت "عارية عن الصحة تماما لكننا نعرف الحقيقة، ولذا نحن واثقون من ذلك".
كيف تقول الولايات المتحدة إنها تمارس الرقابة؟
شدد مسؤولو إدارة بايدن على أن كل معاملة باستخدام الأموال ستتم مراقبتها من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة: "نحن ننفذ هذا الترتيب من خلال إنشاء ما نسميه القناة الإنسانية في قطر"، والتي تهدف إلى الحماية من غسيل الأموال وإساءة استخدامها.
وقال كيربي الأسبوع الماضي إن "الأموال سيحتفظ بها البنك الوطني القطري وهي متاحة للصرف بناء على طلب من الحكومة الإيرانية".
وأضاف: "يمكن للإيرانيين أن يطلبوا مبلغا لأغراض إنسانية، وستكون الدول، ونحن سيكون لدينا إشراف ورقابة كافية على الطلب نفسه، للتحقق من صحة الطلب ومن ثم تسليم الأموال المناسبة لهذا الطلب".
وتابع: "ستذهب الأموال بعد ذلك إلى البائعين لشراء وتسليم المواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى إيران، لذلك، ستذهب مباشرة إلى منظمات المساعدة أو المنظمات ذات الصلة المناسبة داخل إيران حتى يتمكن الشعب الإيراني من الاستفادة منها".
وشدد كيربي، الاثنين، على أن "الولايات المتحدة يمكن أن تمنع إجراء معاملة إذا لزم الأمر، وشدد المسؤولون الأمريكيون على أنهم إذا اكتشفوا إساءة استخدام الأموال، فيمكنهم تجميد الحسابات".
وقال المسؤول الكبير في الإدارة: "إذا حاولت إيران تحويل الأموال أو استخدامها لأي شيء آخر غير الأغراض الإنسانية المحدودة المسموح بها، فسنتخذ إجراءات لحجز الأموال".
وقال تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في واشنطن، لشبكة CNN، إن "شروط الصفقة صارمة للغاية مع إيران لدرجة أنها مهينة".
وأضاف: "إن أكبر ما تخشاه هذه الإدارة الأمريكية هو أن تُتهم بالتساهل مع إيران ومن أجل تحقيق التوازن بين حقيقة أنهم توصلوا إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الأمريكيين، فإنهم يفرضون عقوبات جديدة ويفعلون أشياء تجعلها تبدو صعبة للغاية".
ما هي الانتقادات؟
انتقد السيناتور الجمهوري توم كوتون الأسبوع الماضي الصفقة، قائلاً: "إن الطريقة لتجنب احتجاز إيران للرهائن هي أن تكون قوياً وحازماً ولا تستخدم الجزرة على شكل 6 مليارات دولار بل تستخدم العصي".
ومن المتوقع أن ينتقد نائب الرئيس السابق مايك بنس، الذي أبرم البيت الأبيض خلال ولايته صفقتين لتبادل الأسرى مع طهران، الصفقة في وقت لاحق من يوم الاثنين في خطاب ألقاه، وفقا لمسؤول كبير في حملة بنس، الذي قال إن "بنس سيقول إن الصين قد تتطلع إلى استغلال الولايات المتحدة بعد رؤية تصرفات إدارة بايدن تجاه خصومها حتى الآن"، ومن المقرر أن يكون الاتفاق مع إيران أحد أمثلة بنس لما سيسميه "موقف الضعف" للإدارة.
وفي الشهر الماضي، أرسل 26 جمهوريا في مجلس الشيوخ، بقيادة السيناتور تيم سكوت، المرشح للرئاسة، رسالة إلى بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين ينتقدون فيها الصفقة.
وقالوا: "في حين أننا نعتقد اعتقادا راسخا أن الولايات المتحدة يجب أن تستخدم كل الموارد المناسبة لضمان إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المحتجزين ظلما في الخارج، فإن هذا القرار سيعزز سابقة خطيرة للغاية وسيمكن النظام الإيراني من زيادة أنشطته المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وتساءلوا أيضًا عما إذا كان هذا الاتفاق يمكن أن يكون جزءًا من خطة أكبر لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران - وهي الفكرة التي رفضتها الإدارة بشدة، والتي تقول إنها تنظر إلى القضية النووية وقضية المعتقلين بشكل منفصل تمامًا.
وقالوا: "نحن قلقون أيضا من أن إدارتك تحاول تجاوز الكونغرس واتباع مسارات أخرى لتعويض إيران ماليا في محاولة لإعادة التفاوض على اتفاق يخلف الاتفاق النووي المشؤوم لعام 2015"، وأضافوا أن "أي اتفاق مع النظام الإيراني يتضمن مكافأة مالية على السلوك الخبيث هو أمر غير مقبول على الإطلاق".
أمريكاإيرانالإدارة الأمريكيةالحكومة الإيرانيةالعقوبات على إيراننشر الثلاثاء، 19 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الحكومة الإيرانية العقوبات على إيران الحکومة الإیرانیة الولایات المتحدة ملیارات دولار مع إیران
إقرأ أيضاً:
عاجل - "وصمة عار".. غالانت يفضح نتنياهو ويكشف عن أسرار رفضه صفقة تبادل الأسرى في غزة
في تطورات لافتة، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت عن كواليس رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد صفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الصفقة كانت ممكنة، إلا أن نتنياهو أصر على موقفه، ما أثار خلافات حادة بينهما.
وأوضح غالانت، في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت، أن قرار نتنياهو لم يكن له أي مبرر أمني أو سياسي، بل عكس توجهات أخرى، حسب تعبيره.
غالانت: لا مبرر أمني لرفض الصفقةقال غالانت إنه، إلى جانب رئيس الأركان هرتسي هاليفي، لا يرى ضرورة أمنية للبقاء في محور فيلادلفيا بقطاع غزة.
وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد حقق أهدافه الكبرى في غزة، وأنه "لم يتبقَ شيء للقيام به هناك". وصرح بأن المؤسسة العسكرية، والتي كان على رأسها، دعمت إتمام صفقة تبادل الأسرى، إلا أن رفض نتنياهو حال دون ذلك.
نتنياهو يرفض الخروج من محور فيلادلفياوأوضح غالانت أن نتنياهو رفض مقترحًا بالانسحاب المؤقت من محور فيلادلفيا لمدة 42 يومًا لعقد صفقة تبادل أسرى ثم العودة، مشيرًا إلى أن رفض رئيس الوزراء نبع من رغبة في الاحتفاظ بالسيطرة لأسباب سياسية أخرى، ويُعتقد أن هذه الخطوة تعكس رغبة نتنياهو وشركائه في تعزيز الاستيطان، رغم إقرار الجيش بعدم وجود قيمة استراتيجية للبقاء في المحور.
صفقة تبادل الأسرى وفرصة ضائعةكما أشار غالانت إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، رفض إحدى المقترحات التي طرحها نتنياهو، والتي تضمنت نفيه من غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وأن المقترحات التي قدمها نتنياهو كانت "غير واقعية"، وهو ما حال دون الوصول إلى اتفاق يُعيد الأسرى.
وأضاف غالانت خلال لقاء جمعه بعائلات الأسرى المحتجزين في غزة، أنه لا يرى سببًا واضحًا يمنع من عقد صفقة، وأن عدم عودة الأسرى "سيظل وصمة عار على جبين إسرائيل"، داعيًا عائلات الأسرى إلى الضغط على نتنياهو لاتخاذ خطوات جادة نحو حل القضية.
خلافات عميقة بين نتنياهو ووزير الدفاع المقالوفي تعليق على قرار إقالته، كشف غالانت أن الخلافات بينه وبين نتنياهو كانت تدور حول ثلاث قضايا أساسية:
التجنيد الإلزامي: أصر غالانت على ضرورة أن يلتحق كل من هو في سن التجنيد بالجيش، في حين يبدو أن نتنياهو لم يدعم هذا التوجه بشكل كامل.الإفراج عن الأسرى: تمسك غالانت بإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، وهو الأمر الذي لم يحظ بدعم من نتنياهو.تشكيل هيئة تحقيق رسمية: طالب غالانت بضرورة فتح تحقيق رسمي في أحداث ما بعد السابع من أكتوبر 2023، وهو مطلب أثار خلافًا كبيرًا مع رئيس الوزراء.إقالتي جاءت لرفض سياسات نتنياهووعلى خلفية هذه الخلافات، أعلن نتنياهو، يوم الثلاثاء، عن إقالة غالانت، قائلًا إنه لم يعد يثق في قدرته على إدارة العمليات العسكرية، وأنه من غير الممكن استمرار إدارة الحرب في ظل "أزمة ثقة" بينهما، معتبرًا أن قرار إقالته يعكس محاولات نتنياهو للسيطرة على قرارات المؤسسة العسكرية بشكل منفرد، داعيًا مجلس الوزراء لمراجعة مواقفه بشأن إدارة الحرب.
مطالبات بتغيير السياسة تجاه غزةوتأتي تصريحات غالانت لتزيد من الضغوط على نتنياهو لإعادة النظر في سياسته تجاه قطاع غزة، لا سيما مع تصاعد الأصوات المطالبة بإيجاد حلول للأسرى المحتجزين.
وحث غالانت عائلات الأسرى على تعزيز علاقتهم برئيس الوزراء والضغط باتجاه تنفيذ الاتفاقات التي تمت مناقشتها سابقًا، واصفًا موقف نتنياهو بأنه عقبة أمام حل عادل ومستدام.