بني هلبة والسلامات: الدعم السريع وسيطاً في حرب داخل حرب (1-2)
عبد الله علي إبراهيم
في حين يخوض “الدعم السريع” حربه مع الجيش السوداني وجد نفسه مضطراً إلى الالتفات لحرب تدور في مناطق نفوذه ومناصريه، بل بين منتسبيه. فاندلعت منذ منتصف أغسطس (آب) الماضي حرب بين شعبي بني هلبة والسلامات في جنوبي دارفور. وفشلت مساعي عدد من زعماء القبائل حتى يوم 16 منه في نزع فتيلها.

ووقعت الاشتباكات المسلحة بينهما في منطقة كبم التابعة لمحلية عد الفرسان، مركز إدارة قبيلة بني هلبة، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
وجاء في المصادر أنه تم نقل عدد من الأسر من قبيلة السلامات من بلدة كبم إلى منطقة أم دخن الحدودية بين السودان وتشاد بما يعيد للأذهان تهجير أسر من السلامات أنفسهم إلى أم دخن بعد صراع قديم لهم مع شعب المسيرية في أكتوبر (تشرين الأول) 2013. وقالت مصادر من القبيلتين إن لجنة المساعي عقدت جلسات عدة مع ممثلين للقبيلتين كل على حدة، لكنها لم تستطع التوفيق بين الطرفين للتوصل إلى تفاهمات تضع حداً للمواجهات المسلحة بين الجماعتين.
ومما له علاقة بالحرب الراهنة في السودان تحول منتسبو “الدعم السريع” في الجماعتين كل إلى قبيلته التي تؤويه، فعاد كل فريق منهم من ساحة الوغى في الخرطوم ونيالا وزالنجي للحرب مع أهلهم بالأسلحة الثقيلة والسيارات ذات الدفع الرباعي، وغالبه من عتاد “الدعم السريع”.
للسلامات، الطرف في هذه الحرب داخل الحرب، سيرة في الصراع على الوجود في السودان تضافرت على نسجها عوامل إيكولوجية وسياسية واجتماعية وثقافية، بل وعالمية. وسيساعد الوقوف عندها في فهم نزاعها هذا مع بني هلبة في غمرة حرب وطنية ماحقة.
أصل العرب السلامات منطقة أم تيمان في تشاد، وجاؤوا إلى السودان في جماعات بسبب سياسات فرنسية وسياسية ووطنية وطبيعية، وأقاموا بين عرب التعايشة البقارة التي تحاذيهم من جهة السودان، وكانوا يحصلون على الجنسية السودانية حتى 1979 باسم التعايشة صاحبة الدار، أو الحاكورة.
ومن أعراف المستجير بحاكورة ألا يطمع في ملكية الأرض التي قد يزرعها أو يرعى فيها ويسقى منها، وعليه رسوم عينية يدفعها لقاء هذا الانتفاع، ومتى لم تكن للجماعة دار تجردت من الحقوق السياسية التي تتمثل في رتبة “النظارة” التي لها التصريف على الدار وتكون مقاليدها بيد شيخ الجماعة مالكة الحاكورة.
ويسمح قانون الإدارة الأهلية وأعرافها لمثل السلامات بمناصب دون النظارة على خاصة أهلهم مثل الشيخ أو العمدة خاضعة للناظر. ومسمى هذا الوضع عرفياً هو “التبع”، ويعرف أهله بـ”الأكالة”، أي أن تكتفي من الحقوق بما تأكل مما تزرعه في أرض غيرك، ولا شأن لك بسياساتها، وهو وضع مهين ضرج الريف السوداني بنزاعاته الفادحة. ومتى تكاثرت الجماعة كان أول ما تفعل هو الانعتاق من هذا الوضع المهين لحيازة دار باسمها ونظارة. وغالباً ما تنازعت طويلاً مع الجماعة صاحبة الدار لتأكيد ذاتيها في معارك تكاد لا تنتهي. فاحتربت السلامات من أجل تأكيد ذاتيتها لا مع التعايشة الذين أجاروها أولاً فحسب، بل مع جيرتهم من عرب بني هلبة والهبانية.
ومع ذلك كان أقصر الطرق إلى الخروج من التبع إلى الدار المعززة أن تعقد مثل السلامات صفقة مع الحكومة المركزية في الخرطوم جائزتها الدار والنظارة. وكانت دولة الإنقاذ (1989-2019) حالة مثالية لعقد مثل تلك الصفقات مع كل مطالب بالنظارة. فمعلوم أنه قامت ضدها في دارفور منذ 2003 حركات مسلحة احتاجت حكومتها للاستعانة بوكلاء محليين لحربها.
واختلفت أدوار السلامات مع الإنقاذ حرباً وصلحاً في سعيهم للخروج من ربقة التبع. فحاربوا مع الإنقاذ “تمرد” بولاد الإسلامي في دارفور عام 1999 والقبائل غير العربية من 2003 إلى 2005، والتقوا بالرئيس عمر البشير في 2008 وبايعوه على المنشط والمكره ليصدق لهم برتبة النظارة، ووعدهم ولم يوف، واضطرت السلامات إلى إنشاء حركتها المسلحة لمقاومة الإنقاذ باسم “الحركة الثورية للمهمشين”، ولكنها عادت لتتصالح مع الحكومة بفضل زعيم جديد لها جاء من القوات المسلحة السودانية. فنجح في دمج المسلحين من جماعته في الاستخبارات العسكرية وحرس الحدود. ونالت القبيلة أخيراً رتبة النظارة في 2011 من فوق بعض دار كانت لغيرها مما أوغر أهلها عليها.
ومن المثير أن توقف محمود ممداني في كتابه الذائع “المنقذون والمنقذون: دارفور والسياسة والحرب على الإرهاب” (2009) عند السلامات في سياق الحرب الباردة. فسعى، في قوله، معمر القذافي بعد نزاعه مع أميركا إلى سبيلين، تعزيز علاقاته مع الاتحاد السوفياتي وتعبئة عرب تشاد المبعدين من آلة الحكم في بلدهم لفتح جبهة شرقية ضد تشاد التي كان يحاربها طمعاً في استكمال مشروع توسعه فيها منذ 1978 إلى 1987. فكانت حروب تشاد الأهلية في سنوات ما بين أوائل السبعينيات إلى التسعينيات قد ألجأت طوائف كبيرة من النازحين إلى السودان.
وتقول الإحصائيات إن نسبة النازحين من تشاد إلى دارفور بلغت 10 في المئة من سكانها. فمن جاؤوا فرادى ذابوا في جماعات أهلهم بدارفور وفقدوا هويتهم التشادية، ووجدت حكومة الإنقاذ في هذا الفيض من النازحين مصدراً للتجنيد في الدفاع الشعبي وغيره من نظمها شبه العسكرية متى دعا الداعي. وحصل هؤلاء التشاديون على الجنسية السودانية متى تجندوا. أما من جاء بجماعته مثل السلامات فدخل في مطب أعراف الحاكورة ومقتضاها كما رأينا.
وترتب أمران على هذا التجييش لعرب تشاد، أولهما وفود كتلة من البشر لدارفور أحسنت استخدام السلاح خلال انتسابها لحركات معارضة في تشاد، أما الأمر الثاني فهو نشوء أيديولوجية عربية للتضامن من فوق مظالم هذه الجماعة كرعاة في الساحل الأفريقي تجسدت في مثل التجمع العربي ووثائقه التأسيسية مثل “منفستو قريش”.
واندلق السلاح على دارفور عبر تشاد التي تسلحت بسخاء من أميركا في حين فعل الاتحاد السوفياتي المثل مع القذافي. وبلغ رخص السلاح حد أن لم يزد سعر الكلاشنيكوف على 40 دولاراً. ومن تلك البيئة المسلحة حتى أسنانها خرجت ظاهرة الجنجويد، وهم خلعاء القبائل الذين يحترفون النهب ويؤجرون بندقيتهم بالثمن. وقال ممداني إن الجنجويدية هي محنة الرعاة على نطاق الساحل. واضطر عدوان هؤلاء العرب على المزارعين في جبل مرة إلى إنشاء المزارعين لحركاتهم المسلحة التي تذود عنهم.
لفت ممداني النظر إلى أن العرب البادية قليلة الاكتراث للحدود السياسة التي تواضعنا عليها. فليس من أرض تمتنع عليهم طالما كان فيها كلأ لسعيتها، كما نبه إلى أن الحالة المشاهدة في دارفور هي أثر من الحرب الباردة وبالوكالة بين أميركا وروسيا.
ونواصل

بني هلبة والسلامات: الدعم السريع وسيطاً في حرب داخل حرب (2-2)
عبد الله علي إبراهيم
في حين يخوض “الدعم السريع” حربه مع الجيش السوداني وجد نفسه مضطراً إلى الالتفات لحرب تدور في مناطق نفوذه ومناصريه، بل بين منتسبيه. فاندلعت منذ منتصف أغسطس (آب) الماضي حرب بين شعبي بني هلبة والسلامات في جنوبي دارفور. وفشلت مساعي عدد من زعماء القبائل حتى يوم 16 منه في نزع فتيلها. ووقعت الاشتباكات المسلحة بينهما في منطقة كبم التابعة لمحلية عد الفرسان، مركز إدارة قبيلة بني هلبة، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
وجاء في المصادر أنه تم نقل عدد من الأسر من قبيلة السلامات من بلدة كبم إلى منطقة أم دخن الحدودية بين السودان وتشاد بما يعيد للأذهان تهجير أسر من السلامات أنفسهم إلى أم دخن بعد صراع قديم لهم مع شعب المسيرية في أكتوبر (تشرين الأول) 2013. وقالت مصادر من القبيلتين إن لجنة المساعي عقدت جلسات عدة مع ممثلين للقبيلتين كل على حدة، لكنها لم تستطع التوفيق بين الطرفين للتوصل إلى تفاهمات تضع حداً للمواجهات المسلحة بين الجماعتين.
ومما له علاقة بالحرب الراهنة في السودان تحول منتسبو “الدعم السريع” في الجماعتين كل إلى قبيلته التي تؤويه، فعاد كل فريق منهم من ساحة الوغى في الخرطوم ونيالا وزالنجي للحرب مع أهلهم بالأسلحة الثقيلة والسيارات ذات الدفع الرباعي، وغالبه من عتاد “الدعم السريع”.
كان لا بد لـ”الدعم السريع” أن يحتوي نزاع بني هلبة والسلامات الدموي. فدارفور وجنوبها بالذات من مناطق نفوذه القوية، وتواصى زعماء قبائلها قبل أسابيع بالوقوف بصفه في الحرب ضد القوات المسلحة. علاوة على انفضاح هشاشة نظمه للتجنيد على وتيرة القبيلة. فما اصطرع بنو هلبة والسلامات حتى صار للقبيلة المكان الأول عند منتسبيها دون “الدعم السريع”. فاجتمع “الدعم السريع” بقيادة الكولونيل حامد أبيلو بزعماء القبيلتين في حضور وسطاء آخرين لعقد الصلح بينهما بعد فشل الساعين قبله من صفوة القبائل في عقده. ونشرت “سودان وور مونيتور” (17 أغسطس)، الموصولة بمجريات دارفور، وثيقة الصلح التي تراضى الجمعان عندها. و”المنيتور” على شك إن كان الصلح قد وقع في غير الوثيقة.
لم يخرج مجلس الصلح الذي عقده “الدعم السريع” بين بني هلبة والسلامات عن دارج ما اتفق للدولة السودانية في مقاربة مثل هذا النزاع منذ الاستقلال. فتغطي عليه بـ”باركوها”. فلا تتقصى البواعث من ورائه في الذي عرضنا له أعلاه. ولا يلبث أن يتجدد النزاع فتعيد الدولة كرة طقس الصلح بحذافيره. فلن تجد في بيان الصلح الصادر عن اجتماع “الدعم السريع” بالقبيلتين ما لم تسبق إليه كل البيانات مثله عبر تاريخ الحكم الوطني. وهي بيانات مبلغ همهما ضبط الأمن لا معالجة “جذور الأزمة” التي بين أيديهم.
و”جذور الأزمة” هي العبارة الطاغية في خطاب المسألة السودانية، ولذا كان مثل هذا الصلح قصير العمر ليعود النزاع مجدداً، كما درجت هذه البيانات على الاختباء وراء نظرية مؤامرة ما دون رد النزاع إلى الأصل في قيامه. فقال البيان بشكل عام إن حرب القوم هذه لم تكن لتقوم لولا “العنصرية والقبلية” بلا تفصيل، وهو مستغرب من حركة مسلحة القبيلة قوام جيشها، ثم يذهب البيان كالعادة إلى اتهام طرف ثالث بتدبير مكيدة الحرب.
ولن يعدم “الدعم السريع” بالطبع من تعيين الملام في هذه الحرب، فأشار بإصبع الاتهام إلى القوات المسلحة التي لم تسمع للعالم وهو يناشدها أن تكف عن الحرب وترعى وطنها، وحدد الجهة القائمة بالفتنة مباشرة، وهي جهاز استخبارات الجيش الذي يفسد ما بين القبائل ليغطي على الحرب القائمة، وليخفف الضغط على قوات الجيش في الخرطوم ونيالا، ثم يختتم البيان بتذكير المتخاصمين بأنهم إخوة في الدين والدار والوجود والأنساب ليحذروا مما “ارتكبه شباب طائش خالف ما تواثقت عليه 88 قبيلة في دارفور لنبذ الفرقة والحرب”، وناشدهم ألا يرفع أحد في بلدة كبم عصاة على أحد. ولنعد بدلاً عن ذلك للتزاوج في بعضنا، ومزج الدم، والمحاصيل والسوق.
لربما ظن السلامات وبنو هلبة أن زمالة السلاح، التي انعقدت بينهما في “الدعم السريع” لبناء سودان غير ما عاشوا تحته لعقود، منجية، لكن ظل الحال في حاله. فما اصطرعا حتى تلاشت هذه الزمالة وعاد كل فريق منهم إلى قبيلته التي تؤويه. ولم يتغير شيء سوى أنهم تأبطوا سلاحاً من “الدعم السريع” أشد فتكاً. واضطرت الحرب القبلية السلامات ذات الأزمة الوجودية في السودان إلى اللجوء في أغسطس 2023 إلى البلدة الحدودية نفسها فراراً من ويلاتها. ومع ذلك لم يعرف أي منا في التاريخين ما كان خطبهم سوى أنه ثائرة نزاع قبلي مجهول السبب لأنه لا أحد حرص على فض لغزه. والصلح خير.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع المسلحة بین فی السودان فی الخرطوم فی دارفور حرب داخل عدد من

إقرأ أيضاً:

الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر

الناس الحاليا واقفين ضد الجيش (او خليني اقول ضد الحرب) هسي . اذا افترضنا فيهم حسن النية ف هم بعاينوا لمعاناة المواطن الموجود في مناطق الحرب و بعاينوا لخسائر السودان من وراء الحرب و بيربطوا الموضوع ده بالكيزان و بيدعوا انو الموضوع ده حرب سلطة …

و اي زول شايف الحرب الدائرة في السودان دي حرب جنرالين مع بعض بخصوص السلطة ف انا بقول ليك بالفم المليان ( انت ما فاهم سياق الحرب)

الحرب الحاصلة في السودان دي تم التنبؤ بيها بواسطة كمية كبيرة جدا من السياسيين بل حتى و رجال الدين ( زي المرحوم الشيخ محمد سيد حاج) … لانو الموضوع ده هو مشروع اجنبي

لمن اقول ليك مشروع اجنبي بقصد انو ممكن يستعمل اي اذرع محلية … و اي عملاء … ما بالضرورة فلان او علان … في النهاية المشروع نفسو ماشي …
المشروع يا سيدي العزيز كالتالي :
١ تفكيك السودان و تفتيتو لدويلات و استغلال ثرواتو
٢ احداث تغيير ديموغرافي و احلال و ابدال لمواطنين المنطقة

و طبعا بي ضعف السودان و عدم وجود دولة ذات سيادة فيهو الحاجة دي من جانب بتسهل سرقة ثرواتو .. و من جانب تاني و ده الاهم بتحدث فراغ امني في المنطقة و بالتالي قواعد حربية لدول عظمى عندها صراع بينها و بتتصارع على الشرق الاوسط و على المنافذ البحرية و خطوط التجارة العالمية … و الكلام ده اكبر من البرهان و اكبر من حميدتي و اكبر مني و منك … لكن الله اكبر …

المشروع ده قدييييم و تم التحدث عنو من بداية الالفينات ( منذ عام ٢٠٠٢ ) لدرجة في ناس كتار كانوا قايلينو ونسة و كلام ساي … لكن المشروع ماشي بالنص كما نص التحليل السياسي و كما تضمنت مسودة المشروع….

المشروع وجد ادوات تم انشاءها في فترات متفاوتة .. زي الدعم السريع ..و زي قوى الحرية و التغيير …و غيرها .. و انطبخ على نار هادئة جدا…

ف انت لمن تقول اقعدوا اتفاوضوا … انت بتتخيل انو التفاوض مع الدعم السريع ممكن يفضي لنتيجة …و ممكن عبر التفاوض انت تحصل على دولة مستقرة و ذات سيادة مرة اخرى … او عبر التفاوض ممكن ما يتم تهجيرك ..و ( ما تسكن بيتك الكدايس كما ذل به لسان قائدهم) ف آنت واهم …..و ما عارف المطرة صابة وين…

و ما عارف انو الحاجات الانت داير تفاوض عليها دي بتعارض اساس المشروع … و الموافقة عليها يعني هدر تام لكل الموارد و المجهود التم دفع فاتورتو اثناء التخطيط للمشروع خلال اكثر من عقدين من الزمان ….

مع الوضع الاقتصادي العالمي و مع الراهن السياسي العالمي … القوى العظمى دي حاليا ما عندها اذرع عسكرية غير الدعم السريع تقدر تحاول تطبق بيها مشروعها ده .. بلغة اخرى ما بتتحمل تكلفة تدخل عسكري مباشر لانو في ملفات كبيرة جدا شاغلاها و ما زالت تلعق جروح خسائرها الناتجة عن التدخلات العسكرية المباشرة بشكل قد يؤدي الى انهيار اقتصادي للدولار و تغير اقطاب الاقتصاد عالميا و استبدال الدولار بعملات اخرى و ما عايزين نتوغل في الحتة دي … لكن خليك عارف انو كلو مرتبط ببعضو…

و الموضوع ده بخلي حاجة الدول العظمى الماسة لانجاز مشروعها في السودان عبر ذراعها ( الدعم السريع ) هي حاجة قصوى و مكنكشة في تمويل المشروع ده بالغالي و النفيس
و مافي طريقة انك تفشلو الا عسكريا بقطع الذراع الاسمو الدعم السريع ده .. ثم تفاوض من موضع قوة

ولو انتصرت على ذراعها ده ما حتقدر تكون ذراع عسكري بحجم و قوة الدعم السريع في ال ٥٠ سنة او ال 100 سنة القدامك دي … الا كان تقلب ليك الحركات المسلحة و دي كلها مجتمعة اقل ب ١٠٠ ضعف خطورة من الدعم السريع اذا اخدنا بالحسبان الاختراقات الاستخباراتية و التمكن من مفاصل الدولة.
عليه الحرب الحاصلة دي لابد من خوضها عسكريا

و الدعم السريع ده الليلة دي لو الجيش مشى فاوضو و الجيش اتنازل عن كل شي و قال ليهو نحنا عملنا ارضا سلاح .. ابدا ما تتخيل انو المناظر الماساوية البتشوفها و بتخليك تقول (لازم الحرب تقيف) دي حتنتهي … ابدا

بالعكس كدة الجيش بكون اخلى ليهم الساحة عشان ينفذوا مشروعهم باريحية اكتر ….
القتل بدل بالواحد حيكون بالكوتة و مقابر تتحفر بالاليات الثقيلة
و الاغتصاب حيكون بالصف

و هجرة اهلهم للخرطوم حتكون بالباصات السفرية المكيفة و دي اساسا اول ايام في الحرب لما شموا ريحة انتصار في الخرطوم ابدا ما اتاخروا في انهم يبدوا في ترحيل اهلهم …. حاليا مع تقدم الجيش في الخرطوم بدت عندهم رحلتهم العكسية …. و دي هم ما داسينها … انو رغبتهم هي السكن في بيوت الخرطوم
و انت ما حتشوف بيتكم قريب

عشان كدة نحنا بنقول بل بس .رغم بشاعة ما يحدث الان و رغم ما يبكي اعييننا من مشاهد… لوعينا بانو الحرب دي تحديدا بتختلف من حرب الجنوب و كل الحروب الاخرى الانت بتستشهد بيها في كلامك عن انو كل الحروب بتننتهي بتفاوض … و لوعينا بانو اذا الجيش رفع يدو لن يزيد الامر الا سوء…

الحرب المرة دي ضدك انت .. من اجل تهجيرك و قتلك انت … وليست حرب قضية حقيقية …
انت كمواطن سوداني …افهم انو املك الوحيد اذا عايز ترجع بيتك انو الجيش ينتصر … فقط …
الجيش كمؤسسة بكل علاتو و مشاكلو و ما فيهو من قصور …. هو حاليا بعد الله املك الوحيد في الرجوع لبيتك …

الكلام ده انت لو ما فاهمو حتدعم خط ابدا ما حيرجعك بيتك..
و باذن الله سينتصر الجيش السوداني

Ahmed Crash

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • حالة إنسداد!!
  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • وفيات جراء غرق سودانيين أثناء هربهم من الحرب.. بينها عائلات كاملة
  • البرهان: مسلحون من تنظيم الدولة يقاتلون مع قوات الدعم السريع
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • 25 نازحا سودانيا فروا من الحرب فغرقوا في النيل الأزرق
  • بايدن برر بؤس أدائه في المناظرة بكثرة الأسفار التي هدت حيله وكادت ترميه من طوله !!..
  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • شهود عيان لـ«التغيير»: قوات الدعم السريع وموالين لها يستهدفون ناجين من مجازر الجنينة