بوابة الوفد:
2024-11-23@14:39:03 GMT

تعرف على عذاب قوم شعيب المذكور في القرآن الكريم

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

جمع الله -سبحانه وتعالى- لقوم سيدنا شعيب -عليه السلام- صنوفاً من العذاب، وأنواعاً من العقوبات، وأشكالاً من البلايا المتنوعة؛ وذلك لما اتصفوا به من قبح الأفعال والأعمال، وتكذيب الرسل والأنبياء، والاستهانة بالإنذار والإمهال الإلهي؛ فكان عذابهم بالرجفة والصيحة والظُّلة.

 

وقد جمع بعض المفسرين والمؤلفين بين هذه العذابات فقالوا: إنّ أول ما بُدأ بهم كان بالرجفة، فخرجوا من بيوتهم خوفاً من سقوط الأبنيّة عليهم، فصهرتهم الشمس بحرارتها، فكانت لهم الظُّلة التي أُحرقوا بها؛ ثمّ عمّتهم الصيحة فهمدوا بعدها.



جاء ذكر الرجفة في سورة الأعراف؛ حيث ناسب الحديث عنها في هذه السورة؛ لأنّ قوم شعيب -عليه السلام- أرجفوه ومن معه من المؤمنين بالإخراج من القرية، وأخافوهم من الإكراه على اتباع ملّة الكفر والشرك؛ فكان الإرجاف للقوم مقابل الإرجاف للمؤمنين، والخيفة مقابل الإخافة.

 

قال -تعالى-: (وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ* فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ)؛ والرجفة هي شدّة الحركة والاضطراب، فأخذت الأرض تزعزعهم وتشتدّ بحركتها عليهم حتى كانوا خامدين هالكين.

 

 الصيحة قال -تعالى- في سورة هود: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)؛ والحديث عن عذاب الصيحة في هذه السورة الكريمة مناسب لما ذُكر فيها من حوار شعيب -عليه السلام- وقومه. الذين رموا نبيّهم بالكلام القبيح والاستهزاء والنقص، والتهكم على العبادة التي جاء بها هذا النبيّ الكريم، فكانت الصيحة مناسبة لإسكاتهم وزجرهم، ونهيهم عن هذا التعاطي، فجاءتهم صيحة تُسكتهم، بعد رجفة أسكنتهم بأن صاح بهم جبريل -عليه السلام- بصوت شديد مرتفع، أخرجت أرواحهم من أجسادهم، وصُرعوا على ركبهم من هول ما سمعوه.

 

أخبر الله -سبحانه- في سورة الشعراء أنّ عذاب قوم شعيب -عليه السلام- كان بالظُّلة؛ وذلك إجابةً لما طلبوه من نبيّهم -عليه السلام- بأن يُسقط عليهم السماء، فكان الجواب لما رغبوا به؛ قال -تعالى-: (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ* وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ* فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ* فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

 

 وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ قوم شعيب -عليه السلام- أصابهم الحرّ الشديد، إذ بعث الله -تعالى- عليهم حرّاً حارقاً لم تنفعهم بيوتهم في الوقاية من ذلك، فأرسل الله -سبحانه- عليهم سحابة كبيرة، أسرع القوم إليها ونادوا بعضهم بعضاً ليستظلوا بها.

 

ولمّا وصلوها كانت أشدّ حرّاً مما سبق، فأهلكهم الله -تعالى- تحتها، وقيل إنّ أدمغتهم غلت في رؤوسهم كما يغلي الماء في القدر الموضوع على النار؛ وذلك من شدّة ما نالهم من الحرّ والغمّ، وقيل إنّ الحرّ تسلّط عليهم سبعة أيام، فخرج أحد القوم يبتغي مكاناً يستظلّ فيه، فرأى سحابة أرسلها الله -تعالى-، فلمّا جلس عندها وجد الراحة وبرد الظلّ؛ فانطلق يدعو القوم، ولمّا اجتمعوا تحتها تأججت ناراً فهلكوا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: علیه السلام

إقرأ أيضاً:

آيات قرآنية عن الشكر لله عز وجل

وَرَدَ في القرآن الكريم آيات قرآنية كثيرة تتحدث عن الشكر، منها الآتي: قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ). وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، وقال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ). 

أسرار القرآن الكريم.. تأملات في معنى "الرحمن الرحيم" من أسرار القرآن الكريم: ما السر في ابتداء الفاتحة بالتحميد؟

وقال تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، قال تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا). وأيضاً كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).

 وفيما يخص الفرق بين الحمد والشكر، بالفرق من ناحية العموم، فالحمد أعمّ من الشكر من ناحية السبب، فهو يشمل جميع الأسباب اللازمة والمتعدية، وكذلك فهو أخص لأنه يكون في القول فقط، أمّا الشكر لا يكون إلّا في الصفات المتعدية فقط، ومن جهة العموم فهو أعمّ؛ لأنه يكون في القول والفعل والقلب.


 

مقالات مشابهة

  • بحضور وزير الأوقاف.. ختام حفل حفظة القرآن الكريم يضيء مسجد الوهاب بالسقالة
  • رئيس جامعة سوهاج يكرم حفظة القرآن الكريم بالصلعا
  • رئيس جامعة سوهاج يكرم ٢٥ من حفظة القرآن كاملًا بمدرسة القرآن الكريم بالصلعا
  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • «الإفتاء»: تلاوة المرأة للقرآن الكريم بحضرة الرجال الأجانب تجوز مع الكراهة
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية ويوصي بانتهاج طريقة المصحف المعلم
  • آيات قرآنية عن الشكر لله عز وجل
  • إطلاق الجزء الخامس من موسوعة الفروق اللغوية واللمحات البلاغية في القرآن
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام