تواصل سلطات الانقلاب الحوثية، محاولاتها لطمس ذكرى الثورة اليمنية الخالدة، السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، بقرارات على مختلف المستويات، وفي مختلف القطاعات الحكومية والخاصة بمناطق سيطرتها.

وأظهرت وثيقة اطلع عليها المشهد اليمني، اليوم، توجيهات من مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للمليشيات الحوثية، تقضي بصرف النصف الأول لمرتب شهر سبتمبر 2018، لموظفي الخدمة المدنية الذين لم يسبق لهم استلام ذلك النصف.

ونص التوجيه الذي أصدره المشاط، أمس الإثنين، 18 سبتمبر 2023، بأن النصف مرتب، بمناسبة الذكرى التاسعة لنكبة 21 سبتمبر 2014، ذكرى الانقلاب الحوثي الإمامي المشؤوم، وكذلك بمناسبة المولد النبوي .

الجدير بالذكر، أن المليشيات الحوثية تسعى من وراء نصف الراتب السنوي، لإجبار الموظفين على الحضور في فعالياتها بذكرى نكبة 21 سبتمبر.

وتمتنع المليشيات الحوثية عن صرف نصف المرتب لأي موظف لا يحضر مع عائلته للمشاركة في ذكرى الانقلاب .

واعتاد الموظفون اليمنيون، قبل مجيء الجائحة الحوثية وعودة الإمامة بثوبها الجديد القديم، أن تصرف الدولة الجمهورية إكراميات مالية وعلاوات فوق الرواتب، في كل ذكرى لأعياد الثورات اليمنية المجيدة، 26 سبتمبر ، 14 أكتوبر ، 22 مايو ، 30 نوفمبر.

كما كانت الدولة بجميع مؤسساتها، ومختلف الأحزاب اليمنية وجميع فئات الشعب، تحتفل على مدار أيام بكل مناسبة وطنية، مع أجواء فرائحية، وخدمات ومشاريع تقدمها الدولة الحاضنة لجميع أبناء الوطن، بمختلف المحافظات .

وكانت الدولة وعاصمتها صنعاء، تتلقى التهاني من كل أقطار الأرض، بأعياد الثورة المجيدة.

وتنهب المليشيات الحوثية التابعة لإيران، مرتبات أكثر من 700 ألف موظف في مناطق سيطرتها منذ أكثر من سبع سنوات على التوالي.

وفي سياق الثورة الخالدة، وجهت دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اليمنية الشرعية، أمس الاثنين، دعوة مهمة لكافة أبناء الشعب اليمني الحر،إلى المشاركة الفعالية في احتفالات العيد الوطني الـ61 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، والعيد الوطني الـ60 لثورة 14 أكتوبر الخالدة.

وأوضحت الدائرة أن هذه المناسبات الوطنية الخالدة تأتي في ظل المعركة الوطنية التي يخوضها شعبنا وقيادته وقواته المسلحة ومقاومته ضد مخلفات الإمامة والاستعمار، المتمثلة في منظمة الحوثي الارهابية ومشروعها الإيراني التي تمردت على الدولة وتسعى واهمة إلى العودة للماضي البائد وتحاول طمس قيم ومبادئ الثورة السبتمبرية والأكتوبرية ومكتسباتهما العظيمة.

وأهابت دائرة التوجيه المعنوي بجميع أحرار الشعب اليمني في الداخل وفي الخارج والمواطنين الأحرار في المناطق التي لاتزال تحت سطوة مليشيا التمرد الحوثية إلى المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة الرسمية والشعبية بهذه المناسبات الجليلة واحياء شعائر الثورة وايقاد شعلتها وابراز أهدافها ورفع راية الجمهورية في كل ربوع الوطن بمختلف وسائل وأشكال الاحتفاء.

وأشارت إلى أهمية الاحتفال بأعياد الوطن لإبقاء قيم ومبادئ الثورة والجمهورية حاضرة في وجدان المجتمع ومحفورة في ذاكرة الأجيال، معتبرة أن الاحتشاد الوطني الواسع يؤكد تمسك الشعب اليمني بثوابته ومكتسباته واستعصائه على كل محاولات تجريف تاريخه الحضاري ومخططات تحريف هويته ومعتقداته.

كما دعت دائرة التوجيه المعنوي رجال الفكر والكلمة والنخب الحية الحرة إلى المشاركة في الحملة الاعلامية المواكبة للعيد الوطني التي ستكون تحت عنوان (‎#ميلاد_وطن_26سبتمبر)..

وأكدت على أهمية استغلال هذه المناسبات الوطنية لتعزيز التلاحم الوطني وحشد المجهود للالتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية واسناد القوات المسلحة والامن والمقاومة التي تخوض معركة الشرف والفداء وتبذل التضحيات الغالية من أجل الحرية والكرامة ومن أجل استقرار وأمن اليمن وتحقيق السلام الدائم الذي يلبي تطلعات اليمنيين وينتصر لإرادتهم.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية 

 

استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية 

صلاح شعيب

 

بالأمس مرت ذكرى قيام ثورة ديسمبر المجيدة التي أنهت أسوأ فترة استبدادية في تاريخ البلاد. إنها الثورة التي قدم فيها شبابنا تضحيات عظيمة في فترة كالحة أذاقت السودانيين كل العذاب. فضلاً عن ذلك فإن ما سمي المشروع الحضاري أضاع أكثر من ثلاثة عقود من عمر الدولة، حيث شهدنا كيف أنه تم توظيف الإسلام كأداة تجارية ضد الإسلام نفسه. ولا نحتاج لتذكير الناس أن نسخة الإسلام السياسي السودانية ساهمت في فصل جنوب السودان عن شماله، وخلقت طبقة إسلاموية سيطرت وحدها على مفاتيح السياسة، والاقتصاد، ومنابر الثقافة والإعلام، والخدمة المدنية، والقطاع الخاص، وغيرها من مجالات العمل في السودان. كل هذه السيطرة الاستبدادية تعززت منذ عشريتها الأولى بقبضة أمنية أداتها تعذيب المعارضين، وإغلاق كل المنافذ أمامهم دون الحظر بحياة كريمة.

وقد أدى هذا الوضع إلى هجرة معظم العقول السودانية، وما بقيت في الداخل لُوحقت بالمضايقة المنتظمة حتى قبل لحظات من سقوط نظام الحركة الإسلامية. وأثناء هذا الوضع تفشت المحسوبية، والفساد، وشراء ذمم الناس الضعيفين حتى انهارت مهنية الخدمات، والأجهزة العسكرية، والأمنية. وكذلك أفرزت سياسة الإسلاميين الاغتيالات السياسية، والإبادة الجماعية في دارفور، وقصف الأبرياء بالبراميل الحارقة في مناطق النزاع. ولعل هذه الحرب الدائرة الآن أكبر دليل على انهيار مؤسسات الدولة، وتفريغها من فاعليتها. بل إن هذه الحرب لا تنفصل من تأثير سياسة الإسلاميين السالب على النسيج الاجتماعي في الدولة، إذ استعانت بالمليشيات وسيلة للدفاع عن فساد نخبة المؤتمر الوطني.

إن ما فعله الإسلاميون ما قبل مفاصلتهم، وبعدها، لا يمكن إجماله في هذا الحيز. ولكن المهم القول هو إن الحركة الإسلامية قدمت أسوأ نموذج للاستبداد السياسي في التاريخ الحديث. ولذلك كانت ثورة ديسمبر فرصة للسودانيين لإثبات جدارتهم في إلحاق الهزيمة بأنظمتهم الديكتاتورية التي كلها ذهبت إلى مزبلة التاريخ ليكسو العار وجوه الذين أسّسوا لذلك النظام السياسي الفاسد، والقمعي، والقبيح.

إن استهداف ثورة ديسمبر بدأ منذ نجاحها بتدبير من قيادات في المكون العسكري ربطت بينهم والإسلاميين علاقات خفية. ورغم ما أبداه البرهان، وياسر العطا، وكباشي، وحميدتي، من انحياز مرحلي للثورة إلا أن عرقلتهم لتطلعات رئيس الوزراء وطاقمه، والمؤسسات الأخرى التي شغلها كوادر تحالف الحرية والتغيير كان أمراً ظاهراً ما أدى إلى شل حركة حكومة الانتقال الديمقراطي. ذلك حتى استطاعوا إحداث الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 والذي أنهى المرحلة الانتقالية. ومع ذلك لم ينثن الثوار أمام الآلة القمعية للانقلابيين، وقدموا نضالات غاية في التضحية في سبيل إفشال مخطط تقويض الثورة. وهكذا عجز الانقلابيون في تنفيذ مخططهم الذي بدأ باسترداد الأموال، والأملاك، التي تحكمت فيها لجنة إزالة التمكين، وإعفاء السفراء الذين تم استرجاعهم للخدمة المدنية، وعودة الممارسات القمعية ضد الإعلاميين، وحظر نشاط الحركة الجماهيرية.

جاءت الحرب كخيار أخير للقضاء على ثورة ديسمبر بتوافق البرهان، وأركان حربه مع الإسلاميين بقيادة علي كرتي، وقد أتاح هذا المناخ الاستبدادي الجديد الفرصة للإسلامويين، ودواعشهم، للظهور علناً لدعم الجيش في حربه المقصودة أصلاً ضد الثورة. وبمرور الأيام كشفت أبواق الحرب عن مكنون مقاصدها في استهداف رموز، وأحزاب الثورة، ولجان المقاومة، عبر حملة إعلامية مسعورة تواصل النهار بالليل حتى تخلق رأياً عاماً مشوهاً في رؤيته للحرب، وسير مجرياتها.

وتواصلت أكاذيب، وتلفيقات إعلاميي النظام السابق، وبعض الانتهازيين الذين تم استخدامهم لتزوير الوقائع، وعكس صورة مخالفة للهزائم المستمرة التي مني بها الجيش وتحويلها لانتصار زائف.

ومع ذلك لم تنجح الحملات الإعلامية السافرة التي صرف لها الإسلاميون بسخاء من نزع حلم استئناف الثورة من مخيلة، وأفئدة، غالب الشعب السوداني، والذي ظل يأمل إيقاف الحرب لتنتهي المآسي الإنسانية التي خلفها المشروع الحربي لعودة الإسلاميين للحكم، ومن ثم يضطلع المدنيين بأمر الحكم المدني، ويكتمل الانتقال الديمقراطي لتحقيق شعار الثورة: حرية، سلام، وعدالة، وإعادة بناء ما دمرته الحرب.

لقد مرت الذكرى السادسة لاندلاع ثورة التاسع عشر من ديسمبر 2018، وقد شغلت كل منصات التواصل الاجتماعي، حيث سيطر النشطاء والكتاب الثوريون على منشورات هذا اليوم، مسترجعين ذكريات من النضال المشهدي ضد نظام الحركة الإسلامية، ومؤكدين إصرارهم على هزيمة مشروع إجهاض الثورة التي أتت لتقطع مع عهد التيه والضلال، ومعبرين عن رفضهم لاستمرار الحرب بوصفها وسيلة إنتحارية لقتل حلم السودانيين في عهد ديمقراطي، وإسترداد كامل النظام السابق، وتأديب الثوار. ولكن هيهات فثورة ديسمبر انبثقت لتبقى جذوتها حية مهما طال امد التآمر ضدها.

الوسوماستمرار الحرب النضال ثورة ديسمبر السودانية حلم السودانيين صلاح شعيب

مقالات مشابهة

  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
  • سودانيون يحيون ذكرى ثورة 19 ديسمبر بـ«احتجاجات إسفيرية» .. أنصار البشير يتحدونهم بالنزول إلى الشوارع
  • استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية 
  • ذكرى 19 ديسمبر: عهد يتجدد مع الحرية والسلام والعدالة.
  • بيان من حزب الأمة القومي السوداني بمناسبة ذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وذكري ثورة ديسمبر المجيدة
  • في ذكرى ثورة ديسمبر.. مواكب إسفيرية تغزو مواقع التواصل الاجتماعي
  • بيان بمناسبة ذكرى ثورة ديسمبر من تحالف القوى المدنية لشرق السودان
  • ذكرى ديسمبر: الحزب الاتحادي يدعو قوى الثورة إلى التوحد لإيقاف الحرب
  • خالد عمر يوسف يؤكد في ذكرى ثورة ديسمبر: لا عودة للظلام مرة أخرى