بروفيسور الجناحي: التطعيمات تعزز وتحفز المناعة الذاتية 

د. بشار حسن: أحصل على لقاح الإنفلونزا الموسمية طوال 30 عاماً

 د. خالد العوض: اللقاح فعَّال بنسبة 50 % إلى 60 % بالنسبة للبالغين
 

أكد عدد من الخبراء على أهمية الحصول على لقاحات الإنفلونزا الموسمية، والتي توفرها وزارة الصحة العامة اعتباراً من أمس في أكثر من 90 مرفقاً صحياً منها 31 مركزاً صحياً تابعاً لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى العيادات الخارجية بمؤسسة حمد الطبية وعدد من المستشفيات والعيادات شبه الحكومية والخاصة في جميع أنحاء دولة قطر.


وطالبوا عبر «العرب» بعدم الالتفات إلى ما يُشاع عن اللقاحات، مشددين على أن الفضل يعزى لها في الوقاية من الكثير من الأمراض.


وقال الدكتور إبراهيم الجناحي- بروفيسور الأمراض السريرية بكُلية وايل كورنيل للطب- قطر ومُدير التعليم الطبي في سدرة للطب: التطعيمات، بإذن الله تعالى، تكون سببا في منع أمراض خطيرة، وتطعيم الإنفلونزا مفيد جداً بالأخص لكبار السن ولكل أصحاب الأمراض المزمنة، كأمراض الصدر والسكري والضغط وغيرها، كما أنها مفيدة لعموم الناس أيضاً.
ونصح د. الجناحي بالحصول على لقاح الإنفلونزا، موضحاً أن الإنفلونزا قد تكون عرضا بسيطا ولكن قد يحدث لها مضاعفات أصعب، لذا فمن الأفضل أن يحصل الشخص على التطعيمات، وأن تطعيم الإنفلونزا له عشرات السنين ولم يثبت تسببه في أي مشاكل.
وأوضح أن أغلب الشائعات المرتبطة بلقاحات الإنفلونزا مصدرها إحدى المجموعات العالمية النشطة في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وهذه المجموعات هي التي تروج لمشكلات تحدث ناتجة عن اللقاحات، الأمر الذي يتسبب في ارتباك وتردد البعض في الحصول على اللقاحات.
وأضاف: لم يثبُت أن من يحصل على اللقاحات تحدث له مشاكل صحية، حتى أن الربط بين الإصابة بالتوحد والتطعيمات تم نفيها بعد مئات الأبحاث التي أكدت على أنه لا علاقة للحصول على التطعيم بالإصابة بالتوحد.
ونوه بأن التطعيمات تعزز وتحفز المناعة الذاتية للمقاومة، وأن التطعيم دوره يقتصر على تحفيز الجهاز المناعي ليكون مستعداً وجاهزا في حالة الإصابة بالفيروس، وأن هناك نوعين من المناعة الذاتية والمكتسبة، والمكتسبة هي بتعرض الإنسان للفيروسات والبكتيريا، الأمر الذي يجعل الجهاز المناعي متدرباً عليها، فيكون لديه أدوات ضد هذه الفيروسات.

الأعمار المناسبة 

من جانبه أكد الدكتور بشار حسن بشار، استشاري طب الأطفال، أن التطعيم مناسب لمن هم بعمر 6 شهور فما أكثر، مشدداً على أهميتها، وأن نسبة كبيرة من الحالات المصابة بالإنفلونزا الموسمية تكون مع الإصابة بالحرارة والصداع والسعال، ولكن في بعض الحالات تكون هناك مضاعفات كبيرة، خاصةً لدى الأطفال المصابين بأمراض تنفسية أو أمراض مزمنة كأمراض القلب أو غيرها، ممن يعتبروت هدفا أساسيا لإعطاء التطعيم.
وقال د. بشار حسن: الإنفلونزا الموسمية تشبه الجائحة السنوية، ولإيقاف تأثيرها يُفضل تطعيم جميع الأطفال، وكذلك المرأة الحامل، فهي من أهداف التطعيم المهمة، وكبار السن فوق الـ 50 عاما، ومن يعانون من أمراض مزمنة سواء كانت تنفسية أو قلبية أو مناعية أو غيرها من الأمراض المزمنة، ممن يُفضل منحهم تطعيم الإنفلونزا الموسمية.
وأضاف: وزارة الصحة العامة توفر لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل مجاني لكافة السكان، ويُفضل الاستفادة من هذا الأمر.
وتابع: أمثل جيلا من الناس الذين عاصروا بعض المشكلات الصحية قبل وبعد اللقاحات، فاللقاحات كان لها فضل كبير جداً في التخلص من مجموعة من الأمراض التي كانت تشكل مشكلات كبيرة في المجتمعات، من بينها الحصبة التي كانت قد تؤدي إلى التهاب بالدماغ والتهاب السحايا وأمراض خطيرة، وكذلك شلل الأطفال، وتأثيراته على الكثير من الأطفال، ولم نعد نرى هذه الحالات، وكذلك الجدري الذي اختفى لدرجة أنه تم إيقاف اللقاحات نتيجة أنه لم يعد موجودا بالعالم كله.
ودعا د. بشار حسن بشار إلى الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، وعدم الالتفات إلى ما يشاع من مشكلات صحية ناتجة عن اللقاحات، لافتاً إلى أن الفائدة منه كبيرة، وأن لقاح الإنفلونزا يُعطى في العالم كله، مضيفاً: أنا شخصياً أحرص على الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية بصورة سنوية طوال ثلاثين عاما، ولم يحدث لي أي مضاعفات ناتجة عن الحصول على اللقاح.

 مكافحة الإنفلونزا تبدأ منك 
في سياق متصل، انتهت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من كافة الاستعدادات المطلوبة في المراكز الصحية التابعة للمؤسسة وذلك للمشاركة في الحملة الوطنية السنوية للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية والتي سوف تطلقها وزارة الصحة العامة بالمشاركة مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وبعض المؤسسات الصحية شبه الحكومية والخاصة بدءاً من يوم 17 سبتمبر تحت شعار «مكافحة الإنفلونزا تبدأ منك»، وتأتي هذه الحملة الموسمية لعام 2023 ضمن جهود المحافظة على الصحة العامة.
وفي هذا الإطار قال الدكتور خالد العوض مدير حماية الصحة بإدارة الصحة الوقائية إن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أطلقت أمس حملتها التي تهدف من خلالها إلى تزويد الفئات المستهدفة بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية التي تنتشر بكثرة خلال فصل الشتاء. فيما كانت الحملة قد بدأت لموظفين في القطاع الصحي في مطلع الأسبوع الماضي. كما سيتم إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقالات صحفية ومقابلات إذاعية وتلفزيونية في الفترة القادمة للتعريف والتوعية بأهمية هذه الحملة المشتركة.
وأضاف: أطلقت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حملتها السنوية المشتركة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في 31 مركزاً صحياً تابعاً للمؤسسة في مختلف مناطق الدولة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، كما أن اللقاح سوف يكون متاحا للجميع بالمجان.
وتابع: تركز حملة الإنفلونزا في قطر على المجموعات الرئيسية ذات الأولوية حيث يكون الأفراد أكثر عرضة للإصابة بعدوى الإنفلونزا الشديدة وهم خمس فئات، ويمكن إصابة جميع الأشخاص من كافة الأعمار بالإنفلونزا إلا أن هناك مجموعات سكانية معينة تعتبر أكثر عرضة للإصابة، لذا من المهم أن نعطي الأولوية لتلك المجموعات وضمان حصولهم على التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية أولاً.
وهذه المجموعة هم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً وما فوق، والمصابون بالأمراض المزمنة بصرف النظر عن السن، والأطفال بين سن 6 أشهر و5 سنوات، والحوامل وجميع العاملين في القطاع الصحي.
وعن مدى أهمية اللقاح لأصحاب الأمراض المزمنة قال الدكتور خالد العوض: يجب على أي شخص لديه حالة صحية مزمنة أن يأخذ لقاح الإنفلونزا، كما ينبغي على الأشخاص الذين يعيشون في دور رعاية المسنين أو غيرها من مرافق الرعاية الطويلة الأجل الحصول على لقاح الإنفلونزا، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة (مثل أمراض القلب، الرئتين، السكري وارتفاع ضغط الدم) والأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة حيث يعد لقاح الإنفلونزا مهما للغاية لأنهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا الخطيرة التي قد تسبب الدخول للمستشفى أو الوفاة.
وأضاف: الأطفال الذين تبدأ أعمارهم بين سن 6 أشهر و5 سنوات هم في حاجة إلى أخذ اللقاح حيث إن تلقي اللقاح يقلل بشكل كبير من خطر المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا للأطفال أما فيما يتعلق بتأثير اللقاح على المرأة الحامل فإننا نؤكد مجددا أن لقاح الإنفلونزا الموسمي يعتبر آمنا للنساء الحوامل ويكفي أن نقول إنه يتم إعطاء لقاحات الإنفلونزا للنساء الحوامل على مدار أكثر من 50 سنة مضت، حيث تعتبر النساء الحوامل من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات شديدة إذا أصيبت بالإنفلونزا.
ووجه نصائح للنساء الحوامل بالقول إن اللقاح يحمي من الإصابة بالإنفلونزا أثناء فترة الحمل، كما سيوفر الحماية للمولود في الشهور الأولى بعد ولادته، ويمكن إعطاء لقاح الإنفلونزا في أي مرحلة من مراحل الحمل، ولكن كلما أسرعت في الحصول عليه كان ذلك أفضل لحمايتها.
وأوضح أنه من خلال تحليل الدراسات السابقة تبيّن أن لقاح الإنفلونزا فعال بنسبة تتراوح بين 50 % إلى 60 % تقريبًا بالنسبة البالغين بين عمر 18 و64 سنة وتعتبر هذه النسبة جيدة جدا في عالم اللقاحات، حيث إنه يقلل من شدة المرض ومن خطر الإصابة بالمضاعفات أو من خطر إصابتك بحالة شديدة تستدعي الإدخال للمستشفى.

حالات نادرة
وحول الفئات التي يجب عليها ألا تأخذ اللقاح الموسمي قال د. العوض إنها فقط في بعض الحالات النادرة التي ننصحها مسبقا بتجنب التطعيم بلقاح الإنفلونزا مثل الذين ظهرت عليهم أعراض الحساسية الشديدة (حساسية مفرطة) لجرعة سابقة من لقاح الإنفلونزا أو لأي من مكوناته.
وردا على استفسار حول أسباب الحصول على هذا اللقاح سنويا وليس لمرة واحدة كما هو معمول به في بعض اللقاحات الأخرى يقول الدكتور خالد العوض إن ذلك يعود لفيروسات الإنفلونزا والتي تتطور بسرعة كبيرة وتتغير تركيبتها الجينية قليلا بصورة مستمرة، وقد لا يحميك اللقاح الذي تلقيته العام الماضي من الإصابة بفيروسات هذا العام حيث يتم إصدار لقاحات جديدة للإنفلونزا كل عام لمواكبة فيروسات الإنفلونزا سريعة التكيُّف، وعندما تتلقى اللقاح يُنتج جهازك المناعي أجسامًا مضادة لحمايتك من الفيروسات التي فيه لكن قد تنخفض مستويات الأجسام المضادة مع مرور الوقت وهذا سبب آخر يستدعي تلقي لقاح الإنفلونزا كل عام.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزارة الصحة

إقرأ أيضاً:

في مؤتمرهم الـ41.. أطباء سورية يبحثون سبل تطوير المهنة وتعزيز مفهوم التشاركية لحل ما يعترضهم من عقبات

دمشق -سانا

ناقش المشاركون في المؤتمر العام السنوي الـ41 لنقابة الأطباء سبل تطوير المهنة والعمل النقابي والمهني للأطباء وتعديل رسوم النقابة وسعر الوصفات والتقارير والمعاينات الطبية لدعم خزانة التقاعد ورفع قيمة الراتب التقاعدي وتعويضات نهاية الخدمة والوفاة.

وطرح المشاركون خلال المؤتمر الذي عقد اليوم في فندق الشام بدمشق تحت شعار “البناء هدف والتطوير ضرورة والصحة أساس…معا نستطيع” مجموعة من القضايا التي تتعلق بتعزيز الخدمات المقدمة للأطباء عبر تفعيل مشاريع النقابة الاستثمارية، إضافة إلى التأكيد على الجانب العلمي والبحثي والتثقيفي من خلال إقامة المؤتمرات الطبية والعلمية على الصعيد المركزي والفروع وإيلائها كل الاهتمام بما يخدم تطوير العلوم الطبية، إضافة إلى رفع مستوى الخدمات مشددين على تعزيز مفهوم التشاركية لتذليل الصعوبات وحل ما يعترض الأطباء من عقبات.

وفي كلمة له أكد وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أهمية الأفكار والرؤى المطروحة التي تغني العمل النقابي وتحسن أداءه، مشددا على حرص الوزارة على الشراكة الفعالة مع النقابات الطبية لتجاوز العقبات التي تعترض عملها وبما يسهم في تطوير المهنة والارتقاء بها وضمان حق كل فرد في التمتع بصحة جيدة.

وأشار الغباش إلى أن إجمالي عدد الخدمات الصحية المقدمة في المشافي حتى نهاية شهر أيار الماضي وصل إلى ما يقارب 11 مليون خدمة مجانية وشبه مجانية، مؤكداً أن الوزارة تواصل تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمواطنين عبر مشافيها ومراكزها الصحية رغم التحديات، كما تستمر بعملية تأهيل المنشآت المتضررة جراء الإرهاب وافتتاح مشاف ومراكز صحية جديدة.

بدوره عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب النقابات المهنية المركزي صفوان أبو سعدى أكد أن مهنة الطب هي مهنة الإنسانية، وأن الطبيب السوري يعمل بشكل كبير ويقدم الخدمات الصحية، وله دور كبير في حماية المجتمع، لافتاً إلى أن الإرهاب طال الكثير من المشافي ويتم العمل مع المجتمع المحلي لإعادة تأهيل المشافي والمنشآت الصحية المتضررة.

من جانبه بين نقيب أطباء سورية الدكتور غسان فندي أن النقابة اليوم بحاجة للبناء بمفهومه الكلي في المسارات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والصحية، لتجاوز آثار المرحلة السابقة وتعويض فوات الإنجاز لخطط التنمية قبل الحرب، ومنها خطط القطاع الصحي وتحسين أداء نظام الخدمات الصحية ورفع جودتها وتطوير نظام التمويل الصحي وتحديث القطاع الدوائي.

رئيس فرع نقابة الأطباء بمحافظة الرقة الدكتور جمال العيسى أشار إلى أهمية المؤتمر للاطلاع على واقع العمل النقابي والطبي وتقييمه ووضع برامج عمل لتأمين بيئة مناسبة لتطوير المهنة والخدمات المقدمة للأطباء والمرضى وتعزيز العمل التشاركي لتجاوز مختلف الصعوبات التي فرضتها الحرب الإرهابية.

من جانبه لفت رئيس فرع نقابة أطباء حمص الدكتور عزام نجار إلى أهمية المؤتمر لجهة عرض القضايا التي تخص الأطباء وكيفية تطوير المهنة، إضافة إلى عرض ومعالجة الصعوبات والمعوقات التي تواجه المهنة والمواضيع التي تخص تقديم الخدمات للمواطن والعمل النقابي، مشيراً إلى ضرورة تطوير العمل النقابي في المرحلة القادمة كالتقرير الطبي لولادة الطفل الذي يلخص حالة الطفل بالكامل قبل تسجيله بالنفوس.

وتم خلال المؤتمر تكريم عدد من الأطباء من مزاولي المهنة في مختلف الاختصاصات ومن المتقاعدين والمتميزين في الجانب العلمي والمهني.

بشرى برهوم وراما رشيدي

مقالات مشابهة

  • وفد «جورجتاون» يزور «دبي لأصحاب الهمم»
  • «أطباء بلا حدود»: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية بدارفور يعرقل علاج مئات الجرحى
  • أطباء يكشفون أسباب الحساسية وأشهر أعراضها على مدار السنة
  • جرعة أسبرين منخفضة قد تمنع مضاعفات الحمل بسبب الإنفلونزا
  • في مؤتمرهم الـ41.. أطباء سورية يبحثون سبل تطوير المهنة وتعزيز مفهوم التشاركية لحل ما يعترضهم من عقبات
  • مدبولي: الخبراء بلا استثناء أكدوا ضرورة التحول للدعم النقدي على المدى المتوسط
  • خاص بالمواليد الجدد .. نقص حاد في لقاح بي سي جي بمستشفيات المملكة
  • جمعية أطباء الأطفال السورية تعقد مؤتمرها الـ 31
  • نتيجة للفيضانات الكبيرة في بنجلاديش والهند مصرع 6 أشخاص
  • حكومة النيل الأزرق تدعو المواطنين لعدم الإلتفات للشائعات