أكدوا أهميته لأصحاب الأمراض المزمنة.. أطباء لـ العرب: لقاح الإنفلونزا ضروري.. ولا تلتفتوا للشائعات
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
بروفيسور الجناحي: التطعيمات تعزز وتحفز المناعة الذاتية
د. بشار حسن: أحصل على لقاح الإنفلونزا الموسمية طوال 30 عاماً
د. خالد العوض: اللقاح فعَّال بنسبة 50 % إلى 60 % بالنسبة للبالغين
أكد عدد من الخبراء على أهمية الحصول على لقاحات الإنفلونزا الموسمية، والتي توفرها وزارة الصحة العامة اعتباراً من أمس في أكثر من 90 مرفقاً صحياً منها 31 مركزاً صحياً تابعاً لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى العيادات الخارجية بمؤسسة حمد الطبية وعدد من المستشفيات والعيادات شبه الحكومية والخاصة في جميع أنحاء دولة قطر.
وطالبوا عبر «العرب» بعدم الالتفات إلى ما يُشاع عن اللقاحات، مشددين على أن الفضل يعزى لها في الوقاية من الكثير من الأمراض.
وقال الدكتور إبراهيم الجناحي- بروفيسور الأمراض السريرية بكُلية وايل كورنيل للطب- قطر ومُدير التعليم الطبي في سدرة للطب: التطعيمات، بإذن الله تعالى، تكون سببا في منع أمراض خطيرة، وتطعيم الإنفلونزا مفيد جداً بالأخص لكبار السن ولكل أصحاب الأمراض المزمنة، كأمراض الصدر والسكري والضغط وغيرها، كما أنها مفيدة لعموم الناس أيضاً.
ونصح د. الجناحي بالحصول على لقاح الإنفلونزا، موضحاً أن الإنفلونزا قد تكون عرضا بسيطا ولكن قد يحدث لها مضاعفات أصعب، لذا فمن الأفضل أن يحصل الشخص على التطعيمات، وأن تطعيم الإنفلونزا له عشرات السنين ولم يثبت تسببه في أي مشاكل.
وأوضح أن أغلب الشائعات المرتبطة بلقاحات الإنفلونزا مصدرها إحدى المجموعات العالمية النشطة في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وهذه المجموعات هي التي تروج لمشكلات تحدث ناتجة عن اللقاحات، الأمر الذي يتسبب في ارتباك وتردد البعض في الحصول على اللقاحات.
وأضاف: لم يثبُت أن من يحصل على اللقاحات تحدث له مشاكل صحية، حتى أن الربط بين الإصابة بالتوحد والتطعيمات تم نفيها بعد مئات الأبحاث التي أكدت على أنه لا علاقة للحصول على التطعيم بالإصابة بالتوحد.
ونوه بأن التطعيمات تعزز وتحفز المناعة الذاتية للمقاومة، وأن التطعيم دوره يقتصر على تحفيز الجهاز المناعي ليكون مستعداً وجاهزا في حالة الإصابة بالفيروس، وأن هناك نوعين من المناعة الذاتية والمكتسبة، والمكتسبة هي بتعرض الإنسان للفيروسات والبكتيريا، الأمر الذي يجعل الجهاز المناعي متدرباً عليها، فيكون لديه أدوات ضد هذه الفيروسات.
الأعمار المناسبة
من جانبه أكد الدكتور بشار حسن بشار، استشاري طب الأطفال، أن التطعيم مناسب لمن هم بعمر 6 شهور فما أكثر، مشدداً على أهميتها، وأن نسبة كبيرة من الحالات المصابة بالإنفلونزا الموسمية تكون مع الإصابة بالحرارة والصداع والسعال، ولكن في بعض الحالات تكون هناك مضاعفات كبيرة، خاصةً لدى الأطفال المصابين بأمراض تنفسية أو أمراض مزمنة كأمراض القلب أو غيرها، ممن يعتبروت هدفا أساسيا لإعطاء التطعيم.
وقال د. بشار حسن: الإنفلونزا الموسمية تشبه الجائحة السنوية، ولإيقاف تأثيرها يُفضل تطعيم جميع الأطفال، وكذلك المرأة الحامل، فهي من أهداف التطعيم المهمة، وكبار السن فوق الـ 50 عاما، ومن يعانون من أمراض مزمنة سواء كانت تنفسية أو قلبية أو مناعية أو غيرها من الأمراض المزمنة، ممن يُفضل منحهم تطعيم الإنفلونزا الموسمية.
وأضاف: وزارة الصحة العامة توفر لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل مجاني لكافة السكان، ويُفضل الاستفادة من هذا الأمر.
وتابع: أمثل جيلا من الناس الذين عاصروا بعض المشكلات الصحية قبل وبعد اللقاحات، فاللقاحات كان لها فضل كبير جداً في التخلص من مجموعة من الأمراض التي كانت تشكل مشكلات كبيرة في المجتمعات، من بينها الحصبة التي كانت قد تؤدي إلى التهاب بالدماغ والتهاب السحايا وأمراض خطيرة، وكذلك شلل الأطفال، وتأثيراته على الكثير من الأطفال، ولم نعد نرى هذه الحالات، وكذلك الجدري الذي اختفى لدرجة أنه تم إيقاف اللقاحات نتيجة أنه لم يعد موجودا بالعالم كله.
ودعا د. بشار حسن بشار إلى الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، وعدم الالتفات إلى ما يشاع من مشكلات صحية ناتجة عن اللقاحات، لافتاً إلى أن الفائدة منه كبيرة، وأن لقاح الإنفلونزا يُعطى في العالم كله، مضيفاً: أنا شخصياً أحرص على الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية بصورة سنوية طوال ثلاثين عاما، ولم يحدث لي أي مضاعفات ناتجة عن الحصول على اللقاح.
مكافحة الإنفلونزا تبدأ منك
في سياق متصل، انتهت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من كافة الاستعدادات المطلوبة في المراكز الصحية التابعة للمؤسسة وذلك للمشاركة في الحملة الوطنية السنوية للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية والتي سوف تطلقها وزارة الصحة العامة بالمشاركة مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وبعض المؤسسات الصحية شبه الحكومية والخاصة بدءاً من يوم 17 سبتمبر تحت شعار «مكافحة الإنفلونزا تبدأ منك»، وتأتي هذه الحملة الموسمية لعام 2023 ضمن جهود المحافظة على الصحة العامة.
وفي هذا الإطار قال الدكتور خالد العوض مدير حماية الصحة بإدارة الصحة الوقائية إن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أطلقت أمس حملتها التي تهدف من خلالها إلى تزويد الفئات المستهدفة بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية التي تنتشر بكثرة خلال فصل الشتاء. فيما كانت الحملة قد بدأت لموظفين في القطاع الصحي في مطلع الأسبوع الماضي. كما سيتم إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقالات صحفية ومقابلات إذاعية وتلفزيونية في الفترة القادمة للتعريف والتوعية بأهمية هذه الحملة المشتركة.
وأضاف: أطلقت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حملتها السنوية المشتركة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في 31 مركزاً صحياً تابعاً للمؤسسة في مختلف مناطق الدولة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، كما أن اللقاح سوف يكون متاحا للجميع بالمجان.
وتابع: تركز حملة الإنفلونزا في قطر على المجموعات الرئيسية ذات الأولوية حيث يكون الأفراد أكثر عرضة للإصابة بعدوى الإنفلونزا الشديدة وهم خمس فئات، ويمكن إصابة جميع الأشخاص من كافة الأعمار بالإنفلونزا إلا أن هناك مجموعات سكانية معينة تعتبر أكثر عرضة للإصابة، لذا من المهم أن نعطي الأولوية لتلك المجموعات وضمان حصولهم على التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية أولاً.
وهذه المجموعة هم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً وما فوق، والمصابون بالأمراض المزمنة بصرف النظر عن السن، والأطفال بين سن 6 أشهر و5 سنوات، والحوامل وجميع العاملين في القطاع الصحي.
وعن مدى أهمية اللقاح لأصحاب الأمراض المزمنة قال الدكتور خالد العوض: يجب على أي شخص لديه حالة صحية مزمنة أن يأخذ لقاح الإنفلونزا، كما ينبغي على الأشخاص الذين يعيشون في دور رعاية المسنين أو غيرها من مرافق الرعاية الطويلة الأجل الحصول على لقاح الإنفلونزا، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة (مثل أمراض القلب، الرئتين، السكري وارتفاع ضغط الدم) والأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة حيث يعد لقاح الإنفلونزا مهما للغاية لأنهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا الخطيرة التي قد تسبب الدخول للمستشفى أو الوفاة.
وأضاف: الأطفال الذين تبدأ أعمارهم بين سن 6 أشهر و5 سنوات هم في حاجة إلى أخذ اللقاح حيث إن تلقي اللقاح يقلل بشكل كبير من خطر المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا للأطفال أما فيما يتعلق بتأثير اللقاح على المرأة الحامل فإننا نؤكد مجددا أن لقاح الإنفلونزا الموسمي يعتبر آمنا للنساء الحوامل ويكفي أن نقول إنه يتم إعطاء لقاحات الإنفلونزا للنساء الحوامل على مدار أكثر من 50 سنة مضت، حيث تعتبر النساء الحوامل من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات شديدة إذا أصيبت بالإنفلونزا.
ووجه نصائح للنساء الحوامل بالقول إن اللقاح يحمي من الإصابة بالإنفلونزا أثناء فترة الحمل، كما سيوفر الحماية للمولود في الشهور الأولى بعد ولادته، ويمكن إعطاء لقاح الإنفلونزا في أي مرحلة من مراحل الحمل، ولكن كلما أسرعت في الحصول عليه كان ذلك أفضل لحمايتها.
وأوضح أنه من خلال تحليل الدراسات السابقة تبيّن أن لقاح الإنفلونزا فعال بنسبة تتراوح بين 50 % إلى 60 % تقريبًا بالنسبة البالغين بين عمر 18 و64 سنة وتعتبر هذه النسبة جيدة جدا في عالم اللقاحات، حيث إنه يقلل من شدة المرض ومن خطر الإصابة بالمضاعفات أو من خطر إصابتك بحالة شديدة تستدعي الإدخال للمستشفى.
حالات نادرة
وحول الفئات التي يجب عليها ألا تأخذ اللقاح الموسمي قال د. العوض إنها فقط في بعض الحالات النادرة التي ننصحها مسبقا بتجنب التطعيم بلقاح الإنفلونزا مثل الذين ظهرت عليهم أعراض الحساسية الشديدة (حساسية مفرطة) لجرعة سابقة من لقاح الإنفلونزا أو لأي من مكوناته.
وردا على استفسار حول أسباب الحصول على هذا اللقاح سنويا وليس لمرة واحدة كما هو معمول به في بعض اللقاحات الأخرى يقول الدكتور خالد العوض إن ذلك يعود لفيروسات الإنفلونزا والتي تتطور بسرعة كبيرة وتتغير تركيبتها الجينية قليلا بصورة مستمرة، وقد لا يحميك اللقاح الذي تلقيته العام الماضي من الإصابة بفيروسات هذا العام حيث يتم إصدار لقاحات جديدة للإنفلونزا كل عام لمواكبة فيروسات الإنفلونزا سريعة التكيُّف، وعندما تتلقى اللقاح يُنتج جهازك المناعي أجسامًا مضادة لحمايتك من الفيروسات التي فيه لكن قد تنخفض مستويات الأجسام المضادة مع مرور الوقت وهذا سبب آخر يستدعي تلقي لقاح الإنفلونزا كل عام.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة الصحة
إقرأ أيضاً:
نصائح ذهبية للوقاية من السرطان
على الرغم من التقدم الحاصل في مجال العلاج من أمراض السرطان، إلا أنه لا يزال يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة.
وفيما يلي يوضح الدكتور جيف فاسيركا، أخصائي أمراض الدم والأورام وخريج كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، أهمية التعرف على مخاطر السرطان ويقدم بعض النصائح للكشف عنه. مخاطر الإصابة بالسرطان
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعد السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث يتسبب في وفاة ما يقرب من 9.7 مليون شخص. وتشمل عوامل الخطر الرئيسية، بحسب منظمة الصحة العالمية، تعاطي التبغ واستهلاك الكحول والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتلوث الهواء. كما تلعب عوامل الخطر غير القابلة للتغيير، مثل العمر والمواد المسرطنة والعوامل الوراثية وضعف جهاز المناعة، دوراً في الإصابة.
أهمية الفحوصات المنتظمةتسهّل الفحوصات المنتظمة العلاج السريع من الإصابة بالسرطان، وبالتالي خفض عدد الوفيات المرتبطة به.
وتعد فحوصات الكشف المنتظمة مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية ومسحات عنق الرحم وتنظير القولون ضرورية للكشف عن أية مشاكل في وقت مبكر، وتمكين العلاج السريع وتعزيز فرص النجاة من المرض.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة إلى زيادة نسبة معدل البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات إلى 99% في حال تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب، مقارنة بنسبة 27% فقط في حال الكشف المتأخر.
علامات رئيسيةقد تختلف الأعراض حسب نوع السرطان، ولكن هناك بعض العلامات الرئيسية، التي يجب الانتباه إليها لضمان اتخاذ تدابير سريعة والوقاية الاستباقية مثل:
• الأعراض الجسدية: ظهور كتل غير مبررة وتورم وسعال وضيق في التنفس وتغيرات في الإخراج ونزيف غير متوقع وفقدان الوزن غير المقصود والتعب والألم غير المبرر وظهور الشامات الجديدة.
• مشاكل الجهاز البولي: المضاعفات بما في ذلك الحاجة الملحة للتبول بشكل متكرر وعدم القدرة على التبول والألم.
• أعراض أخرى: تغيرات غير عادية في الثدي وفقدان الشهية والألم المستمر وحموضة المعدة والتعرق الليلي الشديد.
إن اتباع أنماط حياة أكثر صحة ومواكبة مواعيد اللقاحات الأساسية ومعالجة المخاطر البيئية يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.
• أسلوب حياة صحي: تجنُّب منتجات التبغ والحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي صحي والامتناع عن تناول الكحول.
• الحصول على اللقاحات اللازمة: أخذ اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد الوبائي "ب" والفيروسات الأخرى، التي قد تعرض الأشخاص للخطر.
• معالجة المخاطر من محيطك: تجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية واستخدام وسائل الحماية من الشمس والحد من التعرض لتلوث الهواء الخارجي والداخلي.
ومن الجدير بالذكر أن للتوعية العامة والتثقيف حول أهمية الفحص المبكر دوراً بارزاً في تشجيع المزيد من الناس على الخضوع لتلك الفحوصات، التي يمكنها إنقاذ الحياة.