تعرف على مشروعية الجمع والقصر في الصلاة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
إنّ الجمع والقصر هما من أحكام الصلاة التي يكثر الجدال والسؤال عنها، والسبب في ذلك كثرة اختلافات العلماء في هذين الحكمين وما يتعلق بهما، كاختلافهم في المدة والأعذار المبيحة لكل من الجمع والقصر، ولكن أصل الجمع والقصر قد ورد في النصوص الشرعية، فمشروعية القصر جاءت في قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ}، وقد وردت أحاديث صحيحة تبين أن رسول الله كان يقصر الصلاة في سفره، وكذلك الأمر بالنسبة للجمع فقد قال ابن عباس: "جَمع رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ".
إن الجمع والقصر هما حكمان متعلقان بالصلاة يجمعهما بعض القواسم المشتركة كالأعذار المبيحة لكلٍ منهما، ولكن يوجد الكثير من جوانب الفرق بين الجمع والقصر في الصلاة وإن ارتبط هذين المصطلحين ببعضهما البعض في كتب الفقه وعلى ألسنة الناس، فهما من الأحكام المهمة التي ناقشها العلماء المسلمون بكثير من التفصيل، ومن جوانب الفرق بين الجمع والقصر في الصلاة ما يأتي:
التعريف: يمكن تعريف الجمع بأنه أداء لصلاتين من الصلوات المفروضة في وقت إحداهما ويقسم إلى قسمين جمع تقديم وجمع تأخير، أما القصر فيعني الاقتصار في الصلوات ذوات الأربع ركعات على ركعتين فقط. الصلوات الخمس: يكون الجمع بين صلاتي الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء ولا يجوز جمع الفجر مع صلاة أخرى، أما القصر فهو مقتصر على الصلوات الرباعية أي لا يصح القصر إلا في الظهر والعصر والعشاء. الحكم الشرعي: قصر الصلاة في السفر هو سنة مؤكدة عند جمهور العلماء وذهب الحنفية إلى وجوبه، أما الجمع فذهب الجمهور إلى جوازه حال توفر عذره الإفطار للمريض في رمضان.
في إطار الحديث عن الفرق بين الجمع والقصر في الصلاة تمت الإشارة إلى كيفية كلٍّ منهما دون تفصيل، فالقصر يكون باختصار الصلاة الرباعية على ركعتين أما الجمع فهو أداء صلاتين في وقت إحداهن، والجمع لا يكون إلا بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء، وقد فصّل العلماء وقت الجمع تبعًا لأحوال معينة وفق الترتيب الآتي:
الجمع في وقت الظهر: يكون الجمع في وقت الظهر بالنسبة للمسافر إذا حان وقت صلاة الظهر وهو ما يعرف بزوال الشمس وهو متوقف عن السير، وكان ينوي عند إكمال سفره ألا يتوقف مرة أخرى إلا ويكون وقت صلاة العصر قد شارف على الانتهاء، ويسمى جمع تقديم. الجمع في وقت العصر: جمع الظهر مع العصر في وقت العصر يسمى جمع تأخير ويكون لمن أدرك وقت الظهر وهو ماضٍ في سفره فله أن يؤخر الظهر إلى وقت العصر ويصليهما معًا. الجمع في وقت المغرب: جمع المغرب مع العشاء في وقت المغرب يسمى جمع تقديم، وهو الأفضل لمن كان متوقفًا عن سيره عند ابتداء وقت المغرب وهو ينوي ألا ينزل مرة أخرى إلى بعد فوات وقت العشاء. الجمع في وقت العشاء: إذا أدرك المسافر وقت المغرب وهو في سيره فله أن يؤخر صلاة المغرب ليصليها مع صلاة العشاء في وقت العشاء ويسمى جمع تأخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وقت المغرب
إقرأ أيضاً:
هل من صلى العيد تسقط عنه صلاة الظهر.. الموقف الشرعي
أكد الفقهاء أن وقت صلاة العيد يبدأ بعد شروق الشمس بمدة تُقدَّر برمح أو رمحين، أي ما يعادل مرور نصف ساعة تقريبًا بعد طلوع الشمس، ويستمر حتى انتهاء وقت صلاة الضحى، أي قبل دخول وقت الظهر.
وأجمع العلماء على أن صلاة العيد لا تغني عن أداء صلاة الظهر، وفق ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ومنهم الأئمة الأربعة، حيث لا يُعتد بها كبديل عن الفريضة.
إلا أنهم اختلفوا حول جواز الاكتفاء بصلاة الظهر بدلًا من الجمعة، في حال تزامنهما في يوم واحد.
حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد
وفي سياق آخر، ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، وأوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن جمهور العلماء، ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة، يرون أن وقت أداء زكاة الفطر محدود، بحيث يكون إخراجها واجبًا قبل غروب شمس يوم العيد، ومن يؤخرها دون عذر يكون آثمًا، ويعتبر إخراجها حينها قضاءً وليس أداءً.
وأشار إلى أن الحنفية ذهبوا إلى أن وقت وجوب زكاة الفطر موسّع، بحيث يمكن إخراجها في أي وقت، ولكن يُستحب أداؤها قبل الخروج إلى صلاة العيد.
كما شدد الفقهاء على أن زكاة الفطر لا تسقط بمضي وقتها، لأنها واجبة في ذمة المزكي للمستحقين، وتصبح دينًا لهم لا يُسقطه إلا أداؤها، وهو ما أكده الإمام البيجوري الشافعي في "حاشيته" على "شرح الغزي على متن أبي شجاع"، موضحًا أن الأفضل إخراجها قبل صلاة العيد، ويُكره تأخيرها إلى آخر يوم العيد، ويُحرَّم تأخيرها لما بعد غروب الشمس.