تدشين «مجلس الصحافة» بحضور نخبة من كبار الإعلاميين.. خطة علمية لتوثيق مسيرة الصحافة القطرية
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
جابر الحرمي: يجب مواكبة تحولات المشهد الإعلامي خلال الفترة الأخيرة
د. أحمد عبد الملك: الصحافة الورقية تعيش في صراع مع مواقع التواصل
د. مرزوق بشير: طلبة الإعلام يعانون من عدم وجود كتاب أكاديمي
د. ربيعة الكواري: تاريخ لم يُكتب بعد.. ولابد من تشكيل لجنة خبراء
مبارك الكواري: المبادرة بداية عهد جديد لـ «القطري للصحافة»
د.
دشَّنَ المركزُ القطريُّ للصّحافة أمسِ «مجلس الصّحافة»، وذلك بحضور سعادة الشَّيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني، مُدير إدارة التّطوير الإعلامي بالمؤسَّسة القطرية للإعلام، ونخبة من كبار الصحفيّين والإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف السَّابقين والحاليين. وفي بداية الجلسة، أكَّدَ صادق محمّد العماري، مُدير عام المركز أنَّ «مجلس الصحافة» سوف يضم أمسياتٍ فكريةً برؤية إعلامية متطورة، لافتاً إلى أنَّ الجلسة الأولى التي تأتي تحت عنوان «نشأة الصحافة القطرية وتطورها» تسلطُ الضوءَ على مسيرة الصّحافة القطرية على مدار العقود الماضية، كاشفًا عن خُطة المركز لتوثيق وتأريخ مسيرة الصّحافة القطرية بشكل علميّ مُمنهج، مستعينًا في ذلك بنُخبة من الخبراء والباحثين في هذا الشّأن. فيما قالَ د. ربيعة بن صباح الكواري: إنَّ تاريخ الصحافة القطرية لم يكتبْ بعدُ، مؤكدًا على ضرورة تشكيل لجنة مكوّنة من خبراء وباحثين ورؤساء تحرير لتوثيق هذا التاريخ. منوهًا بأنَّ المركز يستعدُّ لمزيد من التعاون مع الباحثين لإعداد مجموعة من الدراسات السنوية. لافتًا إلى أنَّه يمتلك ما يقارب 3000 صورة قديمة للصحف والصحفيين في قطر، سيقوم بإهدائِها للمركز للاستفادة منها.
البداية والانطلاقة
من جانبه، استعرضَ خليفة الحسيني، مسيرتَه الرائدةَ في الصحافة القطرية، موثقًا بدايات سلسلة تاريخ الصحافة القطرية في عام 1973 عندما قرّر نخبة من المثقفين ورجال الأعمال تأسيس أول مؤسسة إعلامية باسم «المنارة»، وذلك في فترة الدكتور عيسى بن غانم الكواري وزير الإعلام الأسبق، حيث تمَّ طرحُ مشروع إنشاء مجلّة خاصّة، ومن ضمن الأسماء التي تمَّ اختيارها «مجلة العهد» التي صدرت في 19 يوليو عام 1974 من مؤسَّسة العهد للصحافة والنشر، والتي ناقشت العديدَ من القضايا ذات الشأن المحلي، والتي تهمّ المواطن. وبعد النجاح الكبير لمجلة العهد صدرت مجلة متخصصة أخرى تُعنى بشؤون المرأة بعنوان: «الجوهرة» وذلك في عام 1977م.
كيان صحفي
الى ذلك، تناولَ الكاتب والإعلامي عبدالله بن حيي السليطي بالسرد والتفصيل ما قدّمه للصحافة القطرية على مدار 4 عقود، حيث بدأت مسيرته الصحفية في عام 1981 في جريدة العرب بمقالَين أسبوعيَين بعنوان: «من الواقع»، وهو الاسم الذي استمرّ عنوانًا لمقالاته حتى يومنا هذا، وفي عام 1986م تسلّم رئاسة تحرير مجلة «ديارنا والعالم»، وهي مجلة حكومية كانت تصدر شهريًا عن وزارة المالية والبترول، وتُعنى بقضايا النفط والأمور الاقتصادية والصناعية. ثم تطرق إلى الفترة التي عمل بها رئيسًا لتحرير جريدة الشرق في عام 1987، ليضطر إلى مغادرة منصبه عام 1988م، ليتفرغ للعمل «مهندس مشاريع» في النفط والغاز. ولكنه استمرَّ في كتابة مقاله «من الواقع» في جريدة الراية حتى يومنا هذا. وأشاد السليطي بالدور الذي يلعبه المركز ككيان يجمع الصحفيين ويناقش قضاياهم، لا سيما في ظل معاناة الصحافة الورقية مع سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي.
تحولات وتداعيات
وعن مسيرته، قالَ جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق: بدأت حياتي المهنية عام 1990 في صحيفة الراية، حيث كنت طالبًا في الجامعة، ثم انتقلت لجريدة «الوطن» عام 1995 خلال مرحلة التأسيس، حيث توليت منصب رئيس قسم المحليات. ثم مديرًا للتحرير، وفي عام 2004 انضممت إلى جريدة الشرق نائبًا لرئيس التحرير، ثم شغلت منصب رئيس التحرير لمدة 10 سنوات خلال الفترة (2008-2016). وفي ديسمبر 2016 عملت عضوًا منتدبًا ورئيسًا تنفيذيًا لدار العرب، ثم نائبًا للرئيس التنفيذي لمجموعة دار الشرق. لافتاً إلى أنه حرص خلال مسيرته على التعاون مع المؤسسات الإعلامية الخليجية والعالمية، وكذلك العديد من وكالات الأنباء، مؤكدًا على ضرورة مواكبة التحولات والتداعيات التي يعيشها المشهد الإعلامي خلال الفترة الأخيرة.
الراية رائدة الصحافة
فيما أكَّدَ الكاتب الصحفي ومدير تحرير الراية الأسبق بابكر عيسى على أنَّ مسيرة الصحافة القطرية حافلة بالعطاء والتميز، خاصًّا بالذكر جريدة «الراية» التي يعتبرها رائدة الصحافة القطرية، لما تمتلكه من تاريخ مميز وقيمة كبيرة، جعلتها واحدةً من المؤسسات العريقة التي أخرجت للساحة المحلية العديد من الكفاءات القطرية. متوجهًا بالشكر لمجلس إدارة الجريدة الذي كان دائمًا وأبدًا قوَّة الدفع الأساسية التي جعلت الصحيفة تتبوأ هذه المكانة، حيث كانت الراية رائدة في إصدار الملاحق المتخصصة، كما أنَّ منتدى «الراية» يضم نخبة متميزة من الكتّاب تتسم مقالاتهم بالتنوع والجرأة في الطرح. كما خصَّ بالذكر الكاتب والصحفي ناصر العثمان الذي وضع الأساس الطيب والسليم للصحيفة. من جهةٍ أخرى، ذكر بابكر عيسى قرار رفع الرقابة عن الصحف، والذي كان له دور كبير في رفع سقف حرية الرأي، وتأسيس بيئة سانحة لحرية الصحافة.
إثراء الحركة الثقافية
من جهةٍ أخرى، أشادَ الكاتب مبارك بن جهام الكواري بالدور الكبير الذي يلعبه المركز القطري للصحافة بإدارته الجديدة لإثراء الحركة الثقافية والفكرية، مثمنًا مبادرة «مجلس الصحافة» التي تؤكد بداية عهدٍ جديدٍ للمركز، ثم استعرض بعد ذلك مسيرته في العمل الصحفي التي انطلقت بمقاله في جريدة الراية، ثم انتقل بعد ذلك للكتابة في جريدة الشرق.
الصحافة الاستقصائية
واقترحَ الكاتب ورئيس التحرير الأسبق الدكتور أحمد عبدالملك أن يضطلع المركز القطري للصحافة بمهمة تأريخ مسيرة الصحافة القطرية تأريخًا حقيقيًا على أساس علمي ممنهج، وليس كما جاء في بعض الكتب التي صدرت في هذا الشأن والتي لم يحالفها الصواب، لافتاً إلى أنَّ الصحافة الورقية تعيش في صراعٍ مع مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يجب على الصحافة القطرية أن تنتقل من فكرة الصحافة الخبرية إلى الصحافة الاستقصائية، حتى تعطي القارئ تجربة جديدة ومختلفة.
توثيق وتأريخ
فيما شدَّد الكاتب والناقد الدكتور مرزوق بشير على أهمية توثيق وتأريخ الصحافة القطرية، مؤكدًا أن طلبة كلية الإعلام يعانون من عدم وجود كتاب أكاديمي يتناول بشكل دقيق تاريخ الصحافة في قطر، لافتاً إلى كتاب «الدوريات في قطر» وهو أحد الإصدارات المهمة في هذا الشأن، متمنيًا أن يكون ضمن مكتبة المركز القطري للصحافة للاستفادة مما يحتويه من معلومات وإحصائيات.
حرّاس الذاكرة
وأشادت الإعلامية د. إلهام بدر بهذه المبادرة المهمة، التي جمعت نخبة من عمداء الصحافة القطرية، واصفة إياهم بـ «حرّاس الذاكرة» الذين يحفظون التاريخ وينقلونه عبر الأجيال، حيث استطاعوا من خلال هذا السرد القصصي الممتع أن يقدموا لنا تأريخًا لمسيرة الصحافة مدعومًا بالدلائل والتواريخ.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المؤسسة القطرية للإعلام مجلس الصحافة المركز القطري للصحافة القطری للصحافة فی جریدة نخبة من إلى أن رئیس ا فی عام
إقرأ أيضاً:
«ندوة الثقافة والعلوم» تناقش الكاريكاتير في الصحف ووسائل التواصل
دبي (الاتحاد)
نظمت ندوة الثقافة والعلوم معرضاً وجلسة حوارية بعنوان «الكاريكاتير في الصحف ووسائل التواصل»، شارك فيها د. علي القحيص والفنان خالد جلل، وأدار النقاش علي العبدان.
افتتح المعرض بلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، بحضور علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. صلاح القاسم، المدير الإداري، وجمال الخياط، عضو مجلس الإدارة، وفضيلة المعيني، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين، ود. نجاة مكي والإعلامية حليمة الملا، والروائية فتحية النمر، ولفيف من المهتمين والحضور.
وضم المعرض 140 عملاً كاريكاتيرياً، بواقع 70 عملاً لكل من د. علي القحيص والفنان خالد جلل، وتطرح اللوحات تساؤلات اجتماعية وسلوكية وإعلامية وما يتصل بوسائل التواصل، وتلقي الضوء على بعض القضايا والتساؤلات الهامة.
استهل الندوة علي العبدان، مؤكداً أهمية الندوة وموضوعها الذي لا يحظى كثيراً بتسليط الضوء عليه، خاصة في ظل تراجع الصحافة الكلاسيكية. وأضاف العبدان أن دبي أنجبت أوائل رسامي الكاريكاتير في الإمارات، مثل غالب المري ومحمد أمين غياث حسن شريف وحسين شريف وعامر الهاشمي وآخرين، كما احتضنت دبي أول معرض شخصي لفن الكاريكاتير للفنان حسن الشريف في المكتبة العامة عام 1976.
وتساءل العبدان: هل أضافت وسائل التواصل الاجتماعي جديداً إلى فن الكاريكاتير بعد حقبة الصحف والمجلات؟ وهل يمكن للذكاء الصناعي أن يرفد قدرة رسام الكاريكاتير على التأثير، وكيف؟
وأضاف: هل أثر تحول الصحف والمجلات من ورقية إلى إلكترونية في الإقبال على الكاريكاتير الصحفي؟ وما الأفضل في هذا السياق من واقع التجربة؟
وأكد د. علي القحيص، الكاتب السعودي والصحفي والروائي ورسام الكاريكاتير، المدير الإقليمي السابق لمكتب جريدة الرياض في دبي، والحاصل على دكتوراه في الصحافة والإعلام حول فن الكاريكاتير ودوره في صناعة الرأي العام، أن فن الكاريكاتير لم يعد له حضوره السابق، نتيجة للتحديات التي تواجه الصحافة الورقية خصوصاً، ففن الكاريكاتير ولد قبل الصحافة منذ العصور الوسطى، وتعتبر مصر سباقة في هذا المجال منذ أيام الفراعنة والرسم على البرديات، ثم جاءت الصحافة التي أعطت للكاريكاتير مساحة من الانتشار والتطور.
وعن تأثير رسام الكاريكاتير، ذكر علي القحيص أن رسامي الكاريكاتير تأثروا بانتشار الوسائط الإعلامية المختلفة، والتي اختلط فيها السلبي مع الإيجابي، نتيجة للفضاء المفتوح دون ضوابط في بعض الأحيان، فتنتشر الأعمال الرديئة البعيدة عن الفن الأصيل، وأصبح هناك الكثير من التلاعب بالعمل الفني وخصوصية فن الكاريكاتير.
وألقى علي العبدان الضوء على الرسام نبيل السلمي رسام الكاريكاتير المصري، الذي لم يعن بالكتابة داخل الكاريكاتير، وجعل العمل الفني ينطق بما يريد، فأصبحت لغته عالمية.
وأوضح الفنان التشكيلي السوري خالد جلل، أن الكاريكاتير العالمي الذي لا يضم تعليقاً فتصبح لغته عالمية، ولكن في بعض الأحيان يحتاج الفنان إلى كتابة تعليق على العمل لتحديد الفكرة، حتى لا تؤول لمنحنى آخر، وهناك تصنيفات للكاريكاتير وهذا غير صحيح، فهناك موضوعات للكاريكاتير يستطيع فنان الكاريكاتير أن يرسمها، سواء سياسي أو اجتماعي أو رياضي، أو غيرها.
وأكد خالد جلل أن فن الكاريكاتير عبارة عن فكرة وخط (طريقة رسم)، وأن هناك كاتباً ساخراً يعتبر فنان كاريكاتير درجة أولى، ولكن ليس لديه القدرة على الرسم، فيستعين بطرق مختلفة للتعبير عن فكرته، وهناك فنان لديه أفكار قوية ولكنه خطوطه الفنية ضعيفة، لا تستطيع إيصال فكرته، وهناك من يمتلك الخاصتين؛ الخطوط الفنية القوية والفكرة الساخرة الجيدة، أي الفنان المحترف المتمكن من أدواته.
وأضاف أن الصحيفة الورقية لم تعد الوسيلة الوحيدة لنشر لفن الكاريكاتير، فوسائل التواصل أسرع وصولاً وأقوى تعبيراً لفن الكاريكاتير.