أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
ما يزال "زلزال الحوز"، الذي ضرب الأطلس الكبير منذ أكثر من أسبوع، يفرز مزيدا من التطورات، سواء تعلق الأمن بالمبادرات الإنسانية أو الدراسات العلمية لهذه الهزة، التي أخرجت ساكنة جل المناطق المغربية إلى الأزقة والشوارع، خلال ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023 عند تمام الساعة 23:11.
محمد رزقي، أستاذ باحث في الجيو-مورفولوجي، يرى أن "زلزال الحوز كان سيسبب كارثة أكثر من المتوقع؛ بيد أن عددا من العوامل الطبيعية والجيولوجية قللت من حدة هذه الهزة الأرضية، وجنبت المغرب حصيلة أكثر ممن سجل إلى حدود الساعة، من وفيات وجرحى ودمار وخراب المباني والمنازل ونفوق الماشية".


واستدل رزقي، وفق تصريح له توصل به موقع "أخبارنا"، على هذا الوضع بكون "مجال حدوث الزلزال بعيد نسبيا عن حدود الصفائح النشيطة تكتونيا"، علاوة على "قوة وشدة الهزة التي بلغت 7 درجات على سلم ريشتر (ما يقارب 32 قنبلة نووية)"، فضلا عن طول الفالق الذي تسبب فيه (25 كلم تقريبا)؛ وهو فالق معكوس يفصل بين ميدانين الزمنين الأول والثالث".
كما استحضر الأستاذ الباحث في الجيومورفولوجيا، كذلك، "اتجاه الزلزلة (اتجاه أطلسي ش.ش. ج.غ)"، وكذا "نوعية الصخور الصلبة السائدة عموما (الشيست الزمن الأول) التي تحملت تقريبا ثلثي الطاقة المحررة للزلزال"، ثم "عمق البؤرة القريب من السطح (أقل من10 كلم)"، وأيضا "شموخ الأطلس الكبير الغربي بتضاريسه الوعرة التي امتصت واحتوت قسطا كبيرا من الدمار".
هذا وتطرق "رزقي"، في الوقت نفسه، إلى "مدة الزلزال التي امتدت حوالي 18 ثانية فقط؛ وهي مدة أقل بنحو ثلثي المدة التي يفترض أن يستغرقها زلزال بمثل هذه القوة"، خالصا إلى أن "تلك خصائص تؤكد بالملموس أنه زلزال كان رحيما بنا، وجنبنا ما لا تحمد عقباه".
تجدر الإشارة إلى أن الهزة الأرضية دفعت الإعلام الوطني والدولي إلى توجيه الانتباه إلى الحوز والمناطق المجاورة له، من أجل مواكبة مساعي إسعاف الجرحى ودفن الموتى، ورصد شهادات إنسانية من عين المكان، لمعرفة كيفية تعامل الناس والسلطات مع هذه الفاجعة غير المتوقعة، التي وحّدت المغاربة وجعلتهم على قلب رجل واحد، في مشهد إنساني تضامني عز نظيره، وشد انتباه العالم إلى هذه اللحمة الوطنية التي نفتقدها حتى في الدول التي تصنف ضمن البلدان الديمقراطية والمتحضرة.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

زلزال "ديب سيك" الصيني

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

تُكرِّر وسائل الإعلام العالمية كلمة "زلزال" في نشراتها وبرامجها الإخبارية، بينما تتواصل وسائل التواصل الاجتماعي في برامجها المختلفة الحديث عن تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني الجديد "ديب سيك"، والذي تمَّ إعداده بمبلغ يصل إلى 5.6 مليون دولار أمريكي فقط، وهو مبلغ بسيط في عالم الذكاء الاصطناعي؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث خسائر كبيرة ومتتالية في التعاملات المالية لأسواق المال والشركات التكنولوجية الأمريكية والعالمية منذ أن تمَّ إنزاله قبل عدة أيام.  

العالم يتساءل اليوم: هل هذا جرس الإنذار من الدولة الصينية للعالم والتي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدها باعتبارها من الدول المنافسة لأمريكا؟ العالم يرى اليوم أنَّه تطبيق جديد ومنافس للتطبيق الأمريكي "تشات جي بي تي" الذي يعمل بأسلوب مالي إجباري وبدفع مبالغ يومية وشهرية وسنوية للحصول على خدماته. التطبيق الصيني الجديد مجاني وسوف يهز بلا شك عرش التطبيق الأمريكي خلال المرحلة المُقبلة، مثل ما تقوم به الكثير من الصناعات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفي التقنيات وعالم السيارات والروبوتات وغيرها من الصناعات الحديثة في العالم.

التطبيق الصيني "ديب سيك" الجديد يتميز عن غيره بسرعة الرد والإجابة على أسئلة واستفسارات العملاء وبلغات مختلفة وبمعلومات حديثة، أصبح اليوم يهدد عرش البرامج المماثلة له في أمريكا والعالم. فقد أصبح الرئيس الأمريكي يعيد تربيب أوراقه وخططه في كيفية مواجهة الصين بسبب الإزعاج الذي حصل له في البيت الأبيض من هذا الأمر، وأصبح " تطبيق ديك سيب" موضع الاهتمام من قبل المسؤولين في الإدارة الأمريكية بسبب الانتشار الكبير له، واعتماده على الذكاء الاصطناعي نتيجة لدخول الملايين من الناس لتحميل هذا البرنامج المجاني في ظرف أقل من أسبوع، الأمر الذي أدى إلى تراجع "تشات جي بي تي" على متجر التطبيقات التابع لشركة "آبل"؛ ليحل "ديب سيك" مكان هذا التطبيق الأمريكي الذي طورته شركة "أوبن أيه آي".

صانع هذا التطبيق شاب صيني اسمه هو لينغ وينفينغ، ويبلغ من العمر 40 عامًا وبتجربة ليست بكبيرة في عالم التقنيات والذكاء الاصطناعي؛ بعدما تخرج في كلية هندسة المعلومات والإلكترونيات، ليصبح اليوم منافسًا عتيًا للبرامج الأمريكية في هذا الشأن، حيث بدأ بإنتاج هذا التطبيق في عام 2023 في مدينة هانغتشو جنوب شرقي الصين، وهو أيضاً مؤسس لأحد صناديق التحوط لدعم ذلك التطبيق، في الوقت الذي يستمر هذا الشاب في تحديث أعماله في الذكاء الاصطناعي  وتطوير نسخة تطبيق "ديب سيك آر 1" بقليل من التكلفة المالية؛ حيث أدى هذا التحديث إلى أن يهز العالم وتتراجع قيم الأسواق المالية وشركات التكنولوجيا وخاصة شرائح "إنفيديا" الإلكترونية وبرامجها.

خسائر الأثرياء في العالم وفق معلومات بلومبيرغ تشير إلى أنها تلحق بشركات التكنولوجيا وتتواصل بسبب تطبيق "ديب سيك" الصيني، فأكثر من 500 ثري وملياردير في العالم تأثرت عوائدهم المالية من هذا التطبيق، وعلى رأسهم جينسن هوانغ المؤسس المُشارك لشركة إنفيديا، ما مجموعه 108 مليارات دولارات في يوم واحد، الإثنين الماضي، بسبب عمليات البيع الكبيرة لأسهم شركات التكنولوجيا التي تأثرت بصورة كبيرة جراء تطبيق شركة "ديب سيك" الصيني الجديد المنافس في مجال الذكاء الاصطناعي. ثروة هوانغ التي تبلغ 20.1 مليار دولار تراجعت بنسبة 20%، فيما خسر العديد منهم في مختلف المجموعات والشركات الصناعية والمالية التكنولوجية العالمية مبالغ كبيرة بسبب التطبيق الجديد، بحيث بلغت خسائر شركات التكنولوجيا الكبرى مجتمعة 94 مليار دولار؛ الأمر الذي أثّر بصورة كبيرة على مؤشرات الأسواق المالية.

وحيث إنَّ أثرياء العرب يمتلكون هذه الأسهم في الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، فإنهم تعرضوا أيضًا إلى هذه الخسائر التي سوف يتم الإعلان عنها عاجلًا أو آجلًا، في الوقت الذي يستمر فيه المستخدمون الجدد بالتسجيل بتطبيق "ديب سيك" وفي إنزال هذا البرنامج للاستفادة منه في أعمالهم اليومية؛ الأمر الذي أدى إلى انقطاع الخدمة لساعات معينة بسبب تلك الحشود للدخول في البرنامج، والذي اضطر الشركة المعنية إلى تقييد تسجيل المستخدمين من الصين.

 

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: المراحل القادمة من اتفاق وقف إطلاق النار ستكون أكثر تعقيدًا
  • ضحايا زلزال المغرب يُعانون.. دُوار اخفركا يعيش مأساة حقيقية في عز البرد
  • زلزال "ديب سيك" الصيني
  • زلزال بقوة 5.7 درجة يهز الإكوادور
  • زلزال يضرب الإكوادور
  • والي مراكش يترأس اجتماعًا لتسريع إعادة إعمار منازل متضرري زلزال الحوز
  • زلزال قوي يهز إندونيسيا
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • زلزال قوي يضرب ألاسكا الأميركية
  • زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب تايوان