أستاذ باحث في الجيو-مورفولوجي يَشرح لـأخبارنا كيف قلّلت تضاريس المنطقة من قوة زلزال الحوز
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
ما يزال "زلزال الحوز"، الذي ضرب الأطلس الكبير منذ أكثر من أسبوع، يفرز مزيدا من التطورات، سواء تعلق الأمن بالمبادرات الإنسانية أو الدراسات العلمية لهذه الهزة، التي أخرجت ساكنة جل المناطق المغربية إلى الأزقة والشوارع، خلال ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023 عند تمام الساعة 23:11.
محمد رزقي، أستاذ باحث في الجيو-مورفولوجي، يرى أن "زلزال الحوز كان سيسبب كارثة أكثر من المتوقع؛ بيد أن عددا من العوامل الطبيعية والجيولوجية قللت من حدة هذه الهزة الأرضية، وجنبت المغرب حصيلة أكثر ممن سجل إلى حدود الساعة، من وفيات وجرحى ودمار وخراب المباني والمنازل ونفوق الماشية".
واستدل رزقي، وفق تصريح له توصل به موقع "أخبارنا"، على هذا الوضع بكون "مجال حدوث الزلزال بعيد نسبيا عن حدود الصفائح النشيطة تكتونيا"، علاوة على "قوة وشدة الهزة التي بلغت 7 درجات على سلم ريشتر (ما يقارب 32 قنبلة نووية)"، فضلا عن طول الفالق الذي تسبب فيه (25 كلم تقريبا)؛ وهو فالق معكوس يفصل بين ميدانين الزمنين الأول والثالث".
كما استحضر الأستاذ الباحث في الجيومورفولوجيا، كذلك، "اتجاه الزلزلة (اتجاه أطلسي ش.ش. ج.غ)"، وكذا "نوعية الصخور الصلبة السائدة عموما (الشيست الزمن الأول) التي تحملت تقريبا ثلثي الطاقة المحررة للزلزال"، ثم "عمق البؤرة القريب من السطح (أقل من10 كلم)"، وأيضا "شموخ الأطلس الكبير الغربي بتضاريسه الوعرة التي امتصت واحتوت قسطا كبيرا من الدمار".
هذا وتطرق "رزقي"، في الوقت نفسه، إلى "مدة الزلزال التي امتدت حوالي 18 ثانية فقط؛ وهي مدة أقل بنحو ثلثي المدة التي يفترض أن يستغرقها زلزال بمثل هذه القوة"، خالصا إلى أن "تلك خصائص تؤكد بالملموس أنه زلزال كان رحيما بنا، وجنبنا ما لا تحمد عقباه".
تجدر الإشارة إلى أن الهزة الأرضية دفعت الإعلام الوطني والدولي إلى توجيه الانتباه إلى الحوز والمناطق المجاورة له، من أجل مواكبة مساعي إسعاف الجرحى ودفن الموتى، ورصد شهادات إنسانية من عين المكان، لمعرفة كيفية تعامل الناس والسلطات مع هذه الفاجعة غير المتوقعة، التي وحّدت المغاربة وجعلتهم على قلب رجل واحد، في مشهد إنساني تضامني عز نظيره، وشد انتباه العالم إلى هذه اللحمة الوطنية التي نفتقدها حتى في الدول التي تصنف ضمن البلدان الديمقراطية والمتحضرة.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
ابو الغيط يؤكد تحولات الاقتصاد العالمي في ضوء عدم اليقين الجيو سياسي تدفع العالم الي الحروب التجارية
أكد السيد أحمـد أبـو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية علي إن التحولات على الصعيد الاقتصاد العالمي، خاصةً في ضوء عدم اليقين الجيوسياسي والتنافس المتصاعد بين القوى الكبري تدفع العالم إلى أتون الحروب التجارية وتبني السياسيات الحمائية .
مشيرا انه يجب على الدول النامية أن تواجه هذا الواقع الجديد بسياسات تكامل جادة من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بخروج الملايين في هذه الدول من براثن الفقر المدقع خلال العقود الماضية.
وأضاف أبو الغيط خلال كلمته اليوم الخميس في قمة منظمة الدول الثمانية النامية للتعاون الاقتصادية التي انطلقت اعمالها في العاصمة الإدارية الجديده بحضور الرئيــس عبد الفتـاح السيسـي ورؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني أن توقيت انعقاد القمة اليوم يتسم بالدقة والحساسية في ظل حالة عامة من الترقب والقلق حيال آفاق المستقبل، نتيجة تسارع الأحداث وتزايد التحديات المختلفة والأزمات التي يشهدها العالم بوتيرة غير مسبوقة وإن كانت هذه التحديات، على شدتها وخطورتها، تظل امتداداً وانعكاساً للتحدي الأكبر والأخطر المرتبط بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وتابع أبو الغيط كلمته إن الأحداث الجارية من حولنا تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الترابط والتنسيق الوثيق بين الدول ذات الإمكانات المتقاربة والتطلعات المتشابهة، بات فرضاً وواجباً من أجل رسم سياسات عملية تواكب متطلبات العصر الحالي وتساعد على تحقيق النهوض التنموي المطلوب والخروج من نفق الأزمات الراهنة.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية الي أن منظمة الدول الثماني، ومنذ انطلاق أعمالها في عام 1997 وهي تشكل نموذجاً للتعاون بين الدول النامية التي تشترك في التحديات الاقتصادية والاجتماعية حيث حقق هذا النموذج العديد من النجاحات.
وقال أبو الغيط نأمل في أن تتضاعف خلال الفترة القادمة وأن يتم تطوير آليات العمل التنموي المشترك فيما بين أعضاء المنظمة من جهة، ومع الدول العربية وباقي الدول النامية من جهة أخرى
خاصة وأن التعاون مع الدول العربية بما لديها من إمكانات ومقدرات وطاقات وتجارب سوف يحمل قيمة مضافة معتبرة، وسيساهم في مواجهة التحديات العالمية الراهنة وتجاوز دوامة الأزمات المتواصلة التي تواجهها الدول النامية.
وفي ختام كلمته، أكد ابو الغيط انه على يقين من أن قمة اليوم، التي تحتضنها جمهورية مصر العربية، سوف تمثل نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل مزدهر من خلال الدفع بمزيد من التعاون فيما بين دول مجموعة الثمانية، وبين دول المجموعة والأطراف الأخرى وعلى رأسها دول الجامعة العربية مما يفتح آفاقاً جديدة من الفرص الاقتصادية والتنموية.