الإمارات وصربيا تطلقان محادثات للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أطلقت دولة الإمارات وجمهورية صربيا محادثات تستهدف التوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين الصديقين، لتعزيز التعاون البناء وزيادة التدفقات المتبادلة من التجارة والاستثمارات بينهما، واستحداث منصة لبناء الشراكات المثمرة بين مجتمعي الأعمال والقطاع الخاص في الدولتين. وانطلقت اليوم الجولة الأولى من المحادثات في دبي بمشاركة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية وفريق التفاوض الإماراتي، ومعالي توميسلاف موميروفيتش وزير التجارة الداخلية والخارجية في صربيا ووفد المحادثات المرافق الذي يزور الدولة حالياً.
كما تستهدف تسهيل تدفق الاستثمارات بين البلدين، والتي تتوزع على عدد من القطاعات الحيوية تشمل الزراعة والأمن الغذائي والعقارات والبنى التحتية. وتنطلق محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وصربيا من قاعدة صلبة من العلاقات المتنامية بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، خصوصاً العلاقات التجارية والاستثمارية، إذ تشهد التجارة البينية نمواً متزايداً أصبحت معه الإمارات ثالث أكبر سوق للصادرات الصربية في الشرق الأوسط. كما تولي قيادتا الدولتين الصديقتين اهتماماً مشتركاً باستمرار توطيد العلاقات الاستراتيجية بينهما، وذلك عبر تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وكان آخرها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إلى العاصمة الصربية بلغراد في يونيو الماضي، حيث كان في استقباله فخامة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، وخلال الزيارة جرى الاتفاق على توسيع آفاق التعاون، وزيادة الاستثمارات في قطاعات الطاقة المتجددة والزراعة والأمن الغذائي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
كما ترتبط الدولتان باتفاقية شراكة استراتيجية شاملة لتوسيع آفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات التي تشكل مقومات أساسية للتنمية والتقدم، وقد جرى توقيع هذه الاتفاقية خلال زيارة للرئيس الصربي إلى الدولة في سبتمبر 2022. وأكد معالي الدكتور ثاني الزيودي أن دولة الإمارات تواصل توسيع قاعدة شركائها التجاريين حول العالم، انطلاقاً من إيمانها بأن التجارة تعد أحد أهم محفزات النمو الاقتصادي، وأن ضمان تدفق التجارة والاستثمارات بين أرجاء العالم يسهم في تحقيق التنمية المستدامة. وقال معاليه: “تعد صربيا اقتصاداً واعداً في منطقة حيوية من القارة الأوروبية، وتمتلك موقعاً استراتيجياً يربط العديد من الدول ذات الاقتصادات والأسواق الحيوية، كما أن الدولتين تجمعهما رغبة مشتركة في تحقيق نمو اقتصادي مستدام طويل الأجل، ويمكنهما العمل معاً لتحقيق هذا الهدف وتحسين نفاذ تجارتهما غير النفطية للأسواق الإقليمية والعالمية، ومن خلال المناقشات التي ستجري خلال جولات المحادثات يمكن للدولتين الاتفاق على الآليات التي تضمن شراكة طويلة الأجل تعود بالنفع على الجانبين.
وأضاف معالي الزيودي: “يعد إطلاق محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وصربيا محطة مهمة في علاقات الصداقة المتنامية بين الدولتين، وتفتح مجالات واسعة لمجتمعي الأعمال في الجانبين لبناء شراكات طويلة الأجل واستكشاف الفرص التجارية والاستثمارية التي ستتيحها هذه الاتفاقية، حيث يمكن لدولة الإمارات أن تكون بوابة صربيا نحو الأسواق الخليجية والعربية والإقليمية، وبالمثل يمكن أن تشكل صربيا بوابة لدولة الإمارات نحو أسواق دول البلقان وشرق أوروبا.” ومن جهته، أكد معالي توميسلاف موميروفيتش أن العلاقات الاقتصادية بين صربيا والإمارات تستند على قاعدة صلبة من العلاقات السياسية الجيدة، وتواصل الدولتان تعاونهما البناء لزيادة التبادل التجاري، والمشاريع الاستثمارية، وكذلك من خلال الشراكات الاستراتيجية بين الجانبين، وهو ما جرى ترجمته على أرض الواقع إلى مشاريع مهمة كمشروع “بلغراد على الماء”، واستثمارات الشركات الإماراتية الكبرى مثل “الظاهرة” و”موانئ دبي العالمية” التي تطور ميناء نوفي ساد وغيرها. وقال معاليه إن حكومة جمهورية صربيا تواصل ما بدأته في السنوات السابقة من دعم وتحفيز القطاع الخاص وجذب استثمارات أجنبية جديدة إلى البلاد، وستشجع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع دولة الإمارات هذه التوجهات وستخلق العديد من الفرص للجانبين.
وتستهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وصربيا الارتقاء بالتجارة البينية غير النفطية عبر خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز غير الضرورية أمام التجارة، وحماية حقوق الملكية الفكرية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل تدفقات الاستثمارات المتبادلة. كما تستهدف ترسيخ التعاون في قطاعات الطيران، والزراعة والبناء والمقاولات والعقارات، والصناعات الدفاعية وغيرها.
وتعد المحادثات الرامية إلى التوصل لشراكة اقتصادية شاملة مع صربيا الأحدث ضمن سلسلة من الاتفاقيات المثيلة في إطار برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية الذي أعلنت عنه دولة الإمارات عام 2021 والهادف إلى توسيع قاعدة الشركاء التجاريين للدولة مع أسواق عالمية وإقليمية ذات أهمية استراتيجية على خريطة التجارة الدولية. وقد أبرمت دولة الإمارات بالفعل 5 اتفاقيات تنفيذاً لهذا البرنامج مع كل من الهند وإندونيسيا وإسرائيل وتركيا وكمبوديا، ودخلت الاتفاقيات الأربع الأولى حيز التنفيذ بالفعل.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تترأس اجتماع «العمل والتوظيف» لدول «بريكس»
دبي (وام)
أخبار ذات صلةترأست الإمارات الاجتماع الحادي عشر لمجموعة العمل والتوظيف (EWG) لدول مجموعة بريكس، الذي عقد الجمعة بالعاصمة البرازيلية «برازيليا».
ويعكس ترؤس الإمارات للاجتماع الدور المحوري والمكانة الرائدة التي رسختها الدولة خلال نحو عامين من انضمامها لمجموعة «بريكس» والقيمة المضافة لتجربتها الرائدة في مجالات سوق العمل.
وناقش الاجتماع سبل معالجة القضايا الاجتماعية والعمالية والتوظيفية الملحة في سوق العمل، والقضايا الناشئة، مثل التحولات التكنولوجية والتغير المناخي، التي تؤثر بشكل مباشر على أسواق العمل، كما ركز على تطوير نماذج حوكمة شاملة وعادلة لسياسات العمل والتوظيف.
وأكد معالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حرص الإمارات على تعزيز التعاون والعمل المشترك بين دول مجموعة «بريكس» من أجل ضمان جاهزية القوى العاملة لمواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة، وتسهيل الانتقال المناخي العادل، والسعي نحو مستقبل أكثر استدامة.
وقال معاليه في كلمه له خلال الاجتماع، إن الذكاء الاصطناعي أصبح أحد المحاور الرئيسية في ترسيخ مكانة دولة الإمارات، بوصفها وجهة عالمية للعيش والعمل والاستثمار، وفرصة حقيقية لتحسين جودة الحياة، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز رفاه المجتمع، مشيراً إلى أن الدولة تسعى اليوم نحو توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، وبناء قاعدة قوية من الكفاءات الوطنية، وتطوير منظومة اقتصادية مستدامة ومزدهرة، وذلك في ضوء خطة استراتيجية لتعزيز مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد دولة الإمارات، حيث تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بنحو 13.6% في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، وبالتالي تعزيز الكفاءة التشغيلية بنسبة 50% من خلال ابتكار الذكاء الاصطناعي.
وأوضح معاليه، أن الإمارات بدأت مسيرتها مع الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر، استناداً إلى رؤية القيادة الرشيدة الاستشرافية في أن تكون دولة الإمارات في طليعة دول العالم في الابتكار المرتكز على الذكاء الاصطناعي، بحلول عام 2031، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات والبرامج لدعم جاهزية الدولة واستعدادها للمستقبل.
وسلط معالي الوزير الضوء في كلمته أيضاً، على إنجازات ربط التخصصات الأكاديمية بالمهارات المستقبلية، التي أسهمت في تقدم ترتيب الدولة إلى المركز السابع عالمياً في عام 2023، مقارنة بالمركز الـ 12 عام 2019 على مؤشر «الربط بين نظام التعليم والاقتصاد» ضمن تقرير تنافسية المواهب العالمية الصادر عن معهد «إنسياد».
وأشار إلى أن دولة الإمارات تحتل المركز الثاني عالمياً في جذب وتطوير مواهب الذكاء الاصطناعي، وتم إدراجها ضمن أفضل خمس دول في تنافسية الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تحتل الإمارات المرتبة الثالثة عالمياً في مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد بحلول عام 2030 وفقاً لتقرير صادر من PwC، كما تعد الإمارات الأولى إقليمياً في استخدام الحلول الرقمية لتطوير البنية التحتية العامة، متقدمة بثبات نحو ريادة رقمية عالمية شاملة.
توفير بيئة تشريعية عصرية
قال معالي الدكتور عبدالرحمن العور: «إن التزام دولة الإمارات بالحماية الاجتماعية، وتحقيق ظروف عمل عادلة ومتساوية، تواكب جهود دمج الذكاء الاصطناعي بنجاح في سوق العمل، خصوصاً أن مظلة الحماية الاجتماعية الرائدة والمبتكرة للدولة تشمل جميع فئات العمال، ومنها أنماط العمل غير التقليدية، وعمال المنصات الرقمية، في ظل التحديثات المتواصلة للبيئة التشريعية التي شملت تسهيل العمل المرن، التي تُتيح للمهنيين المهرة العمل بشكل مستقل أو عن بُعد أو على أساس المشاريع».
ونوه بالنمو اللافت الذي شهده سوق العمل الإماراتي خلال عام 2024، حيث شهد نمواً بنسبة 12 % في إجمالي القوى العاملة، ونمو القوى العاملة الماهرة بنسبة 13 %، ونمواً بنسبة 17 % في عدد الشركات، مؤكداً التزام دولة الإمارات بضمان توفير بيئة تشريعية عصرية تواكب احتياجات سوق العمل والتغيرات المتسارعة للاقتصاد العالمي.
وأوضح معاليه أن الإمارات كانت أول دولة في المنطقة تُطبّق سياسةً للإجهاد الحراري منذ عام 2005، من خلال حملة «حظر العمل وقت الظهيرة» والتي تنفذ سنوياً، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تركز جهودها على تطوير سياسات عمل مرنة ومستدامة تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية، وتعزيز معايير السلامة المهنية في القطاعات المعرضة لمخاطر التغير المناخي، واستدامة توسيع برامج حماية اجتماعية مبتكرة من أبرزها «نظام التأمين ضد التعطل عن العمل»، و«نظام الادخار الاختياري لنهاية الخدمة»، ما يعزز من تنافسية القوى العاملة، ويجعلها أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع الاضطرابات المرتبطة بالمناخ، والمتغيرات الأخرى».
ولفت معاليه إلى أهمية تشجيع الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، لخلق بيئة تدريبية، والتنسيق بين التعليم والتدريب المهني واحتياجات الاقتصاد الأخضر، وتطوير العلاقة مع مؤسسات التعليم العالي التي توفر العديد من البرامج المتخصصة في مجالات الطاقة المتجددة.