تعرف على أهمية المحافظة على النعمة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
وهب الله -تعالى- الإنسان نعمًا كثيرة وفضائل عظيمة، فنعم الله -تعالى- على العباد لا تُعد ولا تُحصى، وقد قال سبحانه: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، وكل النعم التي تُصيب المرء هي من عنده سبحانه، فقد قال الله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}،والهداية والإسلام من أكبر النعم وأعظمها، فقد قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، والإنسانُ منذُ أنّ كان في بطن أمه وهو يتنعم بنعم الله تعالى، فهو سبحانه من أوجده من العدم، وجعله يخرج من ظلمات الأرحام إلى الدنيا، وقد وهبهُ الأعضاء المختلفة التي صّورها سبحانه بعظمته وقدرته، وقد قال الله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
تكمنُ أهمية المحافظة على النعمة ببقائها وزيادتها، فالإسراف والتبذير في استخدام النعم طريقٌ إلى زوالها، فالإسراف محرمٌ في الإسلام لما فيه من هدرٍ وضياعٍ للنعم، وقد قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُواۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}،وكثيرٌ من الفقراء لا يجدون ما يسدون به جوعهم هم وأطفالهم، بينما يقوم البعض بإلقاء الطعام والشراب كل يوم في القمامة دون شعورٍ بالمسؤولية تجاه من يعاني من الجوع، وكذلك بالإعراض عن طاعة الله -تعالى- ومعصيته تزول النعم، فقد قال الله -تعالى- عن قوم سبأ: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ}.
من الجدير الحديث عن أهمية شكر النعم، فالنعم كلها من الله تعالى، فالواجب على المرء أنّ يشكر الله -تعالى- على نعمه حتى يزيدها ولا يمحقها، فقد قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، والشكر يكون بالأقوال والأفعال، فالمؤمن يشكر الله -تعالى- ويحمده بلسانه في كل يوم على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، كما يستخدم نعم الله -تعالى- في طاعته والبعد عن معصيته، وشكر النعم من صفات المؤمنين في الإسلام، فعن صهيب الرومي رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الله تعالى قال الله فقد قال
إقرأ أيضاً:
زيف القوة أمام صمود الشعوب وإرادة الحق
ماجد حميد الكحلاني
في عالم يدعي فيه الأقوياء السيطرة المطلقة، تكشف الأحداث ضعفهم أمام التحديات الحقيقية. يظهر التحالف الإسرائيلي الأمريكي كنموذج لهذا التناقض، حيث يخفي خلف شعارات القوة والهيمنة خوفا عميقا وعجزا عن مواجهة العدالة. هذه العدالة التي تبقى صامدة أمام أسلحتهم ودعاياتهم، تكشف زيف ادعاءاتهم في كل مواجهة حقيقية.
مع تصاعد الأزمات واحتدام الصراعات، يتضح هشاشة هذا التحالف. يبررون انسحابهم بأنه تكتيكي، لكن الحقيقة أنه هروب من المواجهة، كما وصفهم الله تعالى: “ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا” (الأحزاب: 13). يعتمدون على التخويف والدعاية أكثر من اعتمادهم على المبادئ والشجاعة، وهو ما يظهر في كل معركة يخوضونها.
رغم ادعاء القوة، يكشف أول اختبار حقيقي زيف هذا الادعاء حيث يتخلون عن حلفائهم ويخونون وعودهم، مما يفضح نفاقهم. كما قال الله تعالى: “ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار” (الأحزاب: 15).
العالم يدرك اليوم أن تحالفاتهم مبنية على مصالح مؤقتة، لا على قيم أو مبادئ ثابتة. عندما تشتد الأزمات، تتبدد قراراتهم ويظهر ارتباكهم، كمن فقد السيطرة. قال الله تعالى: “فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت” (الأحزاب: 19).
على الجانب الآخر، يقف أصحاب الحق بثبات وإيمان راسخ بعدالة قضاياهم. يعتبرون المحن فرصة لتعزيز صمودهم، ويرددون بثقة: “هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله” (الأحزاب: 22).
يدركون أن الباطل مهما بدا قويا، فإن مصيره إلى الزوال. هذا الإيمان يجعلهم أكثر قوة وإصرارا مع كل مواجهة، مدركين أن إرادة الحق تعلو فوق كل قوة باطلة.
ما يحدث في اليمن على مدى سنوات العدوان يمثل دليلا واضحا على هذه الحقيقة. لقد أثبت اليمنيون أن إرادة الشعوب أقوى من أسلحة العدوان وأدواته. في كل جبهة، يظهر صمود اليمنيين، بينما ينهار التحالف تحت وطأة الحقيقة التي تعري زيف دعاياته.
التحالف العدواني، رغم ما يمتلكه من ترسانة عسكرية وإعلامية، يواجه الهزيمة تلو الأخرى. هذه الهزائم ليست فقط عسكرية، بل أخلاقية أيضا، تعري نفاقه أمام العالم.
الجميع يدرك اليوم أن هذا التحالف لا يمثل القيم الإنسانية، بل يسعى فقط لفرض الهيمنة واستغلال الشعوب، كما قال الله تعالى: “ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا” (الأحزاب: 25).
إرادة الشعوب أقوى من كل قوى الباطل، لأنها تستمد قوتها من الإيمان بعدالة قضاياها، من يتمسكون بمبادئهم ويثقون بوعد الله يثبتون أن النصر لا يتحقق بالقوة وحدها، بل بالإرادة والعزيمة.
اليوم يشهد العالم أن زيف القوة ينهار أمام صمود الشعوب. إرادة الحق تتغلب دائما مهما طال الزمن. الباطل يندحر، والنصر حليف أولئك الذين يتمسكون بالحق ولا يتراجعون عن مبادئهم، مهما كانت التحديات.