سلطان النيادي: الإنجاز التاريخي ملك لكل مواطن إماراتي
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أبوظبي: عماد الدين خليل
أعرب رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، عن فخره بحفاوة استقباله عقب عودته إلى أرض الوطن، ونجاحه في إتمام أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب «طموح زايد2»، مؤكداً أن القيادة الرشيدة الداعم الأول لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
وقال خلال مؤتمر صحفي، عقد مساء أمس الاثنين بمطار أبوظبي الجديد، عقب الاستقبال الرسمي: «أقف هنا اليوم على أرض وطننا الحبيب، تغمرني مشاعر التواضع والفخر بحضور ودعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وعائلتي وفريق مركز محمد بن راشد للفضاء».
وأضاف: ينبض قلبي بالامتنان وأنا أسترجع في ذاكرتي حجم الجهود التي بُذلت لإنجاز المهمة التي ينسجم نجاحها مع روح وفكر أمتنا التي تثبت من جديد أن المستحيل ممكن، أنا ممتن للغاية لقيادتنا الحكيمة التي أرشدتنا توجيهاتها وإيمانها المطلق في كل خطوة، هذا الإنجاز التاريخي لا ينسب إليّ وحدي؛ بل هو ملك كل مواطن إماراتي، بالأخص شبابنا الذين يطمحون لإكمال مسيرة النجاح والتميز، ويداً بيد، بالإصرار والعزيمة، ستواصل أمتنا كتابة تاريخ من النجاحات والإنجازات.
وأكد النيادي أنه نجح في تحقيق حلم طفولته بالوصول إلى الفضاء، ليرفع علم واسم دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، لافتاً إلى أن رحلة العودة لم تكن سهلة، لا سيما في ما يتعلق بالعودة للجاذبية الأرضية، بعد المكوث في بيئة الفضاء لمدة 6 أشهر.
وتحدث النيادي عن مهمة السير في الفضاء والتي نفّذها لفترة جاوزت 7 ساعات، قائلاً: السير في الفضاء كان أمراً غير مألوف، لكن بفضل التدريب الجيد الذي حصلت عليه لم أشعر بأي خوف؛ بل كانت لدي ثقة كبيرة، ووجدت بين الأوراق التي كانت معي خلال مهمة السير مقولة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد (لا شيء مستحيل في الإمارات) وشعرت وقتها بأنها إشارة تؤكد أنني سأنجح في مهمتي.
وحول علم دولة الإمارات الذي سلمه إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، قال: حرصت على أن أعطي هذا العلم لصاحب السموّ رئيس الدولة، لأنه العلم الذي صاحبني طوال المهمة ولا يزال يحمل رائحة الفضاء.
وأكد النيادي أهمية نشر علوم الفضاء والشغف والتوعية التي تعد مهمة للأجيال المقبلة، وخاصة الأطفال، مستعرضاً مراحل التأهيل التي سيمر بها خلال 6 أشهر، ومراقبة كيفية تأثر الأعضاء الجسدية خلال تواجده في الفضاء.
من جانبه، أعرب هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي ومدير مكتب رواد الفضاء، عن سعادته البالغة بعودة النيادي، قائلاً: كنت في انتظاره ضمن الطاقم المخصص لاستقبال الكبسولة الفضائية بالمحيط، وبمجرد وصوله حرصت على النزول إليه، للاطمئنان عليه، فكانت ابتسامته أول ما رأيته.
وأضاف: وصول أخي سلطان النيادي إلى الفضاء كان هدفاً شخصياً لي بعد عودتي من مهمتي لمحطة الفضاء الدولية، واليوم بات لدي حلم وهدف آخر هو وصول رائدين إماراتيين آخرين للمحطة ذاتها، ونحن في انتظار أي مهام أخرى.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري: نتوجه بعميق الامتنان والتقدير لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على توجيهاتهما وإرشاداتهما التي وضعتنا على الطريق الصحيح، وإصرارهما الدائم على دفعنا لتحقيق إنجازات هي الأولى من نوعها في تاريخنا بمجال استكشاف الفضاء، واليوم تقف أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب كدليل على رؤية أمتنا، والتزام برنامج الإمارات للفضاء بإغناء المعارف الإنسانية والمجتمع العلمي العالمي.
فيما قال المدير العام للمركز، سالم حميد المري: نتوجه بجزيل الشكر للقيادة الحكيمة لدولة الإمارات على رؤيتها الثاقبة، ودعمها منقطع النظير اللذين كانا السبب الرئيسي وراء إنجازاتنا في استكشاف الفضاء، ننظر إلى مهمة سلطان كعلامة فارقة في تاريخ الإمارات، والتي لم تعزز الفخر في قلب الشعب الإماراتي فحسب؛ بل كانت مصدراً للأمل والإلهام والتعاون للإنسانية جمعاء.
وأشار إلى أن هناك 60 شخصاً في المركز أسهموا في إنجاح مهمة النيادي للفضاء وهذا الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات، لافتاً إلى أن هناك خططاً استراتيجية جديدة في القطاع الفضائي سيتم الإعلان عنها قريباً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات سلطان النيادي الإمارات طموح زايد 2 الإنجاز التاریخی الشیخ محمد بن محمد بن راشد رئیس الدولة فی تاریخ
إقرأ أيضاً:
التعليم.. رسالة أساسية لبناء مجتمع مبدع
الشارقة: أمير السني
شكّل التعليم حجر الزاوية في الرؤية المستقبلية لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ أن تولى مقاليد الحكم في الإمارة. ولم يكن مجرد أداة للنمو الاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل كان أداة لتحرير العقول وتعزيز القيم الإنسانية وإعداد الأجيال لمواجهة جميع التحديات، حتى أصبح رسالة حية تحمل في طياتها أملاً كبيراً في بناء مجتمع متعلم ومبدع.
ولم يكن اهتمام سموّه العميق بالقيم التعليمية مجرد وعود، بل تجسد في مشروعات حقيقية، بدءاً من تحسين بيئة التعليم في المدارس، وصولاً إلى دعم الأبحاث العلمية وتطوير المناهج، بما يتناسب مع التطورات العالمية. ولم يكتف سموه بصنع مدارس وجامعات فقط، بل زرع في قلوب الناس حب العلم والشغف بالمعرفة، وجعل الشارقة مركزاً ثقافياً يشعّ نوراً ويغني العقول.
في إحدى مقولاته، أكد صاحب السموّ حاكم الشارقة، أن «الطفل أساس بناء المجتمع، وبتربيته وتعليمه في مراحل مبكّرة، نبني مجتمعاً قوياً وقادراً على مواجهة تحديات المستقبل»، وبهذه الرؤية الحكيمة أولى اهتماماً بالغاً بالحضانات، لدورها الحيوي في بناء شخصية الطفل منذ مراحل عمره الأولى، حيث تسهم بشكل كبير في تطوير مهاراته العقلية والاجتماعية والجسدية.
ولتنفيذ هذه الرؤية، افتتح سموّه عدداً من الحضانات في الشارقة بلغ 109، تتوفر فيها بيئات تعليمية وترفيهية آمنة، هدفها تنمية الطفل بشمول وتوازن. وبلغ عدد الأطفال المسجلين في حضانات الشارقة 23 ألفاً و996 طالباً وطالبة، وحرص سموّه على تعليم العربية في المرحلة المبكّرة، ووجه باعتمادها لغة التدريس المعتمدة في حضانات الشارقة الحكومية، إيماناً منه أن لغة الإنسان تتشكل في مرحلة طفولته.
محور الطالب
شهدت إمارة الشارقة نهضة تعليمية كبرى شكلت نقلة علمية ومعرفية وضعتها في مكانة متميزة على خريطة المدن المتقدمة علمياً، برؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتقديم تعليم ذي جودة عالية للطلاب في مدارس التعليم الخاص، سواء أكانت مدارس دولية أو تتبع المناهج المحلية أو الخاصة. كما أنشأ هيئة الشارقة للتعليم الخاص لدعم العملية التعليمية وتجويد مخرجاتها وتضافر الجهود وتكاملها بين جميع الأطراف، لتخريج طلاب مزودين بكافة المهارات التعليمية والحياتية المطلوبة.
ووجه بإنشاء الهيئة بموجب المرسوم الأميري رقم (45) لسنة 2018، لتنضوي تحت مظلتها المدارس والمراكز الخاصة والحضانات والمعاهد في الإمارة، ومنطلقاً للمزيد من العمل والتطوير لتكون الذراع اليمنى والمكملة لمنظومة التعليم الحكومي. وتهدف الهيئة إلى تمكين المجتمع التعليمي من النمو وتحقيق مخرجات طموحة بالخدمات الداعمة والفعالة لتنشئة جيل واعٍ فكرياً، مبدع ومتميز أخلاقياً وعلمياً، متسلح بقيم النزاهة والابتكار.
الاستثمار في المستقبل
تعكس رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، في إنشاء «مدارس فكتوريا» الاهتمام العميق بتطوير النظام التعليمي وتوفير أفضل الفرص للطلاب، وتقديم نموذج متميز يجمع بين الجودة الأكاديمية والتربية الشاملة.
وقد توسعت هذه المدارس في أنحاء الإمارة، حيث تقدم منهجاً أكاديمياً دولياً رفيعاً، مثل البريطاني (IGCSE)، لتوفير تعليم معترف به عالمياً يعزز قدرة الطلاب على التميز في مختلف المجالات، ويساعد في الحصول على فرص أكاديمية وعملية محلياً وعالمياً. ويأتي إنشاء «مدارس فكتوريا» جزءاً من استراتيجية تطوير التعليم الهادفة إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة تعكس الطموحات العالية لرؤية الإمارة في أن تصبح مركزاً رائداً في التعليم في المنطقة والعالم، والمدارس، خصوصاً أن هذه المدارس تسعى إلى تلبية احتياجات الطلاب من جميع الخلفيات الثقافية، ما يعزز التنوع الثقافي والفكري في المجتمع.
رمز العلم والتقدم
رأى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن المعلم رمز للعلم والتقدم، لذا أولاه مكانة كبيرة داخل المجتمع، وقد تجلى اهتمامه العميق بالمعلم في كثير من المبادرات والقرارات الهادفة إلى تعزيز دوره في العملية التعليمية، إيماناً بأنه حجر الزاوية في بناء الأجيال القادمة وتطويرها. ومن أجل تطوير المعلمين ليواكبوا أحدث التطورات، جاءت توجيهاته بإنشاء «أكاديمية الشارقة للتعليم» لنشر ثقافة التحسين المستمر في جميع المؤسسات التعليمية، وتوفير مجموعة متنوعة من البرامج لتمكين الكوادر التعليمية من الحصول على أفضل مؤهلات التطوير المهني المتاحة محلياً وعالمياً، ومساعدة المعلمين على تطوير المهارات ذات الصلة والفعالة من أجل مواكبة عالم دائم التطور. وتأتي مساعي الأكاديمية نحو تحقيق التميز الأكاديمي عبر طرح سلسلة من البرامج بدرجتي الدبلوم والماجستير، والشهادات التخصصية في التربية للطفولة المبكرة.
وتطرقت إلى طرح عدد من البرامج المستقبلية وتشمل برنامجين للقيادة التربوية بدرجتي الدبلوم والماجستير، وعدد من البرامج التي ستتناول جميع المجالات المهنية، بما في ذلك التعليم في مرحلة الطفولة المبكّرة، والتعليم الخاص والإرشاد المدرسي والتعليم العالي.
التعليم العالي
أسس صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، جامعة الشارقة عام 1997، وعمل على رعايتها ودعمها وتوجيهها لتكون لها المكانة العالمية أكاديمياً وعلمياً ومنهجياً، ويترأس الجامعة سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، حيث يحرص على أن تحافظ على تطورها وارتقائها إلى مكانة مرموقة بين الجامعات الرائدة إقليمياً وعالمياً.
ونجحت الجامعة في التقدم المستمر وتطوير أدواتها التعليمية والتدريسية، فضلاً عن التحسن في الأداء البحثي الذي أثمر احتفاظها بالمرتبة الأولى في الدولة، في النشر العلمي والاستشهادات في قواعد البيانات العالمية، وفي تصنيف الجامعات الدولية، فضلاً عن حصول برامجها الأكاديمية، على اعتمادات دولية من هيئات مرموقة.
ووفقاً لعدد من التصنيفات العالمية، فقد احتلت الجامعة المركز الأول في دولة الإمارات، وحلت في المركز الرابع عربياً، كما جاءت في المركز ال 55 آسيوياً، وفي المركز 261 عالمياً، في القائمة التي ضمت 2250 جامعة ومعهداً.
كما تفوقت الجامعة على كبرى الجامعات العريقة، في كثير من التخصصات والمجالات، منها: العلوم والتكنولوجيا الخضراء المستدامة والعلوم الهندسية، وعلوم الطاقة والوقود والنشر العلمي.
تخصصات مختلفة
تضم جامعة الشارقة 14 كلية: الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلوم الصحية والهندسة والحوسبة والمعلوماتية، وكليات العلوم وإدارة الأعمال والقانون والاتصال والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والشريعة والدراسات الإسلامية، والفنون الجميلة والتصميم، والدراسات العليا.
وتطرح الجامعة 127 برنامجاً أكاديمياً معتمداً في مختلف التخصصات، منها 57 برنامجاً في البكالوريوس، و50 في الماجستير، و17 في الدكتوراه، و3 برامج لدبلوم الدراسات العليا، ويبلغ عدد الطلبة الدارسين بالجامعة في مختلف المراحل نحو 18500 طالب وطالبة ينتمون إلى 98 جنسية. ويتجاوز عدد الخريجين 45 ألفاً من مختلف أنحاء العالم. كما يعمل فيها 730 عضو هيئة تدريسية من 50 جنسية.
الجامعة الأمريكية
تُعد الجامعة الأمريكية بالشارقة، من أبرز الجامعات في دولة الإمارات والمنطقة العربية، وأصبحت بفضل رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي أسسها عام 1997، مركزاً للتميز الأكاديمي والعلمي والثقافي، وحرص على وضع رؤية الجامعة، ومتابعة تنفيذها بزيارات متواصلة ولقاء الطلاب والاستماع إلى آرائهم، ما يعكس اهتمامه الشخصي بالجامعة ومستقبلها.
ومنذ تولي سموّ الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في أغسطس عام 2024، رئاسة الجامعة بمرسوم أميري أصدره سموّ الحاكم، شهدت الجامعة تطوراً أكاديمياً في أبحاثها وجاء تصنيفها الأخير حسب «كيو إس» العالمية للجامعات لعام 2025 ضمن أفضل 22% من المؤسسات في العالم، ومن بين أفضل ثلاث جامعات في الإمارات، وتقدمت في السمعة الأكاديمية 17 مركزاً، وفي الاقتباسات البحثية لأعضاء هيئتها التدريسية 48 مركزاً، وشملت تصنيفات «كيو أس» تقييماً ل 5,663 مؤسسة عالمية في 106 مواقع جغرافية.
أما في دولة الإمارات، فقد صنفت الجامعة بين أفضل ثلاث جامعات، وجاءت في المرتبة الثانية من حيث السمعة التوظيفية لدى أصحاب العمل ونتائج التوظيف، والثالثة في الاقتباسات البحثية لهيئتها التدريسية وتنوع جنسيات أعضاء هيئتها التدريسية وفي الاستدامة. وشهدت الجامعة ارتفاعاً ملحوظاً في مكانتها الدولية هذا العام ضمن مختلف التصنيفات العالمية، حيث صنفت ضمن أفضل 150 جامعة في آسيا، بناءً على تصنيفات مجلة «تايمز» للتعليم العالي في آسيا لعام 2024، ومن بين أفضل 125 جامعة في تصنيفات المجلة للجامعات الشابة لعام 2024. كما صنّفت ضمن أفضل 10 جامعات عربية على مدى السنوات التسع الماضية، بحسب تصنيف «كيو إس» لجامعات المنطقة العربية لعام 2024.
البحث العلمي
ووضعت الجامعة البحث العلمي ضمن أولوياتها، حيث تموّل مشاريع بحثية متعددة تتناول التحديات المحلية والعالمية، بدعم مباشر من صاحب السموّ حاكم الشارقة، كما أنها تقدم برامج أكاديمية معتمدة دولياً في مختلف التخصصات، مع التركيز على جودة التعليم، وتتميز بتبني معايير تعليمية أمريكية مدمجة مع السياق الثقافي المحلي والإقليمي.
وبفضل دعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، توفر الجامعة مرافق عالمية المستوى، بما في ذلك المكتبات والمختبرات وقاعات المحاضرات الحديثة، ومرافق رياضية وترفيهية. وعلى الرغم من تبنيها نموذجاً أكاديمياً أمريكياً، فهي تركز على تعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية ببرامج وأنشطة تعزز التراث والقيم المحلية، وتعمل جسراً يربط بين التعليم العالي واحتياجات المجتمع المحلي والإقليمي، وتسهم في تنمية الاقتصاد المحلي، بتخريج كوادر مؤهلة.
الجامعة القاسمية
تأتي رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لنشر الإسلام الوسطي المعتدل والسموّ بقيم الحوار بين الأديان والثقافات، وتعزيز المكانة العالمية للغة العربية بدعمه غير المحدود للجامعة القاسمية، لا سيّما في الدراسات المعنيّة بالقرآن الكريم وعلومه، واللغة العربية وآدابها وفنونها بكل مناحي التطوير والتحديث الأكاديمي والإداري، وطرح برامج أكاديمية جديدة، قائمة على نفع الإنسان.
ونجحت الجامعة القاسمية، أخيراً، في حصاد ثمار جهودها في الحصول على موافقة اللجان العلمية الدولية المختصة لمفوضية الاعتماد الأكاديمي، التابعة لوزارة التربية والتعليم، على تطوير برامجها الأكاديمية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية القرآن الكريم، بهدف التوافق مع أفضل الممارسات العلميّة والإدارية ضمن أعلى المتطلبات العالمية في ضمان جودة التعليم الجامعي.
وحصلت الجامعة على موافقة «مفوضية الاعتماد الأكاديمي»، على تطوير برنامج بكالوريوس الشريعة والدراسات الإسلامية، ليصبح في برنامجين متخصّصين، ، أحدهما في الفقه وأصوله، وثانيهما في أصول الدين، ما يتيح تخريج طلبة على مستوى عالٍ من التخصص. كما يتيح لها التفكير بإنشاء برامج دراسات عليا متخصصة مستقبلاً. وقد أدى التطوير التخصصي إلى خفض عدد الساعات المعتمدة المطلوبة للتخرّج، بمقدار خمس عشرة ساعة، ما يؤدي إلى ترشيد العبء الدراسي للطلبة، وزيادة جاذبية البرنامج محلياً وإقليمياً ودولياً، حتى يتخرج الطلبة في أربعة أعوام أكاديميّة من غير إرهاق.
اعتماد أكاديمي
حصلت الجامعة القاسمية على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي، على تطوير برنامج كليّة القرآن الكريم، في علوم القرآن الكريم، وقسمته إلى برنامجين متخصّصين، أحدهما في التفسير وعلوم القرآن، والثاني في القراءات، ليكون أوّل برنامج جامعي يطرح في الدولة، في خطوة نوعية تحقّق للكلية تفردها وتميزها.
كما حصلت الجامعة على موافقة المفوضية على تطوير برنامج البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، وخفض عدد ساعاته بمقدار ستّ ساعات معتمدة، بما يحقق للبرنامج مزيداً من الجاذبية العلمية للطلبة، مع المحافظة على مستواه العلمي المتميّز، والانسجام مع البرامج المناظرة في الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية.
وعلى صعيد آخر، نجحت الجامعة في الحصول على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي، على طرح برنامج بكالوريوس الآداب في الحضارة والتاريخ الإسلامي، ليكون ترجمة عملية لاجتماع كثير من الثقافات في حرمها الجامعي البهيج، التقت في بناء الحضارة والتاريخ الإسلامي ضمن الحضارة الإنسانية.
الصعود إلى الفضاء
سعياً للوصول إلى الفضاء والتبحّر في علومه ولأجل أن تصبح دولة الإمارات رائدة عالمياً، جاءت رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بإنشاء أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في 7 مايو 2015 مشروعاً قومياً وطنياً ومقراً علمياً بحثياً، يسعى إلى توعية المجتمع في جميع مجالات علوم الفضاء ولتكون رائدة عالمياً في أبحاث علوم الفضاء وترسيخ دولة الإمارات مركزاً علمياً في منطقة الخليج العربي والعالم. وتعمل الأكاديمية على إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية المكعبة تحت مسمى «الشارقة - سات»، بإطلاقها أول قمر صناعي «الشارقة-سات-1» في 2023، وإطلاق «الشارقة سات 2» منتصف 2024.
وتضم الأكاديمية مجموعة من المرافق كمختبرات الأبحاث والمرصد الفلكي والقبة الفلكية، ومعارض الفضاء، وتتفوق كل المرافق في مجال تخصصها وتقدم لمجتمعي الباحثين والزوار تجربة فريدة، حيث تعد رائدة في التكنولوجيا التي تستخدمها وتعد تجربة تعليمية وتثقيفية ممتعة.
مبادرة «قم للمعلم»
بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أطلقت «أكاديمية الشارقة للتعليم» و«هيئة الشارقة للتعليم الخاص» المبادرة المجتمعية «قم للمعلم»، للإضاءة على جهود الكوادر التعليمية، لأنهم شريان العملية التعليمية والقامة الأساسية التي تصقل المستقبل، وتثميناً لجهودهم بطرائق ملموسة، تنعكس إيجاباً على جودة حياتهم وتطورهم المهنيّ.
وتدعو المبادرة التي تعد أحد أهمّ مخرجات الدورة الثالثة لقمّة الشارقة الدولية، لتطوير التعليم في فبراير من العام الماضي، الطلاب وأولياء أمورهِم، وملّاك المدارس والإدارات المدرسية، والجامعات والهيئات والوزارات التعليمية المختصّة، إلى دعم المعلّم وتعزيز مكانته، كل وفق دوره واختصاصه، في خطوة مؤثرة تعكس الاعتراف بالدور المحوري الذي يؤديه المعلم في نسيج المجتمع وتشكيل مستقبل الأجيال.
الحضانات
وجّه صاحب السموّ حاكم الشارقة، باعتماد العربية لغة التدريس المعتمدة في حضانات الشارقة الحكومية، وتحت مظلة مقولته: «إذا أحسنّا في البداية نكون قد وضعنا يدنا على الطريق الصحيح في التعلم لهذا الإنسان»، أولى أهمية كبرى بالحضانات، كونها الانطلاقة الأولى لتعليم الأجيال. وحرص على أهمية عملية التأهيل المهني لأكاديمية الشارقة للتعليم، لتخريج المعلمين والمعلمات وتدريبهم، للعمل في الحضانات، حيث يتخرجون متخصصين في التربية والتعليم. وقد قال سموّه خلال ترؤسّه اجتماع مجلس أمناء الأكاديمية: «نحن نرى نتائج ذلك في مستويات الأطفال بالحضانات، حيث يكون التعامل معهم وتدريسهم وفق أحدث الطرائق والأساليب العلمية في التعليم المبكّر».