صحيفة البلاد:
2025-02-22@10:55:34 GMT

أحسنوا صناعة ذكرياتكم

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

أحسنوا صناعة ذكرياتكم

عندما نرحل من هذه الحياة الدنيا، يتذكرنا الجميع من خلال تصرفاتنا معهم ، وعلى حسب هذه الذكريات ، نُذكر بالخير ويُدعى لنا أو يكون عكس ذلك ويُقال: “ما يجوز عليه غير الرحمة”.

صناعة الذكريات ، ليست بالأمر الهيّن ، فهي في الحقيقة محصلة لمسيرة عمرنا الذي كتبه الله لنا ورصد لأعمالنا التي نسأل الله أن تكون في رضاه وأن يكرمنا برحمته ويدخلنا جنته يوم الموقف العظيم الذي تفتح فيه الكتب ويُنشر ما فيها .

ذكرياتنا عن الآخرين لها دور كبير في مدى الحب والكُرْهْ التي نكنّها لهؤلاء الأشخاص وهي رصيد التعامل الذي حدث بيننا ، مثلاً شخص رحل عن هذه الحياة لكن تجد ذكره دائماً بين الناس والجميع يذكره بما فعله من خير من خلال التعامل الحسن والطيب والكرم فهذا الشخص أحسن صناعة ذكرياته وأصبح محبوباً في حياته وبعد مماته ، لذلك لابد للمربي أن يغرس في أبنائه كيفية التعامل الحسن وفعل الخير وتجنّب فعل الشر والحرص على التصرفات الجيدة  .

مراحل حياتنا المختلفة عبارة عن كتاب وكل مرحلة تعتبر فصلاً كاملاً له عنوانه وتفاصيله المختلفة ، وسوف يقرأ هذا الكتاب في يوم الموقف العظيم نسأل الله أن نكون من الذين يعطون كتابه بيمينه ” فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ” ، فهذا هو الفوز الكبير في الدنيا والآخرة الذي يتمناه الجميع .

naifalbrgani@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

في الأردن.. عظام حوض الأزرق تكشف عن شكل الحياة قبل 12 ألف سنة

العثور على عظام لحيوانات عاشت قبل آلاف السنين يحمل في حد ذاته قيمة أثرية، لكن ماذا لو أضيفت إليها قيمة أخرى تتمثل في قراءة تاريخ الطبيعة من تلك العظام؟ هذا بالضبط ما فعله فريق بحثي بريطاني من خلال دراستهم المنشورة في دورية "كواتيرناري ساينس ريفيوز"، والتي أُجريت في منطقة حوض الأزرق بالأردن.

ويقع حوض الأزرق في المنطقة الشمالية الشرقية من الأردن، وهو واحة صحراوية ذات أهمية بيئية وأثرية كبيرة، ويعد جزءا من سلسلة واحات كانت تشكل مصادر مائية رئيسية للحياة البرية والبشرية على مدار آلاف السنين، وهذه المنطقة ذات أهمية خاصة، إذ شهدت وجودا بشريا منذ عصور ما قبل التاريخ، واكتُشفت بها مستوطنات بشرية مبكرة تجعلها مثالية لدراسة تأثير الإنسان والطبيعة على الكائنات التي عاشت فيها.

وجد الفريق البحثي من جامعة لندن أن عظام الحيوانات المدفونة في رمال هذه المنطقة تحمل إشارات إلى تاريخ غني ومعقد، وتُظهر هذه الإشارات كيف انحنت الكائنات التي كانت تسير بخطى واثقة أمام عواصف التغيرات المناخية، لتنخفض أحجامها في تعبير عن الصمود والتكيف مع عالم متغير.

وخلال الفترة الممتدة من أواخر العصر الجليدي وأوائل العصر الهولوسيني (منذ 130 ألفا إلى 7 آلاف عام) حدثت تغيرات مناخية كان الباحثون مهتمين بمعرفة تأثيرها على أحجام أجسام الثدييات، ووجدوا أن منطقة حوض الأزرق بالأردن كانت مثالية لدراسة هذه الظاهرة.

إعلان

وشهد العصر الجليدي المتأخر، الذي انتهى منذ نحو 12 ألف عام، انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة وتوسعا في الغطاء الجليدي. ومع بداية العصر الهولوسيني، الذي بدأ قبل حوالي 11 ألفا و700 سنة، شهدت الأرض تحسنا في المناخ وتراجعا للجليد، مما أدى إلى تغييرات جذرية في النظم البيئية وانتقال العديد من الأنواع إلى بيئات جديدة.

وقدمت هذه التغيرات المناخية للعلماء أدلة قوية على كيفية تأثر الأنواع، خاصة الثدييات الكبيرة، من خلال التكيف أو الهجرة أو الانقراض.

وتقول عالمة الآثار الحيوانية بجامعة لندن لويز مارتن والباحثة الرئيسية في الدراسة في تصريحات خاصة للجزيرة نت "كنا نريد الفصل بين تأثيرات هذه التغيرات المناخية والاستيطان البشري على أحجام الحيوانات، واخترنا حوض الأزرق بالأردن لأنه شهد تزايد النشاط البشري خلال الحقبة الهولوسينية، مما يسمح بفحص تداخل الضغوط البيئية والبشرية على الكائنات التي عاشت هناك".

الباحثون قاموا بجمع وقياس عظام حيوانات الغزال والأرنب والثعلب من 19 موقعا أثريا في حوض الأزرق (نيب وايلدلاند) استبعاد تأثير الصيد البشري

قام الباحثون بجمع وقياس عظام حيوانات الغزال والأرنب والثعلب من 19 موقعا أثريا في حوض الأزرق، وشملت القياسات كل أجزاء الهياكل العظمية لهذه الحيوانات، بما في ذلك العظام الصغيرة كعظام الكاحل والأصابع.

ووجد الباحثون انخفاضا ملحوظا في أحجام الثدييات خلال فترة الحقبة الهولوسينية، خاصة بين 9 آلاف إلى 7,500 سنة مضت. وعن هذا التراجع تقول مارتن "أخذنا في الاعتبار مجموعة عوامل لفهم هذا التغير الطويل الأمد. ففي البداية، وضعنا فرضية أن الصيد البشري استهدف الذكور الكبيرة مثل الغزلان، بينما تُركت الإناث الأصغر حجما، والفكرة هنا هي أن الصيد الانتقائي للذكور الكبيرة قد يؤدي إلى تراجع عام في حجم الحيوانات بمرور الوقت. ومع ذلك، من خلال التحليلات القياسية للعظام، تمكنا من استبعاد هذه الفكرة".

إعلان

وتوضح مارتن أنه "عند مراجعة حجم الحيوانات المختلفة التي عثر عليها، لاحظنا أن الانخفاض في الحجم لم يكن مقتصرا على نوع واحد فقط من الثدييات مثل الغزلان، بل ظهر أيضا في الثعالب والأرانب، وهي حيوانات غير مستهدفة بشكل رئيسي من قبل الصيد البشري، فلو كان الصيد البشري هو السبب الرئيسي لكان من المفترض أن يتأثر حجم الحيوانات المستهدفة فقط (مثل الغزلان)، ولكن وجود اتساق في الانخفاض بين أنواع متعددة يشير إلى وجود عوامل بيئية أوسع تؤثر على هذه الأنواع بشكل عام".

التغيرات المناخية والبيئية خلال فترة الهولوسين المبكرة لعبت دورا أكبر في انخفاض أحجام الحيوانات (الجزيرة) إزاحة الصفات والفرضية البديلة

وتضيف مارتن أن "الفرضية البديلة التي دعمها الفريق هي أن التغيرات المناخية والبيئية خلال فترة الهولوسين المبكرة لعبت دورا أكبر في هذا الانخفاض، فقد هيأت التغيرات في المناخ ظروفا أكثر دفئا وجفافا أدت إلى تغييرات في توزيع الأنواع والتنافس بينها، وهو ما يُعرف بإزاحة الصفات".

وتحدث "إزاحة الصفات" عندما تعيش أنواع متقاربة في البيئة نفسها وتتنافس على الموارد المتاحة، ومع الوقت يؤدي التنافس المستمر بين الأنواع إلى تغيير في خصائص أحد الأنواع أو كليهما لتقليل هذا التنافس، مما يزيد من فرص بقاء كلا النوعين.

وفي سياق هذه الدراسة، وجد الباحثون أن التغيرات المناخية وزيادة الجفاف أدت إلى منافسة أكبر بين الأنواع تسببت في إزاحة صفات مثل حجم الجسم لتناسب الظروف البيئية المتغيرة والموارد المحدودة.

وعن دقة القياسات العظمية التي اعتمدت عليها الدراسة في تفسير التغيرات في أحجام الحيوانات، أوضحت مارتن أن الفريق استخدم قياسات دقيقة للغاية للعظام، إذ تم قياس عرض العظام التي تمثل الأجزاء الحاملة للوزن، وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن هذه القياسات ترتبط بشكل كبير بحجم الحيوان ووزنه.

إعلان

وأضافت "نحن نستخدم أجهزة دقيقة لقياس العناصر العظمية الأثرية إلى عُشر المليمتر، ولدينا مستويات عالية من الدقة والقابلية للتكرار بفضل سنوات من الخبرة في التحليلات القياسية".

التأثيرات المستقبلية

وعن كيفية الاستفادة من نتائج الدراسة في تحليل هجرة الأنواع الحيوانية وتوزعها، أكدت مارتن أن "المنطقة الشرق أوسطية والعربية شهدت تغيرات كبيرة في توزيع الحياة البرية بسبب التأثيرات البشرية، مثل الصيد المفرط والمنافسة مع الماشية وفرض الحدود بين الدول، وهذه العوامل أدت إلى تقليص نطاق انتشار الحياة البرية، وأصبحت العديد من الأنواع البرية اليوم محصورة في المحميات والمناطق المحمية التي تعمل على حفظ بقاء بعض الأنواع، لكنها لا تعكس الوضع الطبيعي الذي كان موجودا في الماضي".

وتبرز مارتن أهمية الأبحاث الأثرية مثل تلك التي أُجريت في منطقة حوض الأزرق بالأردن، التي أظهرت أن هذه المنطقة كانت غنية بالحياة البرية حتى القرن العشرين.

ورغم أن الحيوانات تتكيف مع التحولات المناخية والبيئية، فإن التأثيرات البشرية مثل الصيد والتدخلات البيئية الأخرى ألحقت أضرارا جسيمة بتلك الحياة البرية وأثرت على نمط وجودها وهجرتها الطبيعي.

وتقول "نتائجنا يمكن أن تسهم في فهم أفضل للتحديات التي تواجه الأنواع الحيوانية اليوم، وتقديم معلومات قيمة لتحديد إستراتيجيات مستقبلية لحماية هذه الأنواع وإدارة الموارد الطبيعية في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • عبد الله ناكر: على الجميع احترام راية الدولة وأي رايات أخرى تعد فتنة
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • بتمويل من الحزب.. ملعب المدينة الرياضية يعود إلى الحياة
  • البواري: الجميع منخرط لتعزيز مراقبة جودة المنتجات الفلاحية والغذائية خلال شهر رمضان
  • مقاتل من حزب الله يعود إلى الحياة بعد فقدانه لأشهر.. سأل عن نصر الله (شاهد)‏
  • صور نادرة للعائلة.. أحمد الفيشاوي يستعيد الذكريات بهذه الصور
  • هاشم: العدوان الذي اصاب لبنان غايته تحويل المناطق الجنوبية خاصة منزوعة الحياة
  • العماد الذي لا مثيل له في البلاد‏
  • أمين الفتوى يوضح ضوابط التعامل بين الرجال والنساء في بيئة العمل
  • في الأردن.. عظام حوض الأزرق تكشف عن شكل الحياة قبل 12 ألف سنة