عندما نرحل من هذه الحياة الدنيا، يتذكرنا الجميع من خلال تصرفاتنا معهم ، وعلى حسب هذه الذكريات ، نُذكر بالخير ويُدعى لنا أو يكون عكس ذلك ويُقال: “ما يجوز عليه غير الرحمة”.
صناعة الذكريات ، ليست بالأمر الهيّن ، فهي في الحقيقة محصلة لمسيرة عمرنا الذي كتبه الله لنا ورصد لأعمالنا التي نسأل الله أن تكون في رضاه وأن يكرمنا برحمته ويدخلنا جنته يوم الموقف العظيم الذي تفتح فيه الكتب ويُنشر ما فيها .
ذكرياتنا عن الآخرين لها دور كبير في مدى الحب والكُرْهْ التي نكنّها لهؤلاء الأشخاص وهي رصيد التعامل الذي حدث بيننا ، مثلاً شخص رحل عن هذه الحياة لكن تجد ذكره دائماً بين الناس والجميع يذكره بما فعله من خير من خلال التعامل الحسن والطيب والكرم فهذا الشخص أحسن صناعة ذكرياته وأصبح محبوباً في حياته وبعد مماته ، لذلك لابد للمربي أن يغرس في أبنائه كيفية التعامل الحسن وفعل الخير وتجنّب فعل الشر والحرص على التصرفات الجيدة .
مراحل حياتنا المختلفة عبارة عن كتاب وكل مرحلة تعتبر فصلاً كاملاً له عنوانه وتفاصيله المختلفة ، وسوف يقرأ هذا الكتاب في يوم الموقف العظيم نسأل الله أن نكون من الذين يعطون كتابه بيمينه ” فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ” ، فهذا هو الفوز الكبير في الدنيا والآخرة الذي يتمناه الجميع .
naifalbrgani@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الجميع «منتصر» في اتفاق غزة!
إذا تم الإعلان عن اتفاق غزة فسوف يحتفل كل طرف «حماس – إسرائيل – الوسطاء» بالانتصار، وسوف يعزو كل طرف وينسب كل فريق الإنجاز لنفسه، وكأنه المنتصر الكامل والفائز المطلق في نهاية هذه الرواية الدموية المؤلمة.
سوف تخرج «حماس»، كما فعل «حزب الله»، وسوف تقول إن ما قامت به في 7 أكتوبر 2023، ودماء مقاتليها ودماء أهل غزة هي التي أعادت أكثر من ألف أسير فلسطيني.
ستقول «حماس» ذلك متناسية أن إسرائيل اعتقلت منذ 7 أكتوبر، وبسببه أكثر من 6 آلاف فلسطيني من غزة والضفة.
سوف يخرج نتنياهو معلناً أن عملياته العسكرية الموغلة في العنف والتوحش هي التي أجبرت «حماس» على تبادل الرهائن، وهي التي ألحقت الهزيمة بـ«القسام».
سوف يخرج فريق بايدن الذي يسلم السلطة بعد 4 أيام إلى ترامب، لينسب لنفسه أن سياسته والعمل الشاق لفريقه الدبلوماسي مع الأطراف كافة، هو الذي أدى إلى التوصل إلى هذه المرحلة.
سوف يقول الوسطاء العرب إنهم تحملوا ما لا يطيق بشر، في تذليل العقبات بين أطراف صعبة وشديدة التعنت في مسائل حساسة بالغة التعقيد.
سوف يخرج فريق ترامب ليقول إنه لولا تهديد الرئيس المنتخب بأنه لو لم يتم إنجاز الاتفاق قبل تنصيبه، فإن المنطقة سوف تشهد «جهنم» غير مسبوقة.
بايدن صرح بالأمس بأن جهوده المستمرة هي التي أدت للتوصل للاتفاق، وأنه يترك الحكم وهو راضٍ عن سياسته الخارجية بوجه عام، والشرق الأوسط بشكل خاص.
الهزيمة – دائماً – يتيمة سياسياً، أما الانتصار السياسي فله مائة أب!